عناصر الخطبة
1/حكمة المولى في تصريف الأمور 2/ كل شدة ستزول 3/ اللجوء الى الله في الشدائد والكُرَب 4/ النهي عن التسخُّط والتضجر 5/حال المؤمن في الشدةاهداف الخطبة
التبشير بقرب الفرج إذا استحكمت الشدةعنوان فرعي أول
استيلاء القنوط على القلوبعنوان فرعي ثاني
تدبير المولىعنوان فرعي ثالث
الهلع والجزعاقتباس
واحتسبوا الأجر والثَّواب, إذا أنابتكم المكاره والنوائب, وانتظروا الفرج، وزوال الشدَّة من الرؤوف الرحيم الخلاق؛ فإنَّ أفضل العبادة ...
وإياكم أن يستولي على قلوبكم القنوط, واليأس، أو تفوَّهوا بالكلام الدَّال على التضجر, والتسخط, والإبلاس..
الحمد لله الحميد في وصفه وفعله، الحكيم في خلقه وأمره، الرحيم في عطائه ومنعه، المحمود في خفضه ورفعه، وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له في كماله, وعظمته ومجده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل مرسل من عنده، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وصحبه وجنده.
أمَّا بعد:
أيها الناس, اتقوا الله تعالى، وتفكروا في حِكم المولى في تصريف الأمور، وأنه المحمود على ذلك, المثنى عليه الشكور.
واعلموا أنَّ ما أصابكم من مصيبة, فبما كسبت أيديكم, ويعفو عن كثير، وأن هذه الشدة واللأواء, لا بدَّ أن يفرجها من هو على كل شيء قديرٌ، ولا بدَّ أن يبدل الشدة بضدها, والعسر بالتيسير، بذلك وعد وهو الصادق السميع البصير.
فعودوا على أنفسكم بالاعتراف بمعاصيكم وعيوبكم، وتوبوا إليه توبة نصوحاً من جميع ذنوبكم، وقوموا بما أمركم الله به، وهو الصبر عند المصائب، واحتسبوا الأجر والثَّواب إذا أنابتكم المكاره والنوائب، وكونوا في أوقاتكم كلها خاضعين لربكم متضرعين، وفي كل أحوالكم سائلين له كشف ما بكم, ولكرمه مستعرضين.
ووجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وانتظروا الفرج، وزوال الشدَّة من الرؤوف الرحيم الخلاق؛ فإنَّ أفضل العبادة انتظارُ الفرج من الرحيم الرزَّاق، وإياكم أن يستولي على قلوبكم القنوط واليأس، أو تفوَّهوا بالكلام الدَّال على التضجر والتسخط والإبلاس؛ فإنَّ المؤمن لا يزال يسأل ربه, ويطمع في فضله ويرجوه، ولا يزال مفتقراً إليه في جلب المنافع, ودفْع المضار من جميع الوجوه.
إن إصابته السراء كان في مقدمة الشاكرين، وإن نالته الضراء فهو من الصابرين، يعلم أنه لا رب له غير الله يقصده ويدعوه, ولا إله له سواه يؤمله, ويرجوه، ليس له عن باب مولاه تحوُّلٌ ولا انصراف, ولا لقلبه تلفتٌ إلى غيره ولا تعلقٌ ولا انحرافٌ.
لا تخرجُهُ السراء والنعم إلى الطغيان والبطر، ولا يكون هلوعاً عند مسّ الضراء, متسخطاً للقضاء والقدر، يتمشى مع الأقدار السارَّة, والمحزنة بطمأنينة وسكون، ويهدي الله لها قلبه؛ لعلمه أنها تقدير من يقول للشيء: كن فيكون.
فهذا عبد موفق, قد ربح على ربه, وقام بعبوديته في جميع التقلبات، وقد نال السعادتين: راحة البال, وحسن الحال والمال, واكتسب الخيرات, قال تعلى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم