تحريم اللواط وبيان ضرره

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/بيان شناعة جريمة اللواط 2/ بيان تحريم هذه الجريمة 3/ عقوبة مرتكبها في الدنيا والآخرة
اهداف الخطبة
تقبيح اللواط في نفوس الناس / تنفير الناس من هذه الفعلة الشنيعة
عنوان فرعي أول
اقتلوهما
عنوان فرعي ثاني
انتكاس الفطرة
عنوان فرعي ثالث
الموعد القيامة

اقتباس

وإن جرثومة وَبيئة، وفعلة رديئة، يمقت الله عليها إذا وقعت في الأرض، يفعلها بعض من فرّط في الدين، وقل حياؤه وذهبت مروءته، وغاب عقله وانعكست فطرته، ألا وهي اللواط، الذي حرمه الله على العباد، وجعله رذيلة تنفر منها الطباع، حتى البهائم العجم، ويستقبحها كل من له عقل صحيح؛ لأنه أذى وقذى وخلاف ما فطرت عليه الخليقة

 

 

 

الحمد لله العلي العظيم القادر، هو الأول والآخر والباطن والظاهر، عالم الغيب والشهادة، المطلع على السرائر والضمائر، أحمده سبحانه على كل أفعاله وأحكامه التي عرَف بعض أسرارها أهل البصائر، وأشكره على جميع نعمه وإحسانه المتظاهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مظاهر، وأشهد أنّ نبينا محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات المعجزات والبصائر، الذي جاهد في الله حق جهاده، على بصيرة حتى عالج الخرافات والأباطيل والكبائر والصغائر، اللّهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن هو على نهجهم إلى الله سائر.

أمّا بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله واعملوا ليوم تتكشف فيه السرائر، وتظهر مخبآت الصدور والضمائر، وتدور فيه على المجرمين الدوائر، وتحصى فيه الصغائر والكبائر، وإذا رأى المجرم العذاب تمنى أن يفتدي منه ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤيه، ومن في الأرض جميعاً ثمّ ينجيه، ولكن هيهات هيهات هذا غير صائر، ولا يحصل له الافتداء ولو جاء بملء الأرض ذهباً ما نفعه ولا أجداه، ولا بد من سؤاله عن الجرائم والكبائر.

ويا عباد الله إنَّه يحق لنا أن نعالج مشاكلنا، ونتألم مما يؤلمنا، وأن لا نتجاهل واقع الناس، ففي الحديث الذي رُوي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

وإن جرثومة وَبيئة، وفعلة رديئة، يمقت الله عليها إذا وقعت في الأرض، يفعلها بعض من فرّط في الدين، وقل حياؤه وذهبت مروءته، وغاب عقله وانعكست فطرته، ألا وهي اللواط، الذي حرمه الله على العباد، وجعله رذيلة تنفر منها الطباع، حتى البهائم العجم، ويستقبحها كل من له عقل صحيح، وينفر منه كل مخلوق بطبعه؛ لأنه أذى وقذى وخلاف ما فطرت عليه الخليقة؛ ولهذا قال تعالى في تقبيح فعل قوم لوط: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) الأعراف:80-81].

فما وجد كلب يعلو كلباً مثله، ولا حمار يعلو حماراً مثله، ولكن يدعو إليها الشيطان وأعوانه من دعاة الضلال وجلساء السوء، الذين انحلت أخلاقهم، وفسد مزاجهم.

وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط"، وقال: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به".

ولما بلغ أبا بكر رضي الله عنه أن رجلاً يُنْكَح كما تُنْكَح المرأةُ في قبلها، بعث خالدَ بن الوليد رضي الله عنه؛ ليحرقه بالنار فوافقه الصحابة على ذلك، إلا أن ابن عباس رضي الله عنهما رأى أن يرمى من أعلى بناء مرتفع في البلد، ثمّ يتبع الحجارة حتى يموت، كما فعل الله بقوم لوط.

وقال بعض السلف: لولا أن الله أخبرنا عن قوم لوط ما صدقنا أنّ رجلاً يعلو رجلاً أو كما قال.

وجاء في الحديث: "أنه إذا علا الرجلُ الرجلَ غضب الله عز وجل، وتكاد السموات أن تقع على الأرض، فتمسك الملائكة بأطرافها، وتقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص:1]، إلى آخرها حتى يسكن غضب الرب عز وجل".

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكراً، أو امرأةً في دبرها".

فاللواط حرام حرمه الله، ولو بزوجة الإنسان؛ لقول الله تعالى: " [البقرة: من الآية222]. وفي الحديث: وقد قررت الشريعة لهذا الذنب العظيم عقوبات في الدنيا قبل الآخرة. منها: الرجم بالحجارة حتى يموت، ومنها: الخزي والعار الذي يلحقه في الدنيا والآخرة. ومنها: انتزاع وذهاب الحياء من وجهه. ومنها: اتصافه بالأنوثة، ومنها: حلول اللعنة عليه والغضب ثم عذاب الآخرة أشد و أعظم. ولهذا سجل الله على قوم لوط العذاب، وأنهم أهل القرى التي كانت تعمل الخبائث بأنهم كانوا قوم سوء فاسقين، وقال في سورة الأعراف: ، إلى أن قال: الأعراف: من الآية 81-84، وفي سورة هود: [هود:82-83]. قال ابن عباس: "وما هي من ظالمي هذه الأمة ببعيد، فهل أسوأ وأخس من أن يلوط الرجل بذكره العذرة؟"

 

قبّح الله المجرمين، ونسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، من كل شر وفتنة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت:35].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

فاللواط حرام حرمه الله، ولو بزوجة الإنسان؛ لقول الله تعالى: " (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: من الآية222].

وفي الحديث: "لعن الله من خبب امرأة على زوجها، أو مملوكاً على سيده، أو أتى امرأة في دبرها".

وقد قررت الشريعة لهذا الذنب العظيم عقوبات في الدنيا قبل الآخرة. منها: الرجم بالحجارة حتى يموت، ومنها: الخزي والعار الذي يلحقه في الدنيا والآخرة.

ومنها: انتزاع وذهاب الحياء من وجهه.

ومنها: اتصافه بالأنوثة، ومنها: حلول اللعنة عليه والغضب ثم عذاب الآخرة أشد و أعظم.

ولهذا سجل الله على قوم لوط العذاب، وأنهم أهل القرى التي كانت تعمل الخبائث بأنهم كانوا قوم سوء فاسقين، وقال في سورة الأعراف: (لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)، إلى أن قال: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) [الأعراف: من الآية 81-84] وفي سورة هود: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود:82-83].

قال ابن عباس: وما هي من ظالمي هذه الأمة ببعيد، فهل أسوأ وأخس من أن يلوط الرجل بذكره العذرة؟

المرفقات

461

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
12-08-2021

هل يغفرالله  سبحانه وتعلى لمن عمل الواط سواء كان فاعلا ام مفعول فيه اذا تاب وندم غما فعله

 

نعم بإذن الله

عضو نشط
زائر
29-08-2023

نعم