اقتباس
فأصل الاحتفال كان وثنيا ولا زالت فيه علامات الوثنية، ثم انتقل ليدخل إلى أعياد النصارى ومناسباتهم، ثم صارت مناسبة سنوية تتم فيها الفواحش والمنكرات، حيث يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد، ويكتب كل منهم اسمه في..
أمّا الكتّاب اللذين يزعمون أنّنا نحرم الحب، فهم مضللون ومخادعون، فنحن نعرف الحب ونحترمه، ونعرف منبعه وأين نجعله، أمّا احتفالكم بأعياد (وثنية) فلأنّكم أضعتم الطريق وصرتم تبحثون لكم عن هوية في مخلفات الأمم......
الحب ... كلمة صغيرة قليلة الحروف، لكنها كبيرة المعنى، عظيمة الأثر.. من عظم هذه الكلمة احتار النّاس في معناها، وربّما من أجل هذه الكلمة زهقت أنفس وسالت دماء!!
الحب... لا يعرف طعمه إلاّ من ذاقه ثم فقده!! فلوعة الفراق وألمه وعذابه دليل تغلغل (الحب) إلى أعماق القلب وسيرها في مجرى الدماء ومخالطتها لكل المشاعر والأحاسيس.
الحب... إمّا أن يكون مشروعاً ومحموداً وإمّا أن يكون ممنوعاً ومذموماً، وغاية الحب التعبد وهي مرتبة لا تجوز إلاّ (لأعظم محبوب) وهو الله -جل وعلا-، ويصل الحب فيها إلى درجة التذلل والخضوع بحيث لا يعترض على أي أمر يؤمر به ولا يخالف ما يحبه حبيبه فيحب كل ما أحبه الله، ويبغض كل ما يبغض، بل ويحاول الحبيب أن يجعل كل حبه في الدنيا تبعا لحب (أعظم حبيب) وهو الله -تبارك وتعالى-، فيحب فيه ويبغض فيه.
الحب... يجعل الحبيب يسهر الليالي ويهجر النوم، يدع الطعام والشراب والشهوة من أجل حبيبه، ترجف القدمان من طول القيام والوقوف ولا يشعر بهما من أجل حبيبه، تدمع العينان وتسيل الدموع شوقاً لحبيبه وطلباً لرؤيته، يقرأ كلامه مرات ومرات ومرات لا يمل ولا يكل.. بل يزداد شوقاً وطمعاً، يناجيه في السر والخفاء ساعات وساعات.. يكفيه أنّ حبيبه يسمعه!!.. لو طلب منه حبيبه وقته لأعطاه لو طلب ماله لأعطاه لو طلب حياته ودمه لأعطاه بلا تردد، فمن أجله يرخص كل شيء، أنّه الحبيب الأعظم، أنّه (الله).
الحب.. يتدرج بصاحبه حتى يصل إلى مرتبة كبيرة تجعل صاحبها لا يفعل إلّا ما يرضي حبيبه!! فهل رأيتم حبيباً لا يأكل إلاّ ما يرضي حبيبه، ولا يشرب إلاّ ما يرضيه، ولا يلبس إلاّ ما يرضيه، ولا يمشي إلاّ إلى ما يرضيه، لا يسمع إلاّ ما يرضيه، ولا يرى إلاّ ما يرضيه، حركاته.. سكناته.. كلامه.. صمته.. نومه.. سهره.. أخذه.. عطاؤه.. كل هذا لا يفعله إلاّ إذا كان يرضي حبيبه!! بل حياته وموته في سبيل حبيبه!!فهل هناك حب أعظم من هذا الحب؟! .. إنّه (الحب) الأعظم ولا يستطيعه إلاّ المؤمنون الصادقون، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ) [البقرة:165].
ما يسمى هذه الأيام بـ "عيد الحب" أو "الفالنتاين" فهو كلام فارغ!! وبدعة شيطانية أصلها مرتبط بالديانة الوثنية الرومانية، التي كانت تحتفل في منتصف شهر فبراير بآلهتهم، ولهم إله يسمى إله (الخصوبة)!!
ولما انتقل الرومان الوثنيون إلى الديانة النصرانية ربطوا هذا اليوم بقصة القديس "فالنتاين" الذي قتل من أجل عقد قران المحبين في كنيسة مخالفا أوامر الإمبراطور الروماني.
فأصل الاحتفال كان وثنيا ولا زالت فيه علامات الوثنية، ثم انتقل ليدخل إلى أعياد النصارى ومناسباتهم، ثم صارت مناسبة سنوية تتم فيها الفواحش والمنكرات، حيث يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد، ويكتب كل منهم اسمه في ورقة ويتم تبادل الأوراق فيحصل كل رجل على حبيبة جديدة يقبلها وتكون عشيقته!! وتمارس في هذا اليوم الفواحش والجنس، حتى أنّ الكنيسة ثارت على هذا اليوم وتقاليده وتوقف الاحتفال فيه لقرون طويلة، حتى تم إحياؤه في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
فالاحتفال بما يسمى عيد الحب تقليد واتباع لعبادة ودين وثني، ثم دين نصراني محرف، وما يحصل فيه من منكرات وفواحش إنّما هي اتباع لخطوات الشيطان، واستغلال التجار والمحلات هذا اليوم لترويج بضائعهم بشعارات وسلع ترتبط بما يسمى "عيد الحب"، إنّما هو كسب غير مشروع، ولو قاطع النّاس هذه المحلات لكفت عن غيها وإضلالها للنّاس، وكل شعار يرفع أو لون (أحمر) يلبس في هذه الأيام يقصد صاحبه الاحتفال بعيد الحب، فإنّما هو نقص في الدين والخلق، فلنتأمل!
نحن نعرف الحب.. ولا نحرمه.. ولكن الحب في مكانه المشروع، فكم يؤجر الإنسان عندما يحب زوجته ويصرف قلبه لها، وتحب المرأة زوجها، أمّا ما يحصل اليوم من معاكسات وتحرشات جنسية وكلام ساقط باسم الحب، فهذا فعل لا يدل إلاّ على أخلاق صاحبه.
أمّا الكتّاب اللذين يزعمون أنّنا نحرم الحب، فهم مضللون ومخادعون، فنحن نعرف الحب ونحترمه، ونعرف منبعه وأين نجعله، أمّا احتفالكم بأعياد (وثنية) فلأنّكم أضعتم الطريق وصرتم تبحثون لكم عن هوية في مخلفات الأمم.
المصدر: طريق الإيمان
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم