تاريخ احتلال اليهود لفلسطين

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/ من هم بنو إسرائيل؟ 2/ استعراض سريع لتاريخ اليهود 3/ كيف قامت دولة إسرائيل حديثًا؟ 4/ الوعود الربانية في نهاية دولة اليهود 5/ الأمل في نصر الله للأمة متى استقامت على شرعه

اقتباس

يتساءل بعض المسلمين عن تاريخ وجود اليهود في فلسطين، وما مدى حقهم في الإقامة فيها، ومن الذي مكَّنهم منها؟ ولعلنا نقف على شيء من ذلك هذا اليوم. فبنو إسرائيل هم نسل نبيِ الله يعقوب بنِ إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-. وتبدأ قصة بني إسرائيل مع الأرض المقدسة حين هاجر نبي الله إبراهيم -عليه السلام- من أرض العراق إلى الشام، ووُلد له فيها ابنه إسحاق ثم ابنه يعقوب.

 

 

 

 

 الخطبة الأولى:

 

أما بعد: أيها الإخوة يتساءل بعض المسلمين عن تاريخ وجود اليهود في فلسطين، وما مدى حقهم في الإقامة فيها، ومن الذي مكَّنهم منها؟

 

أيها الأحبة: لعلنا نقف على شيء من ذلك هذا اليوم. فبنو إسرائيل هم نسل نبيِ الله يعقوب بنِ إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

 

وتبدأ قصة بني إسرائيل مع الأرض المقدسة حين هاجر نبي الله إبراهيم -عليه السلام- من أرض العراق إلى الشام، ووُلد له فيها ابنه إسحاق ثم ابنه يعقوب.

 

وفي أرض الشام أنجب يعقوبُ أبناءَه الاثني عشر، وقد رحل بهم وبذرياتهم إلى أرض مصر بعد أن أصابهم الجدب سنين متتالية، وكان ذهابهم إليها تلبيةً لنداء ابن يعقوب يوسف -عليه السلام- قال الله –تعالى- على لسانه: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ) [يوسف: 99].

 

وبقي بنو إسرائيل في مصر ما يقرب من مائتي سنة، عانوا فيها الكثير من الاضطهاد على يد الفراعنة، وفي هذه الأثناء بعث موسى -عليه السلام-، ودعا فرعون وملأه إلى عبادة الله فاستكبر وأبى.

 

وأمر الله موسى -عليه السلام- بالمسير ببني إسرائيل، وأنجاهم الله من فرعونَ وقومِه، وأغرق اللهُ فرعونَ وقومَه.. وخرج موسى -عليه السلام- ببني إسرائيل من مصر قاصداً الأرض المقدسة، وقد أمر موسى -عليه السلام- بني إسرائيل بدخولها فجَبُنوا عن مقاتلةِ سُكانِها الوثنيين، قال الله تعالى واصفًا هذا الموقف: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * َقالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) [المائدة: 20- 26].

 

أيها الإخوة: وهكذا تاه بنو إسرائيل في سيناء أربعين سنة، ومات موسى -عليه السلام- في هذه الأثناء، ولما يدخلْ بنو إسرائيل الأرض المقدسة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فَسَأَلَ اللَّهَ (أي: موسى) أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ"، ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ" رواه البخاري ومسلم.

 

وبعد مضي سني التيه وهي أربعون سنة قام يوشع بن نون وصيُ موسى -عليه السلام- وخليفتُه في بني إسرائيل، وأمر بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة، فقاتلوا سُكانها الوثنيين كما في الحديث الصحيح قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "غزا نبيٌ من الأنبياء. فدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ" البخاري.

 

وأمر اللهُ بني إسرائيلَ حين دخولهم المدينة المقدسة أن يدخلوها سجداً مستغفرين شاكرين الله، لكنهم خالفوا أمره كعادتهم، فعن أَبَي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قُالُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيل: ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا، وَقُولُوا حِطَّةٌ. فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ". رواه البخاري.

 

وقال الله تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [البقرة:59].

 

وعاش بنو إسرائيل في الأرض المقدسة قرابة أربعمائة سنة، ثم تغلب عليهم الفلسطينيون الوثنيون فطلبوا من أحد أنبيائهم أن يختار لهم ملكاً يقاتلون معه عدوهم، قال الله –تعالى- عن ذلك: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) [البقرة:246].

 

ووقعت أحداثٌ بعد ذلك كثيرة لا داعي لذكرها، ثم بعث الله عيسى -عليه السلام- في بني إسرائيل مصدقاً لرسالات بني إسرائيل السابقة ومبشراً بالرسالة المحمدية الخاتمة، قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف:6].

 

وقد جَهِدَ عيسى -عليه السلام- في دعوة قومه من بني إسرائيل حتى كادوا له وأرادوا قتله، وقد كادوا أن يقتلوه كما قتلوا إخوانه من الأنبياء فنجاه الله منهم، وهذه طريقتهم قال الله عنهم: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ) [المائدة:70].

 

وقد استحقوا بذلك عقوبةَ الله التي توعدهم بها على لسان أنبيائه، قال الله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [أل عمران:112].

 

وقال سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأعراف:176].

 

وفي شهر رجب سنة 16هـ فتح المسلمون القدس وانتقلت الأرض المقدسة إليهم، وتسلم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مفاتيح بيت المقدس بعد أن أعطى أهلها الأمان، وكان من شروط العهد العمري ما اشترطَهُ نصارى بيت المقدس حينذاك على المسلمين أن لا يسمحوا لأحد من اليهود أن يدخل بيت المقدس، ولا يسكن بإيليا منهم أحد.

 

وفي شعبان 492هـ اقتحم الصليبيون بيت المقدس، وقتلوا نحواً من سبعين ألفاً من المسلمين، كما خربوا المسجد الأقصى، واستولوا عليه وبقي في حوزتهم أكثر من تسعين سنة. ثم استرده المسلمون واستمرت فلسطين بلاداً إسلامية حتى سُقُوطِها في يد الإنجليز عام 1923 في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 

أيها الإخوة: وقد بدأ التخطيط لاستلابها في عام 1600م فقد بدأ النصارى البروتستانت بكتابة معاهدات تعلن أن على جميع اليهودِ العودةَ لفلسطين تحقيقاً للوعد التوراتي، واعتبروه مقدمة لعودة المسيح إلى الأرض.

 

وفي عام 1799م حاول نابليون احتلال فلسطين وقال في خطاب له مخاطباً لليهود: "إن فرنسا تقدم لكم في هذا الوقت إرث إسرائيل، فهذه هي اللحظة المناسبة التي قد لا تتكرر لآلاف السنين للمطالبة باستعادة حقوقكم بين شعوب العالم". واستمرت الدعوة لذلك مرة بعد مرة..

 

وفي عام 1897م قرر مؤتمر الجمعيات الصهيونية في مدينة بال السويسرية بزعامة هرتزل إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وعرض هرتزل على السلطان عبد الحميد -رحمه الله- أن يمكنهم من أرض فلسطين مقابل مساعدة اليهود للدولة العثمانية مالياً، وكرر طلبه أكثر من مرة، فكان جواب السلطان عبد الحميد لإحدى هذه المحاولات: "إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملكَ يميني، بل ملك شعبي، لقد قاتل شعبي في سبيل هذه الأرض ورَوَاهَا بدمه، وليحتفظ اليهود بملايينهم .." إلخ.

 

وفي عام 1917م أصدر وزير خارجية بريطانيا بلفور وعده لليهود بالسماح لهم بإقامة وطن لهم في فلسطين، وقال بلفور: "إن التضحية بنحو 700 ألف فلسطيني لا يوازي مهابةَ الوُعُودِ التوارتية".

 

وفي عام 1923م وقعت فلسطين في قبضة الانتداب البريطاني في أعقاب هزيمة جيوش الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الثانية..

 

وقد كان عدد اليهود قبل الانتداب في فلسطين لا يتجاوز 75 ألف يهودي، لكنهم بلغوا في نهاية الانتداب نتيجة للهجرات إلى فلسطين 750 ألف يهودي.

 

أيها الإخوة: في عام 1947م أعلن اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين، وقد اعترفت بهم عدد من الدول، وتكلل هذا الجهد اليهودي بالنجاح وهَزَمَت العصابات الإسرائيلية الجيوش العربية السبعة، وأبرمت اتفاقية رودس عام 1949م، ووقفت الجيوش العربية عند حدود التقسيم، ثم وقعت على اتفاقيتي الهدنة الأولى والثانية. وبعد عام أعلنت دولة اليهود أن القدسَ الغربية عاصمةٌ لها. وقد قامت ثورات عدة ضد المعتدين اليهود ولم يكلل لها نصر عام لكنها أبقت القضية في الأمة خالدة..

 

وفي عام 1967م احتلت القوات الإسرائيلية سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع عزة، وكان مما احتلته القدس الشرقية التي يقع فيها المسجدُ الأقصى ومسجدُ قبة الصخرة..

 

وفي 1979م أعلن مناحم بيجن رئيس الوزراء اليهودي أن القدس الموحدة (شرقية وغربية) هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، ووصل عدد اليهود في القدس الشرقية إلى 19 ألف يهودي، وما زالوا بازدياد.

 

وفي 1987م تفجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في وجه العدوان والطغيان الإسرائيلي، وبلغ عدد الشهداء فيها ألفي شهيد فيما بلغ عدد الجرحى ثلاثة عشر ألفاً. ثم بدأت مسيرة السلام الفاشلة...

 

أسأل الله بمنه وكرمه أن يطهر أرض فلسطين الطاهرة من الأرجاس الأنجاس إنه جواد كريم.. وصلّ اللهم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

أيها الإخوة:لا ريب أن الصراع مع اليهود لم يبلغ نهايته، وإن بلغ بداية النهاية له، فقد اجتمع اليهود من جديد في أرض فلسطين ليتحقق وعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ". (رواه البخاري ومسلم).

 

وفي حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- مرفوعاً: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة". (رواه أبو يعلى في مسنده، وقال الهيثمي بمجمع الزوائد: رجاله ثقات).

 

وفي حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: أين هم يا رسول الله؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". (رواه أحمد في المسند، ورواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله ثقات).

 

أيها الإخوة: كما جاءت النصوصُ القرآنيةُ تَعِدُ المؤمنين بنصر الله إن هم نصروه وتخلوا عن ولاءات الجاهلية وأفعالها، ومنها قوله تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) [الصافات:172-175]، وقوله سبحانه: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) [الحج:40-41].

 

وقوله: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر:51]. وقوله: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران:160]، وقوله: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:4 -8].

 

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم الحيَّ القيومَ أن يخذل اليهود ويدير دائرة السوء عليهم. اللهم اقتلهم بآلتهم وفرق جمعهم واقذف الرعب في قلوبهم. اللهم إنهم طغوا وعتوا وتجبروا وأفسدوا اللهم انتقم منهم واكفناهم بما شئت يا سميع الدعاء..

 

اللهم ارحم ضعف إخواننا في غزة اللهم أنجهم من كيد اليهود وبطشهم، اللهم قوِّ عزائمهم واربط على قلوبهم، اللهم سدد رميهم، وبارك في جهادهم وجهودهم.

 

اللهم اجعل موتاهم من الشهداء وأحياءهم من الخلفاء وبادر مصابهم بالشفاء. اللهم رحماك بالنساء الثكالى. والأطفال اليتامى والشيوخ الحيارى، إلهنا من ندعو وأنت الرب المعبود ومن نسأل وأنت ذو الكرم والجود، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي..

 

اللهم اجمع شمل الأمة ووحّد قادتها على الحق، وقوِّ عزائمهم وأنر بصائرهم وألن قلوبهم، فما حل بإخواننا أمر عظيم وخطب جسيم ولا حول ولا قوة إلا بك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

 

المرفقات

احتلال اليهود لفلسطين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات