تعدد الخطباء والخطبة واحدة

أ أحمد دويكات

2024-03-09 - 1445/08/28
التصنيفات: تأصيل الوعي

اقتباس

أين الخطباء الذين يفقهون ويفهمون اللغة العربية السليمة؟! أين من يرفع شعار لا لنفس الخطبة كل جمعة؟! أين من يجدد! أين من يجد حلولا للمشاكل؟! هل الخطب التي تعالج الواقع محرمة وممنوع الكلام فيه؟! لماذا...

blogs -  خطاب ديني

مع تقدم العلم والمعرفة والرقي الحضاري، إلا أن النسخة الإسلامية ما زالت تقف مكانها، وتتغنى بالأمجاد، لقد ضيعنا البلاد ونحن نتغنى بالأمجاد وما فعله الأسلاف السابقون؛ فكل خطبة جمعة نسمع نفس الوعيد والتهديد ولا شيء جديد، كأنهم كما نقول بالعامية (قارئين عند شيخ واحد) لا أريد أن أتهم جميع الخطباء لكن الحق أقول؛ الغالبية العظمة تفعل ذلك.

 

تكرار الخطبة حتى الأسلوب مكرر وممل، تجد الكثير من الحاضرين ينظر إلى الخطيب ويقول في نفسه (رحمك الله يا مولانا لقد أطلت اليوم والطعام برد). وآخر (تسمع شخيره، وقد يقوم بوكزه أحد الأشخاص فسيتيقظ أو ربما لا يستيقظ إلا على قوموا إلى صلاتكم)، ما بال الخطباء لا يفقهون في الدين سوى ما قاله الرسول وما قاله السلف، حتى ما قاله الرسول لا يحيطون به علما!.

 

ليس لنا شيء نحن لنقوله، نعم قول الرسول على الرأس والعين، ولكن ما جديدنا في هذه القرن، أين خطب محاربة الإلحاد والظواهر المتفشية بين الناس؟! أين الخطباء الذين يفقهون ويفهمون اللغة العربية السليمة؟! أين من يرفع شعار لا لنفس الخطبة كل جمعة؟! أين من يجدد! أين من يجد حلولا للمشاكل؟! هل الخطب التي تعالج الواقع محرمة وممنوع الكلام فيه؟! لماذا لا نكون أيقاظا؟ لماذا القليل من الخطباء الذين يجيدون اللغة العربية الصحيحة السليمة؟!.

 

أعرف تماما أن قليلا من الخطباء الذين من يستحق أن نطلق عليهم لقب خطباء التجديد والتفكير والوعي، بما يدور من حولهم وما يحتاجه واقعهم ومعالجته، وليس على طريقة خطباء اليوم.

 

لماذا لا نسمع إلا عن غزوات الرسول، نعم هو قدوتنا ولنا فيه أسوة حسنة، ولكن يجب على الخطيب أن يعالج قضايا عصره وليس فقط ذكر ما فعله السلف الصالح، نحن نحبهم ونتمنى أن نكون مثلهم، ولكن على طريقتنا وعصرنا وليس بطريقتهم وعصرهم، فما كان متعارف عليه في عصرهم من ظواهر تحارب الإسلام أصبحت اليوم قليلة وظهرت مكانها ظواهر أخرى، أين المجتهدين من الدعاة والخطباء.؟!

 

نعاني من تعتق في الأساليب وتخمرها، منذ زمن ونحن نتكلم وما زلنا نتكلم عما فعل السابقون، لا أقلل من شأن أحد، ولهم من ربهم الأجر والثواب، فبدلا من أن نحاول جاهدين أن نكتشف أخطاءهم وعثراتهم...، بل نحاول أن نقلدهم ونكتشف حلولا وأفكارا جديدة، نحن جياع للكلمة يا ابن الخطاب، عطشى للتجديد.

 

أعرف تماما أن قليلا من الخطباء الذين من يستحق أن نطلق عليهم لقب خطباء التجديد والتفكير والوعي، بما يدور من حولهم وما يحتاجه واقعهم ومعالجته، ليس على طريقة خطباء اليوم، الذين يمكن أن نلقبهم "بغبغانات" لا تفقه سوى لغة الترديد والتهديد والوعيد والصراخ والشتم على المنابر، قال وقالوا وليس لنا من القول نحن شيئا...

 

أيها الخطباء استيقظوا فقد بدأ القطار بالسير ونرجو أن لا يفوتكم.

 

هذه المدونة هي فقط من وجهة نظرة كاتبها الذي مل سماع الخطب المتكررة.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات