حاصد الحسنات

عبدالله بن محمد العسكر

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/خطر الحسد 2/تعريف الحسد 3/انتشار ظاهرة الحسد 4/ذم الحسد 5/مفاسد الحسد وأضراره 6/الفرق بين الحسد والغبطة 7/أسباب الحسد 8/وسائل الوقاية من الحسد 9/بعض فوائد العفو والمسامحة 10/علاج الحسد بعد وقوعه 11/طرق الوقاية من الحسد

اقتباس

معاشر المسلمين: حديثنا اليوم عن داء عضال، ومرض قلبي قتال، شره كبير، وبلاؤه خطير، ما تحَكَّم في فرد إلا أشقاه وأضله، ولا في مجتمع إلا شَتَّتَه وأذلَّه، كم صدَّ عن الحق! وكم أضل من الخلق! إنه مصدر كثير من البلاء، سلاح فتَّاك، وسيف بتار يضرب به الشيطان القلوب فتتمزق، والمجتمعات فتتفرق، يُفسد المودة، ويقطع حبال المحبة، ويهدم أواصر الأخوة، بل يحلق الدين، ويهدم الدنيا، ويقضي على...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى؛ فجعله غثاء أحوى.

وصلى الله وسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين، وهداية للخلق أجمعين، أخرجنا الله به من الضلالة، وأنقذنا به من الغواية، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم اللهم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد:

 

فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله -تبارك وتعالى-، فاتقوا ربكم في سركم وعلانيتكم، وفي سرائكم وضرائكم؛ تفلحوا في الدنيا، وتفوزوا في الآخرة.

 

معاشر المسلمين: حديثنا اليوم عن داء عضال، ومرض قلبي قتال، شره كبير، وبلاؤه خطير، ما تحَكَّم في فرد إلا أشقاه وأضله، ولا في مجتمع إلا شَتَّتَه وأذلَّه، كم صدَّ عن الحق! وكم أضل من الخلق! إنه مصدر كثير من البلاء، سلاح فتَّاك، وسيف بتار يضرب به الشيطان القلوب فتتمزق، والمجتمعات فتتفرق، يُفسد المودة، ويقطع حبال المحبة، ويهدم أواصر الأخوة، بل يحلق الدين، ويهدم الدنيا، ويقضي على بواعث الخير بين المؤمنين.

 

ذاكم -يا عباد الله- هو: داء الحسد الذي به يكون تمني زوال النعمة عن المحسود، وكراهية وصول الخير إليه.

 

والحسد - عباد الله-: هذا الذنب العظيم، هو أول ذنب عُصِي الله -عز وجل- به؛ وذلك حينما أمر الله -تبارك وتعالى- الملائكة الكرام أن يسجدوا لأبينا آدم -عليه الصلاة والسلام-، فسجدوا جميعاً؛ استجابة لأمر الله -جل وعلا- إلا إبليس! فإنه حسد آدم على هذه الفضيلة، وتلك المنقبة، فقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)[الأعراف: 12].

 

والنار -في عرف إبليس- خير من الطين؛ فهو يرى أنه خير من آدم! فكيف يسجد من كان فاضلاً لمن كان مفضولاً؟! ما الذي بعثه على ذلك كله؟ إنه الحسد لآدم -عليه السلام-.

 

وقابيل -وهو أحد أبناء آدم- قتل أخاه هابيل، وكان السبب هو الحسد أيضا، وذلك حينما قرب كل منهما قرباناً لله فتقبل الله من أحدهما -وهو هابيل-، ولم يتقبل من قابيل، هنا حسده قابيل على ذلك، فقال: (لَأَقْتُلَنَّكَ)[المائدة: 27].

 

انظر كيف يصل الحسد أحياناً بالإنسان إلى قتل أقرب الناس إليه: (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[المائدة: 27].

 

فكانت عاقبة هذا الحسد أنَّ قابيل قتل أخاه: (فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[المائدة: 30].

 

وما الذي حمل إخوة يوسف -عليه السلام- على فعلهم بيوسف وهو طفل صغير؟! (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا)[يوسف: 8].

 

حسدوه على منزلته عند أبيه، فكان منهم أن رموا أخاهم في الجب، وحصل له من المعاناة والبلاء ما لا يخفى عليكم.

 

إن هذا الداء -عباد الله- لا يكاد يسلم منه أحد، وقد يقع بين أهل العلم، أو بين التجار، أو بين أهل المناصب والجاه والسلطان، أو في التنافس والتفوق بين الأقران، أو حتى فيما يكون بين النساء ممن حباها الله بشيء من الوضاءة والجمال؛ فتحسدها قريناتها ومن حولها.

 

والحاسد يجد في صدره وقلبه ضيقاً وكراهية لنعمة الله التي أنعم بها على أخيه المسلم، حتى إنه يتمنى في قرارة قلبه أن يزيل الله تلك النعمة عن أخيه! بل ربما أنه هو من يسعى لإزالتها وإذهابها عنه.

 

وحسبك -يا عبد الله- في ذم الحسد وشديد قبحه أن الله -عز وجل- أمر نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ بالله من صاحبه ومن شره، فقال عز وجل: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)[الفلق: 5].

 

إن هناك أناساً ليس لهم هم إلا تَصَيُّد العثرات، فإذا سمعوا بنعمة أنعم الله بها على أحد من المسلمين بدأوا يفتشون عن عيوبه، وعن مثالبه، ويحاولون أن يُسقطوا من منزلته بين الناس؛ حسداً وبغياً، ومثل هؤلاء نذكرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوعدهم ويهددهم كما يقول الراوي يقول: رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- صوته، وقال: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تُعَيِّروهم، ولا تَتَّبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"[أخرجه الترمذي برقم (2032)].

 

هذا جزاء لأولئك الذين يفتشون عن عيوب إخوانهم المسلمين كراهية أن ينالهم خير الله -عز وجل- ونعماؤه.

 

إذا علمنا ذلك -عباد الله-: "فما بال أقوام غاية مناهم وغاية مقصودهم تتبع العثرات، وتصيد الزلات، والنفخ في الهِنَات الهَيِّنَات، والتشهير بها عبر المجالس والاجتماعات، لا يفتأون همزاً، ولا ينفكون لمزاً، ولا يبرحون غمزاً، ديدنهم التشويش، ومطيتهم التحريش، وسجيتهم الإثارة والتهويش، ناموا على سوء الظن، وقاموا على الأذى والمن، يكثرون الوقيعة والعتاب، ولا يتورعون عن الشتائم والسباب، إذا رأوك في نعمة حسدوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك، فهم قد أشغلوا أنفسهم بمثل هذه الأخلاق الذميمة"[جزء من خطبة للشيخ عبد الرحمن السديس، بعنوان: "التشنيع على أهل التجريح والتبديع"].

 

إن الحسد -عباد الله- داء دفين، وبلاء مستطير، فهو يورث البغضاء بين الناس، ويقطع حبل المودة فيما بينهم؛ لأن الحاسد يُبْغض المحسود، وهذا يتصادم ويتنافى مع واجبات الأُخوة التي من أعظمها إقامة رابطة المحبة بين المؤمنين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا...، وكونوا عباد الله إخواناً"[أخرجه البخاري برقم (6066)، ومسلم برقم (2564) بلفظه].

 

من أضرار الحسد: أنه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن المحسود بأي طريقة، ولو كانت بالقتل كما أسلفنا، وقد حدث من هذا كثير، فكثير من الجرائم التي تحدث بين الناس -وربما تؤدي إلى قتل أحدهم- منشؤها هو الحسد والبغض لنعمة أنعم بها الله -عز وجل- على عبد من عباده.

 

ومن أضرار الحسد: أنه يمنع الحاسد من قبول الحق إذا جاء من طريق هذا المحسود! إذا علم أن هذا الذي حسده قال كلمة حق ردها، ولم يقبلها! لماذا؟! لأنها أتت من فلان -الذي يبغضه في قرارة نفسه-؛ فيقع بذلك في شر حال حينما يرد الحق، ولا يرد المؤمن الحق أبداً، بل هو من طلابه الساعين إلى حصول المراد.

 

وقد يحمل الحسدُ الحاسدَ على أن يقع في غيبة المحسود، وقد يفتري عليه بالبهتان، وكلامها من كبائر الذنوب عافانا الله وإياكم، وعلى هذا الحال يعيش الحاسد منغص البال مكدر المزاج، وكله بما جنته يداه.

 

إن الحسد -عباد الله- يجلب خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود شيء من بغي هذا الحاسد: غم لا ينقطع، ومصيبة لا يُؤجر عليها، ومذمة لا يُحمد عليها، وسخط الرب -جل وعلا-، وإغلاق باب التوفيق.

 

وهناك فرق -عباد الله- بين الحسد والغبطة، وقد تسمى الغبطة حسداً، فأما الغبطة فهي أن يتمنى الإنسان أن يناله من الخير ما نال فلان من غير أن يريد في نفسه إزالة تلك النعمة عن أخيه، فهذا لا بأس به، وأشرف المنازل أن يُغبط الصالحون على صلاحهم، فإذا رأيت صالحاً غبطتَه، وقلت: ليتني أكون مثله؛ أعبد الله كما يعبد، إذا رأيت تاجراً ينفق أمواله في سبيل الله غبطتَه، فقلت: ليتني مثله، أملك من المال كما يملك؛ إذاً لتصدقت في سبيل الله، وأنفقت على المَحاوِيج والمساكين، فهذا لا بأس به، ولهذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا حسد إلا في اثنتين".

 

والحسد هنا الغبطة : "رجل علمه الله القرآن؛ فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان؛ فعملت مثل ما يعمل".

 

ولم يرد في نفسه أن يذهب الله عن أخيه هذه النعمة: "ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه" أي ينفقه "في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان؛ فعملت مثل ما يعمل"[أخرجه البخاري برقم (5026)].

 

هذا هو المستثنى من الحسد، والذي لا حرج ولا بأس على الإنسان أن يتخلق به، أما عموم الحسد فهو مبغوض إلى الله، مبغوض إلى خلقه، وذلك الحاسد بغيض إلى عباد الله؛ لأنه قد جمع خصال الشر كلها، ولهذا فقد توافرت نصوص الكتاب والسنة على التحذير من الحسد، ومن سلوك طريق الحاسدين.

 

وقد جاء في حديث في إسناده ضعف بيان أن الحسد يأكل الحسنات؛ كما عند أبي داود، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" [أخرجه أبو داود برقم (4903)].

 

ومسكين والله ذلك الحاسد يصلي ويصوم، ويتصدق وينفق، وحسناته تذهب يميناً وشمالاً لأولئك الذين حسدهم!.

 

إن الحسد -عباد الله- لا يجتمع والإيمان في قلب امرئ أبداً، قاله الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-؛ كما عند ابن حبان بإسناد حسنه الألباني، قال عليه الصلاة والسلام: "لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد" [أخرجه ابن حبان برقم (4606)، وحسنه الألباني في صحيح موارد الهيثمي (1321)].

 

وجاء عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التباغض والتحاسد والتدابر [أخرجه البخاري برقم (6066)، ومسلم برقم (2564)].

 

وكما ذكرنا فإن الحسد يحصد الحسنات حصداً، ويأتي عليها فلا يدع منها شيئاً.

 

أيها المسلمون: لقد انتشر الحسد انتشاراً عجيباً؛ وفشا فشوّاً غريبا، وذلك يعود إلى أسباب كثيرة منها:

 

حب الدنيا، والإقبال على زهرتها، والتنافس على حطامها الفاني، ولهذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه يوماً: "كيف بكم إذا فُتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟" إذا فتحت فارس والروم ستكثر الأموال، وسيعيش الناس في رغد، سيذهب شقاؤهم، سيذهب بلاؤهم، سيتفرغون للعبادة، لن يحسد أحدهم أحداً؛ لأن كل إنسان قد أوتي خيراً كثيراً، فلمَ الحسد إذاً؟! هكذا ظن الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-؛ لهذا سألهم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا السؤال، فقال: "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟" قالوا: نكون كما أمر الله، أي على الحق، وعلى الهدى والمحبة والاستقامة، فقال صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك؟ تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض"[أخرجه مسلم برقم (2962)].

 

إذاً فالدنيا سبب للحسد، وليس الفقر هو السبب كما يظن الكثير؛ لهذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها؛ فتهلككم كما أهلكتهم" [أخرجه البخاري برقم (3158) بلفظه، ومسلم برقم (2961)].

 

ومن أسباب الحسد -عباد الله-: العداوة والبغضاء بين الناس لأي سبب كان، ومنها العجب والكبر، وهو أن يستحقر العبد عباد الله؛ لأنهم حصلوا شيئاً -هو يظن- أنهم ليسوا أهلا له! يظن أنه هو الأولى والأجدر بهذا الفضل، فكيف ينال الفضل من ليس مستحقاً له؟! وهذا من أقبح العُجب والغرور والاحتقار للمسلمين.

 

ومن أسباب الحسد: طبيعة بعض النفوس البشرية، وبعض النفوس فيها خبث -عافانا الله وإياكم- فهي مجبولة على هذا الداء، وتجد مثل هؤلاء -والعياذ بالله- لا يكادون ينفكون عن مثل هذا الداء الدفين، ولذلك يعسر ويصعب معالجة مثل هذه النفوس؛ لأن الحاسد ظلوم جهول، وليس يشفي صدره، ويزيل حزازة الحسد الكامن في قلبه إلا زوال النعمة عن غيره؛ فعند ذلك يتعذر الدواء.

 

وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزَّت وعزَّ منالُها

وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يُرضيه إلا زوالُها

 

والطامة الكبرى -عباد الله- أن تجتمع كل الأسباب السابقة في شخص واحد، فهذا لا خير فيه، ولا أمل في علاجه إلا أن يشاء الله رب العالمين.

 

ولكن هاهنا سؤال: كيف يمكن لنا ننقِّي نفوسنا من الحسد؟ وأن لا نحسد الآخرين على ما آتاهم الله من فضله؟

 

إن هناك طرقاً كثيرة تعين المرء على أن ينزع هذا الخلق الذميم من نفسه؛ فمنها:

 

أولاً: أن تعلم أن إزالة الحسد من قبلك، وتنقيته من هذا الداء الدفين هو بوابة لدخول الجنة -جعلني الله وإياكم من سكانها-، بل هو طريق يسير وقصير، ولا يخفاكم -عباد الله- ذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الشيخ الألباني في قصة رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث عنه عبد الله بن عمرو بن العاص، فيقول: "كنا جلوساً مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" قال: فطلع رجل تَنْطف لحيته من وضوئه -من الماءِ ماءِ الوضوء-، وقد وضع نعليه في إبطيه، قال: ثم جاء في اليوم الثاني، واجتمعنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال لنا ما قاله بالأمس: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة".

 

فإذا بالرجل نفسه يخرج مرة أخرى، وفي اليوم الثالث أيضاً يقولها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج الرجل نفسه على نفس الهيئة والحال! فعجب ابن عمرو بن العاص من هذه المنزلة العظيمة؛ رجل بين ظهرانيهم يبشر بالجنة، ويبلغ الصحابة أنه من أهل الجنة ثلاثة أيام! لا شك أنه عمل عملاً عظيماً، وكانوا حريصين رضي الله عنهم على معرفة ما يقربهم من ربهم لينالوا مرادهم وهو جنة الله -جل وعلا-، فبات عنده ثلاث ليال؛ يريد أن يعرف ما هو السر الذي أوصله إلى هذه المنزلة، أهو طول القيام لليل؟ أهو كثرة الصيام؟ كثرة التسبيح؟ عظيم الصدقات؟ كلا، قال ابن عمرو: فبتُّ عنده ثلاثاً، فلم أره عنده مزيد عمل، إلا أنه إذا تعارَّ من الليل ذكر الله -عز وجل-، وكان لا يذكر أحداً بسوء، فلما أتممت الثلاث، قلت: يا فلان، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا أنك من أهل الجنة، فأخبرني أي عمل ترجوه حتى نلت به هذه المنزلة؟ قال: "ما هو إلا ما رأيت" أي ليس عندي شيء إلا ما رأيت، ثم ولى ابن عمرو خارجاً لم يعلم السبب، فلما بلغ الباب، قال: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه"[أخرجه أحمد برقم (12697) وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: إسناده صحيح على شرط الشيخين، كما قال المنذري (1/ 25)].

 

فقط هذا الخلق هو الذي أوصله؛ لِأَنْ يبلغ هذه المنزلة العظيمة!.

 

ومما يعالج به الحسد في النفوس أيضاً: أن يكثر المرء دائماً من ذكر الله -عز وجل- على كل أمر يراه ويعجبه، وأن يدعو لصاحبه بالبركة والخير، وفي ذلك قطع لطريق الشيطان الذي يحب أن يزرع الشقاق والشحناء بين المسلمين.

 

في صحيح الجامع عن سهل بن حنيف قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فيلدع له بالبركة" [أخرجه ابن ماجة برقم (3509)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (556)].

 

ومما يعين على علاج الحسد -أيضاً يا عباد الله-: أن تجتثه من أصله، من نابتته أول ما ينبت! لا تترك الحسد يتغلغل في قلبك، وينبت ويشتد ساقه؛ فيكون من الصعوبة بعد ذلك أن تقتلعه، راقب قلبك دائماً واحرص على أن تنزع هذا الداء من قلبك من أول وهلة، فإذا جاءت الخاطرة في قلبك، وحسدت أحداً من الناس على فضل أعطاه الله إياه، فأبدل ذلك بالثناء عليه، والدعاء له، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً من الأفعال أن تقدم له الهدية، فإن الهدية تذهب الشحناء، وتذهب الغل بين المسلمين، وهذا كله يمنع تدخل الشيطان في الموضوع، فأزل هذا الأمر من قلبك؛ ولهذا ما منا من أحد -عباد الله- إلا ويوجد في قلبه شيء من الحسد قل أو كثر، ولكن المصيبة ليست في هذا، المصيبة فيما بعد ذلك؛ فإذا وجد الحسد في القلب، ثم تبعه لمز باللسان، أو بغي وظلم واعتداء عند ذلك يلام الإنسان، ولهذا أشار ابن القيم إشارة بديعة جميلة في معنى قول الله -عز وجل-: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [الفلق: 5].

 

قال في كلام فحواه: "إن العبرة بما يكون من الحاسد لا بما يقع في قلبه" [بتصرف من بدائع الفوائد لابن القيم (2/ 236)].

 

بمعنى أن الله قال: (مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ) ولم يقف هنا، بل قال: (إِذَا حَسَدَ) يعني أن الإنسان يلام إذا حسد الآخرين، ففعل وقال، وهمز ولمز، أما مجرد أن يقع في القلب، ويمر مروراً سريعاً فهذا شيء لا يكاد يسلم منه أحد.

 

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "يقال: ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه" [مجموع الفتاوى لابن تيمية (10/ 125)].

 

ومما يعين على ترك الحسد: أن يستشعر كل حاسد أن حسده للآخرين إنما هو نوع من الاعتراض على قضاء الله وقدره، وعلى فضله ورزقه الذي أعطاه عباده، فكأن من يحسد الناس يقول -والعياذ بالله-، وإن لم يقل بلسانه لكن هذا هو لسان الحال، يقول: إن الله ظلم حين أعطى فلاناً وحرم فلاناً، ففلان هو الذي يستحق، وفلان لا يستحق! سبحان الله! أليس الله له الحكمة البالغة؟! أليس هو الحكيم الخبير؟! أليس هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء؟! (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].

 

فهذا الحاسد إنما يفعل ذلك أو يقول ذلك بلسان حاله حين يعترض على فضل أعطاه الله أحداً من خلقه.

 

ألا قل لمن كان لي حاسداً  *** أتدري على من أسأت الأدبْ

أسأت على الله في حكمه  *** لأنك لم ترض لي ما وهبْ

فأخزاك ربي بأن زادني  *** وسد عليك وجوه الطلبْ

 

وليعلم ذلك الحاسد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد توعده بما سلف بأن يفضحه الله -عز وجل-، فليحذر ذلك الحاسد حينما يتتبع عثرات المسلمين فإن الله له بالمرصاد.

 

أسأل الله بمنه وكرمه أن يجيرني وإياكم من الحسد، وأن ينقي قلوبنا من الغل والشحناء.

 

أقول قولي وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

 الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى سنته إلى يوم الدين، وسلم اللهم تسليماً كثيراً.

 

عباد الله: من أعظم ما يعالج به حسد الحاسدين: أن تتجاهلهم إن حسدوك، أو قالوا فيك ما قالوا، فلا تشغل نفسك بالرد عليهم، وإقامة المناظرات والجلسات في الدفاع عن نفسك، بل تجاهل أمثال هؤلاء؛ فإن تجاهلهم يزيد من حنقهم وغضبهم.

 

اصبر على كيد الحسود  *** فإن صبرك قاتلُه

النار تأكل بعضها  *** إن لم تجد ما تأكلُه

 

والعفو والتسامح -عباد الله- هو شيمة الكُمَّل من عباد الله -عز وجل-، الذين لا يلتفتون إلى حظوظ النفس، بل يترفعون عنها، لا يقبلون أن يكون في قلوبهم على أحد من المسلمين لا غلٌّ ولا حسدٌ؛ إنما يعفون ويتسامحون، يرجون ما عند الله -تبارك وتعالى-.

 

قل لمن حسدك:

 

إذا أَدْمَتْ قوارضُكم فؤادي  *** صبرتُ على أذاكم وانطَويْتُ

وجئت إليكمُ طَلْق المحيا  *** كأني ما سمعت ولا رأيتُ

 

وهذه -يا عباد الله- درجة لا يلقَّاها إلا الذين وفقهم الله، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء-.

 

وإذا عفوت وسامحت وتجاوزت عن حظوظ نفسك، وعن الانتقام لها؛ فإنك بذلك تريح قلبك، ولهذا تأمل في حال الناس الذين يمكن وصفهم بأنهم مَخْمُومُو القلوب، لا يحملون في قلوبهم على أحد من المسلمين شيئاً، تجد أنهم أسعد الناس، وأكثر الناس وأهنؤهم رغداً بالعيش؛ فهم في طمأنينة وراحة.

 

لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ  *** أَرَحْت نفسيَ من همِّ العداواتِ

إني أحيَّي عدوي عند رؤيته  *** لأدفع الشر عني بالتحياتِ

 

واعلم -يا عبد الله- يا من نالك أذى الحاسد، وتناولتك سهام الحسد أن العقبى لك وإن طال الزمان، وقد تكتسب خيراً بحسد الحاسد بسبب كلامه قد يجعل الله العقبى لك، قد يكون لك خير سيظهر لكنه لن يظهر إلا على لسان ذلك الحاسد، وكما قيل:

 

وإذا أراد نشر فضيلة طويت  *** أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما حولها  *** ما كان يُعرف طيبُ نفحِ العود

 

والوقاية من الحسد بوابة مهمة ينبغي لنا أن نتعرف عليها، وكيف يمكن لنا أن نقي أنفسنا من حسد الحاسدين.

 

وأول ذلك أن تتوكل على الله؛ فإن الله -عز وجل- هو الذي يتصرف في كل شيء، لا تظن أنه سيصيبك شيء إلا شيء قدره الله عليك؛ فهو سبحانه وتعالى بيده الأمر من قبل ومن بعد.

 

فالزم يديك بحبل الله معتصماً  *** فإن الركن إن خانتك أركانُ

 

ومن الأمور التي يعالج بها حسد الحاسدين: الرقية لمن أُصيب بعين حاسد، وقد تكون العين من حسد الإنس أو من حسد الجن أيضاً، وقد صح عن أم سلمة -رضي الله عنها-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية في وجهها سَفْعَةٌ -السفعة: الصفرة والشحوب-، فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة" [أخرجه البخاري برقم (5739)].

 

قال الإمام البغوي -رحمه الله-: "قوله: "سفعة" أي نظرة من الجن، يقول: بها عين أصابتها من عين الجن أنفذ من أسنة الرماح" [بتصرف من شرح السنة للبغوي (12/ 163)].

 

ولهذا ذكر ابن القيم هذين النوعين: "فالعَين التي يصاب بها الناس إما أن تكون عيناً إنسية أو عيناً جنية" [زاد المعاد (4/ 151)].

 

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما في حديث أبي سعيد يتعوذ بالله من أعين الإنس ومن أعين الجن [أخرجه النسائي برقم (5494)].

 

وكان عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه إذا دخلوا إلى أماكن قضاء الحاجة التي تكشف فيها العورات -وهي مجال لنظر الجن إلى الإنس-، قال عليه الصلاة والسلام: "سَتْر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدكم ثوبه أن يقول: بسم الله" [أورده ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 152)].

 

فهذا في أماكن قضاء الحاجة، أو في أماكن الجماع، وتغيير الملابس، وغير ذلك؛ فاجعل لسانك دائماً يلهج بهذا الكلمة حتى يقيك الله شر أعين الجن.

 

ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- أجساد بني جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- نحيفة هزيلة، قال عليه الصلاة والسلام لأمهم أسماء بنت عميس: "ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟" قالت: لا يا رسول الله، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: "ارقيهم"[أخرجه مسلم برقم (2198)].

 

وهذا فيه ملمح إلى أن العين أكثر ما تقع على الأطفال؛ والسبب في ذلك أن الأطفال لا يتحصنون بالأوراد الشرعية، ولهذا فنحن ينبغي ألا نغفل عن تحصين أولادنا، وأن نحرص على قراءة الآيات والأذكار الشرعية التي يُحفظ بها الإنسان، كقراءة سورة الفاتحة، وهي من أعظم ما يحفظ به العبد، وقراءة آية الكرسي والمعوذتين، وقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، أو "أعوذ بكلمات الله التامَّة من كل شيطان وهامَّة، وكل عين لامَّة".

 

قلها لنفسك وانفث بها على أولادك، واحرص على تعويدهم أن يقولوها ويحفظوها، ويرددوها في شأنهم كله.

 

وأيضا مما يعالج به حسد الحاسدين لو وقع إنسان أو أصابته عين حاسد: أن يُؤخذ له ماء قد اغتسل به ذلك الحاسد إذا عرف؛ لا أن يكون كحال كثير من الناس اليوم يشكك في الناس، أو أن يذهب إلى الرقاة، وبعض الرقاة -مع الأسف- الورع عندهم ضعيف، همهم فقط أن يتكثروا بالناس، أول ما يأتيه إنسان-حتى ولو يكون عنده شيء يسير- مباشرة أنت مصاب بالعين، وقد يقول: إن الذي أصابه فلان أو فلانه! هكذا بدون بينة أو أثارة من علم! ثم لا تسل بعد ذلك عن ما يكون من الشقاق والمشاكل بين الناس!.

 

ألا فليتق الله أولئك الرقاة؛ فإن الله سيسألهم عما تلفظوا به: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36].

 

فإذا تيقنت يقيناً أن فلاناً هو الذي حسدك، وهذا يحصل كما لو كان رجل في مجلس وحصل منه ما يدعو للإعجاب ثم تكلم إنسان بكلمة فسقط صاحبه مباشرة، فهذا دليل شبه قطعي على أن فلاناً هو الذي أصابه، فليفعل حينها كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع بعض الصحابة، حيث إن سهل بن حنيف -رضي الله عنه- أصابه أحد الصحابة بعينه، وذلك لما رآه قد نزع شيئاً من ثيابه، فقال: "ولا جلد مخبأة" وذلك لبياضه وحمرةٍ في جسده؛ فسقط سهلُ مباشرة، فعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فغضب، وأمر إذا رأى أحد من أخيه ما يعجبه أن يبرِّك -أي: يدعو بالبركة-، ثم أمر ذلك العائن بأن يتوضأ، وأن يُؤخذ داخلة إزاره، ثم صبت على سهل بن حنيف -رضي الله عنه-، فقام كأن لم يكن به داء! [الحديث بكامله أورده التبريزي في المشكاة وصححه فيها الألباني برقم (4562)].

 

فهذا من الوسائل التي يعالج بها المرض، أو تعالج بها عين الحاسد.

 

وأخيرا -عباد الله- ينبغي التحذير في باب علاج الحسد، والوقاية عن الحساد من أمرين:

 

الأول: لا يجوز شرعاً تعليق التمائم والأحجية كما يفعل بعض الناس وقايةً من الحسد، وقد اعتاد كثيرون بأن يعلقوا خرزة زرقاء، أو حذوة حصان، أو فردة حذاء، أو أجراساً، أو قروناً، أو عظاماً للحيوانات، وكل هذه الأمور لا تُغني شيئاً، ولا يجوز فعلها، وقد كان أهل الجاهلية يفعلونها؛ فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها.

 

والأمر الثاني: أنه لا يجوز التبخر بالشبِّ والأعشاب والأوراق للوقاية أو العلاج من الحسد، وقد ورد سؤال للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق؛ وذلك لمن أصيب العين؟

 

فكان الجواب: "لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر؛ لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاءَ شياطين الجن، والاستعانة بهم على الشفاء، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية، ونحو ذلك مما ثبت في الأحاديث الصحيحة" [فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (1/275)].

 

عافاني الله وإياكم من الحسد والحاسدين، وأتم علينا نعمه ظاهرة وباطنة.

 

صلوا وسلموا على رسول الله؛ فقد أمركم الله -جل وعلا- بذلك في محكم التنزيل، فقال جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

وقال رسولكم ونبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً" [أخرجه مسلم برقم (384)].

 

اللهم صل على محمد وآله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الأئمة الحنفاء المهديين أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك الكريم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم كن للمجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم كن للمجاهدين في سبيلك في بلاد الشام، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً، اللهم عليك بمن عاداهم، اللهم عليك بطاغية الشام، اللهم زلزل ملكه، وأسقط عرشه، وأرنا فيه عجائب قدرتك، ومن عاونه وشايعه يا رب العالمين.

 

اللهم احفظنا وذرياتنا من العين والحسد يا رب العالمين، اللهم احفظنا وذرياتنا والمسلمين من عين العائنين، وحسد الحاسدين، وسحر الساحرين، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

 

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.

 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

وأقم الصلاة؛ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

 

 

 

 

المرفقات

الحسنات

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات