بين عالميتنا وعولمتهم

سليمان بن حمد العودة

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: الفكر والثقافة
عناصر الخطبة
1/ عالمية الإسلام 2/ العولمة صورها ووسائلها المتعددة 3/مقارنة بين عالميتنا وعولمتهم .

اقتباس

وليس الحديث عن عالميتنا وتاريخنا وعدلنا، ولكنه حديث عن العولمة الجديدة – تلك التي نبتت في أرض الغرب وبالتحديد في أمريكا، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطابه الموجه إلى الأمة الأمريكية بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج عام تسعين وتسع مئة وألف للميلاد مبادئ وأفكار هذه العولمة المزعومة… ونص على: "عالم متحرر من الإرهاب، فعال في البحث عن العدل، والأمن والسلام..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13]، (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].

أيها المسلمون: العولمة، والنظام العالمي الجديد، مصطلحات صدرت لنا بمفاهيم فكرية، وأنماط سلوكية معينة، حددها غيرنا، وأريد لنا أن نلبس لبوسها، ونسير في ركاب مهندسيها، وقبل أن نتحدث عن هذه العولمة الغازية… لا بد من العلم والتأكيد بأننا نحن المسلمين عالميون برسالتنا وتعاليم ديننا، وببعثة النبي العالمي الخاتم إلينا… وإن قصرت هممنا، أو قعدت بنا سلوكياتنا عن إطار العالمية الإسلامية المنشودة…

أجل: إن كتابنا ذكر للعالمين:(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) [يوسف: 104]، (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) [الأنعام: 90]، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الانبياء:107]، ورسالته للناس كافة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) [سـبأ: 28].

وفي إطار تعالم ديننا تتحقق الأخوة للأسود والأحمر، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، والذكر والأنثى، والصغير والكبير… ولكن بشرط الإيمان الحق: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10].

بل وفي ظل مفاهيم الإيمان والإسلام نتجاوز القرون، وتتشكل عالميتنا عبر الأمم السابقة واللاحقة ويجمعنا ربنا بقوله: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الانبياء:92]، (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون:52].

أجل: إننا معاشر المسلمين، كنا -يوم أن كنا نموذجاً حقاً لإسلامنا- رواد منهج عالمي فائق، واليوم بمقدورنا إذا عدنا لأصالتنا أن نكون كذلك، فلئن غاب الرواد فما زال المنهج حاضراً… ولئن غفونا فترة فبإمكاننا أن نستيقظ على هجمات الغزاة المتسللين.

عباد الله: وما من دين على وجه الأرض اليوم يستطيع أن يستوعب البشرية، ويحقق لها العدل والرقي والأمن والسلام… سوى ديننا دين الإسلام. وإذا ما لاح في الأفق قيادات فاجرة، أو ملل ونحل فاسدة. أو أيدلوجيات غريبة… فليس العيب في الإسلام حين يغيب عن معترك الحياة، أو يغيب عن التوجيه والقيادة، وإنما العيب في المنتسبين للإسلام.

لقد سعدت البشرية بالإسلام حيناً من الدهر، وأحس غير المسلمين بعدالة الإسلام، واعترف النصارى بخيرية عمامة المسلمين على تاج البابوية، وقالها الزعيم الديني البيزنطي في القسطنطينية لوكاس ناتوراس صريحة حين أعلن: "أنه خير لنا أن نرى العمامة في مدينتنا القسطنطينية من أن نرى فيها تاج البابوية"، ويعترف المؤرخ البريطاني توينبي وهو غير مسلم بحسن سياسة العثمانيين وعدلهم في أوروبا، وكون الدولة العثمانية أصبحت ملاذاً للهاربين من الاضطهاد الديني في إسبانيا وأوروبا، ويقولك:" إنها لأول مرة في التاريخ استطاعت أن تتوحد الكنسية الأرثوذكسية في ظل هذه الدولة التي كانت استراتيجيتها واحد واحكم، بينما كانت الاستراتيجية الاستعمارية تتبنى مبدأ (فرق تسد)".

فإذا كان هذا التوحيد بين غير المسلمين، فلا تسأل عن توحيد المسلمين، وإذا كان هذا نموذج الدولة العثمانية فلا تسأل عن دول الإسلام السابقة، ولا سيما في خير القرون… وردد مع الشاعر فخراه واعتزازه:

ملكنا هذه الدنيا قروناً وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا

أيها المسلمون: وليس الحديث عن عالميتنا وتاريخنا وعدلنا، ولكنه حديث عن العولمة الجديدة – تلك التي نبتت في أرض الغرب وبالتحديد في أمريكا، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطابه الموجه إلى الأمة الأمريكية بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج عام تسعين وتسع مئة وألف للميلاد مبادئ وأفكار هذه العولمة المزعومة… ونص على: "عالم متحرر من الإرهاب، فعال في البحث عن العدل، والأمن والسلام…" ومعلوم ما يريده الغرب بمصطلح الإرهاب، وماذا يعني السلام والرخاء عندهم؟

عباد الله: ونستطيع وصف هذه العولمة الجديدة بأنها غربية الولادة، غربية الفكر والهوية، ولم يبعد عن الحقيقة من قال: "إن العولمة باختصار هي: "تنميط العالم وترويضه على الحياة الغربية، بقيمه وأنظمته ونظرته للحياة".

وهي لون جديد من ألوان الهيمنة والاستعمار للعالم، لا تتخذ لها الجيوش وسيلة، وإنما تتخذ الفكر والثقافة وسيلة للتذويب والتبعية، والاقتصاد أداة للضغط والتطويع.

أيها المسلمون: والعولمة نظام يدور في إطار العلمانية الشاملة، ولا يقيم وزناً للقيم والأخلاق، ولا أثير فيه للرسالات السماوية، ولا مكان فيها، أو تقدير للضعفاء والأقليات.

إنها العولمة الغازية، ظاهرة تتداخل فيها أمور السياسة والاقتصاد، والثقافة والاجتماع، والسلوك، وتحدث فيها تحولات على مختلف الصور، تؤثر في النهاية على سلوك الإنسان، ونمط حياته على كوكب الأرض التي تصل إليها.

بل هي كما قيل: "عصا استعمارية جديد بحكومة عالمية خفية لها مؤسساتها: البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ولها أدواتها: منظمة الجات، والسبعة الكبار".

إن العولمة الغازية تسير إلى تحقيق هدف غير نزيه، ولئن كانت لا تؤمن بالتعددية والتنوع، ولو كان صالحاً فهي ترتكز على الانحياز إذ هو فكرتها الأولى، ومحركها الأساس، وتنطلق من تعظيم الذات، والتعصب الممقوت، وبالطبع الذات الغربية والقيم الفاسدة، وفيها تجاهل بل تحطيم للآخرين، وفي العولمة إلغاء للحدود والفوارق الجغرافية، والمسلمات التاريخية.

إخوة الإسلام: ويتخذ الغرب وسائل ظاهرة، وأخرى خفية مقنعة في سبيل تحقيق العولمة. فالمقنعة كالتجارة الدولية والمؤتمرات الدولية، كمؤتمر السكان بالقاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين ونحوها، والوسائل الظاهرة كالإعلام وشبكات الاتصال ذات الزخم الإعلامي الكبير لترويج هذه البضاعة المزجاة، وقد بغل هذا الزخم الإعلامي حداً من الانتشار إلى درجة تضايقت فيه أوروبا… وفرنسا على وجه الخصوص من الحضور الأمريكي الطاغي، وارتفعت أصوات تدعو لمقاومة المد الإعلامي الأمريكي الغازي!!

وإذا كان الواقع الإعلامي الغرب، وبالذات الأمريكي منه مؤثراً منتشراً ووعاءً ناقلاً للعولمة، فالمطلعون يحذرون أكثر من مستقبل هذا الإعلام، ويقولون محذرين وموقظين للهمم، لا مخوفين مثبطين عن العمل، يقولون: "إن إحدى الشركات الأمريكية بصدد إطلاق قمر صناعي جديد عام 2002م قادر على بث ألف وخمس مئة قناة تلفازية في وقت واحدة ويعاد أداؤه مجموعة من الأقمار الصناعية الحالية".

أما الإنترنت: فالشبكة القادمة التي بدأ تطبيقها في بعض الجامعات الأمريكية ستصل سرعتها إلى ألف ميجابيت، أي ما يعادل ألفي ضعف الشبكة الحالية، وعشرة آلاف ميجابيت في غضون بضع سنوات كما يقولون.

عباد الله: ومع هذا كله فهذه العولمة بصورها المختلفة ووسائلها المتعددة جزء من مكر البشر وكيد الأعداء، وهي ضمن قدر الله وحكمته وتدبيره لهذا الكون، وعلى المسلمين أن يدركوا حقيقة اللعبة، وأن يتجاوزوا المحنة بالعمل الجاد والتعاون المثمر والتخطيط للمستقبل، وأن يثقوا بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن مكر الله أعظم من مكر البشر، ويده فوق أيديهم: (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [الفتح: 10].

اللهم بصرنا بمواطن الضعف في نفوسنا، وقو عزائما على الخير، وادفع عنا كيد الفجار يا رب العالمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

 

 

 

الخطبة الثانية
الحمد لله كتب العزة له ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون، وقضى بأن الأرض يرثها عباد الله الصالحون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقد تغر الدنيا بزينتها مبهاجها، وقد تكون نهايتها على أثر هذه الزينة بغتة، والله يقول: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس: 24].

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، حذر أمته من الفتن، وبشر بمستقل للإسلام والمسلمين لم تستكمل بعد مبشراته، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله هذا اليوم حتى يقع ما صح من خبره ومبشراته… اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين.

إخوة الإيمان: ويرى البعض أن العولمة التي نعيشها هذه الأيام هي مرحلة التصفية الروحية أو ما يسمى: بالانتحار الروحي، وقد سبقتها مراحل من العولمة مهدت لها، وهذه المرحلة الأخيرة من العولمة ستترك أثرين متغايرين تماماً: السلببي منهما يكمن في إخارج جيل مشوش الفكر، فاقد للهوية يسخر من لغته ودينه وتاريخه وقيمه، أما الإيجابي فيكمن في إيقاظ روح التحدي، والشعور بأهمية المقاومة والصمود لإثبات الذات، وتأكيد أصالة القيم، وبعث الحماس على استخراج مكنوز الحضارة الإسلامية، والتأكيد على أهمية القيم الإسلامية، والتاريخ الإسلامي والبقاء للأصلح، والزبد يذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، تلك سنة إلهية ماضية تتكرر.

عباد الله: وعلى إثر هذه السنة الإلهية والمبشرات النبوية يرد السؤال: هل يمكن أن تستمر هذه العولمة، وإلى أي حد يمكن أن تنجح؟

لا شك أن الغيب لا يعلمه إلا علام الغيوب، ولكن ظاهر الأمر يوحي بأن هذه العولمة قدتحق بعض النجاحات، ولكن بذورها الأولى تحمل هلاكها، إذ فيها مصادمة لفطر البشر، وتجاهل للتاريخ، واغتصاب للثقافة، وتنحية لتعاليم السماء، ومصادمة للمبشرات النبوية بانتصار الحق وغلبة المسلمين وسيادة الإسلام، وتقم العولمة على القهر والاستبداد وتعظيم الأغنياء والأقوياء، وسحق الفقراء والضعفاء، ومن هنا جاءت قوى الرفض لهذه العولمة من قلب الدول الراعية لها، وأفشل مجموعة من الأمريكان مؤتمر سياتل الذي حضرته مئة وثلاثون دولة قبل أن يصل إلى قرارات، بل وقبل أن يحصلوا على توقيعات الدول النامية على توصياته، بل حتى قبل الوصول إلى مقر المؤتمر، وانتشر الرفض للعولمة، وسار قطاره مسرعاً من أمريكا إلى أوروبا إلى غيرها.

إخوة الإسلام: وهنا يرد سؤال وكلنا مطالب بالإجابة عليه، والسؤال يقول: ما موقفنا من هذه العولمة وماذا ينبغي أن تحرك فينا؟

إننا معاشر المسلمين جميعاً عرباً وعجماً، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، مدعوون إلى إقامة عالمية تقوم على الاجتماع والألفة والأخوة، فالاجتماع قوة، والمؤمنون دون سواهم إخوة، والله يدعونا إلى الاجتماع وينهانا عن الفرقة، ويقول: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103].

وهذه العالمية التي ندعو لها لا تقارن مصداقيتها بعولمتهم، وهي تختلف في آثارها وأساليبها عن عولمتهم، ودعونا نعقد مقارنة سريعة بين عالميتنا وعولمتهم، فعالميتنا عدل ورخاء، وعولمتهم جور وشقاء، عالميتنا يستخرج بها الناس من ذل العبودية وإزهاق الكرامة، وعولمتهم تكريس للذل و التبعية، وسحق للحرية والكرامة، عالميتنا طهر وعفاف، وعولمتهم عهر وشذوذ وانحراف، وسل مؤتمر بكين للمرأة ينبيك الخبر اليقين، عالميتنا شورى وإقناع، وعولمتهم استبداد وإكراه، عالميتنا تعمير للكون وتسبيح بآلاء الله، وعولمتهم تدمير للحرث والنسل، وفي مؤتمر الإسكان الدولي شاهد لما نقول، عالميتنا سعد بها المسلمون وغير المسلمين، واستظل بظلالها الوارفة القريب والبعيد، وعولمتهم لم تستطع أن تحقق الرخاء للقريب فضلاً عن البعيد، وقامت صيحات المعارضة ضدها من داخل الارض التي نبتت فيها، وأنى لها أن تحقق الخير والسعادة للآخرين، عالميتنا رحمة للعالمين، وعولمتهم نكد وعذاب وظلم واستبداد، عالميتنا لاتسأل الناس أجراً على البلاغ والهدى، وعولمتهم نهب للموجود وتعسف على الفقير، ومن ملامحها كما يقال إنها ستفقر الدول النامية وستزيد الدول الغنية غنى…

عولمتهم تتجاهل رسالة السماء المحفوظة، وعالميتنا تتعامل بالعدل مع أصحاب الأديان ولو كانت محرفة، وتنظم حقوقاً خاصة بأهل الذمة، عولمتهم قائمة على الانحياز والتعصب إن شئت في الاقتصاد أو السياسة أو الأخلاق والفكر والقيم، لا يقال هذا عاطفة، بل يؤكده الواقع المشاهد، فأي نوع تمارسه هذه العولمة في الاقتصاد" إنه الاقتصاد الحر من كل قيود، القائم على الربا والاحتكار والجشع الطمع بكل وسيلة، وإن بلغت مبلغاً من الذكاء والتقنية والتخطيط. وأي نوع تمارسه هذه العولمة وأربابها في السياسة؟ تجيبك المآسي القائمة للمسلمين في أرض الشيشان حاضراً، ومن قبل في البوسنة والهرسك وكوسوفا، وفلسطين وغيرها، فأين السلام المنشود؟ وأين تحقيق العدل والأمن الذي يتشدق به قادة هذه العولمة؟ وتكشف أحداث تيمور الشرقية أخيراً، ومن قبل جورجيا وغيرها من الجمهوريات النصرانية عن حقيقة هذا التحيز والتعصب.
 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

عالميتنا وعولمتهم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات