حادثة القديح

خالد بن عبدالله الشايع

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/مسألة الدماء مسألة عظيمة 2/ وجوب الابتعاد عن الفتن 3/ آثار وعواقب حادثة القديح 4/ وجوب الحذر من مكر الأعداء 5/ الحث على الاتحاد والترابط في المجتمع.

اقتباس

نحن نعيش في زمن كثر شره وقل خيره، وقوي فيه الظلمة، وضعف فيه أهل الخير، وابتعدوا عن دينهم، وتسلط عليهم أعداؤهم، ومتى تكاملت هذه المنظومة ظهرت الفتن، وفُتن الناس في دينهم، كما نلحظه في هذا الزمن، فهؤلاء إخواننا الروهانج في أركان غربي بورما، يطوفون السواحل لا يجدون من يؤويهم، وهم لا يشردون إلا من أجل دينهم، وهؤلاء إخواننا في بلاد الشام أكثر من مائتي ألف قتيل، وثلث السكان مشرد، لا لشيء إلا أنهم أرادوا الحرية والكرامة، ونصر السنة...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

أما بعد فيا أيها الناس:
اتقوا الله عز وجل وراقبوه، وتجنبوا الفتن ومسبباتها، فإن العافية لا يعدلها شيء، فلقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا: "اللهم إني أسألك العافية" .

عباد الله: إن مسألة الدماء مسألة عظيمة، وورطة جسيمة لمن ولغ فيها، كما أخرج البخاري في صحيحه: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما "، فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد؛ لأنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد، وأنْ يهربوا منها كل الهرب؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين؛ لذا بوّب البخاري في صحيحه: "باب من الدين الفرار من الفتن" .

عباد الله: نحن نعيش في زمن كثر شره وقل خيره، وقوي فيه الظلمة، وضعف فيه أهل الخير، وابتعدوا عن دينهم، وتسلط عليهم أعداؤهم، ومتى تكاملت هذه  المنظومة ظهرت الفتن، وفُتن الناس في دينهم، كما نلحظه في هذا الزمن، فهؤلاء إخواننا الروهانج في أركان غربي بورما، يطوفون السواحل لا يجدون من يؤويهم، وهم لا يشردون إلا من أجل دينهم، وهؤلاء إخواننا في بلاد الشام أكثر من مائتي ألف قتيل، وثلث السكان مشرد، لا لشيء إلا أنهم أرادوا الحرية والكرامة، ونصر السنة.

 

 وهؤلاء إخواننا في اليمن تسلط عليهم الحوثيون والشهوانيون، فخربوا البلاء، وربطوا علاقاتهم بإيران، لتصبح بلدهم من المقاطعات الإيرانية الاثنى عشرية، فهاهم يرفعون صور ملالي الفرس، متناسين عروبتهم وإسلامهم.

 

 وهؤلاء إخواننا في العراق، توالت عليهم السنون، وهم في الفتن يتخبطون، فسدت البلاد، وامتُحن العباد، وتسلط عليهم العدو من كل حدب وصوب، وطمع فيهم البعيد والقريب، حتى أصبحت العراق العظيمة تابعة للصفويين يتحكمون في خيراتهم.

 

 وهؤلاء إخواننا في مصر، وكذا ليبيا، وكذا تونس كلهم يقبعون تحت الحروب والفتن، ولن تصلح أحوالهم حتى يراجعوا دينهم، ويعضوا عليه بالنواجذ، فلقد بيّن الله -جل في علاه- أن النصر منه سبحانه، فقال: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) [الأنفال: 10]، وأخبر -جل في علاه- أنه لا ينصر إلا من نصره فقال: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) [محمد: 7]، فمن قاتل لدنيا، أو منصب، أو قبيلة، أو أرض، أو أشخاص فهو الخاسر ولن ينصره الله، فوعد الله لا يخلف، ولكن لكل أجل كتاب.

أيها المسلمون: ونحن في هذه البلاد المباركة، حاضنة الحرمين ومهبط الوحي، ومنبع الدين، ومأرزه، نرى الأعداء يتربصون بنا الدوائر، ويكيدون لنا كيدا، وودوا لو صبُّوا علينا الفتن صبًّا، ولكن الله لهم بالمرصاد، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، فهم يبثون سمومهم عبر الأفكار المنحرفة، وزرع الفتن في صفوفنا، قد سلطوا قنواتهم، وكتاباتهم، وأذنابهم، ووالله إن الأمر خطير، ولا حامي لنا إلا الله، فإن اعتصمنا به، واتبعنا شرعه نصرنا الله، ولو كنا ضعفاء.

اللهم ردنا إليك ردا جميلا، أقول قولي هذا ....

 

 

الخطبة الثانية:

أما بعد فيا أيها الناس: الكل سمع بالحادث الأليم، الذي حدث في بلدة القديح، فهذه الفعلة نجح فيها أعداء البلد أن تُنفذ على أيدي أبنائنا المغرَّر بهم للأسف، وداخل المساجد التي هي مأمن الناس، وملاذهم، فالمساجد يأمن فيها الكفار، فضلاً عن المصلين، قال -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة للكفار: "من دخل المسجد فهو آمن"، فالمساجد يجب أن تكون مأمن الناس، فقل لي بربك كيف سيصلي الناس في المساجد وهي مستهدفة؟! للأسف فإن شبابنا الذين غُرر بهم كما ترون حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، جُعلوا أداة لتنفيذ مخططات الصفويين، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا!!

عباد الله: مهما بلغ الخلاف بيننا وبين شيعة المنطقة الشرقية فلا يكون هذا مسوغا للاعتداء عليهم وفي المساجد وهم يصلون، إن غرض أعداء الدين بهذه الفعلة زعزعة الأمن، وإشعال الفتنة الطائفية، يتمنون لو ثارت، وأصبحت البلاد تعيش في الهرج والمرج، فالحذر الحذر من هذه الفتنة، والواجب علينا أن نضع أيدينا بيد ولاة أمرنا -وفقهم الله- لنكون سدًّا منيعًا أن يتسرب فكر أعدائنا ومخططاتهم إلى بلادنا الآمنة .

أيها المؤمنون: أهم ما تكشف عنه هذه الجريمة الخطيرة البشعة أن ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ومحاولة إثارة الفتنة، وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن، هدف رئيس لكل أعداء هذا الوطن، بل يأتي ذلك على رأس أولوياتهم.

فمن قاموا بهذه الجريمة النكراء الموغلة في الفساد سعوا من خلال جرمهم إلى إيجاد فجوة بين أبناء الوطن، ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب، والسعودية تدافع عن حدودها الجنوبية، فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي.

 
ومَن قاموا بهذه الجريمة ينفذون توجُّهاً يعمل على تفكيك مكونات المنطقة، وتغليب روح الانقسام بين مواطنيها، وكسر توازنها المجتمعي التاريخي، وزجها في حالة من الفوضى المستدامة، على نحو ما حدث ويحدث في العراق واليمن ولبنان وغيرها.

 
ومَن ارتكبوا هذه الجريمة النكراء أرادوا عقاب السعودية كوطن لا الشيعة كمواطنين، وإنما جاء القتل واستباحة الدماء المحرمة من أجل إشعال نار الفتنة الطائفية، والدخول في صراع سني - شيعي داخل جدران البيت السعودي الواحد.

عباد الله: لتكن هذه الحادثة سببًا لتماسك اللحمة بين شعب المنطقة أيًّا كان دينهم ومذهبهم، فالهدوء والمصالح هي الجو المناسب للدعوة إلى الله، وردّ الضالّ إلى الحق والصراط المستقيم.

اللهم آمنا في .....

 

 

 

المرفقات

حادثة القديح1.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات