حاجات الشباب (2) النفسية والجسدية والاجتماعية والجنسية

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-02-02 - 1443/07/01 2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/الحاجات النفسية 2/ الحاجات الجسدية 3/ الحاجات الاجتماعية 4/ الحاجات الجنسية 5/ثمار تحقيق حاجات الشباب النفسية والجسدية والاجتماعية والجنسية 6/آثار التقصير في حاجات الشباب النفسية والجسدية والاجتماعية والجنسية.

اقتباس

وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ الَّتِي تَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا: الْحَاجَاتُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ؛ وَمِنْ تِلْكَ الْحَاجَاتِ؛ الْحَاجَةُ إِلَى الرُّفْقَةِ، وَالِافْتِقَارُ إِلَى الصُّحْبَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ: "الرُّفْقَةَ مَطْلَبٌ نَفْسِيٌّ لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ الْإِنْسَانُ، وَخُصُوصًا فِي مَرْحَلَةِ الْمُرَاهَقَةِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الشَّبَابَ هُوَ الْعُضْوُ الْفَعَّالُ فِي جَسَدِ الْمُجْتَمَعَاتِ، وَالرُّكْنُ الرَّكِينُ الَّذِي يَقُومُ عَلَى جُهْدِهِ بِنَاءُ الْحَضَارَاتِ، وَالْعُنْصُرُ الَّذِي تُعْقَدُ عَلَيْهِ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَهْدَافُهَا وَآمَالُهَا، فَمَتَى صَلُحَ فِيهَا صَلُحَ حَاضِرُهَا وَمُسْتَقْبَلُهَا.

 

وَلَمَّا كَانَ الشَّبَابُ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ فَإِنَّ وُصُولَهُمْ إِلَى تِلْكَ الْغَايَاتِ مَرْهُونٌ بِأَسْبَابٍ، وَمِنْهَا: أَنَّ لَهُمْ حَاجَاتٍ مَشْرُوعَةً يَنْبَغِي أَنْ تُلَبَّى لَهُمْ؛ فَمِنْ تِلْكَ الْحَاجَاتِ:

 

الْحَاجَاتُ النَّفْسِيَّةُ؛ فَالشَّبَابُ –يَا عِبَادَ اللَّهِ- لَهُمْ حَاجَاتٌ نَفْسِيَّةٌ يَنْبَغِي أَنْ تُؤَدَّى لَهُمْ، وَمِنْ تِلْكَ الْحَاجَاتِ النَّفْسِيَّةِ: مُرَاعَاةُ مَشَاعِرِهِمْ، وَجَبْرُ خَوَاطِرِهِمْ، فَالْمَشَاعِرُ تَتَأَثَّرُ بِمُرَاعَاتِهَا وَالِاعْتِنَاءِ بِهَا، وَلَا يُرَاعِيهَا إِلَّا إِنْسَانٌ كَرِيمٌ.

 

وَانْظُرُوا -حَفِظَكُمُ اللَّهُ- إِلَى مَوْقِفِ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي مُرَاعَاةِ مَشَاعِرِ إِخْوَتِهِ وَهُمْ بَيْنَ يَدَيْ سُلْطَانِهِ وَنِعْمَتِهِ؛ فَإِنَّهُ قَالَ: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)[يُوسُفَ: 100]، وَلَمْ يَقُلْ: مِنَ الْجُبِّ الَّذِي أَلْقَوْهُ فِيهِ، حَتَّى لَا يَجْرَحَ مَشَاعِرَهُمْ، وَقَالَ: أَيْضًا: (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)[يُوسُفَ: 100]، وَلَمْ يَقُلْ: جَاءَتْ بِكُمُ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ وَطَلَبُ الْمِيرَةِ، وَقَالَ كَذَلِكَ: (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)[يُوسُفَ: 100]؛ فَذَكَرَ السَّبَبَ وَلَمْ يَذْكُرِ الْفَاعِلَ الْمُبَاشِرَ! فَلِلَّهِ مَا أَعْظَمَ هَذِهِ النَّفْسَ الْيُوسُفِيَّةَ الَّتِي رَاعَتِ الْمَشَاعِرَ وَلَمْ تَتَصَرَّفْ تَصَرُّفَ الْقَادِرِ!

 

فَمَا أَحْوَجَ الشَّبَابَ -مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- أَنْ تُرَاعَى مَشَاعِرُهُمْ كَهَذِهِ الْمُرَاعَاةِ!

 

وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ النَّفْسِيَّةِ الَّتِي يَنْبَغِي تَلْبِيَتُهَا: الثَّنَاءُ عَلَيْهِمْ إِذَا أَحْسَنُوا، وَحُسْنُ مُعَالَجَةِ أَخْطَائِهِمْ إِذَا أَخْطَأُوا؛ فَفِي الثَّنَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"(صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)، وَفِي حُسْنِ مُعَالَجَةِ الْأَخْطَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَمَا بَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَسْجِدِ: "دَعُوهُ لَا تُزْرِمُوهُ" ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ النَّفْسِيَّةِ الَّتِي يَنْبَغِي تَلْبِيَتُهَا أَيْضًا: مُنَادَاتُهُمْ بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَلْقَابِ وَالنُّعُوتِ الصَّادِقَةِ الَّتِي يُحِبُّونَهَا، وَالسُّؤَالُ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَمُتَابَعَةُ أَخْبَارِهِمْ وَنَجَاحَاتِهِمْ، وَإِظْهَارُ الْحُبِّ وَالِاهْتِمَامِ وَالِاحْتِرَامِ لَهُمْ، وَمُشَارَكَتُهُمْ فِي أَفْرَاحِهِمْ وَأَتْرَاحِهِمْ، وَهَذَا مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مَعَ جَمِيعِ أَصْنَافِ النَّاسِ، فَقَدْ كَانَ لِأَخٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عُصْفُورٌ يَلْعَبُ مَعَهُ يُقَالُ لَهُ: نُغَرٌ، فَمَاتَ فَحَزِنَ عَلَيْهِ الصَّبِيُّ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَلِّيهِ وَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ: مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). أَرَأَيْتُمْ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْمُوَاسَاةَ!

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ الَّتِي يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا: الْحَاجَاتُ الْجَسَدِيَّةُ؛ فَإِنَّ الْأَجْسَادَ لَهَا حُقُوقٌ تُرَاعَى حَتَّى تَصِحَّ وَتَنْمُوَ نُمُوًّا جَيِّدًا؛ وَلَا يَخْفَى عَنْكُمُ الْيَوْمَ -مَعَاشِرَ الْفُضَلَاءِ- إِقْبَالُ الشَّبَابِ عَلَى مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ الْبَدَنِيَّةِ، وَلَا غَرْوَ؛ فَهِيَ حَاجَةٌ مِنْ حَاجَاتِ أَجْسَادِهِمْ؛ لِمَا فِيهَا مِنَ التَّرْوِيحِ عَنْهُمْ، وَلِمَا لَهَا مِنَ الْأَثَرِ عَلَى بِنَاءِ أَجْسَامِهِمْ عَلَى الْقُوَّةِ وَالنَّشَاطِ، وَ"الْعَقْلُ السَّلِيمُ فِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ" كَمَا قِيلَ، وَ" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ" كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فِي (صَحِيحِ مُسْلِمٍ).

 

غَيْرَ أَنَّهُ يَحْسُنُ بِكُمْ -أَيُّهَا الْآبَاءُ وَالْمُرَبُّونَ- تَرْشِيدُ هَذِهِ الْحَاجَةِ الْجَسَدِيَّةِ لَدَى الشَّبَابِ، وَتَوْجِيهُهَا الْوُجْهَةَ الصَّحِيحَةَ الَّتِي لَا تَعُودُ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَعُقُولِهِمْ وَأَجْسَادِهِمْ بِالضَّرَرِ.

 

وَإِنَّهُ لَحَسَنٌ جِدًّا أَنْ تُبَيِّنُوا لِلشَّبَابِ أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَيْسَتْ كُرَةَ الْقَدَمِ فَقَطْ، بَلْ هُنَاكَ أَنْوَاعٌ أُخْرَى، فَلْيَخْتَارُوا النَّوْعَ الْمَشْرُوعَ الْمُنَاسِبَ لِرَغَبَاتِهِمْ؛ لِتَتَحَقَّقَ الْغَايَةُ الْمَرْجُوَّةُ مِنَ الرِّيَاضَةِ.

 

وَنَبِّهُوهُمْ كَذَلِكَ عَلَى أَنَّ الرِّيَاضَةَ حَاجَةٌ لَهَا وَقْتٌ مُحَدَّدٌ مِنَ الْمُمَارَسَةِ وَالْعِنَايَةِ، وَأَنَّهَا وَسِيلَةٌ لَا غَايَةٌ؛ فَكَمْ ضَاعَ مِنَ الشَّبَابِ الَّذِينَ جَعَلُوا الرِّيَاضَةَ مَشْرُوعَ حَيَاتِهِمْ، وَغَايَةَ غَايَاتِهِمْ، حَتَّى أَدْمَنُوا عَلَيْهَا وَنَسُوا الْغَايَةَ الَّتِي خُلِقُوا لِأَجْلِهَا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذَّارِيَاتِ:56].

 

وَأَرْشِدُوهُمْ أَيْضًا: إِلَى أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَيْسَتْ شَعِيرَةً دِينِيَّةً يُقَامُ عَلَيْهَا مَبْدَأُ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ؛ فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا عَنْ خِلَافٍ وَعَدَاءٍ وَسُخْرِيَةٍ وَبَذَاءٍ وَعِرَاكٍ وَدِمَاءٍ جَرَتْ فِي سُوحِ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ فِي الرِّيَاضَةِ، وَمَا بِهَذَا أُمِرَ الْمُسْلِمُ فِي الْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: الْمُوَالَاةُ فِي اللَّهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي اللَّهِ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ"(صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ الَّتِي تَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا: الْحَاجَاتُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ؛ وَمِنْ تِلْكَ الْحَاجَاتِ: الْحَاجَةُ إِلَى الرُّفْقَةِ، وَالِافْتِقَارُ إِلَى الصُّحْبَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ: "الرُّفْقَةَ مَطْلَبٌ نَفْسِيٌّ لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ الْإِنْسَانُ، وَخُصُوصًا فِي مَرْحَلَةِ الْمُرَاهَقَةِ، وَبِوُجُودِ الرُّفْقَةِ الْمُنْسَجِمَةِ يَتِمُّ قَضَاءُ الْأَوْقَاتِ وَتَبَادُلُ الْآرَاءِ وَالْخِبْرَاتِ وَبَثُّ الْآمَالِ، وَالتَّشَارُكُ فِي الْأَحَاسِيسِ وَالْمَشَاعِرِ... وَيَتَعَذَّرُ مَنْعُ الشَّابِّ الْمُرَاهِقِ عَنِ الرُّفْقَةِ، أَوْ فَرْضُ الْعُزْلَةِ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَمْرٌ يَصْطَدِمُ مَعَ طَبْعِ الْإِنْسَانِ وَجِبِلَّتِهِ، وَيَحْرِمُهُ مِنْ حَاجَةٍ نَفْسِيَّةٍ مُهِمَّةٍ".

 

فَلَا نَسْتَطِيعُ –أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- أَنْ نَمْنَعَ شَبَابَنَا مِنَ الْأَصْحَابِ وَالْأَصْدِقَاءِ، وَنَجْعَلَهُمْ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُمْ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ مَدَنِيٌّ بِطَبْعِهِ، وَكَمَا قَالَ ابْنُ خَلْدُونَ: "الِاجْتِمَاعُ الْإِنْسَانِيُّ ضَرُورِيٌّ، وَيُعَبِّرُ الْحُكَمَاءُ عَنْ هَذَا بِقَوْلِهِمُ: الْإِنْسَانُ مَدَنِيٌّ بِالطَّبْعِ؛ أَيْ: لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الِاجْتِمَاعِ الَّذِي هُوَ الْمَدِينَةُ".

 

"وَشَبَابُنَا يُحِبُّونَ الِاخْتِلَاطَ، وَلَيْسَ هُنَاكَ بُدٌّ مِنْ هَذَا الِاخْتِلَاطِ. وَالزَّمَالَةُ وَالصَّدَاقَةُ عَلَى نَوْعَيْنِ لَابُدَّ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَيْهِمَا: إِمَّا صَدَاقَةٌ طَيِّبَةٌ تُثْمِرُ ثِمَارًا خَيِّرَةً، وَإِمَّا عَلَى الضِّدِّ وَالْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ تُثْمِرُ مَا لَا يُحْمَدُ عُقْبَاهُ، وَلَمَّا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ كَانَ دَوْرُ هَؤُلَاءِ الْأَصْحَابِ وَالزُّمَلَاءِ فِي حَيَاةِ أَبْنَائِنَا كَبِيرًا جِدًّا".

 

وَلَكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُرْشِدَ شَبَابَنَا إِلَى اخْتِيَارِ الْأَصْحَابِ وَالرُّفَقَاءِ؛ لِأَنَّهُ كَمَا قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" (حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ).

 

وَقَدْ قِيلَ:

إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلَا تَصْحَبِ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي

 

وَقَالَ آخَرُ:

اصْحَبْ ذَوِي الْفَضْلِ وَأَهْلَ الدِّينِ*** فَالْمَرْءُ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَرِينِ

 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَامُ: وَمِنْ حَاجَاتِ الشَّبَابِ الَّتِي يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا: الْحَاجَاتُ الْجِنْسِيَّةُ، فَالْجِنْسُ فِطْرَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ جُبِلَ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[الرُّومِ: 30]. وَتَبْلُغُ هَذِهِ الْحَاجَةُ ذُرْوَتَهَا فِي مَرْحَلَةِ الشَّبَابِ، فَيَعْظُمُ أُوَارُهَا، وَتَطْلُبُ تَفْرِيغَ طَاقَتِهَا؛ لِهَذَا كَانَ يَنْبَغِي عَلَى الْآبَاءِ وَالْمُرَبِّينَ بَلْ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْعِنَايَةُ بِهَذِهِ الْحَاجَةِ الْفِطْرِيَّةِ الْمُهِمَّةِ لَدَى الشَّبَابِ، وَأَنْ يَكُونُوا عَوْنًا لَهُمْ عَلَى إِفْرَاغِهَا فِي الْحَلَالِ الَّذِي يَعُودُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ وَالْأُمَّةِ بِالْخَيْرِ الْعَمِيمِ، وَأَنْ يَتَذَكَّرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا شَبَابًا كَذَلِكَ، وَذَاقُوا مَرَارَةَ الْحَاجَةِ: (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ)[النِّسَاءِ: 94].

 

وَطَرِيقُ ذَلِكَ هُوَ الزَّوَاجُ الشَّرْعِيُّ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ كَانَ عَوْنًا لِلشَّبَابِ عَلَى الْوُصُولِ إِلَى نَيْلِ حَاجَاتِهِمُ الْمَشْرُوعَةِ، جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْأَتْمَانِ الْأَكْمَلَانِ عَلَى نَبِيِّنَا الْأَمِينِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ؛ أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ لِتَحْقِيقِ حَاجَاتِ الشَّبَابِ النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْجِنْسِيَّةِ ثِمَارًا يَانِعَةً تَعُودُ بِالْخَيْرِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى غَيْرِهِمْ، وَمِنْ تِلْكَ الثِّمَارِ الْبَهِيجَةِ:

كَسْبُهُمْ إِلَى صَفِّ الْحَقِّ وَالْبِنَاءِ وَالْفَضِيلَةِ، وَإِبْعَادُهُمْ عَنْ مَتَاهَاتِ الْبَاطِلِ وَالْهَدْمِ وَالرَّذِيلَةِ، وَبِذَلِكَ يَحْصُلُ صَلَاحُهُمْ، وَيَا بُشْرَى مُجْتَمَعٍ صَلُحَ شَبَابُهُ، وَهَلْ كَانَ أَكْثَرُ صَحَابَةِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إِلَّا شَبَابًا، وَبِهِمْ فُتِحَتِ الدُّنْيَا، وَأُرْسِيَتْ قَاعِدَةُ الْإِسْلَامِ الْعَتِيدَةُ.

شَبَابٌ ذَلَّلُوا سُبُلَ الْمَعَالِي *** وَمَا عَرَفُوا سِوَى الْإِسْلَامِ دِينَا

تَعَهَّدَهُمْ فَأَنْبَتَهُمْ نَبَاتًا *** كَرِيمًا طَابَ فِي الدُّنْيَا غُصُونَا

 

وَمِنْ ثِمَارِ تَحْقِيقِ تِلْكَ الْحَاجَاتِ: أَنَّ تَلْبِيَتَهَا لَهُمْ تُعِينُهُمْ عَلَى الِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ، وَتَجْعَلُهُمْ ذَاكِرِينَ بِالْخَيْرِ وَالثَّنَاءِ مَنْ صَنَعَ لَهُمْ هَذَا الْمَعْرُوفَ، وَتَأَمَّلُوا فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ الْقَصِيرَةِ: عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، فَلَبِثْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَحِيمًا فَقَالَ: "لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلَادِكُمْ، فَعَلَّمْتُمُوهُمْ..." الْحَدِيثَ. أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ رَاعَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَشَاعِرَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ، وَرَحِمَ حَاجَتَهُمْ إِلَى أَهَالِيهِمْ!

 

أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ: كَمَا أَنَّ تَلْبِيَةَ تِلْكَ الْحَاجَاتِ لِلشَّبَابِ لَهَا هَذِهِ الْمَنَافِعُ وَغَيْرُهَا؛ فَإِنَّ التَّقْصِيرَ فِي تَلْبِيَتِهَا لَهُ آثَارٌ سَيِّئَةٌ كَثِيرَةٌ؛ وَمِنْهَا:

التَّمَرُّدُ عَلَى تَوْجِيهَاتِ الْأَبَوَيْنِ وَالْمُرَبِّينَ وَالْقِيَمِ النَّبِيلَةِ، وَمِنْ ثَمَّ الِانْتِقَالُ إِلَى خَلْقِ مُشْكِلَاتٍ أُسَرِيَّةٍ وَمُجْتَمَعِيَّةٍ تَلْبِيَةً لِدَاعِي الِانْتِقَامِ؛ جَرَّاءَ الْمَنْعِ مِنَ الْحَاجَاتِ الْمَطْلُوبَةِ؛ وَكَمَا يَقُولُونَ: "لِكُلِّ فِعْلٍ رَدُّ فِعْلٍ مُسَاوٍ لَهُ فِي الْقُوَّةِ وَمُضَادٌّ لَهُ فِي الِاتِّجَاهِ".

 

فَمِنَ الْعَقْلِ وَالْحِكْمَةِ أَنْ يُرَاعِيَ الْآبَاءُ وَالْمُرَبُّونَ هَذَا الْمَآلَ الْخَطِيرَ، فَهَذَا مِنْ فِقْهِ الْمَآلَاتِ وَمُرَاعَاتِهَا، وَهُوَ هَدْيُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَهَدْيُ رَسُولِ اللَّهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-؛ قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدُوًّا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الْأَنْعَامِ: 108].

 

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قِصَّةِ اسْتِئْذَانِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رَسُولَ اللَّهِ فِي قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُ؛ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

 

وَمِنَ الْآثَارِ السَّيِّئَةِ لِلتَّقْصِيرِ فِي تَلْبِيَةِ حَاجَاتِ الشَّبَابِ: اسْتِيلَاءُ آفَاتِ الْفَرَاغِ عَلَيْهِمْ، وَنَقْلُهُمْ إِلَى عُزْلَةٍ مُضِرَّةٍ عَنِ الْأُسْرَةِ وَالْمُجْتَمَعِ، وَالِانْكِفَاءُ عَلَى أَجْهِزَتِهِمُ الْكَفِّيَّةِ إِلَى حَدِّ الْإِدْمَانِ، وَالِانْطِوَاءُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فِي زَوَايَا الْكَبْتِ وَالْقَلَقِ وَكَرَاهِيَةِ مَنْ حَوْلَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِالْحِرْمَانِ فِي شِدَّةِ الطَّلَبِ، فَيَلْجَؤُونَ إِلَى تِلْكَ الْبَدَائِلِ الْقَاتِلَةِ، وَهَلْ يَرْضَى عَاقِلٌ -أَيُّهَا الْعُقَلَاءُ- بِهَذَا الْمَصِيرِ الْمُؤْلِمِ لِشَبَابِ الْأُمَّةِ؟!

 

"فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ: شَابًّا، فَارِغًا لَا هَمَّ عِنْدَهُ، وَلَا هَمَّ لَهُ، نَشِيطًا قَوِيَّ الْجِسْمِ، فَقَدِ اسْتَجْمَعَ أَسْبَابَ الْوُقُوعِ فِي الْمَفْسَدَةِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-". وَكَمَا قَالَ الْقَائِلُ:

إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَةْ *** مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَةْ

 

أَلَا فَاعْتَنُوا -عِبَادَ اللَّهِ- بِحَاجَاتِ الشَّبَابِ النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْجِنْسِيَّةِ؛ فَإِنَّ تَحْقِيقَهَا لَهُمْ يُورِثُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَالتَّقْصِيرَ فِي الْوَفَاءِ بِهَا يَصْنَعُ ضَرَرًا كَبِيرًا، وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا يُحِبُّ الْخَيْرَ لِشَبَابِ أُمَّتِهِ، أَلَا مِنْ هُنَا فَانْطَلِقُوا، وَعَلَى هَذَا فَاحْرِصُوا؛ فَإِنَّ الشَّبَابَ مَعْقِدُ الْآمَالِ، وَأُفُقُ تَقَدُّمِ الْأُمَّةِ فِي حَاضِرِهَا وَمُسْتَقْبَلِهَا.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَنَا وَيُصْلِحَ شَبَابَنَا، وَيُبَلِّغَهُمْ حَاجَاتِهِمُ الْمَشْرُوعَةَ، وَيَرُدَّهُمْ عَنِ الْحَاجَاتِ الْمَحْظُورَةِ الْمَمْنُوعَةِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

حاجات الشباب (2) النفسية والجسدية والاجتماعية والجنسية.pdf

حاجات الشباب (2) النفسية والجسدية والاجتماعية والجنسية.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات