عناصر الخطبة
1/ دلالات إجبار المسلمة على خلع ملابسها على شاطئ فرنسا 2/ أطفال سوريا بين عمران وإيلان 3/ صور من عداء أهل الكفر في أنحاء الأرض للمسلمين في كل مكان 4/ وسائل نهوض الأمة من كبوتها 5/ الحث على المحافظة على نعم الله والحذر من مساخطه.اقتباس
ولن أتحدَّثَ عن عِمرانَ ذلكَ الطِّفلُ ذو الخمسةِ أعوامِ.. والذي أُخرجَ من تحتِ حُطامِ بيتِهم الصَّغيرِ في حلبِ الشَّامِ.. بعدَ أن قُصفَ بطائراتِ الرُّوسِ المُجرمةِ.. هل رأيتم صمتَه الرَّهيبَ؟.. وهل لاحظتم هدوءَه الغريبَ؟.. وكأنَّه يريدُ أن يُوصِلَ رسالةً إلى العالمِ الإنساني.. المسلمِ والكافرِ والقاصي والدَّاني.. أنَّ الكلامَ لم يَعُدْ يُسمعُ.. وأن البكاءَ لم يَعُدْ يَنفعُ.. فلقدْ رأى العالمُ كلُّه الطِّفلَ إيلانَ كُردي ذا الثَّلاثِ سنواتٍ من قبلِه وهو مُمدَّدٌ على شاطئِ البحرِ في تُركيا.. فبكاه قليلاً بنو الإنسانِ.. ثمَّ أصبحَ في ذاكرةِ النِّسيانِ.
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
(يَا أَيُّهاَ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71]..
أَمَّا بَعْدُ: فَإنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْي هَدْيُ مُحَمّدٍ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ اْلأُمُوْرِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةً، وَكُلَّ ضَلاَلَةِ فِي النَّارِ.
عبادَ اللهِ.. لن أتكلمَ في هذه الخُطبةِ عن تلكَ المرأةِ المسلمةِ التي حاصرتْها الشُّرطةُ في شواطئ نِيسَ الفرنسيةِ.. لا لشيءٍ إلا لأنَّها تلبسُ البُوركيني.. والبوركيني لمن لا يعرفُه: هو بدلةُ سِباحةٍ للنِّساءِ تُغطي كاملَ الجسمِ ما عدا اليدينِ والقدمينِ.. والذي يُعتبرُ لبسُه في شواطئ فرنسا الخليعةِ، مخالفة للقوانينِ العلمانيَّةِ الوضيعةِ.. والتي تسمحُ لكلِّ شيءٍ إلا ما كانَ عليه طابعُ الإسلامِ، فهو حرامٌ فهو حرامٌ فهو حرامٌ، وصدقَ اللهُ تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120]..
فأجبرتْها الشُّرطةُ على خلعِه أمامَ النَّاسِ في موقفٍ ذليلٍ.. كأنَّها قد التَفَّتْ بحزامٍ ناسفٍ ثقيلٍ.. أو خبَّأتْ قُنبلةً قد نُزعَ منه الفتيلُ.. وسطَ تصفيقِ وإعجابِ العارياتِ مِن حولِها.. (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف: 8]. في منظرٍ تَتقطَّعُ معه قُلوبُ أهلِ الإيمانِ.
ولكن.. لا عجبَ.. فقد علمنا من تاريخِ فرنسا الأسودِ.. أنها كانتْ ولا زالتْ تُحاربُ الفضيلةَ وتُساندُ الرَّذيلةَ.. وما حظرُ النِّقابِ ومحاربتِهم له منكم ببعيدِ.
تَرَوْنَ العُهْرَ لا تُبْدُونَ شَجْباً *** وإنْ عَفَّتْ تَقُولُونَ اخْلَعِيْهِ
وتُطْرَدُ مَنْ أبَتْ إلا العَفَاف *** مِنَ الشَّاطئ لِئَلا تَرتَدِيهِ
أيُسْمَحُ للتِي تُبْدِي المَفَاتِنَ *** لِمَنْ يَهْوَى الخَنَا أوْ يَبْتَغِيْهِ
وتَبْذلُ جِسْمَهَا سَهْلاً رَخِيْصاً *** لِكُلِّ مُؤَمِّلٍ مَا يَشْتَهِيهِ
ومَنْ صَانَتْ عَن الفَحْشَاءِ عِرْضًا *** وأخْفَتْ وجْهَهَا قِيْلَ اكْشِفِيهِ
ولن أتحدَّثَ عن عِمرانَ ذلكَ الطِّفلُ ذو الخمسةِ أعوامِ.. والذي أُخرجَ من تحتِ حُطامِ بيتِهم الصَّغيرِ في حلبِ الشَّامِ.. بعدَ أن قُصفَ بطائراتِ الرُّوسِ المُجرمةِ.. ووضعَه المُسعفُ على كُرسي سيَّارةِ الإسعافِ.. فهو ينظرُ باستغرابٍ.. إلى الغُبارِ على الثِّيابِ.. لا يعلمُ ما الذي حدثَ؟.. ولماذا حدثَ؟.. لا يعلمُ أينَ أمَّه وأباهُ؟.. ولا أينَ أختَه وأخاهُ؟.. ويا تُرى هل نجتْ لعبتُه الصَّغيرةُ.. أم أنَّها مع أهلِه تحتَ الحُطامِ أسيرةٌ.
هل رأيتم صمتَه الرَّهيبَ؟.. وهل لاحظتم هدوءَه الغريبَ؟.. وكأنَّه يريدُ أن يُوصِلَ رسالةً إلى العالمِ الإنساني.. المسلمِ والكافرِ والقاصي والدَّاني.. أنَّ الكلامَ لم يَعُدْ يُسمعُ.. وأن البكاءَ لم يَعُدْ يَنفعُ.. فلقدْ رأى العالمُ كلُّه الطِّفلَ إيلانَ كُردي ذا الثَّلاثِ سنواتٍ من قبلِه وهو مُمدَّدٌ على شاطئِ البحرِ في تُركيا.. فبكاه قليلاً بنو الإنسانِ.. ثمَّ أصبحَ في ذاكرةِ النِّسيانِ.
عمرانَ مَالكَ قد صمتَّ ولم تقلْ *** شيئاً، أَصمتُكَ سِرُّهُ الأحزانُ
أمْ قد يئستَ من الكلامِ لعالَمٍ *** ما عـادَ يَحكمُ أمرَهُ الإنسانُ
لا ضيرَ، صمْتُكَ قدْ غدا مُتحدِّثاً *** في شكلهِ المضمونُ والعنوانُ
ليسَ البيانُ بكلِّ حالٍ ناطقاً *** فالصمتُ أحيـاناً بهِ تبيـانُ
إني لأسمعُ في صُماتِكَ صَرخةً *** أَصغتْ لهولِ دويِّها الآذانُ
ولن يكونُ حديثي عن إخوانِنا المسلمينَ في إقليمِ أراكانَ في بورما.. وما يفعلُه بهم البوذيونَ المشركونَ.. ولقد قالَ اللهُ تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة: 82]..
فهم يتعرضونَ إلى إبادةٍ جماعيَّةٍ.. وتصفيَّةٍ دينيَّةٍ.. بينَ قتلٍ وحرقٍ.. وبينَ سِجنٍ وشَنقٍ.. اغتصابٌ وتعذيبٌ وتَهجيرٌ.. وبيوتٌ بينَ هدمٍ وتدميرٍ.. أشلاءٌ مقطوعةٌ.. وأرواحٌ موجوعةٌ.. ومن يفِرُّ منهم فليسَ له إلا البحرَ وما فيه من المخاطرِ.. فيأكلُ نصفَهم ويُلقي على الشواطئِ بالنِّصفِ الآخرِ.. فينتقلونَ إلى معاناةٍ من نوعٍ جديدٍ.. فمسجونٌ خلفَ قُضبانِ الحديدِ.. ومَعروضٌ للبيعِ بسِعرٍ زهيدٍ.. ولا تسلْ عن نسائهم في سوقِ النِّخاسةِ والعبيدِ.
عنْ أيِّ آلامِها تحكي أراكانُ *** وأهلُها لم يعودوا مثلما كانوا
حربٌ عليهم من الأعداءِ دائرةٌ *** فيها من القتلِ والإرهابِ ألوانُ
قتلٌ شنيعٌ وتمثيلٌ بمن قُتِلوا *** فكمْ تَقطَّعَ أفواهٌ وآذانُ
هنا ذِراعٌ هنا كَفٌّ مُهشمةٌ *** هنا كأيدي وأقدامٌ وسيقانُ
هناكَ شَيخٌ بلا رِجلٍ وأرملةٌ *** في قلبِها بعدَ هَتكِ العِرضِ نِيرانُ
هناكَ أمُّ على أنقاضِ منزلِها *** تئنُ والظَّالمُ البُوذيُ سَكرانُ
إخوانُنا في أراكانَ اشتكوا فإلى *** مَتى يُفرِّطُ في الإخوانِ إخوانُ؟
ولن أُذكِّرُكم بفلسطينَ.. وما أدراكَ ما فلسطينُ.. فقد تَعبتْ الكلماتُ.. وجفَّتْ العَبَراتُ.. فلا زالَ الحالُ على ما هو عليه.. ولا زالَ المسجدُ الأقصى تشتاقُ النُّفوسُ إليه.. وانتهاكاتُ اليهودِ لا زالتْ مُستمرةٌ.. ووجوهُ الأعداءِ لا زالتْ مُكفَهرةٌ.. وغزةُ تحتَ القصفِ الغاشمِ.. في غفلةٍ من الإعلامِ الظَّالمِ.. فبئسُ الجارُ اليهودُ اللئامُ.. ليسَ لهم وعدٌ ولا ميثاقٌ ولا سَّلامٌ.. فكيف يُوثقُ بمن خانَ اللهَ تعالى وقتلَ رُسلَه عليهم السَّلامُ.. فمتى.. متى:
متى نرى ظلمَ اليهودِ لأهلِنا *** في المسجدِ الأقصى الجريحِ الدَّامي؟
ومتى نرى أطفالَ غزةَ أصبحوا *** ما بينَ أشلاءٍ وبينَ حُطامِ؟
لن أُقلِّبَ مواجعَكم بأخبارِ ما يتعرضُ إليه المسلمونَ في كلِّ مكانٍ.. في بلادِ العدالةِ والحُريَّاتِ والدِّيمقراطيَّاتِ.. كلُّ ذلكَ لا لشيءٍ إلا لما ذكرَه اللهُ تعالى في كتابِه: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج: 8].
أخبرنا اللهُ -عزَّ وجلَّ- بأنَّ من يطلبُ رِضاهم فإنه يطلبُ السَّرابَ.. (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120].. وأخبرنا أنهم لا يزالونَ يُقاتلونَ أهلَ الإيمانِ حتى يتنازلوا عن دينِهم.. (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة: 217].. وأخبرنا اللهُ تعالى بالدَّواءِ بعدَ أن ذكرَ الدَّاءِ.. وهو الصَّبرُ والتَّقوى.. (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].
فتأملوا يا عبادَ اللهِ الحوادثَ.. وتدبروا كتابَ اللهِ تعالى.. فستجدونَ التَّوصيفَ الواضحَ للواقعِ.. وسترونَ طُرقَ النَّجاةِ من الفِتنِ.. وصدقَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ".
انظُرْ إلى هذي النَّوازلِ إنها *** حملت إلينا الوعظَ والتَّذكيرا
وانظُرْ إلى القرآنِ في آياتِه *** متدبراً وتأمَّلِ التَّفسيرا
فلسوفَ تبصرُ سنَّةَ اللهِ الَّتي *** لا تقبلُ التَّبديلَ والتَّغييرا
مَنْ حارب الرَّحمنَ أهلكَ نفسَه *** ودَعا ثُبورَاً في الحياةِ كثيرا
وجميعُ من سَلبوا الحقوقَ وأسرفوا *** سَيَروْنَ يوماً للعقابِ عسيرا
إني أقول ورُبَّ قولٍ صادقٍ *** يُحيي فؤاداً غافلاً وضميرا
طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإلهِ كَسيرا
فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ.. ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ..
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الوليِ الحميدِ، ذي العرشِ المجيدِ، الفعَّالِ لما يُريدُ، أحمدُه سبحانَه وأشكرُه وعدَ الشاكرينَ بالمزيدِ.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له شهادةَ الإخلاصِ والتوحيدِ، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أفضلُ الأنبياءِ وأشرفُ العبيدِ، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه السادةِ الأطهارِ، وأصحابِه البرَرةِ الأخيارِ، ذوي القولِ السديدِ والنهجِ الرشيدِ، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ، وسلَّم التسليمَ الكثيرَ المزيدَ..
أما بعد: فحديثي اليومَ عنَّا وما نحنُ فيه من الأمنِ والرَّخاءِ.. ونحنُ نرى أحوالَ إخوانِنا وما هم فيه من البلاءِ.. كيفَ سنشكرُ النِّعمَ التي أنعمَ اللهُ علينا؟.. (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت: 67]..
فإلى من يدعو إلى الانحرافِ الأخلاقي عِفَّ.. ويا من تريدُ تفريقَ الصَّفِ صُفَّ.. ويا من يُسرفُ في نعمةِ اللهِ كُفَّ.. فاللهُ وعدَ ووعدَه الحقُّ.. (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].. فيا أيُّها العُقلاءُ خذوا على أيدي السُّفهاءِ.. حتى لا نستيقظُ يوماً، ونقولُ: كيفَ هي حياةُ السُّعداءِ؟!
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واخذُلِ الطغاةَ والملاحدةَ وسائرَ أعداءِ الملَّةِ والدينِ..
اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعل اللهمَّ ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاكَ، واتَّبعَ رضاكَ يا ربَّ العالمينَ.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرِنا بتوفيقِك، وأعِزَّه بطاعتِك، وأعلِ به كلمتَك، واجعله نُصرةً للإسلامِ والمسلمينَ، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ، ومُدَّ في عُمرِه على طاعتِك، ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتَّقوى..
اللهم وفِّق ولاةَ أمورِ المسلمينَ للعملِ بكتابِك وبسنَّةِ نبيِّك محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ، واجعلهم رحمةً لعبادِك المؤمنينَ، واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهُدى يا ربَّ العالمينَ..
اللهم وأبرِم لأمةِ الإسلامِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعةِ، ويُهدَى فيه أهلُ المعصيةِ، ويُؤمَرُ فيه بالمعروفِ، ويُنهَى فيه عن المنكرِ، إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
اللهم يا وليَّ المؤمنين، ويا ناصرَ المُستضعَفينَ، ويا غِياثَ المُستغِيثين، يا عظيمَ الرجاءِ، ويا مُجيرَ الضُّعفاءِ، اللهم كُنْ لإخوانِنا المُستضعَفينَ والمظلومينَ في كلِّ مكانٍ، في فلسطينَ، وفي سوريا، وفي أراكانَ، وفي كلِّ مكانٍ..
اللهم اكشِف كربَهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّفْ بين قلوبِهم، ومُدَّهم بمدَدِك، وأيِّدهم بجُندِك، وانصُرهم بنصرِك، اللهم واجمعْ كلمتَهم، وهَبْهم نصرًا مُؤزَّرًا، وفرَجًا ورحمةً وثباتًا.. اللهم وعليكَ بالطغاةِ الظالمينَ ومن شايعَهم ومن أعانَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّقٍ، اللهم اجعلْ تدميرَهم في تدبيرِهم..
اللهم عليكَ باليهودِ الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين، اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورِهم.
اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمنَنا وأمَّتَنا ووحدتَنا بسوءٍ اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعل كيدَه في نحره، واجعل تدميرَه في تدبيره يا رب العالمين..
سبحان ربِّك عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم