جمل
2024-03-11 - 1445/09/01التعريف
إِبِلُ
ـ إِبِلُ، وإِبْلُ: معروف، واحدٌ يَقَعُ على الجمعِ، ليس بجَمْعٍ ولا اسمِ جمعٍ، ج: آبالٌ وتَصغيرُهَا أُبَيْلَةٌ، والسحابُ الذي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ،
يقالُ: إبِلانِ: للقَطِيعَيْنِ.
تَأبَّلَ إبِلاً: اتَّخَذَها.
أبَلَ: كثُرَتْ إبِلُهُ، كأبَّلَ وآبَلَ.
أبَلَ: غَلَبَ، وامتَنَعَ، كأَبَّلَ، أبَلَ الإِبِلُ وغيرُها تَأْبُلُ وتَأْبِلُ أبْلاً وأُبولاً: جَزَأَتْ عن الماءِ بالرُّطْبِ، كأَبِلَتْ، وتَأَبَّلَتْ، الواحدُ: آبِلٌ، ج: أُبَّالٌ، أو هَمَلَتْ فغابَتْ وليس معَها راعٍ، أو تأبَّدتْ، أبَلَ عن امرأتِهِ: امتَنَعَ عن غِشْيَانِها، كتَأبَّلَ، ونَسَكَ. (القاموس المحيط)
العناصر
1- الإبل في القرآن الكريم والسنة النبوية
2- بعض مسميات الإبل عند العرب
3- بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالإبل
4- من خصائص الإبل
5- التفكر في خلق الإبل
الايات
1- قال الله تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)[المائدة:103].
2- قال تعالى: (وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)[الأنعام:139]
3- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)[الأعراف:40].
4- قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) [هود: 64-65].
5- قال تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ...) إلى قوله تعالى: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [النحل:5-7].
6- قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66].
7- قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ) [النحل: 80].
8- قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الحج: 36].
9- قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) [المؤمنون: 21].
10- قال تعالى: (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ)[الواقعة:55]
11- قال تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ)[المرسلات:33]
12- قال تعالى: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) [التكوير: 4]
13- قال تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية: 17].
الاحاديث
1- عن عروة بن أبي الجعد البارقي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". رواه ابن ماجه: (2305)، وصححه الألباني.
2- عن جابر ابن عبد الله قال: "نَحَرْنَا فِيِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ".
3- عائشة رضي الله عنها قالت: "فَتَلْتُ قَلاَئِدَ بُدْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِي، ثُمَّ أَشْعَرَهَا وَقَلَّدَهَا، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَا حُرِّمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حَلَالًا".
4- عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلُّوا في مرابِضِ الغنمِ ولا تصلُّوا في أعطانِ الإبلِ فإنَّها خُلِقَت منَ الشَّياطينِ". رواه ابن ماجه: (٦٣٠)، وصححه الألباني.
5- جابر بن سمرة: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ"، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: "نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ".
6- عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَاَ أَكَلَ أَحَدكُم طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ".
7- جابر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نحر هديه وكان مئة ناقة، أمر من كل ناقة بضعة من اللحم فطبخت فشرب من مرقها، وأكل من لحمها.
8- عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب لعمرو بن حزم كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وقال فيه: "وَفِي النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ مِائَةٌ مِنَ الإِبِلِ". رواه النسائي في سننه، ومالك في موطئه وصححه الألباني في إرواء الغليل: (7-300).
9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ". أخرجه الترمذي: (١٧٠٠)، والنسائي: (٣٥٨٦)، وصححه الألباني.
10- عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الفِيلِ". رواه البخاري: (٢٧٣١).
12- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- كانَ للنبيِّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناقَةٌ تُسَمّى العَضْباءَ، لا تُسْبَقُ - قالَ حُمَيْدٌ: أوْ لا تَكادُ تُسْبَقُ - فَجاءَ أعْرابِيٌّ على قَعُودٍ فَسَبَقَها، فَشَقَّ ذلكَ على المُسْلِمِينَ حتّى عَرَفَهُ، فقالَ: "حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ". رواه البخاري: (٢٨٧٢).
13- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ ناسًا اجْتَوَوْا في المَدِينَةِ، فأمَرَهُمُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يَلْحَقُوا براعِيهِ - يَعْنِي الإبِلَ - فَيَشْرَبُوا مِن ألْبانِها وأَبْوالِها، فَلَحِقُوا براعِيهِ، فَشَرِبُوا مِن ألْبانِها وأَبْوالِها، حتّى صَلَحَتْ أبْدانُهُمْ، فَقَتَلُوا الرّاعِيَ وساقُوا الإبِلَ، فَبَلَغَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَبَعَثَ في طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بهِمْ، فَقَطَعَ أيْدِيَهُمْ وأَرْجُلَهُمْ، وسَمَرَ أعْيُنَهُمْ قالَ قَتادَةُ: فَحدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ: أنَّ ذلكَ كانَ قَبْلَ أنْ تَنْزِلَ الحُدُودُ. رواه البخاري: (٥٦٨٦).
14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مِنْ حَقِّ الإبِلِ أَنْ تُحْلَبَ على الماءِ". أخرجه البخاري: (٢٣٧٨)، ومسلم: (٩٨٧).
15- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ مِنَ الإبِلِ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ صَدَقَةٌ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ". رواه البخاري: (١٤٤٧).
16- عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: أردَفَني رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَلفَهُ ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إليَّ حَديثًا لا أحدِّثُ بِهِ أحَدًا من النّاسِ، وَكانَ أحبُّ ما استَترَ بِهِ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لحاجَتِهِ هَدفًا، أو حائِشَ نَخلٍ، قالَ: فدخلَ حائطًا لرَجُلٍ مِن الأنصارِ فإذا جَملٌ، فلَمّا رأى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فمَسحَ ذِفراهُ فسَكَتَ، فقالَ: "مَن ربُّ هذا الجَمَلِ، لمن هذا الجمَلُ؟" فَجاءَ فتًى منَ الأنصارِ فَقالَ: لي يا رسولَ اللَّهِ فَقالَ: "أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ" أخرجه أبو داود: (٢٥٤٩)، وأحمد (١٧٤٥)، وصححه الألباني.
17- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَتاكُمْ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً وأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإيمانُ يَمانٍ والحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ، والفَخْرُ والخُيَلاءُ في أصْحابِ الإبِلِ، والسَّكِينَةُ والوَقارُ في أهْلِ الغَنَمِ". أخرجه البخاري: (٤٣٨٨)، ومسلم: (٥٢).
18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عَدْوى" فَقامَ أعْرابِيٌّ فَقالَ: أرَأَيْتَ الإبِلَ، تَكُونُ في الرِّمالِ أمْثالَ الظِّباءِ، فَيَأْتِيها البَعِيرُ الأجْرَبُ فَتَجْرَبُ؟ قالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "فمَن أعْدى الأوَّلَ". رواه البخاري: (٥٧٧٥).
19- عن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه قال: يا رَسولَ اللَّهِ، ليسَ لَنا مُدًى، فَقالَ: "ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، ليسَ الظُّفُرَ والسِّنَّ، أمّا الظُّفُرُ فَمُدى الحَبَشَةِ، وأَمّا السِّنُّ فَعَظْمٌ ونَدَّ بَعِيرٌ فَحَبَسَهُ"، فَقالَ: "إنَّ لِهذِه الإبِلِ أوابِدَ كَأَوابِدِ الوَحْشِ، فَما غَلَبَكُمْ منها فاصْنَعُوا به هَكَذا". رواه البخاري: (٥٥٠٣).
20- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قَفَلْنا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مِن غَزْوَةٍ، فَتَعَجَّلْتُ على بَعِيرٍ لي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي راكِبٌ مِن خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي بعَنَزَةٍ كانَتْ معهُ، فانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ ما أنْتَ راءٍ مِنَ الإبِلِ..." الحديث أخرجه البخاري: (٥٠٧٩) واللفظ له، ومسلم: (٧١٥).
21- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَأْتي الإبِلُ على صاحِبِها على خَيْرِ ما كانَتْ، إذا هو لَمْ يُعْطِ فِيها حَقَّها، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها، وتَأْتي الغَنَمُ على صاحِبِها على خَيْرِ ما كانَتْ إذا لَمْ يُعْطِ فِيها حَقَّها، تَطَؤُهُ بأَظْلافِها، وتَنْطَحُهُ بقُرُونِها، وقالَ: ومِنْ حَقِّها أنْ تُحْلَبَ على الماءِ قالَ: ولا يَأْتي أحَدُكُمْ يَومَ القِيامَةِ بشاةٍ يَحْمِلُها على رَقَبَتِهِ لَها يُعارٌ، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ شيئًا، قدْ بَلَّغْتُ، ولا يَأْتي ببَعِيرٍ يَحْمِلُهُ على رَقَبَتِهِ له رُغاءٌ فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، قدْ بَلَّغْتُ. أخرجه البخاري: (١٤٠٢)، ومسلم: (٩٨٧).
22- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ لا يُدْرى ما فَعَلَتْ، وإنِّي لا أُراها إلّا الفارَ؛ إذا وُضِعَ لَها ألْبانُ الإبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وإذا وُضِعَ لَها ألْبانُ الشّاءِ شَرِبَتْ. فَحَدَّثْتُ كَعْبًا فَقالَ: أنْتَ سَمِعْتَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقولُهُ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ لي مِرارًا، فَقُلتُ: أفَأَقْرَأُ التَّوْراةَ؟! أخرجه البخاري (٣٣٠٥)، ومسلم (٢٩٩٧).
23- عن زيد بن خالد الجهني قال: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقالَ: اعْرِفْ عِفاصَها ووِكاءَها، ثُمَّ عَرِّفْها سَنَةً، فإنْ جاءَ صاحِبُها وإلّا فَشَأْنَكَ بها، قالَ: فَضالَّةُ الغَنَمِ؟ قالَ: هي لكَ أوْ لأخِيكَ أوْ لِلذِّئْبِ، قالَ: فَضالَّةُ الإبِلِ؟ قالَ: ما لكَ ولَها، معها سِقاؤُها، وحِذاؤُها تَرِدُ الماءَ، وتَأْكُلُ الشَّجَرَ حتّى يَلْقاها رَبُّها. أخرجه البخاري: (٢٤٢٩)، ومسلم (١٧٢٢).
24- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّما النّاسُ كالإِبِلِ المِائَةِ، لا تَكادُ تَجِدُ فيها راحِلَةً". أخرجه البخاري: (٦٤٩٨)، ومسلم (٢٥٤٧).
25- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: غَدَوْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بعَبْدِ اللَّهِ بنِ أبِي طَلْحَةَ، لِيُحَنِّكَهُ، فَوافَيْتُهُ في يَدِهِ المِيسَمُ يَسِمُ إبِلَ الصَّدَقَةِ. أخرجه البخاري: (١٥٠٢)، ومسلم: (٢١١٩).
26- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَكونُ كَنْزُ أحَدِكُمْ يَومَ القِيامَةِ شُجاعًا أقْرَعَ، يَفِرُّ منه صاحِبُهُ، فَيَطْلُبُهُ ويقولُ: أنا كَنْزُكَ، قالَ: واللَّهِ لَنْ يَزالَ يَطْلُبُهُ، حتّى يَبْسُطَ يَدَهُ فيُلْقِمَها فاهُ وقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذا ما رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّها تُسَلَّطُ عليه يَومَ القِيامَةِ، فَتَخْبِطُ وجْهَهُ بأَخْفافِها وقالَ بَعْضُ النّاسِ: في رَجُلٍ له إبِلٌ، فَخافَ أنْ تَجِبَ عليه الصَّدَقَةُ، فَباعَها بإبِلٍ مِثْلِها أوْ بغَنَمٍ أوْ ببَقَرٍ أوْ بدَراهِمَ، فِرارًا مِنَ الصَّدَقَةِ بيَومٍ احْتِيالًا، فلا بَأْسَ عليه. وهو يقولُ: إنْ زَكّى إبِلَهُ قَبْلَ أنْ يَحُولَ الحَوْلُ بيَومٍ أوْ بسِتَّةٍ جازَتْ عنْه. رواه البخاري: (٦٩٥٧).
27- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّهُ دَفَعَ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وراءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا، وضَرْبًا وصَوْتًا لِلْإِبِلِ، فأشارَ بسَوْطِهِ إليهِم، وقالَ: "أيُّها النّاسُ، علَيْكُم بالسَّكِينَةِ؛ فإنَّ البِرَّ ليسَ بالإِيضاعِ". رواه البخاري: (١٦٧١).
28- عن أبي بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه -رضي الله عنه- أنه كَتَبَ له هذا الكِتابَ لَمّا وجَّهَهُ إلى البَحْرَيْنِ: بسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، هذِه فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتي فَرَضَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- على المُسْلِمِينَ، والَّتي أمَرَ اللهُ بها رَسولَهُ، فمَن سُئِلَها مِنَ المُسْلِمِينَ على وجْهِها فَلْيُعْطِها، ومَن سُئِلَ فَوْقَها فلا يُعْطِ في أرْبَعٍ وعِشْرِينَ مِنَ الإبِلِ فَما دُونَها مِنَ الغَنَمِ، مِن كُلِّ خَمْسٍ شاةٌ، إذا بَلَغَتْ خَمْسًا وعِشْرِينَ إلى خَمْسٍ وثَلاثِينَ، فَفِيها بنْتُ مَخاضٍ أُنْثى، فَإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وثَلاثِينَ إلى خَمْسٍ وأَرْبَعِينَ، فَفِيها بنْتُ لَبُونٍ أُنْثى، فَإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وأَرْبَعِينَ إلى سِتِّينَ فَفِيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الجَمَلِ، فَإِذا بَلَغَتْ واحِدَةً وسِتِّينَ إلى خَمْسٍ وسَبْعِينَ، فَفِيها جَذَعَةٌ، فَإِذا بَلَغَتْ يَعْنِي سِتًّا وسَبْعِينَ إلى تِسْعِينَ، فَفِيها بنْتا لَبُونٍ، فَإِذا بَلَغَتْ إحْدى وتِسْعِينَ إلى عِشْرِينَ ومِئَةٍ، فَفِيها حِقَّتانِ طَرُوقَتا الجَمَلِ، فَإِذا زادَتْ على عِشْرِينَ ومِئَةٍ، فَفِي كُلِّ أرْبَعِينَ بنْتُ لَبُونٍ، وفي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، ومَن لَمْ يَكُنْ معهُ إلّا أرْبَعٌ مِنَ الإبِلِ، فليسَ فِيها صَدَقَةٌ إلّا أنْ يَشاءَ رَبُّها، فَإِذا بَلَغَتْ خَمْسًا مِنَ الإبِلِ، فَفِيها شاةٌ. وفي صَدَقَةِ الغَنَمِ في سائِمَتِها إذا كانَتْ أرْبَعِينَ إلى عِشْرِينَ ومِئَةٍ؛ شاةٌ، فَإِذا زادَتْ على عِشْرِينَ ومِئَةٍ إلى مِئَتَيْنِ شاتانِ، فَإِذا زادَتْ على مِئَتَيْنِ إلى ثَلاثِ مِئَةٍ، فَفِيها ثَلاثُ شِياهٍ، فَإِذا زادَتْ على ثَلاثِ مِئَةٍ، فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شاةٌ، فَإِذا كانَتْ سائِمَةُ الرَّجُلِ ناقِصَةً مِن أرْبَعِينَ شاةً واحِدَةً، فليسَ فِيها صَدَقَةٌ إلّا أنْ يَشاءَ رَبُّها. وفي الرِّقَةِ رُبْعُ العُشْرِ، فإنْ لَمْ تَكُنْ إلّا تِسْعِينَ ومِئَةً، فليسَ فِيها شيءٌ إلّا أنْ يَشاءَ رَبُّها. رواه البخاري: (١٤٥٤).
29- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: أنَّ النّاسَ نَزَلُوا مع رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرْضَ ثَمُودَ، الحِجْرَ، فاسْتَقَوْا مِن بئْرِها، واعْتَجَنُوا به، فأمَرَهُمْ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُهَرِيقُوا ما اسْتَقَوْا مِن بئْرِها، وأَنْ يَعْلِفُوا الإبِلَ العَجِينَ، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتي كانَتْ تَرِدُها النّاقَةُ. الراوي: • أخرجه البخاري: (٣٣٧٩) ومسلم: (٢٩٨١).
30- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مِنْ ها هُنا جاءَتِ الفِتَنُ، نَحْوَ المَشْرِقِ، والجَفاءُ وغِلَظُ القُلُوبِ في الفَدّادِينَ أهْلِ الوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أذْنابِ الإبِلِ والبَقَرِ، في رَبِيعَةَ، ومُضَرَ". رواه البخاري: (٣٤٩٨).
31- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ رِجالًا عن حَوْضِي، كما تُذادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإبِلِ عَنِ الحَوْضِ". أخرجه البخاري: (٢٣٦٧)، ومسلم: (٢٣٠٢).
32- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صاحِبِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ؛ إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ". أخرجه البخاري: (٥٠٣١) ومسلم: (٧٨٩).
33- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها". أخرجه البخاري: (٥٠٣٣)، ومسلم: (٧٩١).
34- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى تَخْرُجَ نارٌ مِن أرْضِ الحِجازِ تُضِيءُ أعْناقَ الإبِلِ ببُصْرى". رواه البخاري: (٧١١٨)، ومسلم: (٢٩٠٢).
35- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، أحْناهُ على ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ على زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ". رواه البخاري: (٥٠٨٢)، ومسلم: (٢٥٢٧).
36- عن حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "على ظَهْرِ كلِّ بعيرٍ شيطانٌ فإذا ركِبْتُموها فسمُّوا اللهَ ولا تُقصِّروا عن حاجاتِكم". أخرجه ابن حبان في صحيحه: (١٧٠٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٤٠٣١).
37- عن سَعِيدُ بنُ يَسَارٍ قال: كُنْتُ أسِيرُ مع عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بطَرِيقِ مَكَّةَ، فَقالَ سَعِيدٌ: فَلَمّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ، فأوْتَرْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: أيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلتُ: خَشِيتُ الصُّبْحَ، فَنَزَلْتُ، فأوْتَرْتُ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: أليسَ لكَ في رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ فَقُلتُ: بَلى واللَّهِ، قالَ: فإنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يُوتِرُ على البَعِيرِ. أخرجه البخاري: (٩٩٩)، ومسلم: (٧٠٠).
38- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: أقبلْنا مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حتى دفعَنا إلى حائطٍ في بني النَّجّارِ، فإذا فيه جملٌ لا يدخلُ الحائطَ أحدٌ إلا شدَّ عليه، فذكروا ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه فدعاهُ، فجاء واضعًا مِشفرَهُ على الأرضِ حتى برك بين يدَيه، فقال: "هاتوا خِطامًا" فخطمَه، ودفعه إلى صاحبِه، ثم التفت فقال: "ما بين السماءِ إلى الأرضِ أحدٌ إلا يعلمُ أني رسولُ اللهِ إلا عاصِي الجنِّ والإنسِ". أخرجه أحمد (١٤٣٧٢)، والدارمي (١٨)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٤-٢٩٥): "إسناده حسن".
39- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: "قوموا"، فقاموا، فدخل الحائطَ، والجملُ في ناحيةٍ، فمشى النبيُّ نحوه، فقال الأنصارُ: يا رسولَ اللهِ ! قد صار مثلَ الكلبِ، نخاف عليك صولتَه، قال: "ليس عليَّ منه بأسٌ". فلما نظر الجملُ إلى رسولِ اللهِ أقبل نحوه حتى خرَّ ساجدًا بين يدَيه. فأخذ رسولُ اللهِ بناصيتِه أذَلَّ ما كانت قطُّ حتى أدخلَه في العملِ، فقال له أصحابُه: يا رسولَ اللهِ! هذا بهيمةٌ لا يعقلُ يسجدُ لك، ونحن نعقلُ، فنحن أحقُّ أن نسجدَ لك؛ قال: "لا يصلُحُ لبشرٍ أن يسجدَ لبشرٍ، ولو صلح لبشرٍ أن يسجدَ لبشرٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها، لعِظَمِ حقِّه عليها". أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (٩١٤٧)، وأحمد: (١٢٦١٤)، وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٩٣٦): "صحيح لغيره".
40- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يخطبُ إلى جذعٍ ، فلمّا اتَّخذَ المنبرَ ، ذَهبَ إلى المنبرِ، فحنَّ الجذعُ، فأتاهُ فاحتضنَهُ فسَكنَ، فقالَ: لو لم أحتضنْهُ لحنَّ إلى يومِ القيامة. أخرجه الترمذي: (٣٦٢٧)، وأحمد: (١٣٣٦٣) باختلاف يسير، وابن ماجه: (١٤١٥) واللفظ له: وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (١١٧٠).
41- عن يَعْلى بنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، قال: ثلاثةُ أشياءٍ رأيتُها من رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: بينا نحن نسيرُ معه؛ إذ مَرَرْنا ببعيرٍ يُسْنى عليه، فلما رآه البعيرُ جَرْجَرَ، فوضع جِرانَهُ، فوقف عليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أين صاحبُ هذا البعيرِ؟"، فجاءه، فقال: بعنِيه، فقال: بل نَهَبُهُ لك يا رسولَ اللهِ ! وإنه لأهلِ بيتٍ ما لهم معيشةٌ غيرُه، فقال: "أَما إذ ذَكَرْتَ هذا من أمرِهِ؛ فإنه شكا كثرةَ العملِ، وقِلَّةَ العَلَفِ، فأحسِنُوا إليه". أخرجه ابن حجر العسقلاني في هداية الرواة: (٥٨٦٥)، وقال الألباني: "جيد".
42- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العينُ تُدخلُ الرجلَ القبْرَ، والجملُ القدرَ". أخرجه ابن حبان في المجروحين: (٢-٣٢)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء: (٦-٤٠٨) باختلاف يسير، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٧-٩٠)، والخطيب في تاريخ بغداد: (٩-٢٤٤) واللفظ لهما. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (١٢٤٩): "إسناده حسن".
43- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تخرجُ الدابَّةُ، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم، ثم يُعمِّرون فيكم، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ، فيُقالُ: ممَّنِ اشتريتَ؟ فيقولُ: من الرجلِ المُخَطَّمِ". "يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ" أي البعير كما في الرواية الأخرى. أخرجه أحمد: (٢٢٣٦٢)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان: (٢-٨٨) باختلاف يسير، والبخاري في التاريخ الكبير: (٦-١٧٢) مختصراً. وصححه الألباني في صحيح الجامع: (٢٩٢٧).
44- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأنبياءُ إخوةٌ لِعَلّاتٍ؛ أمهاتُهم شتًّى، ودينُهم واحدٌ، وأنا أولى الناسِ بعيسى ابنِ مريمَ لأنه ليس بيني وبينه نبيٌّ، وإنه نازلٌ، فإذا رأيتُموه فاعرَفوه، رجلٌ مربوعٌ، إلى الحُمرةِ والبياضِ، بين مُمُصَّرَتَينِ، كأنَّ رأسَه يقطُرُ، وإن لم يُصِبْه بللٌ، فيقاتِلُ الناسَ على الإسلامِ، فيَدُقُّ الصليبَ، ويقتُلُ الخنزيرَ، ويَضَعُ الجزيةَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانه المِلَلَ كلَّها إلا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ المسيحَ الدَّجّالَ، وتقعُ الأمَنَةُ في الأرضِ حتى ترتَعُ الأسُودُ مع الإبلِ، والنِّمارُ مع البقرِ، والذئابُ مع الغنمِ، ويلعب الصبيانُ بالحيّاتِ لا تَضُرُّهم، فيمكث في الأرضِ أربعين سنةً، ثم يُتوفّى، فيُصلِّي عليه المسلمون". أخرجه أبو داود (٤٣٢٤)، وأحمد (٩٦٣٠) باختلاف يسير. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢١٨٢): "إسناده صحيح".
45- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُحْشَرُ النّاسُ على ثَلاثِ طَرائِقَ: راغِبِينَ راهِبِينَ، واثْنانِ على بَعِيرٍ، وثَلاثَةٌ على بَعِيرٍ، وأَرْبَعَةٌ على بَعِيرٍ، وعَشَرَةٌ على بَعِيرٍ، ويَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النّارُ، تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا". أخرجه البخاري: (٦٥٢٢)، ومسلم: (٢٨٦١).
46- عن سهل بن سعد الساعدي سَمِعَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، يقولُ يَومَ خَيْبَرَ: "لَأُعْطِيَنَّ الرّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ على يَدَيْهِ، فَقامُوا يَرْجُونَ لِذلكَ أيُّهُمْ يُعْطى، فَغَدَوْا وكُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطى، فَقالَ: أيْنَ عَلِيٌّ؟، فقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فأمَرَ، فَدُعِيَ له، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكانَهُ حتّى كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ به شيءٌ، فَقالَ: نُقاتِلُهُمْ حتّى يَكونُوا مِثْلَنا؟ فَقالَ: على رِسْلِكَ، حتّى تَنْزِلَ بساحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَواللَّهِ لَأَنْ يُهْدى بكَ رَجُلٌ واحِدٌ خَيْرٌ لكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ". أخرجه البخاري: (٢٩٤٢)، ومسلم: (٢٤٠٦).
47- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضَلُ الصَّدقاتِ ظِلُّ فُسطاطٍ في سبيلِ اللَّهِ، ومَنيحةُ خادِمٍ في سبيلِ اللَّهِ أو طَروقَةُ فَحلٍ في سبيلِ اللَّهِ". أخرجه الترمذي: (١٦٢٧) وحسنه الألباني.
48- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَبْلُغُ به أَلا رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ ناقَةً، تَغْدُو بعُسٍّ، وَتَرُوحُ بعُسٍّ، إنَّ أَجْرَها لَعَظِيمٌ". رواه مسلم: (١٠١٩).
49- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: جاءَ رَجُلٌ بناقَةٍ مَخْطُومَةٍ، فَقالَ: هذِه في سَبيلِ اللهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لكَ بها يَومَ القِيامَةِ سَبْعُ مِائَةِ ناقَةٍ، كُلُّها مَخْطُومَةٌ". أخرجه مسلم: (١٨٩٢).
50- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بناقَتَيْنِ كَوْماوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلا قَطْعِ رَحِمٍ؟" فَقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: "أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن ناقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ". رواه مسلم: (٨٠٣).
51- جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: سأَلتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مَسحِ الحصى في الصلاة فقالَ: "واحدةٌ ولأَن تُمْسِكَ عنها خيرٌ لك مِن مائةِ ناقةٍ كُلِّها سودُ الحَدَقِ". أخرجه أحمد: (١٤٥٥٤)، وابن خزيمة: (٨٩٧)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: (١٤٣٣) باختلاف يسير. وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (٥٥٧).
52- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن اللهَ عز وجل زادكُم صلاةً إلى صلاتكُم هى خيرٌ لكُم من حُمْرِ النَّعَمِ ألا وهيَ الركعتانِ قبلَ صلاةِ الفجرِ". أخرجه البيهقي: (٤٦٣٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٤٥-٣١٨)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (١١٤١): "إسناده جيد".
53- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" أخرجه البخاري: (٨٨١)، ومسلم: (٨٥٠).
54- عن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "سَبِّحِى اللهَ مائةَ تسبيحةٍ؛ فإنها تَعْدِلُ لكِ مائةَ رقبةٍ من وَلَدِ إسماعيلَ، واحْمَدِي اللهَ مائةَ تحميدةٍ؛ فإنها تَعْدِلُ لكِ مائةَ فرسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ تَحْمِلِينَ عليها في سبيلِ اللهِ، وكَبِّرِي اللهَ مائةَ تكبيرةٍ؛ فإنها تَعْدِلُ لكِ مائةَ بَدَنةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وهَلِّلِي اللهَ مائةَ تهليلةٍ، فإنها تَمْلَأُ ما بين السماءِ والأرضِ، ولا يُرْفَعُ يومئذٍ لأحدٍ عملٌ أَفْضَلُ منها؛ إلا أن يأتيَ بمثلِ ما أَتَيْتِ". أخرجه النسائي في السنن الكبرى: (١٠٦٨٠)، وأحمد: (٢٦٩١١) باختلاف يسير، وقال الألباني في الصحيحة (3-303): "إسناده حسن".
55- عن جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهم قالا: حجَّ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثَ حجّاتٍ حجَّتَينِ قبلَ أن يُهاجِرَ وحجَّةً بعدَ ما هاجرَ منَ المدينةِ وقرَنَ معَ حجَّتِهِ عُمرةً واجتمعَ ما جاءَ بهِ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وما جاءَ بهِ عليٌّ مائةَ بدَنةٍ مِنها جَملٌ لأبي جَهلٍ في أنفِهِ بُرَةٌ مِن فضَّةٍ فنحرَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بيدِهِ ثلاثًا وستِّينَ ونحرَ عليٌّ ما غبَرَ. رواه ابن ماجه: (٢٥١٤)، وصححه الألباني.
56- عن أبي سعيدٍ الخدري قالَ سألتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عنِ الجنينِ فقالَ "كلوهُ إن شئتُم". وقالَ مسدَّدٌ: قلنا: يا رسولَ اللَّهِ ننحرُ النّاقةَ ونذبحُ البقرةَ والشّاةَ فنجدُ في بطنِها الجنينَ أنلقيهِ أم نأْكلُهُ قالَ: "كلوهُ إن شئتُم فإنَّ ذَكاتَهُ ذَكاةُ أمِّهِ". رواه أبو داود: (٢٨٢٧)، وصححه الألباني.
57- جابر بن عبدالله رضي الله عنه قَالَ: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابَهُ كانوا يَنحرونَ البدَنةَ مَعقولةَ اليُسرى قائمةً على ما بقيَ مِن قوائمِها. رواه أبو داود: (١٧٦٧)، وصححه الألباني.
58- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قَالَ: أنَّ رجلًا نَزَلَ الْحَرَّةَ ومعَهُ أهلُهُ وولدُهُ، فقال رجلٌ: إن ناقةً لي قد ضلَّتْ فإنْ وجدْتَها فأمْسِكْها فوجدَها فلمْ يَجدْ صاحبَها فمرِضتْ، فقالت امرأتُهُ: انْحرْها، فأَبى فنَفَقَتْ، فقالت: اسلُخْها حتى نُقدِّدَ شحمَها ولحمَها، ونأكلَهُ فقال: حتى أسألَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأتاهُ، فسَألهُ، فقال: "هَل عندَكَ غنًى يُغنيكَ؟"، قالَ: لا قالَ: فَكُلوها قالَ: فجاءَ صاحبُها فأخبرَهُ الخبرَ فقالَ: هلّا كنتَ نحرتَها قالَ: استَحييتُ مِنكَ. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: (٩-٣٥٦)، وأبو داود: (٣٨١٦) وقال الألباني: "إسناده حسن".
59- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إذا سجدَ أحدُكم فلا يَبرُك كما يَبرُك البعيرُ ولْيَضَعْ يدَيهِ قَبلَ رُكبتيهِ". أخرجه أبو داود (٨٤٠)، والبيهقي (٢٧٣٩)، وصححه الألباني.
60- عن عبدالرحمن بن شبل رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ نَهى عن ثَلاثٍ: عن نَقرةِ الغُرابِ، وافتراشِ السَّبُعِ، وأن يوطِّنَ الرَّجلُ المقامَ للصَّلاةِ كما يوطِّنُ البعيرُ. رواه النسائي: (١١١١)، وحسنه الألباني.
61- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرِ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النّارِ وكانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائِبَ. أخرجه البخاري: (٣٥٢١)، ومسلم: (٢٨٥٦).
62- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهى عن بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ، وكانَ بَيْعًا يَتَبايَعُهُ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ؛ كانَ الرَّجُلُ يَبْتاعُ الجَزُورَ إلى أنْ تُنْتَجَ النّاقَةُ، ثُمَّ تُنْتَجُ الَّتي في بَطْنِها. أخرجه البخاري: (٢١٤٣)، ومسلم: (١٥١٤).
63- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: نَهى رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن بَيْعِ ضِرابِ الجَمَلِ، وَعَنْ بَيْعِ الماءِ والأرْضِ لِتُحْرَثَ، فَعَنْ ذلكَ نَهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-. رواه مسلم: (١٥٦٥).
64- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قالَ أبو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يقولُ: قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، ما حَقُّ الإبِلِ؟ قالَ: حَلَبُها على الماءِ، وإعارَةُ دَلْوِها، وإعارَةُ فَحْلِها، ومَنِيحَتُها وحَمْلٌ عليها في سَبيلِ اللَّهِ. أخرجه مسلم: (٩٨٨).
65- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رجلًا من كلابٍ سألَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفحلِ فنَهاهُ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنّا نطرقُ الفحلَ فنُكرمُ. فرخَّصَ لَهُ في الكرامةِ. أخرجه الترمذي: (١٢٤٧)، والنسائي: (٧-٣١٠)، والطبراني في الأوسط: (٦/١٢٦) باختلاف يسير، وصححه الألباني.
66- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رجلًا من كلابٍ سألَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفحلِ فنَهاهُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنّا نطرقُ الفحلَ فنُكرمُ فرخَّصَ لَهُ في الكرامةِ. أخرجه الترمذي: (١٢٤٧)، وصححه الألباني.
67- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادِمًا فليقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروةِ سنامِهِ وليقل مثلَ ذلِكَ". أخرجه أبو داود (٢١٦٠)، وحسنه الألباني.
68- عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه قال: أنَّهُ كانَ مع رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في بَعْضِ أسْفارِهِ، قالَ عبدُ اللَّهِ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ: والنّاسُ في مَبِيتِهِمْ، فأرْسَلَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَسولًا أنْ: "لا يَبْقَيَنَّ في رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِن وَتَرٍ، أوْ قِلادَةٌ إلّا قُطِعَتْ". أخرجه البخاري: (٣٠٠٥)، ومسلم: (٢١١٥).
69- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "المؤمنون هيِّنونِ ليِّنونَ؛ كالجملِ الأنِفِ: إن قيدَ انقادَ، وإنْ أُنيخَ على صخرةٍ استناخَ. أخرجه ابن المبارك في الزهد: (٣٨٧)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٥-١٨٠)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٨١٢٨) باختلاف يسير. وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (٦٦٦٩).
70- عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: اسْتَعْمَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا على صَدَقاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ، فَلَمّا جاءَ حاسَبَهُ، قالَ: هذا مالُكُمْ وهذا هَدِيَّةٌ. فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فَهَلّا جَلَسْتَ في بَيْتِ أبِيكَ وأُمِّكَ، حتّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إنْ كُنْتَ صادِقًا" ثُمَّ خَطَبَنا، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنى عليه، ثُمَّ قالَ: "أمّا بَعْدُ، فإنِّي أسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنكُم على العَمَلِ ممّا ولّانِي اللَّهُ، فَيَأْتي فيَقولُ: هذا مالُكُمْ وهذا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أفلا جَلَسَ في بَيْتِ أبِيهِ وأُمِّهِ حتّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، واللَّهِ لا يَأْخُذُ أحَدٌ مِنكُم شيئًا بغيرِ حَقِّهِ إلّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَومَ القِيامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أحَدًا مِنكُم لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا له رُغاءٌ، أوْ بَقَرَةً لَها خُوارٌ، أوْ شاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حتّى رُئِيَ بَياضُ إبْطِهِ، يقولُ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ بَصْرَ عَيْنِي وسَمْعَ أُذُنِي". أخرجه البخاري: (٦٩٧٩)، ومسلم: (١٨٣٢).
71- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أتى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أعرابيًّا فأكرَمه فقال له: "ائتِنا" فأتاه فقال له رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سَلْ حاجتَكَ" قال: ناقةٌ نركَبُها وأعنُزٌ يحلُبُها أهلي فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أعجَزْتُم أنْ تكونوا مِثْلَ عجوزِ بني إسرائيلَ"؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ وما عجوزُ بني إسرائيلَ؟ قال: "إنَّ موسى عليه السَّلامُ لَمّا سار ببني إسرائيلَ مِن مِصرَ ضلُّوا الطَّريقَ فقال: ما هذا؟ فقال علماؤُهم: إنَّ يوسُفَ عليه السَّلامُ لَمّا حضَره الموتُ أخَذ علينا مَوثقًا مِن اللهِ ألّا نخرُجَ مِن مِصْرَ حتّى ننقُلَ عِظامَه معنا قال: فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قال: عجوزٌ مِن بني إسرائيلَ فبعَث إليها فأتَتْه فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُفَ قالت: حتّى تُعطيَني حُكْمي قال: وما حُكْمُكِ؟ قالت: أكونُ معكَ في الجنَّةِ فكرِه أنْ يُعطيَها ذلكَ فأوحى اللهُ إليه: أنْ أعطِها حُكْمَها فانطلَقَتْ بهم إلى بُحيرةٍ موضعِ مُستنقَعِ ماءٍ فقالت: أنضِبوا هذا الماءَ فأنضَبوه فقالتِ: احتَفِروا فاحتَفَروا فاستخرَجوا عِظامَ يوسُفَ فلمّا أقلُّوها إلى الأرضِ وإذا الطَّريقُ مِثْلُ ضوءِ النَّهارِ". رواه ابن حبان في صحيحه: (٧٢٣)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (١-٦٢٣): "صحيح على شرط مسلم".
72- عن ابنِ عمرَ قال نزل رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بالناس عامَ تبوكَ الحِجرَ عند بيوتِ ثمودَ فاستقى الناسُ من الآبارِ التي كانت تشربُ منها ثمودُ فعجَنوا ونصبُوا القدورَ باللحم فأمرهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَهرِقوا القدورَ واعلفوا العجينَ الإبلَ ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئرِ التي كانت تشربُ منها الناقةُ ونهاهم أن يدخلوا على القومِ الذين عُذِّبوا فقال إني أخشى أن يُصيبَكم مثلُ ما أصابهم فلا تدخُلوا عليهم. أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية: (٥-١٠) وقال: "إسناده على شرط الصحيحين من هذا الوجه".
الاثار
1- عن طارق بن شهاب أن أبِا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ لِوَفْدِ بُزاخَةَ: "تَتْبَعُونَ أذْنابَ الإبِلِ، حتّى يُرِيَ اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- والمُهاجِرِينَ أمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بهِ". رواه البخاري: (٧٢٢١).
2- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "واللَّهِ الذي لا إلَهَ غَيْرُهُ، ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ إلّا أنا أعْلَمُ أيْنَ أُنْزِلَتْ، ولا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ إلّا أنا أعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، ولو أعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنِّي بكِتابِ اللَّهِ، تُبَلِّغُهُ الإبِلُ لَرَكِبْتُ إلَيْهِ". رواه البخاري: (٥٠٠٢).
3- عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، قالَ: البَحِيرَةُ: الَّتي يُمْنَعُ دَرُّها لِلطَّواغِيتِ، فلا يَحْلُبُها أحَدٌ مِنَ النّاسِ، والسّائِبَةُ: كانُوا يُسَيِّبُونَها لِآلِهَتِهِمْ، لا يُحْمَلُ عليها شَيءٌ. قالَ: وقالَ أبو هُرَيْرَةَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرٍ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النّارِ، كانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائِبَ. والوَصِيلَةُ: النّاقَةُ البِكْرُ، تُبَكِّرُ في أوَّلِ نِتاجِ الإبِلِ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بأُنْثى، وكانُوا يُسَيِّبُونَها لِطَواغِيتِهِمْ، إنْ وصَلَتْ إحْداهُما بالأُخْرى ليسَ بيْنَهُما ذَكَرٌ. والحامِ: فَحْلُ الإبِلِ يَضْرِبُ الضِّرابَ المَعْدُودَ، فإذا قَضى ضِرابَهُ ودَعُوهُ لِلطَّواغِيتِ، وأَعْفَوْهُ مِنَ الحَمْلِ، فَلَمْ يُحْمَلْ عليه شَيءٌ، وسَمَّوْهُ الحامِيَ. أخرجه البخاري (٤٦٢٣)، ومسلم (٢٨٥٦).
4- قال قتادة: "ولأنها إذا راحت وهو رجوعها بالعشي من المرعى توفر حسنها، وعظم شأنها، وتعلقت القلوب بها؛ لأنها إذ ذاك أعظم ما تكون أسمنة وضروعًا، ولهذا المعنى قدم الرواح على السراح، لتكامل درها وسرور النفس بها إذ ذاك". الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/ 274).
الاشعار
قال أحدهم:
استنوقَ الجمَلُ الوضيعُ؛ فوَا أَسَهْ *** وتراجعَ الرجلُ الموَقَّرُ آنِسَهْ
صبَغَ الشفاهَ معَ الجدائلِ وارتَدى *** (تنورةً) حمراءَ يشبِهُ عانِسهْ
وَشْمٌ بلا خُلقٍ يغطِّي ظهرَهُ *** يوحي بمثليٍّ لهُ قد مارسهْ!
فيظنُّ مَن يلقاهُ أُمَّتَنا غَدتْ *** في أقذرِ الأوحالِ تزأرُ راكِسهْ
أين الرجولةُ والكرامةُ يا فَتى *** أتردُّ مجدَكَ بالفنونِ الخائسهْ!
إنَّ الزمانَ يدورُ، لكنْ ما أرى *** يغري الزمانَ بأنْ يبينَ خسائسهْ
يا ربِّ، جالَ الأرذلونَ بساحتي *** ما لم يكنْ عندَ السنينِ الناحسهْ
لولا تكرَّمَ بالتصبُّرِ فضلُكمْ *** خرجتْ من الحلقومِ روحٌ يائسهْ
إني وإن كنتُ الغريبَ زمانَهُ *** تَسقي قناتي كلَّ أرضٍ يابِسهْ
جفَلَ العدوُّ من الهديرِ لأحرُفي *** فتشبَّثَ المذعورُ يمسكُ حارِسهْ
حرفيْ يهزهزُ طاقَ كسرى فاحتمَى *** أسدٌ بظلِّ أكاسرٍ مُتقاعسهْ
دخِلَ الحميُّ فكيف يُلجئُ فاسداً *** جربُ الطبيبِ مع المريضِ معاكسهْ؟
المصدر: موقع الألوكة
الحكم
1- قَوْلهم: "آخرهَا أقلهَا شرباً"
يحث بِهِ على التَّقَدُّم فِي الامر وَأَصله فِي سقِِي الابل وَذَلِكَ أَن الْمُتَأَخر عَن الْورْد رُبمَا جَاءَ وَقد مضى النَّاس بِعَفْو المَاء وصادف مِنْهُ نفاداً وَلَا يكون تَأْخِير الْورْد عِنْدهم إِلَّا من ذل أَو عجز. جمهرة الأمثال: (1-81).
2- قَوْلهم: أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل *** مَا هَكَذَا تورد يَا سعد الْإِبِل
يضْرب مثلا لإدراك الْحَاجة بِلَا تَعب وَلَا مشقة يَعْنِي أَنه أورد إبِله شَرِيعَة المَاء فَشَرِبت واشتمل هُوَ بكسائه ونام وَلم يوردها بِئْرا فَيحْتَاج إِلَى الاستقاء لَهَا. وَهُوَ مثل قَوْلهم (أَهْون السَّقْي التشريع) أَي إِ يُرَاد الْإِبِل الشَّرِيعَة هَكَذَا فسره بَعضهم وَالصَّحِيح أَنه يضْرب مثلا للرجل يقصر فِي الْأَمر ايثارا للراحة على الْمَشَقَّة وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله: مَا هَكَذَا تورد يَا سعد الْإِبِل؛ أَي مَا هَكَذَا يكون الْقيام فِي الْأُمُور. جمهرة الأمثال: (1-93).
3- قَوْلهم: "أوسعتهم سباً وأودوا بِالْإِبِلِ".
يضْرب مثلا للرجل يتهدد عدوه وَلَيْسَ على عدوه مِنْهُ ضَرَر. والمثل لكعب بن زُهَيْر قَالَه لِأَبِيهِ زُهَيْر وَكَانَ الْحَارِث بن وَرْقَاء الصَّيْدَاوِيُّ من بني أسيد أغار على إبل زُهَيْر فَذهب بهَا وبراعيها يسَار فَجعل زُهَيْر يهجوه ويتهدده. جمهرة الأمثال: (1-116).
4- قَوْلهم: "آبل من حنيف الحناتم".
وَهُوَ رجل من تيم اللات حاذق يرْعَى الْإِبِل يُقَال رجل آبل بَين الإبالة إِذا كَانَ بَصيرًا بِالْإِبِلِ ومعالجتها. جمهرة الأمثال: (1-200).
5- قَوْلهم: "حَرَامًا يركب من لَا حَلَال لَهُ"
وَأَصله أَن جبيلة بن عبد الله القريعي أغار على إبل جرية بن أَوْس بن عَامر من بني الهجيم فاطردها غير نَاقَة حرَام كَانَت فِيهَا فركبها جرية فِي أثر الْإِبِل فَقيل لَهُ أتركبها وَهِي حرَام فَقَالَ (حَرَامًا يركب من لَا حَلَال لَهُ) فلحقها فبارزه جبيلة فطعنه جرية فَقتله وَذهب أَصْحَاب جبيلة بِالْإِبِلِ فَقَالَ جرية:
إِن تَأْخُذُوا إبلي فَإِن جبيلكم *** عِنْد المزاحف ثَوْبه كالخيعل
أنحى السنان على محَاسِن زوره *** إِذْ جَاءَ يزدلف ازدلاف المصطلي
نرمي برمحينا خصَاصَة بيتنا *** زَالَت دعامة أَيّنَا لم ينزل
إِذْ يَنْسلونَ بِذِي العراد وفاتني *** فرسي وَلَا يحزنك سعي مضلل
جمهرة الأمثال: (1-380).
6- قَوْلهم: "حبلك على غاربك".
يُقَال ألقيت حبله على غاربه إِذا تركته يذهب حَيْثُ يُرِيد وَأَصله أَنهم إِذا أَرَادوا إرْسَال النَّاقة فِي الرَّعْي ألقوا جديلها على غاربها لِئَلَّا تبصره فيتنغص عَلَيْهَا مَا ترعاه
وَالْغَارِب مقدم السنام ثمَّ صَار غارب كل شَيْء أَعْلَاهُ وَمثله قَوْلهم (خلة درج الصب) وَقَوْلهمْ للْمَرْأَة (اذهبي فَلَا أنده سربك) أَي لَا أرد إبلك. والسرب إبل الْحَيّ أجمع. جمهرة الأمثال: (1-382).
7- قَوْلهم: "الذود إِلَى الذود إبل". يُرَاد أَن الْقَلِيل إِذا جمع إِلَى الْقَلِيل كثر. والذود مَا بَين الثَّلَاث إِلَى وَالْعشر من إناث الْإِبِل. جمهرة الأمثال: (1-462).
8- "أكذب من مجربٍ". وَهُوَ الَّذِي لَهُ إبلٌ جربى فيخاف أَن يطْلب من هنائه فَيَقُول أبدا لَيْسَ عندى هناء. جمهرة الأمثال: (2-173).
9- "ما له ثاغية ولا راغية". أي لا غنم ولا إبل. الأمثال؛ لابن رفاعة: (1-233).
10- "اخْتَلَطَ الْمَرْعِىُّ بالْهَمَلِ".
يقال: إبل هَمَل وهَوَامِل وهُمَّال، واحدُها هامل. والمرعِيُّ: التي فيها رعاؤها، والهمَلُ ضدها. يضرب للقوم وقَعُوا في تخليط. مجمع الأمثال: (1-238).
11- "اسْتُ البَائِن أَعْلَمُ".
البائن: الذي يكون عند حَلْبِ الناقة من جانبها الأيسر، ويقال للذي يكون من الجانب الآخر: المُعَلِّى، والمستعلى، وهو الذي يُعْلِى العُلْبة إلى الضَّرْع، والبائن: الذي يحلب، ويقال بخلاف هذا، وهما الحالبان في قولهم "خَيْرَ حَالبَيْكِ تَنْطَحِين".
وهذا المثل يروى أن قائله الحارث بن ظالم، وذلك أن الْجُمَيْح وهو مُنْقذ بن الطَّمَّاح خرج في طلب إبل له، حتى وقع عليها في قبيلة مرة، فاستجار بالحارث بن ظالم المُرِّي، فنادى الحارث مَنْ كان عنده شيء من هذه الإبل فليردَّها، فردَّتْ جميعاً غير ناقة يقال لها اللِّفْاع، فانطلق يَطُوف حتى وجدها عند رجلين يَحْلُبانها، فقال لهما: خَلِّيا عنها فليست لكما، وأهْوَى إليهما بالسيف، فضَرَط البائنُ، فقال المعلى: والله ما هي لك، فقال الحارث: اسْتُ البائن أعلم، فأرسلها مثلا.
يضرب لمن ولى أمراً وصلى به فهو أعلم به ممن لما يمَارسه ولم يصل به. مجمع الأمثال: (1-332).
12- "السَّليِمُ لَا يَنَامُ َولَا يُنِيمُ".
قال المفضل: أول مَنْ قال ذلك إلياس ابن مُضَر، وكان من حديث ذلك - فيما ذكر الكلبي عن الشَّرْقي بن القطامي - أن إبل إلياس نَدَّتْ ليلاً، فنادى ولدَه وقال: إني طالب الإبل في هذا الوجه، وأمر عَمْرا ابنه أن يطلب في وَجْه آخر، وترك عامراً ابنه لعلاج الطعام، قال: فتوجه إلياس وعمرو وانقطع عمير ابنه في البيت مع النساء، فقالت ليلى بنت حُلْوان امرأتُه لإحدى خادميها: اخرجي في طلب أهلك، وخرجت ليلى فلقيها عامر محتقباً صيداً قد عالجه، فسألها عن أبيه وأخيه فقالت: لا علم لي، فأتى عامر المنزل وقال للجارية: قُصِّي أثر مولاك، فلما ولَّت قال لها: تَقَرْصَعِي، أي اتئدي وانقبضي، فلم يَلْبَثوا أن أتاهم الشيخ وعمرو ابنه قد أدرك الإبل، فوضع لهم الطعام، فقال إلياس: السليم لا ينام ولا ينيم، فأرسلها مثلاً، وقالت ليلى امرأته: والله إن زِلْتُ أخَنْدِفُ في طلبكما والهة، قال الشيخ: فأنت خِنْدِف، قال عامر: وأنا والله كنت أدْأبُ في صَيْدٍ وطَبْخٍ، قال: فأنت طَابِخَةٌ قال عمرو: فما فعلت أنا أفضل، أدْرَكْتُ الإبلَ، قال: فأنت مُدْرِكة، وسمي عميراً قمعَةً، لانقماعه في البيت، فغلبت هذه الألقاب على أسمائهم،
يضرب مثلا لمن لا يستريح ولا يُريح غيرَه. مجمع الأمثال: (1-339).
13- "عِنْدَهُ من المالِ عَائِرَةُ عَيْنٍ".
يقال: عُرْتُ عينه أي عَوَّرْتها، ومعنى المثل أنه من كثرته يملأ العين، حتى يكاد يعورها، وقال: أبو حاتم: عَارَتْ عينُه أي ذهبت، قال: ومعنى المثل عنده من المال ما تَعِيرُ فيه العين، أي تجئ وتذهب وتحير، وقال الفراء: عنده من المال عائِرةُ عينٍ، وعائرة عَيْنَين، وعَيَّرَة، وأصل هذا أنهم كانوا إذا كَثُرَ عندهم المالُ فَقَؤُ عين بعير دفعاً لعين الكمال، وجُعِلَ العَوَرُ لها لأنها سببه، وكانوا يفعلون ذلك إذا بلغت الإبل ألفاً، والتقدير: عنده من المال إبلٌ عائرةُ عين، أي مقدار ما يُوجِبُ عَوَرَ عين، أي ألفٌ. مجمع الأمثال: (2-6).
متفرقات
1- قال ابن القيم: "وقد جاء أن على ذروة كل بعير شيطانًا، وجاء: أنها خلقت من جن، ففيها قوة شيطانية، والغاذي شبيه بالمغتذي، ولهذا حرم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير؛ لأنها دواب عاديَة، فالاغتذاء بها تجعل في طبيعة المغتذي من العدوان ما يضره في دينه، فإذا اغتذى من لحوم الإبل، وفيها تلك القوة الشيطانية، والشيطان خلق من نار، والنار تطفأ بالماء، هكذا جاء الحديث، ونظيره الحديث الآخر: "إن الغضب من الشيطان، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ". إعلام الموقعين (2-15).
2- قال ابن القيم رحمه الله: قال صاحب القانون: "واعلم أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفقٍ وما فيه من خاصية، وأن هذا اللبن شديد المنفعة، فلو أن إنسانًا أقام عليه بدل الماء والطعام شُفي به، وقد جُرب ذلك في قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك، فعُوفوا. وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي وهو النجيب". زاد المعاد: (4-63).
3- قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت): "فإنها خلق عجيب، وتركيبها غريب، فإنها في غاية القوة والشدة، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، وتؤكل وينتفع بوبرها، ويُشرب لبنها، ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل، وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت؟". تفسير ابن كثير
4- قال القرطبي رحمه الله: "ثم إن في الدعاء بالزيادة منه علامة الخصب، وظهور الخيرات، وكثرة البركات، فهو مبارك كله" تفسير القرطبي: (10-127).
5- قال ابن القيم رحمه الله: "اللبن أنفع المشروبات للبدن الإنساني لما اجتمع فيه من التغذية والدموية، ولاعتباره حال الطفولية، وموافقته للفطرة الأصلية". الطب النبوي: (ص301).
6- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ) [المائدة ١٠٣] قال: "هذا ذم للمشركين الذين شرعوا في الدين ما لم يأذن به الله، وحرموا ما أحله الله، فجعلوا بآرائهم الفاسدة شيئا من مواشيهم محرما، على حسب اصطلاحاتهم التي عارضت ما أنزل الله فقال: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ) وهي: ناقة يشقون أذنها، ثم يحرمون ركوبها ويرونها محترمة.
(وَلَا سَائِبَةٍ) وهي: ناقة، أو بقرة، أو شاة، إذا بلغت شيئا اصطلحوا عليه، سيبوها فلا تركب ولا يحمل عليها ولا تؤكل، وبعضهم ينذر شيئا من ماله يجعله سائبة.
(وَلَا حَامٍ) أي: جمل يحمى ظهره عن الركوب والحمل، إذا وصل إلى حالة معروفة بينهم. فكل هذه مما جعلها المشركون محرمة بغير دليل ولا برهان. وإنما ذلك افتراء على الله، وصادرة من جهلهم وعدم عقلهم". تفسير السعدي
7- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ) [الأعراف: ٤٠] قال: "وقوله عن أهل النار (وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ ْ) وهو البعير المعروف (فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ْ) أي: حتى يدخل البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسما، في خرق الإبرة، الذي هو من أضيق الأشياء، وهذا من باب تعليق الشيء بالمحال، أي: فكما أنه محال دخول الجمل في سم الخياط، فكذلك المكذبون بآيات اللّه محال دخولهم الجنة". تفسير السعدي
8- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) [الحج: ٣٦] قال: "البدن، أي: الإبل، والبقر، على أحد القولين، فتعظم وتستسمن، وتستحسن، (لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) أي: المهدي وغيره، من الأكل، والصدقة، والانتفاع، والثواب، والأجر، (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا) أي: عند ذبحها قولوا " بسم الله "س واذبحوها، (صَوَافَّ) أي: قائمات، بأن تقام على قوائمها الأربع، ثم تعقل يدها اليسرى، ثم تنحر.
(فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) أي: سقطت في الأرض جنوبها، حين تسلخ، ثم يسقط الجزار جنوبها على الأرض، فحينئذ قد استعدت لأن يؤكل منها، (فَكُلُوا مِنْهَا) وهذا خطاب للمهدي، فيجوز له الأكل من هديه، (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) أي: الفقير الذي لا يسأل، تقنعا، وتعففا، والفقير الذي يسأل، فكل منهما له حق فيهما.
(كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ) أي: البدن (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الله على تسخيرها، فإنه لولا تسخيره لها، لم يكن لكم بها طاقة، ولكنه ذللها لكم وسخرها، رحمة بكم وإحسانا إليكم، فاحمدوه". تفسير السعدي
9- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (فَشَـاربُونَ شُرْبَ الْهِیمِ) [الواقعة ٥٥] قال: "وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو أن الهيم داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء". تفسير السعدي
10- قال الألوسي في قوله تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ)[المرسلات:33] قال: "(كأنه) أي الشرر (جمالت) بكسر الجيم كما قرأ به حمزة والكسائي وحفص وأبو عمرو في رواية الأصمعي وهارون عنه وهو جمع جمل والتاء لتأنيث الجمع كما في البحر يقال جمل وجمال وجمالة أو اسم جمع له كما قيل في حجر وحجارة والتنوين للتكثير (صفر) فإن الشرار لما فيه من النارية والهوائية يكون أصفر فالصفرة على معناها المعروف.
وقيل: سود والتعبير بصفر لأن سواد الإبل يضرب إلى الصفرة شبه الشرر حين ينفصل من النار في عظمه بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط لانشقاقه عن أعداد غير محصورة بالجمال لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة". روح المعاني
11- قال الألوسي في قوله تعالى: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) قال: "أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس". تفسير السعدي
12- قال الرازي في قوله تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية: 17] قال: "اعلم أنه تعالى لما حكم بمجيء يوم القيامة وقسم أهل القيامة إلى قسمين الأشقياء والسعداء، ووصف أحوال الفريقين وعلم أنه لا سبيل إلى إثبات ذلك إلا بواسطة إثبات الصانع الحكيم، لا جرم أتبع ذلك بذكر هذه الدلالة فقال: (أفلا ينظرون إلى الإبل) وجه الاستدلال بذلك على صحة المعاد أنها تدل على وجود الصانع الحكيم، ومتى ثبت ذلك فقد ثبت القول بصحة المعاد.
أما الأول: فلأن الأجسام متساوية في الجسمية فاختصاص كل واحد منها بالوصف الذي لأجله امتاز على الآخر، لا بد وأن يكون لتخصيص مخصص وإيجاد قادر، ولما رأينا هذه الأجسام مخلوقة على وجه الإتقان والإحكام علمنا أن ذلك الصانع عالم، ولما علمنا أن ذلك الصانع لا بد وأن يكون مخالفا لخلقه في نعت الحاجة والحدوث والإمكان علمنا أنه غني، فهذا يدل على أن للعالم صانعا قادرا عالما غنيا فوجب أن يكون في غاية الحكمة، ثم إنا نرى الناس بعضهم محتاجا إلى البعض، فإن الإنسان الواحد لا يمكنه القيام بمهمات نفسه، بل لا بد من بلدة يكون كل واحد من أهلها مشغولا بمهم آخر حتى ينتظم من مجموعهم مصلحة كل واحد منهم، وذلك الانتظام لا يحسن إلا مع التكليف المشتمل على الوعد والوعيد، ذلك لا يحصل إلا بالبعث والقيامة وخلق الجنة والنار فثبت أن إقامة الدلالة على الصانع الحكيم توجب القول بصحة البعث والقيامة فلهذا السبب ذكر الله دلالة التوحيد في آخر هذه السورة، فإن قيل: فأي مجانسة بين الإبل والسماء والجبال والأرض، ثم لم بدأ بذكر الإبل؟
قلنا: فيه وجهان:
الأول: أن جميع المخلوقات متساوية في هذه الدلالة وذكر جميعها غير ممكن لكثرتها وأي واحد منها ذكر دون غيره كان هذا السؤال عائدا، فوجب الحكم بسقوط هذا السؤال على جميع التقادير، وأيضا فلعل الحكمة في ذكر هذه الأشياء التي هي غير متناسبة التنبيه على أن هذا الوجه من الاستدلال غير مختص بنوع دون نوع بل هو عام في الكل على ما قال: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) [الإسراء: ٤٤] ولو ذكر غيرها لم يكن الأمر كذلك لا جرم ذكر الله تعالى أمورا غير متناسبة بل متباعدة جدا، تنبيها على أن جميع الأجسام العلوية والسفلية صغيرها وكبيرها حسنها وقبيحها متساوية في الدلالة على الصانع الحكيم، فهذا وجه حسن معقول وعليه الاعتماد.
الوجه الثاني: وهو أن نبين ما في كل واحد من هذه الأشياء من المنافع والخواص الدالة على الحاجة إلى الصانع المدبر، ثم نبين أنه كيف يجانس بعضها بعضا.
أما المقام الأول: فنقول: الإبل له خواص منها أنه تعالى جعل الحيوان الذي يقتنى أصنافا شتى، فتارة يقتنى ليؤكل لحمه وتارة ليشرب لبنه وتارة ليحمل الإنسان في الأسفار وتارة لينقل أمتعة الإنسان من بلد إلى بلد وتارة ليكون له به زينة وجمال، وهذه المنافع بأسرها حاصلة في الإبل، وقد أبان الله عز وجل عن ذلك بقوله: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون) (وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) [يس: ٧٢]، وقال: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) [النحل: ٧] وإن شيئا من سائر الحيوانات لا يجتمع فيه هذه الخصال فكان اجتماع هذه الخصال فيه من العجائب.
وثانيها: أنه في كل واحد من هذه الخصال أفضل من الحيوان الذي لا يوجد فيه إلا تلك الخصلة لأنها إن جعلت حلوبة سقت فأروت الكثير، وإن جعلت أكولة أطعمت وأشبعت الكثير، وإن جعلت ركوبة أمكن أن يقطع بها من المسافات المديدة ما لا يمكن قطعه بحيوان آخر، وذلك لما ركب فيها من قوة احتمال المداومة على السير والصبر على العطش والاجتزاء من العلوفات بما لا يجتزئ حيوان آخر، وإن جعلت حملة استغلت بحمل الأحمال الثقيلة التي لا يستقل بها سواها، ومنها أن هذا الحيوان كان أعظم الحيوانات وقعا في قلب العرب، ولذلك فإنهم جعلوا دية قتل الإنسان إبلا، وكان الواحد من ملوكهم إذا أراد المبالغة في إعطاء الشاعر الذي جاءه من المكان البعيد أعطاه مائة بعير، لأن امتلاء العين منه أشد من امتلاء العين من غيره، ولهذا قال تعالى: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) [النحل: ٦] ومنها أني كنت مع جماعة في مفازة فضللنا الطريق فقدموا جملا وتبعوه فكان ذلك الجمل ينعطف من تل إلى تل ومن جانب إلى جانب، والجميع كانوا يتبعونه حتى وصل إلى الطريق بعد زمان طويل فتعجبنا من قوة تخيل ذلك بالحيوان أنه بالمرة الواحدة كيف انحفظت في خياله صورة تلك المعاطف حتى أن الذي عجز جمع من العقلاء إلى الاهتداء إليه فإن ذلك الحيوان اهتدى إليه، ومنها أنها مع كونها في غاية القوة على العمل مباينة لغيرها في الانقياد والطاعة لأضعف الحيوانات كالصبي الصغير، ومباينة لغيرها أيضا في أنها يحمل عليها وهي باركة ثم تقوم، فهذه الصفات الكثيرة الموجودة فيها توجب على العاقل أن ينظر في خلقتها وتركيبها ويستدل بذلك على وجود الصانع الحكيم سبحانه، ثم إن العرب من أعرف الناس بأحوال الإبل في صحتها وسقمها ومنافعها ومضارها فلهذه الأسباب حسن من الحكيم تعالى أن يأمر بالتأمل في خلقتها". مفاتيح الغيب
13- قال الشيخ دبيان الدبيان: "فسر الحديث ابن حبان بأن معنى خلقت من الشياطين بأن معها شياطين على سبيل المجاورة والقرب.
قال ابن حبان في صحيحه: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإنها خلقت من الشياطين": أراد به أن معها الشياطين، وهكذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله؛ فإنه شيطان"، ثم قال في خبر صدقة بن يسار، عن ابن عمر: "فليقاتله؛ فإن معه القرين". صحيح ابن حبان: (4-601). وقال في موضع آخر في صحيحه: لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين، لم يصلِّ -صلى الله عليه وسلم- على البعير؛ إذ محال أن لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه، بل معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنها خلقت من الشياطين": أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب. صحيح ابن حبان: (4-603). وقيل: معناه أن من طبعها الشيطنة، وليس معناه أن مادة خلقها الشيطنة، فهو كقوله تعالى: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ)، يعني: طبيعته هكذا، فهي لا تكاد تهدأ، ولا تقر في العطن، بل تثور، فربما قطعت على المصلي صلاته، وشوشت عليه خشوعه، وهذه هي الشيطنة المذكورة في الحديث.
ولذلك لما صلى عليها أمن من شرِّها، بخلاف الصلاة في مباركها، فقد تأتي إليه مجتمعة في حالة من النفار فتفسد عليه صلاته". أحكام الطهارة: (9-861).
الإحالات
1- كتاب الإبل؛ لأبي سعيد عبد الملك الأصعمي.
2- الإبل عطايا الله. دراسة شاملة عن الإبل، قصص وقصائد قيلت في الإبل، صور بعدسة المؤلف لأجمل إبل. لمرزوق بن وديد قحطاني.