حقيقة العمل الصالح

صالح بن عبد الله بن حميد

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/لكل ساعات العمر وظائف عبادة 2/ منزلة العمل الصالح في الدين 3/ متطلبات تحقيق العمل الصالح 4/ منزلة الإخلاص والمتابعة 5/ تحري الطيبات 6/ المداومة على العمل الصالح 7/ تحري التوسط والاعتدال في الأعمال 8/ الدعاء بقبول العمل الصالح .
اهداف الخطبة
بيان منزلة العمل الصالح / الإرشاد إلى متطلبات العمل الصالح.
عنوان فرعي أول
حتى يكون العمل صالحا
عنوان فرعي ثاني
هل في العمل الصالح توسط ؟
عنوان فرعي ثالث
إنما يتقبل الله من المتقين

اقتباس

الإيمان بالله ومعرفته وتوحيده، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل ولزوم السنة، وأكل الحلال، والمداومة والقصد والتوسط، وإتباع السيئة الحسنة، والتوبة والاستغفار والبكاء على الخطيئة، كل أولئك علائم ومنارات وضوابط ومتطلبات لتحقيق العمل الصالح.

 

 

 

أما بعد:

 

فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، وارغبوا فيما عنده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا، فطالبها مكدود، والمتعلق بما متعب مجهود، والزاهد فيها محمود، واستعيذوا بالله من هوى مطاع، وعُمُر مُضاع، ورحم الله عبدًا أعطي قوةً وعمل بها في طاعة الله، أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله.
أيها المسلمون، للمسلم في كل ساعة من عمره وظيفة لربه، عليه أن يقوم بها حسب الاستطاعة، وعلى قدر الطاقة، فاتقوا الله ما استطعتم، (لاَ يُكَلّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) [البقرة: 286].
إنها وظائف ومطلوبات تستغرق الحياة كلها، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىا يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذالِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163].
ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ بما امتن الله به على عباده من مواسم الفضل ونفحات الدهر، في شهر رمضان كله، ثم في عشره الأخيرة، وفي عشر ذي الحجة، وفي يوم عرفة، ثم في الحج ومناسكه، في كل هذه المواسم والنفحات مزيدُ الفضل ومضاعفات الأجر.
إن هذه الوظائف والمرغوبات تستدعي من المسلم الحصيف أن يتلمَّس الأعمال الصالحات، ويتحرَّاها في حقيقتها وأثرها وسعتها وثمارها.

أيها المسلمون، حجاج بيت الله:

الأعمال الصالحات منزلتها في الدين عظيمة، ومرتبتها في الإسلام عالية، فهي قرين الإيمان في كتاب الله، وأثره وثمرته وجزؤه، (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّـالِحَـاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً) [طه: 112]، (إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) [الكهف: 107]، (مَنْ عَمِلَ صَـالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَواةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
كتاب الله العزيز وسنة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد تظافرا في بيان حقيقة ذلك ومتطلباته، وأثره وثماره، وسعة دائرته وعلامة صحته، وأسباب قبوله.

أيها الإخوة:

الإيمان بالله ومعرفته وتوحيده، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل ولزوم السنة، وأكل الحلال، والمداومة والقصد والتوسط، وإتباع السيئة الحسنة، والتوبة والاستغفار والبكاء على الخطيئة، كل أولئك علائم ومنارات وضوابط ومتطلبات لتحقيق العمل الصالح.
من عرف الله ولم يعرف الحق لم ينتفع، ومن عرف الحق ولم يعرف الله لم ينتفع، ومن عرف الله وعرف الحق ولم يخلص العمل لم ينتفع، ومن عرف الله وعرف الحق وأخلص العمل ولم يكن على السنة لم ينتفع، وإن تمَّ له ذلك ولم يأكل الحلال ويجتنب الحرام وأكبَّ على الذنوب لم ينتفع.
عباد الله:
لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه وبآياته، عابدٌ مخلص، وجلٌ مشفق، يستصغر عباداته، ويستقلُّ طاعاته، مدركٌ لجلال الله وعظمته، وعلمه وإحاطته، رقيب له في شعائره ومشاعره.
أيها المسلمون، حجاج بيت الله:
العمل الصالح لا بد أن يكون سليمًا من الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله، خفيِّه وجليِّه، (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) [الكهف: 110]، وفي الحديث الصحيح: ((يقول الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
ولا بد في العمل الصالح أن يكون سليمًا من البدع ومحدثات الأمور، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، و((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، ((وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، فلا بد من لزوم متابعة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يُعبد الله إلا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي التنزيل العزيز: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَـالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63]، بالمتابعة يتحصن المسلم من البدع كلها، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها.
والعمل الصالح ـ أيها الإخوة المسلمون ـ لا بد فيه من الإخلاص، إن من أشد المفسدات، ومانعات القبول، ومبعدات التوفيق عدم الإخلاص والإشراك في النية والمقاصد، وفي الحديث: ((إياكم وشرك السرائر، يقوم رجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر)) رواه ابن خزيمة في صحيحه.
وإذا كان الرياء هو العمل لأجل الناس، فإن هناك نوعًا خطيرًا ذلكم هو العمل لأجل النفس وحظوظها، لا لأجل الله وابتغاء مرضاته والأمل فيما عنده، إن من عدم التوفيق أن يعمل العبد ليرضي نفسه، ويبتغي حُظوظ دنياه، يصوم ويتصدق ويتزهد ويتورع لما يرجو من الدنيا وغاياتها.
الإخلاص ـ حفظك الله ـ أن يستوي حال الظاهر والباطن، عبدُ الله المخلص يعمل عمله لله سواء رآه الناس أم لم يروه، وسواء كان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن، فليس له توجهٌ إلا لله، وليس له طمع إلا في جنة الله، وليس له غاية إلا في رضوان الله، ليس له هرب إلى من سخط الله، وليس له حذر إلا من عذاب الله.
المخلص لن يزيد عمله لأجل الحظوظ العاجلة، ولا ينقص بنقصها، إن كان في الساقة كان في الساقة، وإن كان في الحراسة كان في الحراسة، إذا حضر لم يعرف، وإذا غاب لم يُفقد.
أيها المسلمون، حجاج بيت الله:
إن موضوع النيات ومعالجاتها موضوعٌ خطير دقيق، هو أساس القبول والرد، وهو سبيل الفوز والخسران، يقول سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئًا أشدَّ من نيتي، فإنها تنقلب عليَّ"، وعن يوسف بن أسباط: "تخليص النية وفسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد"، وما أتي كثير من الناس إلا من ضياع نياتهم وضعف إخلاصهم.
الله الله في أنفسكم عباد الله، إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب وإخلاصها. الإخلاص ـ بإذن الله ـ يورث القوة في الحق والصبر والمثابرة والمداومة، بالإخلاص يتضاعف فضل الله، ويعظم أجره وثوابه، بل الإخلاص يجعل المباحات طاعات وعبادات وقربات، ومن ثمَّ تكون حياة العبد كلها لله، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ) [الأنعام: 162، 163].

أيها الإخوة:
ويقترن بالإخلاص تحري الطيبات، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، والطيب ما طيَّبه الشرع، لا ما طيَّبه الذوق، والطيب توصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات، (قُل لاَّ يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ ياأُوْلِى الألْبَـابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 100].
ومن صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يحلُّ الطيبات، ويحرم الخبائث، والمؤمن طيبٌ كله؛ قلبه ولسانه وجسده، فقلبه طيب لما وقر فيه من الإيمان، ولسانه طيب لما يقوم به من الذكر، وجسده طيب لما تقوم به الجوارح من كل عمل صالح. ومن أعظم ما يحصل به طيب العمل طيب المطعم، وحل المأكل، فالعمل الصالح لا يزكو إلا بأكل الحلال، وقد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين، فقال آمرًا رسله عليهم السلام: (ياأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيّبَـاتِ وَاعْمَلُواْ صَـالِحاً) [المؤمنون: 51]، وقال آمرًا عباده المؤمنين: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـاكُمْ وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172].
يقول بعض السلف: "لو كنت مقام السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك"، وكل لحم نبت بالحرام فالنار أولى به.
ولا تنس ـ رعاك الله ـ وأنت تتحرى الأعمال الصالحة، لا تنس المداومة عليها، وفي الخبر الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((أدومها وإن قل))، وقد كان عمله عليه الصلاة والسلام ديمَة، يقول الإمام النووي رحمه الله: "بدوام القليل تستمر الطاعة، تستمر بالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله، فينمو القليل الدائم حتى يزيد على الكثير المنطقع أضعافًا كثيرة"، ويقول ابن الجوزي رحمه الله: "مداوم الخير ملازم لخدمة مولاه، وليس من لازم الباب في وقت ما كمن لازم يومًا كاملاً ثم انقطع".
ويقترن بالمداومة تحري القصد والاعتدال والتوسط، ومراعاة الحقوق والواجبات، والموازنة بين المسؤوليات، فإن لنفسك عليك حقًا، ولزوجك عليك حقًا، ولزورك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه، فلا ينبغي للعبد أن يجتهد في جانب ليفرط في جوانب، ((فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)) ، و((إن الله لا يمل حتى تملوا، واكلفوا من العمل ما تطيقون)).

أيها الإخوة:
هذا هو العمل الصالح، وهذه هي مقتضياته ومتطلباته، ومع هذا فإن العبد محل التقصير، ومحط الخطايا، وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، الموفَّقون للعمل الصالح ذوو القلوب المخلصة، والتوحيد الخالص، وهِمَمٍ جادة، موفون بتكاليف الشرع، بعيدون عن الغفلة والأثرة، يسلكون مسالك الإيثار، يرجون رحمة الله، (وَيَخَـافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا) [الإسراء: 57].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِـئَايَـاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىا رَبّهِمْ راجِعُونَ أُوْلَـئِكَ يُسَـارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَهُمْ لَهَا سَـابِقُونَ) [المؤمنون: 57 ـ 61].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفورالرحيم.

  

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ مستيقنٍ بها في جنانه، ومقرٍّ بها بلسانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله المبلغُ للوحيين: سنته وقرآنه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الإخوة المسلمون، الغفلة رأس الخطايا، يقول الحسن رحمه الله: "الحسنة نورٌ في القلب، وقوةٌ في الدبن، والسيئة ظلمة في القلب، ووهن في البدن، وظُلم المعصية يطفئ نور الطاعة".
فاجتهدوا ـ رحمكم الله ـ في المبادرة إلى الخيرات، والمسارعة في الطاعات، والمسابقة إلى الصالحات، (وَالسَّـابِقُونَ السَّـابِقُونَ أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [المعارج: 10، 11]، (وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَـافِسُونَ) [المطففين: 26 ] و(لِمِثْلِ هَـاذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَـامِلُونَ) [الصافات: 61 ] (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْراتِ) [البقرة: 148 ]وفقكم الله، فإن الآفات تعرض، والموانع تمنع، والموت يأتي بغتة، والتسويف من مداخل الشيطان، والمبادرة أخلص للذمة، وأحسم في الأمر، وأبعد عن المطل، وأرضى للرب، وأمحى للذنب.
ولقد استوقف الصالحين قول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27]،  وكان فيها خوف السلف، بكى عامر بن عبد الله حين حضرته الوفاة، فقيل له: ما يبكيك، وقد كنت وكنت؟ فقال: "إني أسمع الله يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)"، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: (لأن أستيقن أن الله قد تقبل مني صلاة واحدة أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها؛ إن الله يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)).
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، واحذروا وحاسبوا، كيف بمن عرف الله فلم يؤد حقه؟! وكيف بمن يدعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعمل بسنته؟! وكيف بمن يقرأ القرآن ولم يعمل به؟! يتقلَّب في نعم الله فلم يشكرها، لم يتخذ الشيطان عدوًا، لم يعمل للجنة، ولم يهرب من النار، لم يستعد للموت، اشتغل بعيوب الناس، وغفل عن عيوب نفسه، هذا وأمثاله في غمرة ساهون، تستدرجهم النعم، ويطغيهم الغنى، ويلهيهم الأمل، (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَـانُ فَأَنسَـاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) [المجادلة: 19]،  ولسوف يندمون إن لم يتوبوا، ولات ساعة من مندم.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وجدُّوا واجتهدوا وسددوا وقاربوا والقصد القصد تبلغوا، ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله...

 

 

 

 

المرفقات

122

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات