حالنا مع القرآن

الشيخ هلال الهاجري

2024-02-09 - 1445/07/28 2024-02-18 - 1445/08/08
عناصر الخطبة
1/تأثر النجاشي بآيات القرآن 2/نماذج من أثر القرآن على سامعيه 3/من فضائل وبركات القرآن 4/الحث على تعلم القرآن وقراءته

اقتباس

مَن اعتَصَمَ بِهِ لَم تَضُرُّهُ الفِتنُ العِظَامُ، وَمَنْ كَانَ مَاهِراً بِهِ فَمَعَ السَّفرةِ البَررةِ الكِرامِ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إن الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنِا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأن محمداً عبدُه ورسولُه؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر: 18].

 

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَديِّ هديُّ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

 

عبادَ اللهِ: تَعَالوا مَعي فِي رِحلَةٍ عَبرَ الزَّمانِ، لِنَرى الأَثَرَ العَجيبَ لآيَاتِ القُرآنِ، وتَحديداً في الحَبَشَةِ، فِي بَلاطِ قَصرِ المَلكِ العَادلِ، الذي قَالَ فِيهِ النَّبيُ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ-: "إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ"، وَقَد اجتَمعَ في ذَلكِ المَجلسِ النَّجاشيُّ، وَأَسَاقفَتُهُ قَد نَشَرَوا مَصَاحِفَهُم، وَوَفدُ قُريشٍ الذينَ جَاؤوا بِرسَالةِ الشَّرِ والبُهتانِ؛ ليَردُّوا المُسلمينَ إلى العَذَابِ وَالهَوَانِ، وَثُلةٌ مِنَ المَؤمنينَ المُهَاجِرينَ، الذينَ خَرَجوا مِن بِلادِهم فِرارَاً بالدِّينِ، فَقَالَ لَهُمْ النجاشيُ: "مَا هَذَا الدّينُ الّذِي قَدْ فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا دِينِي، وَلا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْمِلَلِ؟".

 

فَقَالَ جَعفرُ بنُ أبي طَالبٍ -رَضيَ اللهُ عَنهُ-: "أَيّهَا الْمَلِكُ، كُنّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَة،َ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيّ مِنّا الضّعِيفَ... فَكُنّا عَلَى ذَلِكَ حَتّى بَعَثَ اللّهُ إلَيْنَا رَسُولاً مِنّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إلَى اللّهِ لِنُوَحّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدّمَاءِ، وَأَمَرَنَا بِالصّلاةِ، وَالزّكَاةِ، وَالصّيَامِ، فَصَدّقْنَاهُ وَآمَنّا بِهِ وَاتّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ اللّهِ، فَعَبَدْنَا اللّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا؛ فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذّبُونَا، وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا؛ لِيَرُدّونَا إلَى عِبَادَةِ الأوْثَانِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ، فَلَمّا قَهَرُونَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا؛ خَرَجْنَا إلَى بِلادِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِك، وَرَجَوْنَا أَنْ لا نُظْلَمَ عِنْدَك أَيّهَا الْمَلِكُ".

 

فَقَالَ لَهُ النّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَك مِمّا جَاءَ بِهِ عَنْ اللّهِ مِنْ شَيْءٍ؟، كُلُّ ذَلِكَ يُكَلِّمُهُ بِتُرجُمَانٍ لأنَّ النَّجاشيَّ لا يَعرِفُ العَربيَّةَ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ سُورةِ مريمَ: (كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)[مريم: 1 - 4] إلى آخرِ الآياتِ، فَبَكَى النّجَاشِيُّ حَتّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتّى أَخْضَلوا مَصَاحِفَهُمْ حِين سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ.

 

فَالعَجَبُ كُلَّ العَجَبِ مِن هَذَا الأَثرِ المُبَاشِرِ لِكَلامِ اللهِ -تَعَالى- عَلى مَنْ يَسمعُه وَلو كَانَ كَافِراً، فَلا يَملِكُ الوَاحِدُ أَمَامَهُ إلا الاستِسلامَ لبلاغتِه، والخُضوعَ لجَلالِهِ وَعَظَمتِهِ، وَكَذلكَ لما سَمعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: "وَاللَّهِ، إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلى"، فسبحانَ اللهِ القائلِ: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)[الأنعام: 33].

 

كَلامٌ يَتلوهُ المُنافقُ فَيَكونُ لَهُ أَثَّراً في رَائحتِهِ وإنْ كَانَ بَاطِنُهُ خَبيثَاً، جَاءَ في الحَديثِ: "وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ"، تَلاهُ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ -رَضيَ اللهُ عَنهُ- فَجَالتْ فَرسُهُ وَرَأى في السَّماءِ شَيئاً غَريبَاً، فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ-: "تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ".

 

سمعَه الجنُ: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)[الجن: 1، 2]، ثُمَّ وَلَّوا إلى قَومِهم مُنذرينَ؛ (قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ)[الأحقاف: 30]، كَلامٌ لو أُنزلَ عَلى جَبلٍ عَظيمٍ لَتَشقَّقَ وَتَصَدَّعَ؛ (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)[الحشر: 21].

 

بَاركَ اللهُ لي وَلَكم في القُرانِ العَظيمِ، وَنَفَعني وإياكم بمَا فِيهِ من الآياتِ والذكرِ الحَكيمِ، أَقولُ مَا تَسمعونَ، وأَستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كُلِ ذَنبٍ فَاستغفروهُ؛ إنَّه هو الغَفورُ الرحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)[الكهف: 1، 2]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، رفعَ بهذا القرآنِ أقواماً ووضعَ به آخرين، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، أما بعد:

 

يا أهلَ الإيمانِ: كَلامُ اللهِ -تَعالى- فِيهِ الخَيرُ والبَرَكاتُ، والحَرفُ الواحِدُ مِنهُ بِعَشرِ حَسَناتٍ، كما قَالَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: (ألم) حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ"، مَن اعتَصَمَ بِهِ لَم تَضُرُّهُ الفِتنُ العِظَامُ، وَمَنْ كَانَ مَاهِراً بِهِ فَمَعَ السَّفرةِ البَررةِ الكِرامِ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

 

هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ يَقْرَؤُهُ *** كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ بالكَلِمِ

 

فيا عبدَ اللهِ: مَا هو حَالُكَ مع كتابِ اللهِ -تعالى-؟ هَلْ تَتلُوهُ ليلاً ونهاراً؟ هَل تَحفَظُ أجزاءَهُ؟ هَلْ تُرتِّلُ آياتِه؟ هَل تتدَّبرُ مَعانيَهُ؟ هَل تَتَأَملُ بَلاغتَهُ؟ هَلْ تَقِفُ عِندَ حُدودِه؟ هَل تَعملُ بِأَحكَامِه؟ هَل تَتَفَكَّرُ في أَمثَالِهِ؟ هَل تَعتَبِرُ بِقَصَصِه؟ هَل تَتَخلَّقُ بِآدَابِه؟ هَل تَتَعلمُ تَجويدَه؟ هَل تَقرأُ تَفسيرَه؟.

 

كُنْ مِنْ أَهلِ القُرآنِ الذينَ هُم أَهلُ اللهِ وخَاصتُه، وتَذَكَّرْ حَديثَ النَّبيِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلمَ-: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا؛ فإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا"، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ- في آخرِ عُمُرِه بَعدَ حَياةٍ مَليئةٍ بالعِلمِ والتَّعليمِ والجِهادِ ومُنَاظرةِ أَهلِ الأهواءِ، والدِّفاعِ عن الحَقِ: "وَندمتُ على تضييعِ أوقاتي في غيرِ معاني القرآنِ"، وأَما نَحنُ فَمَاذَا عَسَانَا أَنْ نَقولَ؟.

 

اللَّهُمَّ إِنّا عَبيدُكَ، بنو عَبيدِكَ، بنو إمائكَ، نَواصِينا بِيَدِكَ، مَاضٍ فينا حُكْمُكَ، عَدْلٌ فينا قَضَاؤُكَ، نسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلوبِنا، وَنُورَ صدورِنا، وَذَهَابَ همومِنا وغمومِنا يا ربَ العالمينَ، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأَبْصَارِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرِّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.

 

المرفقات

حالنا مع القرآن.doc

حالنا مع القرآن.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات