بركة الصيام والرباط والعطاء

الشيخ محمد سرندح

2025-03-14 - 1446/09/14 2025-03-16 - 1446/09/16
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/رمضان شهر القرآن والرحمة والغفران 2/بعض خيرات وبركات رمضان على الفرد والمجتمع 3/نصيحة الأمة للاهتمام بالأولويات 4/الحث على رعاية المستضعفين وخدمة المسلمين 5/الصيام يحسن الأخلاق وينزع الشقاق 6/بركة القرآن في شهر القرآن 7/الصيام والرباط في أرض الرباط

اقتباس

شهر رمضان شهر القرآن، شهر النفع للغير، شهر إصلاح الذات، والتزود الروحي وحفظ حقوق العباد، شهر مضان شهر البذل والعطاء، شهر المشاعر والإخاء، فإذا صامت الأمة الإسلاميَّة شهرها، وتزودت من القرآن نورَها، لابدَّ وأن يتعدَّى النفع لجميع أفراد الأمة الإسلاميَّة...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله؛ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[الْبَقَرَةِ: 185].

 

الحمد لله؛ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 9].

 

الحمد لله؛ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[الْمَائِدَةِ: 50]، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما".

 

اللهمَّ إنَّا نسألك بكل اسم هو لكَ، سميتَ به نفسكَ، أو أنزلتَه في كتابك، أو علمتَه أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمنا، اللهمَّ اجعل القرآن جلاء لأحزان أهلنا في غزَّة، اللهمَّ اجعل القرآن جلاء لأحزان أهلنا في الضفة وفلسطين، اللهمَّ ارفعهم بالقرآن الكريم، اللهمَّ آمن روعاتهم، واحفظهم بالقرآن، اللهمَّ سد جوعتهم، وثبت أقدامهم، وأدم عليهم أمنهم، ببركة شهر القرآن الكريم، "إن الله يرفع بهذا لكتاب أقوامًا، ويضع آخَرينَ".

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، العزيز الوهاب، ملك الملوك، ورب الأرباب، الحكم العدل؛ يوم يكشف عن ساق وتوضع الأنساب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، فمن عمل صالحًا فلنفسه، والله عنده حسن الثواب، ومن أساء فعليها، وما متاع الدنيا إلا سراب.

 

إن الملوك إذا شابت عبيدُهم في رِقِّهم أعتقوهم عتقَ الأبرار، وأنتَ يا سيدي يا خالقي أَولَى بذلك كرمًا، قد شِبْنا في الرق فأعتِقْنا من النيران، يا سيدي، يا خالقي: قد مس أهلَ فلسطين الضر ثابتين مرابطين محتسبين فأعتقنا يا إلهي من النيران.

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سلام على نبينا، من إليه العلا والفضل والفخر ينسب، نبي رضي بل عظيم مبجل، كريم جواد صادق الوعد أطيب صفوه بما شئتم، فوالله ما انطوى على مثله في الكون أم ولا أب، اللهمَّ صل عليه ما حيًّا الحيا أرضًا وما شهقت بتسليم فم، يا رب صل على النبي محمد ما سبحت فوق السماء أنجم، صلت عليك ضيوف الله والحرم، وأحرف الشعر والأوزان والقلم، ما زال ذكرك فواح الشذى عَبِقًا، تسمو به الأرض والأيام والأمم، يا سيد الرسل الأبرار كلهم وخير ما عرفته العرب والعجم.

 

ويتجدد العهد مع أمة القرآن في رمضان، فشهر القرآن مولد للأمة الإسلاميَّة ب"اقرأ"؛ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)[الْعَلَقِ: 1]، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أُنْزِلَتْ ‌صُحُفُ ‌إِبْرَاهِيمَ ‌أَوَّلَ ‌لَيْلَةٍ ‌مِنْ ‌شَهْرِ ‌رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ"، فكانت ولادة الأمة الإسلاميَّة في رمضان؛ فالقرآن كلام الله القديم، المعجز في لفظه، المتحدَّى بآياته؛ (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)[فُصِّلَتْ: 42]، عجز الواصفون عن وصفه؛ فالقرآن إن أوجز كان كافيًا، وإن أشار كان وافيًا، إن بيَّن كان شافيا، إن حكم كان عادلًا، إن أكثر كان مذكرا، إن وعظ كان مؤثِّرًا، لا يمله قارئه إذا استرسل، لا يمله سامعه إذا تأمل؛ فالقرآن من حيث بلاغته حلو إذا تذوقته العقول، بحر العلوم، وجوهر الكلم، أمل المتوسلين، وروح قلوب المؤمنين؛ (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)[الشُّعَرَاءِ: 193]، على محمد خاتم النبيين.

 

كلام الله لا تنقضي عجائبه أبدًا؛ فهو أحلى وأغلى ما استمعت له أذن، وأعرب عنه ناطق بفم، بل القرآن أشرف مطلب، وطالبه لوجه الله أشرف من يمشي على قدم.

 

فبعد ولادة الأمة الإسلاميَّة بوحي السماء، وتربَّتْ بإرشاد رسول الإنسانيَّة ساحت في الأرض لتعمرها، بقانون العدل الإلهي، فالإنسانية قبل شهر رمضان وقبل وحي السماء كانت تعيش بالفُرقة والاقتتال والهمجية، وما أن حملت الأمة قرآنها وكان منهاجًا لحياتها حتى أصبحت في ذروة الأمم، ووصفت بالخيرية والتماسك، كانت لها السيادة في الأرض، والعزة بين الأمم، فحينما يعادونا رمضان كل عام، ينبغي أن نتذكر معه كيف استنارت الأرض بنور وحي السماء.

 

شهر رمضان شهر القرآن، شهر النفع للغير، شهر إصلاح الذات، والتزود الروحي وحفظ حقوق العباد، شهر مضان شهر البذل والعطاء، شهر المشاعر والإخاء، فإذا صامت الأمة الإسلاميَّة شهرها، وتزودت من القرآن نورَها، لابدَّ وأن يتعدَّى النفع لجميع أفراد الأمة الإسلاميَّة، فلا يُقبَل من الأمة التخاذل والتواطؤ والخذلان؛ فمن فعل ذلك فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه، فالأمة في شهر رمضان، في شهر القرآن لا يقبل منها أن ترجع إلى عهد طفولتها وولادتها، فقد نالت مكانتها بين الأمم في صدر الإسلام، وقويت عزيمتها بشهر القرآن، وقاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمة إلى مكة فاتحًا في رمضان، وبعد انتقاله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى ببرهة من الزمن استمرت أمة الإسلام بنشر نور الوحي في الأرض، إلى أرمينيا وأذربيجان وبلاد الشام، فلم يقتصر الصحابة حملة القرآن على التلاوة والتهجد في رمضان، بل علموا أن شهر القرآن هو شهر ولادة الأمة؛ لتصل إلى فتوتها وعزتها وريادتها بين الأمم.

 

فإذا دخل رمضان فعلى الأمة أن تهتم بأولوياتها، فليس من أولوياتها إقامة موائد الإفطار، واجتماعات التراويح، وترك الذود عن إخواننا المستضعَفين، بل إن من الدعائم في شهر رمضان وفي شهر القرآن أن يكون الحكم لشرع الله، هو السائد في حياتنا؛ فلا تبعية للظالمين وقوانينهم، والكل محاسب أمام الله؛ (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[النِّسَاءِ: 65].

 

سأل خليفة المسلمين الوليد بن عبد الملك أحد العلماء الزاهدين: "هل يُحاسَب الملوكُ والخلفاءُ والرؤساءُ؟"، فقال له العالِمُ الزاهدُ: "أأنتَ أكرمُ على الله أم داودُ -عليه السلام-؟!؛ فقد آتاه اللهُ النبوةَ والخلافةَ، ثم توعَّدَه بقوله: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[ص: 26]".

 

وخيرُ الولاةِ مَنْ سخَّره اللهُ لخدمة المسلمينَ، ورعاية مصالحهم، وحفظ كرامتهم، فسوف يكتب التاريخ ويسجل أن الأمة الإسلاميَّة في شهر رمضان، في شهر القرآن عجزت عن سد حاجة المستضعَفين من الطعام والدواء والإيواء، وعن رفع العنت عنهم، فلا يقبل من أولي الأمر أن ترجع الأمة إلى طفولتها، وتبقى محصورة الأهداف بتلبية رغباتها وملذاتها، كالطفل الصغير الذي لا هم له في شهر رمضان سوى ملذاته ورغباته غير مدرك لاحتياج مجتمعه ومن حوله، فإلى الله المشتكى، وهو المرتجى.

إن الجراح إذا خبَّأْتَها شُفيت *** فاكتُمْ جراحَكَ لا تُخبِرْ بها أحدَا

كَمْ مِنْ جريحٍ -من المسلمينَ- شكَا للناس لوعته *** فزادَه الناسُ وَجْدًا فوق ما وَجَدَ

 

(أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)[النَّمْلِ: 62]، فباسمك الأعظم نتوجه إليك يا سيدنا يا خالقنا، لا إله إلا أنت الحنان المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، نسألك أن ترفع الهم والغم، وأن تفك قيد الأقصى والأسرى، يا ذا الجلال والإكرام، لا إلهَ إلَّا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ.

 

هذه مدرسة الصيام في شهر القرآن، فلا صلاح للفرد والأسرة والمجتمع إلا بحُكم الله؛ (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)[النِّسَاءِ: 59]، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فإن سابه أحد أو شتمه فليقل: إني صائم"، فلا غلظة ولا تشفِّي تجاه المسلمين، فعندما أُمِرَ الصائم بالعفو والتسامح وكظم الغيظ لم يرد الله لنا أن نكون جبناء، ولا أن نغرس في نفوسنا الذلة والهوان، بل أرشدنا إلى العفو واللين والسماحة بين المؤمنين، قال جعفر الصادق -رحمه الله-: "لأن أندم على العفو خير من أندم على العقوبة والتشفي".

 

وتبقى أبواب التوبة مفتَّحة، وأبواب الجنة في هذا الشهر مستقبِلة لكل عبد أوَّاب؛ (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ)[آلِ عِمْرَانَ: 135].

 

أيها المؤمنون، أيها الصائمون: جدِّدُوا توبتَكم وصِلُوا أرحامَكم، وأَعطُوا مَنْ حرمَكم، واعفوا عمَّن ظلَمَكم، يقول -سبحانه-: "‌أَذْنَبَ ‌عَبْدٌ ‌ذَنْبًا ‌فَقَالَ: ‌اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ -تبارك وتعالى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ -تبارك وتعالى-: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ -تبارك وتعالى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ"؛ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)[الْأَنْفَالِ: 9]، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حق، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملك الحق المبين، فتح أبواب الجنة للصائمين، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الصادق الوعد الأمين.

 

إن لله -تعالى- في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار، فاحرص أن يكتب اسمك في لوائح العتقاء في هذا الشهر.

 

أيها المؤمن: أنت مطالَب في شهر رمضان بالتغيير والإصلاح، فإن كنت من أهل القرآن وللقرآن تاليًا، فاعلم بأن حامل القرآن ييسر ولا يعسر، يبشر ولا ينفر، حامل القرآن ليس فظًّا ولا غليظًا، حامل القرآن لا سخابا في الأسواق، حامل القرآن يرفض التشدُّد والتعنيف بكل مقاييسه، حامل القرآن لين الجانب، وما رفع المسلمين إلا بتقديرهم وتعظيمهم لحملة القرآن.

 

يا أهل أرض الإسراء والمعراج، أيها الصائمون، يا من شددتُم الرحال للمسجد الأقصى المبارَك: نضَّر الله جباهكم التي سجدت على أرض المسجد الأقصى المبارَك، في الأسحار والجماعات والتراويح، طبتم وطاب مسعاكم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من خرج من بيته متطهِّرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجرُه كأجرِ الحاجِّ الْمُحرِمِ"، فكيف بكم وأنتُم في عرش الله الأدنى ثابتون مرابطون؟! قال -صلى الله عليه وسلم-: "رباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ مِنْ ألفِ يومٍ فيما سواه من المنازل"، فيومُكم -أيها المرابطون- بألف يوم، وجمعتكم بألف جمعة بنية الرباط، فهنيئًا لكم، ونشد على يد المتطوعين والعاملين في المسجد الأقصى المبارَك، وندعم جهدهم، ونقدر بذلهم لخدمة إخوانهم المصلين، ونشكرهم على ذلك.

 

اللهمَّ لا تَحجُبْ إحسانَكَ عَنَّا بتقصيرنا، ولا تمنَعْ عَنَّا فضلَكَ بغفلتنا، واجعلنا شاكرينَ لنِعَمِكَ، راضينَ قضاءكَ، متلذذينَ بذكركَ، طامعينَ برضاكَ، اللهمَّ هَبْ لنا نفوسًا راضيةً، وصدورًا من الهموم خاليةً، وقلوبًا بحب صافية، وأتمم علينا نعمة العافية، اللهمَّ إنك عفو تحب العفو فاعف عَنَّا يا الله.

 

اللهمَّ أعتق رقابنا، ورقاب آبائنا من النيران، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان، اللهمَّ رُدَّنا إليكَ ردًّا جميلًا، اللهمَّ ردنا للأقصى ردًّا جميلًا، اللهمَّ رد المسلمين إلى بَيْت الْمَقدسِ وفلسطين ردًّا جميلًا.

 

اللهمَّ كن مع أهلنا المستضعَفين في غزَّة والضفة يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ آوِ الهدمى والمشرَّدينَ، ورُدَّهم إلى بيوتهم وأرضهم وأهلهم آمنينَ مطمئنينَ، نسألُكَ أن تديم عليهم أمنهم وأمانهم، وأبعد عَنَّا وعنهم الحرب وأوزارها، اللهمَّ امنن على الأسرى بالفرج العاجل القريب، وأرجعهم إلينا سالمين، اللهمَّ اشف جرحانا، وداو مرضانا، اللهمَّ اجز عَنَّا سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء، واجز عَنَّا مشايخنا ووالدينا خير الجزاء.

 

اللهمَّ يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه، من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182]، وأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

المرفقات

بركة الصيام والرباط والعطاء.doc

بركة الصيام والرباط والعطاء.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات