عناصر الخطبة
1/شمول دين الإسلام وكماله 2/من فوائد الرحلات البرية 3/توجيهات وإرشادات للمتنزهين 4/من آداب التنزه وأحكامه 5/بيان ما تبذله الجهات المختصة لراحة الناساقتباس
مِنَ الْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ فِي الْـخُرُوجِ لِلْبَرِّيَّةِ: الْحِرْصُ عَلَى نَظَافَةِ الْـمَكَانِ، وَاسْتِشْعَارُ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى تَرْكِ الْـمُخَلَّفَاتِ الْبلَاسْتِيكِيَّةِ وَالْـمَعْدِنِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنْ إفْسَادٍ لِلْبِيئَةِ وإِيْذَاءٍ لِلْنَّاسِ، وَالْـمَكَانُ لَيْسَ مِلْكًا لِلنَّازِلِ فِيهِ، بَلْ هُوَ مِرْفَقٌ عَامٌ لِلْجَمِيعِ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الْـحَمْدُ للـهِ الْـمُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْجَلَاَلِ، الْـمُتَوَحِّدِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْوَحْدَانِيَّةِ وَصِفَاتِ الْكَمَالِ، الَّذِي أَسْبَغَ عَلَى عِبَادِهِ النِّعَمَ الْجِزَالَ، وَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ، فَهِيَ بَرَاهِينُ عَلَى الْحَقِّ دَوَالٌّ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيَكَ لَهُ الْكَبِيرُ الْـمُتَعَالِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَفَضْلُ الْـخَلْقِ فِي كُلِّ الْخِلَاَلِ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، خَيرِ صَحْبٍ وَأَشْرَفِ آلٍ.
أمَّا بَعْدُ: فَأُوْصِيْكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللـهِ؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
عن شريحِ بنِ هانئ قال: قُلتُ لعائشةَ: هل كان النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْدو؟ قالت: "نَعَمْ، كان يَبْدو إلى هذه التِّلاعِ، فأرادَ البَداوةَ مَرَّةً، فأرسَلَ إلىَّ نَعَمٍ من إبِلِ الصَّدَقةِ، فأعْطاني منها ناقةً مُحرَّمةً"، ثم قال: "يا عائشةُ! عليك بتَقْوى اللهِ -عزَّ وجلَّ- والرِّفقِ؛ فإنَّ الرِّفقَ لم يَكُ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا زانَه، ولم يُنزَعْ مِن شَيءٍ قَطُّ إلَّا شانَه"(أبو داود).
عباد الله: إِنَّ دِينَ الإِسْلاَمِ دِينٌ كَامِلٌ شَامِلٌ، لَمْ يَتْرُكْ شَارِدَةً وَلاَ وَارِدَةً إِلاَّ ذَكَرَ فِيهَا عِلْمًا وَخَبرًا، وَمِنْ ذَلِكَ: خُرُوجُ الْـمَرْءِ مِنْ بَيتِهِ للنُّزْهَةِ وَالْبَرِّ، وَقَدْ كَانَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْدُو إِلَى التِّلَاعِ وَمَسِيلِ الْـمَاءِ، وَيَرَى عَظَمَةَ الْـخَلْقِ وَقُدْرَةَ الْـخَالِقِ، وَيَسْتَجِمُّ وَيُرَوِّحُ عَنْ نَفْسِهِ.
عبادَ اللـهِ: فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ تَكْثُرُ رَحَلَاتُ النَّاسِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وهذهِ الرّحلاتُ لَهَا فوائدُ جمَّةٌ فِي حياةِ المسلمِ إِذَا صلحتْ نيتُه، ومنْ ذَلِك:
أولاً: النظرُ فِي آياتِ اللـهِ الكونيةِ، والتفكرُ فِي عظيمِ خلقهِ وقدرتِه، فيتأملُ مشاهدَ شروقِ الشّمسِ وغروبِها، وطلوعِ القمرِ واستنارتِهِ وجمالهِ، ويقلبُ ناظريهِ فِيْمَا حولهُ منَ الجبالِ والسُّهولِ والتِّلالِ والرِّمالِ، ومجامعِ المياهِ والأزهارِ والورودِ والأشجارِ؛ فيزيدُ إيمانُه ويقينُه بأنّ كلَّ مَا فِي هذهِ الدارِ دليلٌ عَلَى حكمتِه وعظمتِه وقدرتِه -سبحانه-.
ثانياً: الاستجمامُ والراحةُ والاستمتاعُ بعبقِ الهواءِ الصّافي، وإخراجُ مَا فِي النَّفْس مَن رواسبِ الحياةِ وضغوطِها، والخروجُ مَن كدرِ الحاضرةِ وشواغِلها إِلَى بساطةِ البريَّةِ وفوائدِها يقولُ ابنُ جماعةَ: "ولا بأسَ أنْ يُريحَ نفسَه وقلبَه وذهنَه بتنزهٍ وتفرجٍ فِي المتنزهاتِ بحيثُ يعودُ عَلَى حالِهِ ولا يضيعُ عليهِ زمانُه" قَال: "وكان بعضُ أكابرِ العلماءِ يجمعُ أصحابَه فِي بعضِ أماكنِ التنزهِ فِي بعضِ أيامِ السنةِ، ويتمازحونَ بِمَا لا يضرُّهم فِي دينِ ولا عرضِ".
ثالثاً: إدخالُ السرورِ عَلَى النفسِ والأهلِ والعيالِ بالترفيهِ المباحِ.
رابعاً: شكرُ اللـهِ -جلَّ وَعُلَا- عَلَى نعمتِهِ وفضلِهِ وكرمِهِ بِمَا يَسَّرَ مَن وجودِ تِلْك الأماكنِ، والتنزهِ فِيهَا، والاستمتاعِ بمناظرِها الخلابةِ وهوائِها العليلِ في أمن وعافية من الله.
أيُّهَا المؤمنونَ: مَنّ أرادَ الخروجَ إِلَى تِلْك المتنزهاتِ أَو الْبَرِّ فَهُنَاك توجيهاتٌ يحسنُ أنْ يأخذَ بِهَا؛ فَهِي تعينُه عَلَى كلِّ خيرٍ وتصرفُ عنهُ كلَّ شرٍّ-بإذن الله- ومنْ ذلكَ:
أولًا: النيةُ الطيبةُ، واختيارُ الوقتِ والمكانِ الْـمُنَاسِبِين فَيَنْبَغِي عَلَى المسلمِ أنْ ينويَ بخروجهِ ونزهتِه التفكرَ فِي ملكوتِ اللـهِ، والتّقَوِّي عَلَى طاعتِه، والتمتعِ بالمباحاتِ، وإعطاءِ النفسِ حقَّها، وأنْ يخرجَ فِي أوقاتٍ لا تكثرُ فِيهَا الرياحُ والأمطارُ؛ فَرُبَّمَا يضرُّه ذلكَ ويضرُّ منْ معهُ، وَعَلَيْه باختيارِ المكانِ المناسبِ والبعيدِ عَن الزِّحامِ، وَمَجَارِي السيولِ قَال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تَنَزَّلُوا عَلَى جوادِّ الطريقِ ولا تَقْضُوا عَلَيْهَا الحاجاتِ"(ابْن ماجه).
ثانياً: اختيارُ الصحبةِ الصالحةِ؛ فَهِي نعمَ المعينُ بعدَ اللـهِ عَلَى الخيرِ، وقدْ نبّهَ لِذَلِك -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقولِهِ: "إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً"(مُتَّفَق عَلَيْه).
ثالثًا: الأخذُ بأسبابِ الأمانِ والسّلامةِ كمعرفةِ الطّريقِ، والأماكنِ الَّتِي يُذهبُ إِلَيْهَا، وتجهيزُ متطلباتِ الرحلةِ منَ الضّروراتِ والمباحاتِ.
رابعاً: ذكرُ اللـهِ -تَعَالَى- عندَ النزولِ فِي المكانِ المناسبِ فيحسنُ بالمسلمِ أنْ يقولَ دعاءَ نزولِ المنزلِ، قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا نزلَ أحدُكم منزلاً؛ فَلْيَقُل: أعوذُ بكلماتِ اللـهِ التامَّاتِ مَن شرّ مَا خلَقَ؛ فَإِنَّه لا يضرّه شيءٌ حتّى يرتحلّ مِنْه".
خامساً: الالتزامُ بآدابِ قضاءِ الحاجةِ، وعدمِ تلويثِ الأماكنِ ببولٍ وغيره قَال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اتَّقُوا الْـمُلَاعِن الثَّلَاث: الْبِرَازُ فِي المواردِ، وقارعةِ الطريقِ، والظلِّ"(أَبُو دَاوُد).
سادساً: الحرصُ عَلَى أداءِ الصلاةِ فِي وقتِها، ورفعِ الأذانِ لَهَا، ويجوزُ للمسلمِ قصرُ الصلاةِ وجمعُها إِذَا كَانَت المسافةُ تبعدُ عَن بلدهِ أكثرَ مَن ثمانينَ كيلو مترًا ويجوزُ له الْـمَسْحُ عَلَى الْـخُفَّيْنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيِهَا، وَتَرْكُ الْـجُمُعَةِ، وَيُصَلِّيهَا ظُهْرًا قَصْرًا، غَيْرَ أَنَّهُ يُحْذَرُ مِنْ كَثْرَةِ التَّخَلُّفِ عَنْها؛ لِقَوْلِ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللـهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونَنَّ مِنَ الغَافِلِينَ".
وَعَلَيهِ "إِتْمَامُ الْوُضُوءِ الْوَاجِبِ" وَإِسْبَاغُهُ عَلَى الْمَكَارِهِ وَمَعْرِفَةُ "صِفَةِ التَّيَمُّمِ" بِأَنْ يَضْرِبَ بِكَفَّيهِ الأَرْضَ ثُمَّ يَمْسَحَ الشِّمَالَ عَلَى اليَمِينِ وَظَاهِرَ كَفَّيهِ وَوَجْهَهِ، غَيرَ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَلْجَأَ إِلى التَّيَمُّمِ مَعَ تَوَفُّرِ الْمَاءِ أَوْ قُرْبِهِ، وَتُوَفِّرِ وَسَائِلِ التَّدْفِئَةِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْدِلَ إِلَى التَّيَمُّمِ إِلَّا إِذَا عَدِمَ الْـمَاءَ أَوْ عَجَزَ عَنِ اسْتِعْمَالِهِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَمْسَحَ الْقُبْعَ الَّذِي يَشُقُّ نَزْعُهُ، وَيَمْسَحَ عَلَى الْعِصَابَةِ الَّتِي عَلَى رَأْسِهِ إِذَا كَانَتْ مَشْدُودَةً وَمِنْ أَحْكَامِ النُّزْهَةِ وَالْبَرِّ "الصَّلَاَةُ فِي النِّعَالِ"، فَقَدْ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي نِعَالِهِ.
سابعاً: تحرّي القبلةَ عندَ أداءِ الصلاةِ، وآلاتُ معرفةِ القبلةِ أصبحتْ ميسرةً وللـهِ الحمدُ والمنةُ، ومنْ لمْ يكنْ لديهِ شيءٌ يدلُّهُ عَلَيْهَا فليجتهدْ فِي معرفتِها وليُصلّ، وَإِذَا تبيَّنَ لهُ أنّهُ صَلَّى خلافَ القبلةِ فصلاتُهُ صحيحةُ ولا إعادةَ عليهِ.
ثامناً: غضُّ البصرِ وحسنُ الجوارِ ببذلِ المعروفِ وكفِّ الْأَذَى؛ لقولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن آذَى المسلمينَ فِي طرقهمْ وجبتْ عليهِ لعنتُهم"(رَوَاه الطَّبَرَانِيّ وَحُسْنِه).
تاسعاً: يجبُ عَلَى أولياءِ الأمورِ حفظُ نسائهمْ، وعليهمْ أنْ يأمروهنَّ بالحجابِ ويمنعونهنَّ مَن التبرجِ والسُّفورِ وَرَفْع الأصواتِ؛ فهنّ أمانةٌ عِنْد أوليائهنّ، قَال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "والرجلُ راعٍ ومسؤولٌ عنْ رعيتِهِ"(مُتَّفَق عَلَيْه).
ألا فاتقوا الله -عباد الله- و (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[الحديد: 20].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لِلَّه ربِّ الْعَالَمِين...
أَمَّا بعدُ: فاعلموا أنَّ مِنَ الْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ فِي الْـخُرُوجِ لِلْبَرِّيَّةِ: الْحِرْصُ عَلَى نَظَافَةِ الْـمَكَانِ، وَاسْتِشْعَارُ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى تَرْكِ الْـمُخَلَّفَاتِ الْبلَاسْتِيكِيَّةِ وَالْـمَعْدِنِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنْ إفْسَادٍ لِلْبِيئَةِ وإِيْذَاءٍ لِلْنَّاسِ، وَالْـمَكَانُ لَيْسَ مِلْكًا لِلنَّازِلِ فِيهِ، بَلْ هُوَ مِرْفَقٌ عَامٌ لِلْجَمِيعِ، فَلْيَتَعَامَلِ النَّازِلُ فِيهِ كَمَا لَوْ كَانَ فِي بَيْتِهِ.
وَمِنَ الآداب: الْـمُحَافَظَةُ عَلَى الْغِطَاءِ النَّبَاتِيِّ، وَعَدَمُ إِفْسَادِ النَّبَاتِ، أَوْ قَطْعِ الْأَشْجَارِ وَالْاِعْتِدَاءِ عَلَيْهَا، وَعَدَمُ إِشْعَالِ النَّارِ إِلَّا فِي الْأَمَاكِنِ الْـمَسْمُوحِ بِهَا، وَالْحِرْصُ عَلَى إِطْفَائِهَا قَبْلَ مُغَادِرِةِ اُلْـمَكَانِ، وَمُرَاعَاةُ الْأَنْظِمَةِ فِي هَذَا الْـجَانِبِ، وَالَّتِي تُحَقِّقُ الـْمَصْلَحَةَ الْعَامَّةَ لِلْجَمِيعِ.
ومن ذلك: اجتنابُ التفحيطِ والتطعيسِ؛ لأَنَّ ذَلِك يُؤْذِي ويؤدي إلى الضررِ بإزهاق النفس وإتلاف المال كما هو مشاهدٌ ومعلومٌ؛ (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة: 195].
عبادَ اللَّـه: تبذلُ الجهاتُ المختصةِ جهودًا كبيرةً فِي إقامةِ المتنزهاتِ وتنظيفِها وتمهيدِها لِلنَّاس وإمدادها بِمَا تَحْتَاجُه مَن إنَارَةٍ وَنَظَافَةٍ وَمَاءٍ فَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاتْرُكُوهَا وَهْي عَلَى حالٍ أَفْضَل مِمَّا كانتْ عَلَيْه حينَ وصلتمْ إِلَيْهَا، واحْتِسَبوا الأَجْرَ فِي إِزَالَةِ الأَذَى مِنَ الْـمُنْتَزَهَاتِ وَالطُّرُقَاتِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللـهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ".
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم