عناصر الخطبة
1/مراقبة الله وإدراك عنايته بعباده 2/الاستئناس بالملائكة في طاعة الله 3/محبة الملائكة والتشبه بهم 4/البعد عن إيذاء الملائكة 5/التنبه من الغفلة والتذكر الدائم للموت 6/تطهير العقيدة من الشركاقتباس
المسلم إذا آمن بوجود الملائكة الذين كلفهم الله بهذه الأعمال العظيمة تخلص من الاعتقاد بوجود مخلوقات وهمية تسهم في تسيير الكون، فيطهر المسلم عقيدته من شوائب الشرك وأدرنه، وكذلك عندما...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن راحة النفس لا تتأتى إلَّا بالإيمان بالله -عز وجل-، فبدون الإيمان ستبقى النفس خائفة وتائهة وضعيفة لا استقرار لها، فالإيمان الذي به النجاة هو الإيمان بالله، ومعناه التصديق الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده إفراد العبادة له من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص وعيب -سبحانه-.
ويتضمن الإيمان بالله الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وحديثنا معكم اليوم، حول ثمرات الإيمان بالملائكة.
فمن هذه الثمرات: تعظيم الخالق -سبحانه- وكمال قدرته وسلطانه، من خلال النظر في عظمة خلقه، وهذه من أعظم الثمار؛ لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- فخلق الملائكة الكرام أولي أجنحة يوحي بعظمة الخالق سبحانه، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فاطر: 1].
وقد جاء في الأحاديث رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لجبريل -عليه السلام- وله ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب (رواه البخاري)
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أذن لي أن أحدِّث عن ملك من ملائكةِ اللَّه من حملة العرشِ، ما بين شحْمة أذنهِ إِلى عاتِقِهِ مسيرة سبعمائةِ عام" (صحيح الجامع الصغير وزيادته).
فتزداد بذلك معرفة المؤمن بخالقه، واستشعار عظمته -سبحانه-، وأنه على كل شيء قدير.
معاشر المسلمين: ومن هذه الثمرات: المراقبة الدائمة لله -عز وجل-؛ فالمؤمن يعلم بالكرام الكاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد، فيديم المراقبة له سبحانه.
ومراقبة الله واستشعار عظمته والخوف منه من أعظم العبادات وأهم الواجبات على المسلم وقد حذر -سبحانه وتعالى- من الغفلة: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)[البقرة: 235]، وقال الله -تعالى- وهو يقرر هذه الرقابة الربانية: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[يونس: 61]؛ فبالمراقبة يُعبد الرحمن ويبنى الإيمان ويطرد الشيطان، وبالمراقبة يكون جمال الحياة وصلاح الدنيا وسعادة الناس، وبالمراقبة تصلح حياة الخلق مع الله وفيما بينهم وتصلح ذواتهم، وبالمراقبة تمنع النفس هواها وبالمراقبة تؤدى الواجبات والحقوق والأمانات.
قال سبحانه: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 18].
وقال سبحانه: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)[الانفطار:10-12].
فقوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) وإن عليكم رُقَباء حافظين يحفظون أعمالكم، ويُحْصونها عليكم (كِرَامًا كَاتِبِينَ) كراما على الله كاتبين يكتبون أعمالكم. (تفسير الطبري)؛ فالملائكة تكتب أقوال الإنسان وأفعاله من خير وشر، فيشعر المؤمن بهذا الرقابة الدائمة عليه فيحسن العمل، ويستحي أن يرى على غير ما هو مأمور به، فيستقيم على طاعة الله تعالى؛ فلا يعصيه لا في السر ولا في العلانية.
بل ورد في الحديث ما يدل على أن الملائكة الكاتبين يطلعون على قلب الإنسان، فيعلمون الهم والإرادات وغير ذلك من أعمال القلوب؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله تعالى للملائكة: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي، فاكتبوها له حسنة، وإن أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف". (رواه البخاري).
دَعْ عَـنْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبا *** واذكُـرْ ذُنُـوبَك وَابْـكِهَا يَـا مُذْنِبُ
واخْــشَ مُـنَاقَشَةَ الـحِسَابِ فَـإنَّهُ *** لابُـدَّ يُـحْصَى مَـا جَـنَيْتَ وَيُكْتَبُ
لَـمْ يَـنْسَهُ الـمَلَكَانِ حِـينَ نَـسِيتَهُ *** بَــلْ أثْـبَـتَاهُ وَأَنْـتَ لاهٍ تَـلعَبُ
والــرُّوحُ فِـيكَ وَدِيـعَةٌ أُودِعْـتَهَا *** سَـتَرُدُّهَا بِـالرَّغْمِ مِـنْكَ وَتُـسْلَبُ
وَغُـرُورُ دُنْـيَاكَ الـتِي تَـسْعَى لَهَا *** دَارٌ حَـقِـيـقَتُهَا مَـتَـاعٌ يَـذْهَـبُ
ومنها: إدراك العبد لعنايته الله -عز وجل- بعباده؛ حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وعنايتهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك مما تتحقق به مصالحهم في الدنيا والآخرة مما يوجب عليهم شكره على هذا النعمة، قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ)[الرعد: 11].
والمعقبات: المتناوبات التي يخلف كل واحد منها صاحبه، ويكون بدلاً منه، وهم الحفظة من الملائكة في قول عامة المفسرين. (فتح القدير)
ويقول ابن كثير: "للعبد ملائكة يتعاقبون عليه، حَرَس بالليل وحَرَس بالنهار، يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار". (تفسير ابن كثير)
ومن هذه الثمرات: الاستئناس بالملائكة في طاعة الله -عز وجل-: حيث أن الله -عز وجل- يثبت بهم أولياءه على طاعته قال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ)[الأنفال: 12].
قال ابن كثير - رحمه الله -: "ولما تنزلت الملائكة للنصر، ورآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أغفى إغفاءة، ثم استيقظ، وبشر بذلك أبا بكر، وقال: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل يقود فرسه على ثناياه النقع" ، يعني من المعركة، ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العريش في الدرع، فجعل يحرض على القتال، ويبشر الناس بالجنّة، ويشجعهم بنزول الملائكة، والناس بعد على مصافهم لم يحملوا على عدوهم، حصل لهم السكينة والطمأنينة، وقد حصل النّعاس الذي هو دليل على الطمأنينة، والثبات والإيمان، كما قال تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ)[الأنفال: 11]" (البداية والنهاية).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل -عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح؟ واللهِ ما وضعناه فاخرج إليهم، قال: فإلى أين؟ قال: هاها، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم قال أنس -رضي الله عنه-: كأني أنظر إلى الغبار ساطعاً في زقاق بني غنم موكب جبريل -عليه السلام- حين سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة" (رواه البخاري).
ومن الاستئناس بالملائكة: أن المؤمن عندما يوقن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن يشعر بالأنس والطمأنينة، ويعلم بأن هناك من ينافسه على العبادة لله -عز وجل- فيجتهد في الطاعة والعبادة، وتحصل له الاستقامة على أمر الله -عز وجل-.
عباد الله: ومن ثمرات ذلك: محبة الملائكة والتشبه بهم في مداومتهم على طاعة الله -عز وجل- والعبادة له، قال تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)[الصافات:165-166].
يقول ابن جرير: "يقول تعالى مخبرًا عن ملائكته: (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) لله لعبادته (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) له، يعني بذلك المصلون له، وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وقال به أهل التأويل" (تفسير الطبري).
فالملائكة قائمة لله -عز وجل- بالعبادة والطاعة؛ فهم يسبحون بحمد الله قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غافر:7].
يقول ابن جرير: "الذين يحملون عرش الله من ملائكته، ومن حول عرشه، ممن يحفّ به من الملائكة (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) يقول: يصلون لربهم بحمده وشكره (َيُؤْمِنُونَ بِهِ) يقول: ويقرّون بالله أنه لا إله لهم سواه، ويشهدون بذلك، لا يستكبرون عن عبادته"(تفسير الطبري).
وقال -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)[الأعراف: 206].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد:
أيها المؤمنون: ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: البعد عن إيذائها؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وأكثر ما يؤذي الملائكة الصور والتماثيل والروائح الكريهة، وما يصدر من الإنسان من المعاصي والذنوب؛ فعن أبي هريرة قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم". (رواه مسلم)
وفي رواية أخرى: "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" (رواه مسلم).
ومن ثمرات ذلك: التنبه من الغفلة والتذكر الدائم للموت؛ فعندما يتذكر المؤمن ملك الموت الذي يقبض الأرواح يستعد للموت، وينتبه من غفلته، ويعلم أن الدنيا دار عمل، وأن كل ما فيها زائل لا يدوم، وأنها لحظات قد يأتيه رسل الله -عز وجل- في أي لحظة منها فيحسن العمل الصالح، والاستعداد لليوم الآخر.
قال تعالى: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)[الأنعام: 61].
ومنها: تطهير العقيدة من الشرك؛ فالمسلم إذا آمن بوجود الملائكة الذين كلفهم الله بهذه الأعمال العظيمة تخلص من الاعتقاد بوجود مخلوقات وهمية تسهم في تسيير الكون، فيطهر المسلم عقيدته من شوائب الشرك وأدرانه، وكذلك عندما يعلم المسلم أن الملائكة لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله، وإنما هم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون فلا يعبدهم ولا يتوجه إليهم، ولا يتعلق بهم.
فلنسارع إلى اكتساب هذه الثمار اليانعة حتى يكتب لنا الفلاح في الدنيا والآخرة.
اللهم وفقنا جميعا لما يرضيك، وأكرمنا بفضلك وإحسانك.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم