خطبة قصيرة عن الظلم

عبد الرحمن بن ناصر السعدي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/أهمية التعلق بالله وحده 2/ جزاء من تعلّق بغير الله 3/ ذكر حديث: "إني حرمت الظلم"
اهداف الخطبة
التنبيه على وجوب التعلق بالله وحده/ التحذير من الظلم
عنوان فرعي أول
فلا تظالموا
عنوان فرعي ثاني
الله جوادٌ واجدٌ ماجدٌ

اقتباس

وأشعروا قلوبكم الافتقار إليه على الدوام، في هداية قلوبِكُمْ، وحصول مطلوبكم على التمام، فقد سَِعِدَ من تعلَّق قلبُهُ خوفاً, ورجاءً بالملك المولى، وقد خابَ من طغى, وأعْرَضَ واستغنى. فمن تعلَّق بغير الله؛ وُكِلَ إليه، ومن تعلَّق بربَّه؛ أسعفهُ بمرادهِ، وقرَّبَهُ إليْه.

الحمد لله الغني الحميد, الواسع الكرم, ذي الخير المديد, يسألُهُ من في السَّموات والأرض, وقد تكفَّل بشؤون العبيد, فسبحانه من إله كريم, وسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً، وتبارك من أَوْلَى عبادهُ عفواً ومغفرةً وحلماً، ونشهدُ أن لا إله إلا الله, وحدهُ لا شريك له في جميع النعوت والصفاتِ، ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ, أفضل الرسل, وخير المخلوقات، اللهم صل وسلم وبارك على محمد, وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات.

أمَّا بعد:

أيُّها الناس, اتَّقوا الله تعالى بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه، واشكروه على سوابغ نعمه وأياديه، وأشعروا قلوبكم الافتقار إليه على الدوام، في هداية قلوبِكُمْ، وحصول مطلوبكم على التمام، فقد سَِعِدَ من تعلَّق قلبُهُ خوفاً, ورجاءً بالملك المولى، وقد خابَ من طغى, وأعْرَضَ واستغنى.

فمن تعلَّق بغير الله وُكِلَ إليه، ومن تعلَّق بربَّه أسعفهُ بمرادهِ، وقرَّبَهُ إليْه.

قال صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرَّماً, فلا تظالموا.

يا عبادي, كلكم ضالٌ إلاَّ من هديتُهُ, فاستهدوني؛ أهدِكُم.

يا عبادي, كلكم جائع إلا من أطعمته, فاْستطعموني؛ أطعمكم.

يا عبادي, كلكم عارٍ إلا من كسوته, فاستكسوني؛ أكسكم.

يا عبادي, إنكم تُخطئون باللَّيل والنَّهار, وأنا أغفرُ الذُّنوب جميعاً, فاستغفروني؛ أغفِر لكم.

يا عبادي, لو أنَّ أولَكَمْ, وآخركُم, وإنْسكم, وجنَّكم, كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منكم, ما زاد ذلك في ملكي شيئاً.

يا عبادي، لو أن أولكم, وآخركم, وإنسكم, وجنكم, كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم, ما نقص ذلك من ملكي شيئاً.

يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم, وآخركم, وإنسكم, وجنَّكم, قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني، فأعْطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتهُ، ما نقص ذلك مما عندي إلاَّ كما ينْقص المُخيطُ إذا غُمس في البحر، ذلك بأني جوادٌ واجدٌ ماجدٌ, عطائي كلامٌ, وعذابي كلامٌ, إنَّما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له: كن فيكون.

يا عبادي, إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم, ثم أوفيكم إيَّاهم، فمن وجد خيراً، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك, فلا يلومنَّ إلا نفسه".

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر:15].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

المرفقات

551

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات