انتصروا للحبيب

حفيظ بن عجب الدوسري

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: الإيمان
عناصر الخطبة
1/ وجوب محبة النبي الكريم وتوقيره ونصرته 2/ ظاهرة سب النبي الكريم 3/ حكم سبه 4/ حَدُّ سبِّه 5/ تعريف السب 6/ التحذير من مخالطة المستهزئين بالله وآياته ورسوله 7/ التحذير من مشاهدة صنيعهم من أفلام وغيرها

اقتباس

فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتأذى من ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وإلا لما أرسل أصحابه ليقتلوا كعب بن الأشرف، لأنه أذى أمهات المؤمنين، وأذى عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يسبه ويشتمه وينتقصه، فأرسل له مجموعة من أصحابه عملوا عملية تدل على إيمانهم وصدقهم، والحرب خدعة، ثم...

 

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،

سبحان مَن لو سَجَدْنَا بالعيون له *** على شَبَا الشوكِ والْمُحْمَى من الإِبَرِ

لم نبلُغِ العُشْرَ مِنْ معشار نِعْمَتِهِ *** ولا العُشَيْرَ ولا عُشْراً مِن العُشُر

 

الحمد لله العلي العظيم، الذي امتنّ علينا وتفضل ببعث محمد -صلى الله عليه وسلم- إلينا مبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وجعله لنا قدوة حسنة -عليه الصلاة والسلام-، وقال -جل في علاه-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].

 

أيها الأحباب : إن اتّباع النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتفاء أثره من أوجب الواجبات: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف:158]، فاتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدين، بل هو الدين، ومن لم يتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليس من المسلمين .

 

أيها الأحباب: شاع في هذه الأيام وفي هذه الأزمان من بدأ يسب الحبيب -صلى الله عليه وسلم- ويتعدى عليه وعلى عرضه، لعن الله من سب حبيبه -صلى الله عليه وسلم- ومن تعدى عليه

                       فإن أبي ووالِدَتِي وعِرْضِي *** لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ فِدَاءُ

 

أيها الأحباب: أوجب الله -تعالى- على الأمة محبة نبيها -صلى الله عليه وسلم-، وتوقيره، ونصرته، وتعزيره، واحترامه، وحفظ مقامه -عليه الصلاة والسلام-.

 

وقد شرع الله -تعالى- من العقوبة لمن أذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يحفظ مقام الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فمن سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسلمين وتعدى عليه فإنه مرتد كافر يقتل بأقوال أهل العلم؛ لأنه تعدى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

 

وقد فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا بمن سبه -عليه الصلاة والسلام-، فمن تعدى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو سبه أو شتمه أو انتقصه أو لمزه فإنه يكفر ويرتد، فحكم أهل العلم الصادقين بقتله، وقد حكم بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

 

ولذلك -يا عباد الله- فإن من الواجب على المسلمين أن ينتصروا لحبيب الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يقيموا حد القتل على من سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أيسب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وفينا عين تطرف؟! لا إله إلا الله!.

 

فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتأذى من ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وإلا لما أرسل أصحابه ليقتلوا كعب بن الأشرف، لأنه أذى أمهات المؤمنين، وأذى عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يسبه ويشتمه وينتقصه، فأرسل له مجموعة من أصحابه عملوا عملية تدل على إيمانهم وصدقهم، والحرب خدعة، ثم خادعوه فقتلوه؛ لأنه تعدى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يستحق ذلك بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

وكذلك -يا أحباب، يا أيها المسلمون، يا حماة الدين ويا حراس العقيدة- لما سبت المرأة أمام الأعمى، صحابي... فنهاها، أولى وثانية وثالثة، واستمرت في سب النبي -صلى الله عليه وسلم- وشتمه ولم تنتهِ عن ذلك، والأرجح أنها لم تكن من المسلمين، وضع الحربة في بطنها حتى قتلها، ثم سأل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فـ [أخبر النبيّ بما حدث]،  فأهدر دمها النبي -صلى الله عليه وسلم- ووافقه على قتلها...

 

وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل من سبه وشتمه وتعدى على عرضه حتى لو تعلق بأستار الكعبة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بذلك، فكانوا يسرعون في تنفيذ هذا.

 

أيها الأحباب: إن نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- واجبة، وإن قتل من سبه واجب، ولا يترك من تعدى على الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

يعيش على الحياة وهو ساب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال الله -تعالى-: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ) [التوبة:61-66].

 

أيها الأحباب : لقد كفروا باستهزائهم بالله وبرسوله، فكيف بمن سب الله أو سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟  قال -جل في علاه-: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب:57].

 

أفبعد هذا يشك الشاك في كفر من سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو شتمه -عليه الصلاة والسلام-؟ إنه يكفر بسبه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويخرج من الإسلام، وليس هذا بقولنا؛ بل يكاد يكون بإجماع من علماء السنة الصادقين...

 

أيها المسلمون: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "إن من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- من مسلم أو كافر يجب قتله، هذا مذهب عامة أهل العلم".

 

قال ابن المنذر -عليه رحمة الله-: "أجمع عوام أهل العلم على أنَّ حَدَّ من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- القتل"، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي، عليهم رحمة الله جميعا.

 

أيها الأحباب : وقد حكى -كما يقول ابن تيمية-  أبو بكر الفارسي من أصحاب الشافعي إجماع المسلمين على أن حد من يسب النبي -صلى الله عليه وسلم- القتل، كما أن حد من سب غيره الجلد، فحد من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- القتل، وحد من سب غيره من الناس الجلد.

 

أيها المسلمون: يقول -رحمه الله-: "أيده القاضي عياض، فقال: أيدت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه"، وكذلك حكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره .

 

أيها المسلمون: يقول الخطابي: "لا نعلم أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله"، وقال ابن سحنون: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- المنتقص له كافر، والوعيد جارٍ عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأئمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر".

 

أيها المسلمون: إن شاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- يقتل ولا شك في ذلك؛ ولذلك فإنه لا بد من قتل من شتم النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو تعدى عليه، أو لمزه، أو انتقصه -عليه الصلاة والسلام-.

 

أيها المسلمون : لما قرأنا الآيات الآنفة التي سبقت: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ...) إلى قوله (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، إلى قوله (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ..) علمنا أن إيذاء رسول الله محادة لله ولرسوله؛ لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر المحادة، فيجب أن يكون داخلا فيه، ولولا ذلك لم يكن الكلام مؤتلفاً.

 

ودل ذلك على أن الإيذاء والمحادة كفر؛ لأنه أخبر أن له نار جهنم خالداً فيها، ولم يقل هي جزاؤه، وبين الكلامَيْن فرقٌ، بل المحادة هي المعاداة والمشاقة، وذلك كفر ومحاربة، فهو أغلظ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كافراً عدوا لله ورسوله، محارباً لله ورسوله؛ لأن المحادة اشتقاقها من المباينة بأن يصير كلُّ واحدٍ منهما في حدٍّ، كما قيل المشاقة أن يصير كلٌّ منهما في شقٍّ، والمعاداة أن يصير كل منهما في عدوة.

 

أيها الأحباب: لما قرأنا الآيات الفائتة:  (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ)،  وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسب المقصود بطريق الأولى، فقد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جادا أو هازلا فقد كفر.

 

أيها المؤمنون، أيها المسلمون: مع الغزو الإعلامي الكافر، بل والمنافق، وليونة الدين في قلوب الناس، ظهر على ألسنة البعض أمر كبير، ومنكر خطير، هو سب الله -عز وجل-، أو الدين، أو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام. فأين نحن من ذلك؟! أين نحن من الانتصار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وأين تمثلنا لسنته؟! وهل سنعادي الله -جل وعلا- بترك نصرة الله ونصرة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟.

 

يقول ابن القيم: "روح العبادة هي الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد، والله أعلم".

 

والذين يسبون الله يناقضون هذا كله، والسب قد عرفه الإمام ابن تيمية فقال: "الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن، والتقبيح، ونحوه"، نسأل الله العافية والسلامة.

 

ولا ريب -يا عباد الله- أن سب الله -جل وعلا- يعد أشد وأشنع المكفرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفرا، سواء استحله أو لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى.

 

أيها الأحباب: يقول ابن تيمية -عليه رحمة الله-: "سب الله أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم- كفر ظاهر وباطن، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرما، أو مستحلا، أو جاهلا...".

 

أفبعد هذا يشك شاك في كفر من سب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتردد فيما أمر الله به وما أمر به الحبيب -صلى الله عليه وسلم-؟.

 

أيها الأحباب: يجب أن نكون من أنصار الله وأنصار رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فرق الله -عز وجل- في الآية التي قرأنا سابقا (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:57-58]، فرق الله -عز وجل- في الآية بين من أذى الله ورسوله وبين من أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتانا وإثما مبينا، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة، وأعد له العذاب المهين .

 

ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم، وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل، قال القاضي عياض -عليه رحمة الله-: "لا خلاف أن ساب الله -تعالى- من المسلمين كافر حلال الدم"، وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا ابن كذا وكذا... أعني أنت ومن خلقك، قال: "هذا مرتد عن الإسلام يضرب عنقه".

 

وقال ابن قدامه -رحمه الله-: "من سب الله كفر، سواء كان مازحا أو جادا".

 

فليحذر المؤمنون، وليعلموا حكم الله وحكم رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

أيها المؤمنون: إنَّ سبَّ الدِّينِ، أو سب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو سب الرب -عز وجل-، من نواقض الإسلام، وكذا الاستهزاء بالله أو برسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو بالجنة أو بالنار، أو بأوامر الله -تعالى-، كالصلاة، والزكاة؛ والاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام؛ قال -سبحانه وتعالى-: (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

 

أيها الأحباب: اعلموا أن سابّ الدين الإسلامي يكفر، فإن سب الله وسب رسوله وسب دينه يخرج السابّ من الإسلام إن كان مسلما، ويجب قتله وهدر دمه، وهو مرتد عن الإسلام.

 

أيها المسلمون: لقد حكى الله تبارك عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون (إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)، فبّين الله -عز وجل- أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله، وأنهم كفروا بذلك، فقال –تعالى:- (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

 

وبعض الجهلة من المسلمين ممن ليس عندهم علم يبقون في مجالس من يسبون، ويخالطونهم، ويستمعون لكلامهم. لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله -عز وجل-؛ لقوله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء:140].

 

فالحذرَ الحذرَ من مخالطة هؤلاء! أو النظر إلى ما يصنعون من أفلام، أو سماع أخبارهم، أو الجلوس معهم؛ فإن هذا من إقرارهم على ذلك، نسأل الله العافية والسلامة.

 

أيها الأحباب : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلته عظيمة في نفوس أهل الإيمان، وقد بلغ حبيبنا -عليه الصلاة والسلام- الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أمر، محبة لا ترفعه إلى الإطراء، أو إقامة البدع فوق ما هو أهل له، فقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك وحذر منه، بل له المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة، نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر، ولا يكون إيماننا مكتملاً حتى يكون أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا وأموالنا والناس أجمعين.

 

أيها المسلمون: اللهم إنا نحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونفديه بأرواحنا وأنفسنا، ونسأل الله أن يجعلنا من أتباعه.

 

محبَّةُ خيرِ خَلْقِ اللهِ دِينُ *** فهيَّا ناصِرُوه ولا تخونوا

فقولوا كُلّنا نفديه حَتَّى *** ولو ذَهَبَتْ بأنفسِنا المنون

فَسِيرتُهُ لنا شَرَفٌ وعِزٌّ *** ونُصْرَتُهُ يقينٌ لا يهون

سيبْقى خيرُهُ في الناسِ باقٍ *** تُردِّدُهُ المآذنُ فهْو دين

له برسالةِ الرحمن فَضْلٌ *** ودعوتُهُ لنا وَحْيٌ مُبِين

به كُنَّا هُداةً للبرايا *** ولَيْسَ بغيره أبدا نكون

أتى بالعدْلِ يرسُمُه طريقاً *** وبالتوحيد تَحْمِلُهُ القرون

رسول الله خَيْرُ النَّاسِ مهما *** تعاقبت المــَفَاخِرُ والسُّنُون

عليه صلاتنا وله سلام *** مِن الرحمن تهواه الجفون

 

اللهم عليك  بمن سب النبي -صلى الله عليه وسلم-، اللهم عليك بمن تعدى على الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

للحبيب

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات