بعض فضائل وخيرات شهر الرحمات

الشيخ خالد المهنا

2023-03-17 - 1444/08/25 2023-03-17 - 1444/08/25
عناصر الخطبة
1/خيرات وبركات فَرْض العبادات 2/بعض فضائل عبادة الصوم وحسناتها 3/من حكم الصوم وعجائبه 4/وصايا لحفظ الصيام ونيل رضا الرحمن

اقتباس

من فضائل الصوم التي نطق بها هذا الحديث الجليل أنَّه (جُنَّةٌ)؛ أي: حِرْزٌ وسترٌ ووقايةٌ للصائم من النار، وذلك أنَّ النارَ -أجارَنا اللهُ وإيَّاكم منها- محفوفةٌ بالشهوات، والشهوات تضطرم بالشِّبَع والريّ، والصائم يترك شهوتَه ليُضعِفَ شيطانَه ونفسَه الأمَّارةَ بالسوء، فلا يَعصِي ربَّه...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 71].

 

أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: إنَّ مِنْ فضلِ اللهِ -تعالى- على عبادِه وإحسانِه إليهم أَنْ شرَع لهم من الدين ما به حسنُ الثوابِ لهم، وعِظَمُ جزائهم، وذكاءُ نفوسِهم وعافيةُ أبدانِهم؛ ألَا وإنَّ مِنْ أَجَلِّ الشرائعِ التي فرَضَها العليمُ الحكيمُ على عباده فريضةَ الصيام، قال تعالى ذِكْرُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183]، فهذه الآية العظيمة نداء من الرحمن لأهل الإيمان، يُنبِّهُهم إلى جلالة هذه الفريضة من وجوه كثيرة؛ منها:

أن الله -تعالى- فرَض هذه العبادةَ على جميع الأمم مِنْ قَبلِنا، وفي ذلك حضٌّ على لزومها، وتنويهٌ بفضلها وشرفها، وإيماءٌ إلى كثرة الخير في أدائها، وإبانةٌ عن محبة الله لها ولأهلها، ولذلك فرَضَها على جميع عباده لينالوا من بركاتها وأجورها.

 

ومن وجوه جلالة هذه الفريضة أن الله -تعالى- جعَل التقوى علةً لفرض الصيام على عباده، وتقواه -سبحانه- هي وصيته لنا ولِمَنْ قَبلَنا كما قال جل ثناؤه: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131]، ولا جَرَمَ فقد نَطَقَتْ آياتُ الكتاب العزيز باختصاص المتقين بقَبول الأعمال الصالحة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، ولما كان الصيام سبيلًا إلى التقوى فرضه الله على عباده أولِهم وآخِرهم، ومن ذلك يلوح للعبد اليَقِظ عِظَمُ شأن هذه العبادة، التي جعَلَها الحكيمُ -سبحانه- أحدَ أركان الإسلام ومبانيه العظام، ثم رتَّب عليها من الأجور ما دلَّ على حبه لها، واختصاص أهلها في الدنيا والآخرة بفضائل تَحدُوهم إلى الفرح بها، وتحثُّهم على المزيد منها.

 

ولقد كشَف عن بعض تلكم الفضائل حديث إلهي مبارك عظيم، رواه صدرُ الرُّواة وبدرُ الثقات، عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات، عن الله -تبارك وتعالى- أنَّه قال: "‌كُلُّ ‌عَمَلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌لَهُ ‌إِلَّا ‌الصِّيَامَ، ‌فَإِنَّهُ ‌لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، ثم قال عليه الصلاة والسلام: "وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فَرِحَ بِصِيَامِهِ"(مُتَّفَق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-)، وفي رواية للبخاري: "‌يَتْرُكُ ‌طَعَامَهُ ‌وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها"، وفي رواية لمسلم في صحيحه تبين عن معنى الحديث وتفسره: "كُلُّ ‌عَمِلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ، مِنْ أَجْلِي"، فأخبر -سبحانه- أن ثوابه للصائم غير محصور بعشر أمثال الحسنة ولا بسبعمائة ضعف، ولكن يجزي به جزاء خفيا بغير حساب؛ لأن الصائم قد أخفى عبادته مخلصًا لربه، طامعا في ثوابه، خائفًا من عقابه، لا تشوب نيته شائبة من رياء، ولا يرجو عليه حظ من الدنيا، من إقبال الناس إليه أو ثنائهم عليه، فما ظنكم بعبادة أضافها الله -تعالى-، وأضاف ثوابه عليها إليه -سبحانه- إضافة تشريف.

 

ومن فضائل الصوم التي نطق بها هذا الحديث الجليل أنَّه (جُنَّةٌ)؛ أي: حِرْزٌ وسترٌ ووقايةٌ للصائم من النار، وذلك أنَّ النارَ -أجارَنا اللهُ وإيَّاكم منها- محفوفةٌ بالشهوات، والشهوات تضطرم بالشِّبَع والريّ، والصائم يترك شهوتَه ليُضعِفَ شيطانَه ونفسَه الأمَّارةَ بالسوء، فلا يَعصِي ربَّه؛ فكأنه بذلك قد تحصَّن من الذنوب، فكان الصيامُ بذلك جُنَّةً في الدنيا من معصية الله، وجُنَّةً في الآخرة من النار.

 

ومن فضائله المذكورة في هذا الحديث المبارَك: أن خَلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسلك، وخَلُوف الفم رائحة ما يتصاعد منه، من الأبخرة لخُلُوّ الْمَعِدَة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرَهة في مشامّ الناس في الدنيا، لكنها طيبة عند الله -تعالى-؛ حيث كانت ناشئةً عن طاعة الله وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجيء يوم القيامة يثغب دمًا، اللون لو الدم، والريح ريح المسك.

 

ومن فضائل الصوم المنصوصة في هذا الحديث المبارَك: فرح الصائم بفِطْره، وفرحه بلقاء ربه؛ فأمَّا فرحُه بفِطْرِه فإنَّ النفسَ مجبولةٌ على الميل إلى ما يلائمها من مأكل ومشرب ومنكَح؛ فإذا مُنعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أُبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصًا إذا اشتدت الحاجة إليه، فكيف إذا كان الفطر المعجل محبوبًا إلى الله -تعالى-؟! مُثابًا عبدُه على تعجيله.

 

وأمَّا فرح الصائم بلقاء ربه؛ فَلِمَا يَجِدُه عندَ الله من الأجر الكريم على صيامه مذخورًا أحوج ما يكون إليه يوم القيامة؛ لقوله -تعالى- في الحديث القدسي: "إلَّا الصيام فإنَّه لي وأنا أجزي به"، فإن من وجوه معانيه المحتمَلة أنَّه لا سبيل لأحد إلى أخذ أجر الصائم بمقاسة ولا غيرها، بل يُوفَّر أجرُه لصاحبه حتى يدخل الجنة فيُوفَّى أجرَه فيها.

 

ومن فضائل الصيام أن لأهله بابًا خاصًّا من أبواب الجنة، لا يدخل منه أحد سواهم، بشرهم به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، ‌يَدْخُلُ ‌مِنْهُ ‌الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ، فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ"(مُتَّفَق عليه من حديث سهل بن سعد -رضي الله تعالى عنهما-).

 

ومن فضائل الصوم العظيمة أنَّه يُوجِب مغفرةَ الذنوب لمن صام رمضان تصديقًا بفرضه واحتسابًا لثوابه، ولمن صام تطوُّعًا في غيره، قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذنبِه"(مُتَّفَق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-)، وفي الصحيحين أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "‌فِتْنَةُ ‌الرَّجُلِ ‌فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ يُكَفِّرُهَا الصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، ومعنى الحديث أن الرجل يُبتلى غالبًا ويُفتَن بماله أو ولده أو نفسه أو جاره، فيُقصِّر في حقوقهم الواجبة، أو يُلهِيه الاشتغالُ بهم عن طاعة الله -تعالى-، فإذا وقَع شيءٌ من ذلك كان الصيامُ كفارةً عنه.

 

فاللهمَّ لكَ الحمدُ على ما هَدَيْتَنَا ويسَّرْتَ لنا، واختصصتَ به أُمَّتَنا من مضاعَفة الحسنات، وجزيل الهبات وعظيم البركات.

 

نفعني الله وإيَّاكم بنور كتابه المبين، وبسُنَّة سيد المرسلين، أقول قُولِي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولجميع المسلمين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله أزكى حمدٍ وأوفاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه.

 

أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: ما أَوْلَى العبدَ المحسنَ لنفسه وأحقَّه بأن يصون عبادتَه عمَّا يُبطِلُها، أو يُنقِص ثوابَها، كيما يُوفَّى أجرَها ويذوقَ حلاوتها ويُحصِّل مقاصدَها، وإنَّ أَصْوَنَ الناسِ لصيامه مَنْ كان أحفظهم للسانه، وأشغلهم بطاعة ربه، وأتركهم لما لا يعنيه، من أجل ذلك قال الرؤوف بأمته -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ"، وقال كذلك: "مَنْ ‌لَمْ ‌يَدَعْ ‌قَوْلَ الزُّورِ، وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"(أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله -تعالى- عنه)، وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على أن الله -تعالى- لم يُرِدْ من الصائم مجرد الامتناع عمَّا أباح الله لعباده من الطعام والشراب والنكاح، وإنَّما أراد منه أن يدع كلَّ قول محرَّم مائل عن الحق؛ كشهادة الزور، والكَذِب والغيبة والنميمة، وكل عمل داخل في الزور كالغش في البيع والمعامَلات والنظر الحرام، وكل جهل وهو السفه؛ كالشتم والقذف وفاحش القول ورديئه، فمَنْ ترَك ذلك كله وهو صائم فقد تحقق بمراد الله من فرض الصيام، وظفر بمنافعه، فصار تقيًّا زكيَّ النفس، وتحركت جوارحُه إلى ما يحبه الله، وانقادت نفسه نحو مراضيه -سبحانه-، فذاق طعم العبادة وأَنِسَ بها واستلذ بفعلها.

 

أيها المسلمون: اغتنِموا سائرَ ساعات هذا اليوم المبارَك، بكثرة الصلاة والسلام على إمام الثقلين، وسيد النبيين والمرسَلِينَ؛ امتثالًا لأمر رب العالمين، ورغبةً فيما عنده من الثواب لمن صلَّى على خير الورى أجمعينَ.

 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، صلاةً وسلامًا دائمينِ أبديينِ ما اختلَف الليلُ والنهارُ، وعلى آله الكرام الأطهار، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأربعة المهديين، أبي بكر الصديق صاحبه إذ هما في الغار، وعمر الفاروق فاتح الأمصار، وعثمان شهيد الدار، وعلي الفاتك المغوار، وعن جميع صحب نبيك البررة الأخيار.

 

اللهم بفضل اجعل أعمالنا كلها صالحة، ولوجهك الكريم خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئًا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

 

اللهم بلغنا شهر رمضان معافين تائبين منيبين، واجعل لنا فيه من طاعتك وثوابك ومغفرتك أوفر النصيب يا أرحم الراحمين، اللهم وفقنا فيه لأسباب رحمتك، وجنبنا موارد سخطك ونقمتك، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم تجاوز عنهم، وأكرم نزلهم، واجعل أرواحهم في أعلى عليين.

 

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ،، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم واجعل بلادنا آمنة مطمئنة، وجميع بلاد المسلمين، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أعنه وولي عهده ووفقهما لما فيه صلاح أمر البلاد والعباد يا ذا الفضل العظيم.

 

سبحان ربنا رب العزة عمَّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

المرفقات

بعض فضائل وخيرات شهر الرحمات.doc

بعض فضائل وخيرات شهر الرحمات.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات