اقتباس
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " لا تدخلوا على النصارى يوم عيدهم فإن السخط والغضب ينزل عليهم " وقال ابن حبيب المالكي: " سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه". ويدخل في هذا مشاهدة البرامج المعدة لهذه المناسبة من أفلام وحفلات وحصص ومسابقات..
الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وصلى الله على نبيه محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن من أعظم المنكرات التي يقع فيها أبناء الإسلام الاحتفال بأعياد الكفار وعباد الصلبان، فهو منكر متعلق بأصل الدين، ومرتبط بشهادة أن لا إله إلا الله.
ولما بدأت رقعته تتسع شيئا فشيئا رأيت أن أكتب هذه المقالة، قياما بواجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليما لمن جهل حكمه وتذكيرا لمن غفل عنه وتداركا لهذا الأمر قبل أن يتفاقم.
عيد الميلاد عيد ديني يخص عباد الصليب
أول شيء ينبغي أن يعلم أن هذه الأعياد أعياد دينية اخترعها النصارى، فإنهم يحتفلون بهذه الأيام لاعتقادهم بأن المسيح ولد فيها، ومظاهر الاحتفال وتقاليده تدل على ذلك، لأنها مبنية على عقائدهم الباطلة (buchela، papa noel)، والمسلم مطالب شرعا من منطلق إيمانه بالله - تعالى - أن يمتنع عن مشاركتهم في هذا العيد لأنهم يعتقدون أن الله - تعالى - وُلد له المسيح في هذا اليوم، فهذا العيد بالنسبة إلينا عيد الكذب على الله، وعيد أذى الله، فكيف يفرح المسلم المنزه لربه الموحد له في يوم يُسَبُّ فيه الله - تعالى - وينسب له الولد والشريك؟ وقد قال الله - تعالى - في الحديث القدسي: (( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد)) (رواه البخاري)، ولو فرضنا أنه عيد قومي لا ارتباط له بميلاد المسيح عندهم فكذلك لا يجوز الاحتفال به، لأننا مأمورون بمخالفتهم وبالتميز عنهم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: ((إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا)) متفق عليه.
إذ الأعياد من أظهر الأمور التي تتميز بها الأمم وتعتز بها.
أدلة تحريم الاحتفال بأعياد الكفار
1- أعيادهم باطلة وزور
قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان: 72) قال ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد وابن سيرين وغيرهم: الزور أعياد المشركين.
ولا يعارض هذا قول من قال هو الغناء لأن أعياد الكفار زور والغناء زور، ولأن أعياد الكفار لا تخلو أيضا من الغناء قطعا وجزما.
2- إبطال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأعياد الجاهلية:
وقد وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل المدينة يحتفلون ببعض الأعياد فأبطلها، وأبدلهم بعيدي الفطر والأضحى فعن أنس قال قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال: ((إن الله - تبارك وتعالى - قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر)) (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني) وأعياد النصارى أخطر من أعياد وثنية بادت.
3- حرص النبي - صلى الله عليه وسلم- على اجتناب أعياد الكفار:
كما في حديث الذي نذر أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوف بنذرك …)) (رواه أبو داود وصححه الألباني)، ولا فرق بين اجتنابها من حيث المكان والزمان.
4- تحريم موالاة الكفار:
وقد قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (المائدة: 51) وحكم هذه الموالاة دائر بين الحرمة والكفر، والاحتفال بأعيادهم من أعظم مظاهر الموالاة، فمن شاركهم في عيدهم محبة لدينهم ورضى به وإظهارا لشعارهم فهذا كافر مرتد، ومن شاركهم فيه تقليدا لهم أو مجاملة لهم فقد فعل محرما عظيما وفتح على نفسه باب شر كبير، لأن التساهل في مظاهر الموالاة المحرمة قد يفضي إلى الوقوع في الموالاة المكفرة.
5- الأمر بمخالفتهم في الجملة:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) (رواه أبو داود) أي فيما هو من خصائصهم، قال عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -: "من بنى ببلاد المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم حتى يموت حشر معهم يومالقيامة" صححه ابن القيم(3/1248) (والنيروز أول السنة الشمسية في أول الربيع). وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخالفتهم في المظاهر فكيف بما يتعلق بالعقائد، فأمر بقص الشوارب وإعفاء اللحى، وقال إن اليهود والنصارى لا يخضبون فخالفوهم.
6- إجماع العلماء:
قال ابن القيم قي أحكام أهل الذمة (3/1245): " وكما أنهم لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله، وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم " ونقله ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (215) وقرره من أوجه منها قضاء عمر في أهل الذمة : ألا يظهروا أعيادهم وشعائرهم وإلا فلا ذمة لهم" ونقله ابن الحاج المالكي في كتاب المدخل (2/48).
أنواع المشاركة المحرمة.
1- الذهاب إلى أماكن الاحتفال:
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " لا تدخلوا على النصارى يوم عيدهم فإن السخط والغضب ينزل عليهم " وقال ابن حبيب المالكي: " سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه". ويدخل في هذا مشاهدة البرامج المعدة لهذه المناسبة من أفلام وحفلات وحصص ومسابقات.
2- التهنئة بأعياد الكفار:
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (1/441): " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفسوارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ".
هذا الكلام فيمن هنأ النصارى بعيدهم، وكذلك تهنئة المسلم بعيد النصارى لا يختلف حكمه؛ لأن المحتفل لا يخرج عن حال المعصية (ويدخل في هذا قولهم كل عام وأنت بخير، وعام سعيد، وتبادل بطاقات التهنئة).
3- تبادل الهدايا:
قال ابن حبيب: " وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له ورآه من تعظيم عيده، وعونا له على كفره " وفي كتب أصحاب أبي حنيفة من أهدى لهم يوم عيدهم بطيخة بقصد تعظيم العيد فقد كفر، قال ابن حجر في الفتح: "وبالغ الشيخ أبو حفص الكبير النسفي من الحنفية فقال من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى".
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (245): " وكذلك لا يهدي لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لاسيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم".
4- شراء الألبسة الجديدة للأطفال:
ويدخل فيما سبق شراء الألبسة الجديدة للأطفال لأن هذا من دواعي الفرح في هذا اليوم ومن خصائص الأعياد، قال ابن تيمية (25/329): " لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة (كجعله يوم عطلة) أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة".
5- صنع الحلويات وبيعها
صنع الحلوى وأي مأكول يُعد خصيصا لاحتفالات آخر السنة ورأسها محرم شرعا (كالدجاج)، لأنه من قبيل التعاون على الإثم بل هو من التعاون على مظاهر الشرك الصريح، وقد قال - تعالى -: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) (المائدة2). لا يقبل المسلم أي هدية وأي طعام أعد لهذه المناسبات، قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى العقيدة (247): "وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى وأطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من تشبه بقوم فهم منهم))، وكل طعام أعد لهذه المناسبات فإنه ينبغي الامتناع عن قبوله من أصحابه وعن تناوله".
6- بيع المعدات وكراء المحلات:
قال ابن حبيب: " لا يحل للمسلمين أن يبيعوا النصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا أدما ولا ثوبا، ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من عيدهم، لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره لم أعلمه اختلف فيه" أحكام أهل الذمة (3/1250). وقال ابن تيمية: " ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكرات".
7- التشبه بالبابا نويل (NOELPAPA)
من أعظم المظاهر الكفرية أن يتشبه الإنسان بالبابا نويل في لباسه ولحيته البيضاء، بغرض أخذ الصور التذكارية، أو التمثيل وإدخال السرور على الأطفال، وليعلم كل مصور يصنع ذلك، وكل أب يقدم لأبنائه حلوى أو هدايا ويزعم أن القديس نوال هو من أتى بها، وكل من علق صورته (أنه يعتبر من الدعاة إلى الكفر وإلى دين النصارى).
خاتمة
أيها المسلم إنك تقول: (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وأنت تعلم أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالين هم النصارى، فعليك إذن أن تجتنب صراطهم وسبيلهم وإن عيدهم من سبيلهم.
أيها المسلم إنك تعلم أن الإسلام: "هو الاستلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله "، فعليك أن تتبرأ من النصارى من أعيادهم الدينية والدنيوية.
أيها المسلم: أيطيب لك أن تشارك النصارى في أفراحهم وهم يخوضون ضدك وضد إخوانك حروبا مقدسة (عندهم) يسومونهم سوء العذاب يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم؟
أيها المسلم: إن كنت تريد العزة فاسلك سبيلها، وإن اتباع الكفار وتقليدهم من أسباب الذلة والهوان، واعلم أن العزة في التمسك بالدين والتبرء من الكافرين، قال - تعالى -: ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (النساء: 139).
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم