حكم مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2024-04-24 - 1445/10/15
التصنيفات:

 

 

فتاوى الشبكة الإسلامية

 

السؤال

سؤالي: هل يجوز لي وأنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أن أخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وأكلمه كأني أكلم رجلا وأن أقول له مثلا: أعاهدك على الذود عنك وعن سنتك؟.

 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فمثل هذا العمل لا يعرف عن السلف الصالح, ولو كان خيرا لسبقونا إليه, وهومع ذلك لا يخلو من حالين:

 

إما أن يجهر فاعله ويرفع به صوته, كأنه ينادي النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرة, وفي هذا سوء أدب, وقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَك مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ { الحجرات:4}.

 

وإما أن يسر بذلك ويخافت به, فيكون كالذي يخاطب نفسه, وهذا إنما يقبل إن حصل عفويا دون تعمد وتبييت نية وقصد لتخصيص هذا المكان بهذا الفعل, كأن يدور في خلده هذا المعنى بسبب وجوده في المسجد وقربه من الأماكن التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم, وأما مع تبييت النية والقصد لذلك واعتقاد فضله فلابد من دليل عليه، هذا مع كوننا نعتقد أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ولكن هذه الحياة البرزخية تختلف عن الحياة في الدنيا, ولا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى, كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 23341.

 

وعلى ذلك، فلا يصح الاستدلال بهذه الحياة على صحة معاملة الأنبياء في قبورهم كالأحياء من حيث المناداة والاستغاثة والاستعانة ونحو ذلك, وهذا مما يعاب على المشركين ـ كالنصارى وغيرهم ـ كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة: يخاطبون الميت عند قبره، أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرا حيا. اهـ.

 

وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 14616التنبيه على الحالات الأساسية لمناداة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته.

 

والله أعلم.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات