عناصر الخطبة
1/ إحياء سنة إبراهيم وآله في المناسك والعبادات 2/ خبر هاجر وإسماعيل عليهما السلام بمكة 3/ قصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت 4/ دروس مستفادة من تلك القصةاقتباس
إن كثيراً من العبادات القلبية والبدنية، وخاصة ما يشرع منها أو يتأكد في عشر ذي الحجة وأيام التشريق بعدها، سواءً للحاج أم لغيره، إنما هي إحياءٌ لسنة خليل الرحمن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الذي قال الله -جل وعلا- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- في شأنه: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل:123].
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن كثيراً من العبادات القلبية والبدنية، وخاصة ما يشرع منها أو يتأكد في عشر ذي الحجة وأيام التشريق بعدها، سواءً للحاج أم لغيره، إنما هي إحياءٌ لسنة خليل الرحمن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الذي قال الله -جل وعلا- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- في شأنه: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل:123]. قال ابن كثير: ومن كمال الخليل وعظمته، وصحة توحيده وطريقه، أنا أوحينا يا خاتم الرسل وسيد الأنبياء (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، كقوله في آية الأنعام: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام:161]. اهـ.
ومعلوم أن نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- أفضل الخلق عند الله على الإطلاق، وهذا لا يمنع جواز اتباع الأفضل للمفضول، كما قرره علماء الأصول، ونبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء، ومع ذلك أمر بالاقتداء بهم، قال الله -تعالى-: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام:90].
أيها المسلمون: في قصة بناء الكعبة الشيء الكثير من المعاني التي سبقت الإشارة إليها. روى الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- بسنده، إلى ابن عباس رضي الله عنهما-، قال: "أول ما اتخذ النساء المِنْطَق -وهو ما يشد به الوسط- من قبل أم إسماعيل -وأم إسماعيل هي هاجر، نقل الحافظ ابن حجر أن هاجر كانت وهبتها سارة زوجة إبراهيم لإبراهيم، فحملت منه بإسماعيل- قال ابن عباس: اتخذت مِنْطَقاً لتعفّي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم، وبابنها إسماعيل، وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد -أي: عند شجرة كبيرة في مكان المسجد؛ لأنه لم يكن حينئذٍ بُني- وليس بمكة حينئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعها هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاءً فيه ماء.
ثم قفَّى إبراهيم منطلقاً -أي: ولّى راجعاً إلى الشام- فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب، وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنسٌ ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً -أي: ليس فيها أحد يؤنسها ويزيل وحشة هذا الوادي، أو ليس فيه من بني جنسها أحد- وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت إذن لا يضيعنا. ثم رجعت.
فانطلق إبراهيم، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم:37]،-ومعنى هذا أن مكان البيت موجود قبل الخليل -عليه السلام-، ولهذا توجه إليه عند دعائه- وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نَفِدَ ما في السقاء، وعطشت، وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى -أو قال يتلبط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه -وهو على تلك الحال المدرة للعاطفة- فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي، تنظر هل ترى أحداً، فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، فنظرت هل ترى أحداً، فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فذلك سعي الناس بينهما".
فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه! -تريد نفسها- أي: كأنها خاطبت نفسها فقالت لها: اسكتي، ثم تسمَّعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غِواث -أي: غيث أو مساعدة- فإذا هي بالملَك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تَحُوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهو يفور بعد ما تغرف قال ابن عباس: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال-: لو لم تغرف من الماء، لكانت زمزم عيناً معيناً".
قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك، لا تخافوا الضيعة –أي: الهلاك- فإن هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله.
وكان البيت مرتفعاً من الأرض، كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ من يمينه وشماله، فكانت –أي: هاجر- كذلك -أي: على الحال الموصوفة، وفيه إشعار بأنها كانت تغتذي بماء زمزم، فيكفيها عن الطعام والشراب- حتى مرت بهم رُفقة من جرهم -أو أهل بيت من جرهم -وكانت جرهم يومئذ بواد قريب من مكة، وجرهم هو ابن قحطان بن عامر، وكان هو وأخوه قطوراً أول من تكلم بالعربية عند تبلبل الألسن- مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائراً عائفاً -وهو الذي يحوم على الماء، ويتردد ولا يمضي- فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي، وما فيه ماء، فأرسلوا جرياً -أي: رسولاً- أو جريين، فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا.
قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندكِ؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "فألفى ذلك أمَّ إسماعيل، وهي تحب الإنس، فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشبَّ الغلام، وتعلم العربية منهم -وفي هذا إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربياً- وأنفسهم -أي: كثرت رغبتهم فيه- وأعجبهم حين شبَّ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم.
وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل، يطالع تركته –أي: يتفقد حال ما تركه هناك- فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم، وهيأتهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه -كناية عن المرأة، وسميت المرأة بذلك لما فيها الصفات الموافقة لها، وهو حفظ الباب، وصون ما هو داخله-، فلما جاء إسماعيل، كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا، فسأَلَنا عنكَ، فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، فالحقي بأهلك. فطلقها، وتزوج منهم بأخرى.
فلبث إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده؛ فدخل على امرأته، فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم، وهيأتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولم يكن لهم يومئذ حَب، ولو كان لهم دعا لهم فيه. قال: فهما لا يخلوا عليهما أحدٌ بغير مكة إلا لم يوافقاه -أي: لا أحد يأكل اللحم والماء فقط بغير مكة إلا اشتكى بطنه-"، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومُرِيه يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل، قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنكَ، فأخبرته فسألني: كيف عيشنا؟ فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك.
ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له، تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد -يعني من الاعتناق، والمصافحة، وتقبيل اليد، ونحو ذلك- ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني، قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها -وكان عمر إبراهيم حينئذ مائة سنة، وعمر إسماعيل ثلاثين سنة- قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت -وفي هذا إشارة إلى أن القواعد التي رفعها إبراهيم كانت قواعد البيت قبل ذلك، وإبراهيم رفعها- فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر -يعني المقام- فوضعه له، فقام عليه، وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة:127]، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
قال الحافظ: وروى الفاكهي بإسناد صحيح من طريق مجاهد عن ابن عباس، قال: قام إبراهيم على الحجر فقال: يا أيها الناس، كتب عليكم الحج. فأسمع مَن في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فأجابه من آمن، ومن كان سبق في علم الدين أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك.
اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين...
الخطبة الثانية:
الحمد لله كثيراً، والله أكبر كبيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. والصلاة والسلام على من بعث للعالمين بشيراً ونذيراً.
أما بعد: أيها المسلمون، من قصة بناء الكعبة المشرفة، نلمح فوائد جليلة، منها:
أولاً: التسليم المطلق لله -تعالى-، فإبراهيم يدع امرأته وطفلها في أرض موحشة غريبة قفر بعيدة عن موطنه، لا ماء فيها ولا شجر، ولا أنيس؛ استجابة وطاعة لله -تعالى-، مع ما عرف عنه من الشفقة والرحمة، ولكن التسليم لأمر الله -تعالى- فوق كل شيء.
ثانياً: أشد الناس بلاءً هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثالثاً: تربية الخليل إبراهيم -عليه السلام- أسرته على الطاعة والتسليم الكامل لأمر الله -تعالى-.
رابعاً: قوة إيمان هاجر، وعظم توكلها وثقتها بربها -عز وجل-، إذ قالت: إذن لا يضيعنا.
خامساً: التوجه إلى الله -تعالى- وحده بالدعاء والتضرع في كل حال، فإبراهيم -عليه السلام-، لما نفَّذ أمر ربه بوضع أسرته في ذلك الموقع الموحش توجه بالدعاء إلى الله لهم بالأنس والرزق والبركة. ومن توكل على الله كفاه، ومن ركن إليه آواه، ومن سأله وتضرع إليه أعطاه.
سادساً: إن الله -تعالى- وهو القادر على كل شيء، والمطلع على كل شيء لا يضيع من توكل عليه وحده، وسلم الأمر إليه، مهما ادلهمت الخطوب، واشتدت الكروب، فهذه أم إسماعيل لما انتهى طعامها وماؤها، أرسل الله إليها غوثاً من عنده، وأجرى لها الماء معيناً طعام طعم وشفاء سقم، أي غذاء ودواء.
سابعاً: إن العاقبة للمتقين، وإن من أقبل على الله -تعالى- والتزم أمره، وتوجه إليه بالعبادة دون سواه، رفع الله ذكره في العالمين. وانظروا -رحمكم الله- كيف بقيت ذكرى أم إسماعيل في السعي إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة.
ثامناً: القصة تتضمن رسالة موجهة إلى العرب، وهمسة في أذن الذين تبرز فيهم العصبية القبلية، والافتخار بالأنساب، إلى أن أمهم هاجر كانت مولاة لسارة...!.
تاسعاً: إن بيت الله المعظم بني للتوحيد، ومن أجله عُمِر، ولأهل التوحيد وحدهم شُيدِّ، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج:26]، فتباً لمن أحدث فيه حدثاً، أو آوى محدثاً، أو نشر بدعة، أو توسل بأحد غير الله -تعالى-، أو طلب النفع ودفع الضر من مخلوق.
عاشراً: كان ابن عباس -رضي الله عنهما-، عندما يشرب من ماء زمزم، يدعو: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء"، قال ابن العربي: وهذا موجود فيه إلى يوم القيامة لمن صحت نيته، وسلمت طويته، ولم يكن به مكذباً، ولا بشر به مجرماً، فإن الله مع المتوكلين وهو يفضح المجرمين.
حادي عشر: ينبغي على المسلم أن لا يتكل على عمله مهما كان صحيحاً وصواباً، فإبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- يأمرهما الله -جل ثناؤه- ببناء بيته المحرم من أجل توحيده، فيقومان بذلك خير قيام، ومع ذلك لم يتكلا على عملهما، بل يسألان الله -تعالى- دائماً قبول العمل: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة:127]، فليس صوابُ العمل وموافقته للشرع كافياً في القبول، بل لا بد من الإخلاص لله -تعالى- من شوائب الشرك وحظوظ النفس.
وكان -عليه الصلاة والسلام-، وهو إمام الموحدين، يخشى من الشرك فيقول: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم:35]، قال إبراهيم التيمي: "ومن يأمن الشرك على نفسه بعد الخليل -عليه السلام-؟".
اللهم صل وسلم على سائر أنبيائك ورسلك، وخص منهم أفضلهم وتاجهم، وخاتمهم، نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أكرمنا بشفاعته، واحشرنا في زمرته، وتوفنا على ملته...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم