انتبه أيها المربي

محمد بن سليمان المحيسني

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ مهمة المدرسة في التربية   2/لكي تؤدي المدرسة وظيفتها   3/وصايا للمربين 4/واجب المعلم تجاه طلابه   5/أهمية القدوة وأثرها   6/القرآن وأهميته في التربية   7/المصاحبة وأثرها في التربية.

اقتباس

حبذا لو كانت أسئلتك لهم عن صلاة الفجر وأهميتها، وعن أبطال الصحابة وعن فتوحاتهم، سلهم عن القائد فلان بدلاً عن اللاعب، سلهم عن المعركة التي فتح الله بها البلاد بدلاً عن التمثيلية التي أهلكت العباد، سلهم عن حفظ القرآن الذي يرفع الله به أقواماً ويضع به آخرين, بدلاً عن الأغنية التي تنزل القدر إلى أسفل سافلين...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-.

 

معشر الأحباب: غداً يرمي الآباء بفلذات أكبادهم، وثمرات أفئدتهم إلى المدارس لينهلوا من عذب مناهلها، وليسير الطفل مساره الجديد، فيضع حجر الأساس لمستقبله، ويقص الشريط للمضي إليه، ففيها يقف تيار الأسرة ليحل محله تيار المدرسة، فيشعر بواجبات لم يشعر بها من قبل، ويجد أفراداً تمتزج بينه وبينهم صلة الصداقة، وفيها يجد سلطةً تحاسبه على زلاته وأعماله دون محاباة وعطف مخلٍ، فيتمرن من جراء ذلك على طاعة ولي الأمر.

 

فالوالد إذ يرمي بولده في هذا المعقل ساعات طوال، وسنوات عديدة، يطمح في تشييد خلق ابنه, فإن كان وطيداً زادته المدرسة توطيداً، وإن كان واهياً حاولوا تعديله وتقييمه ليسير على منهج الله، فليست مهمة المدرسة تلقين المعلومات فحسب، بل هي عامل كبير يلي المنزل في تكوين الأخلاق.

 

فمهمة المدرسة إعداد النشء ليكونوا رجالاً نافعين، ولا يمكن أن تقوم المدرسة بهذه المهمة العظيمة إلا إذا كان القائمون بأمرها ممن تربوا تربية حسنة، عاملين بأوامرهم، منتهين عن نواهيهم، قدوة صالحةً في أقوالهم وأفعالهم، عالمين بأحوال النفس وغرائزها واستثمارها، فلا يكفي أن يكونوا من ذوي الأخلاق الكريمة فقط، بل يجب أن يكونوا قادرين على بثِّ هذه الأخلاق في نفوس تلاميذهم.

 

فالولد حين يجد من مربيه القدوة الصالحة في كل شيء؛ فإنه يتشرب مبادئ الخير، ويتطبع على أخلاق الإسلام، فحين يريد المعلمُ أن يتدرج الطالب على خلق الصدق والأمانة والعفة والرحمة ومجانبة الباطل، فعليه أن يعطي من نفسه القدوة الصالحة في فعل الخير والابتعاد عن الشر في التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، في اتباع الحق ومجانبة الباطل، في الإقدام نحو معالي الأمور والترفع عن سفاسفها.

 

فالطالب الذي يرى من معلمه الكذب لا يمكن أن يتعلم الصدق، والطالب الذي يرى من معلمه الغضب والانفعال لا يمكن أن يتعلم الاتزان، والولد الذي يرى مدرسه في ميوعة واستهتار لا يمكن أن يتعلم الفضيلة، وكذلك الذي يسمع من معلمه كلمات الكفر والسب والشتيمة لا يمكن أن يتعلم حلاوة اللسان، وهكذا ينشأ الولد على الخير ويتربى على الفضيلة والأخلاق إذا وجد المربي قدوةً حسنة، وبالعكس فإنه يتدرج نحو الانحراف، ويمشي في طريق الفسق والعصيان إذا وجد من المربين قدوة فاسقة فاسدة.

 

وهل يرجى لأطفال كمال إذا *** ارتضعوا ثُديٍ ناقصات

 

ولذلك أوجه نصحي وإرشادي لإخواني المعلمين الذين حُمِّلوا هذه المسؤولية فتحملوها، وأُمِّنوا هذه الأمانة فحملوها, فأنشدهم تقوى الله -سبحانه وتعالى- في أبناء المسلمين؛ فإن منزلتهم لآبائهم كما قالها هشام بن عبد الملك لمعلم ولده: "إن ابني هذا هو جلدة ما بين عيني، وقد وليتك تأديبه فعليك بتقوى الله، وأدِّ الأمانة، وإن أول ما أوصيك به أن تأخذ بكتاب الله، ثم رَوِهِ من الشعر أحسنه، ثم تخلل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم، وبَصّره طرفاً من الحلال والحرام والخطب والمغازي". وكان يقول أيضاً للمعلم: "علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وجالس بهم أشراف الرجال، واضربهم على الكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يدعو إلى النار"[ تاريخ مدينة دمشق (37/148)، ومحاضرات الأدباء (1/75)].

 

وهنا أنقل وصية حكيم لمعلم، يقول: "أيها المعلمون! افهموا عني ما أوصيكم به وأرسمه لكم: لتكن سيرتكم مع تلاميذكم سيرة مستقيمة بلا زيادة ولا نقصان، كونوا لهم مرآة صافية مضيئة، ودليلاً لمروءتهم ليتأدبوا بالمروءة، وأبعدوهم من كل لائمة قبيحة، ولا تكونوا سبباً لعادة مذمومة، يجترئ عليكم بها تلاميذكم، لا تُهَربوهم بالخدع، عاملوهم بحسب استحقاقهم، لا يكن تقويمكم وضربكم إياهم على غضب وهياج، لا تتركوهم لقلة عنايتكم بهم، ولا تنسوا التعليم الروحاني، لا يكن تأديبكم لهم بغير تمييز وترتيب، ولا تميتوا قلوبهم بالإلحاح عليهم وتحميلهم ما لا يقدرون عليه".

 

إلى أن قال: "كونوا سامعين مطيعين حريصين على طلب الحق والحكمة، مجتهدين مناضلين عن الحق، محبين للصدق، مجادلين عن العلم، عارفين بالأزمنة واختلافها، مبغضين المعايب، عاملين على تمكين الصلاح والسكون والهدوء والسلامة، متكلمين عن أهل الخير، ناظرين بأعينهم وقلوبهم نظر المتواضعين لا المتكبرين، متذكرين الموت، محبين للفضائل، متمسكين بالمحاسن، لا تتحملوا ثِقَل التكبر، ولا تتعظموا بالافتخار، ولا تأخذوا بأخلاق الجبابرة، كونوا علماء بما تُعَلِّمون، ولا تتجاسروا على تعدي الحدود، تواضعوا في أنفسكم واكظموا الغيظ، ولا تُسرعوا إلى الغضب، ولا تُمْضوا شيئاً في وقت الضجر، لا تقوموا في الأسواق فإنها مزابل المدن، ولا تكن مودتك متقلبة كاختلاف ضوء القمر، وكن كالشمس التي نورها دائم لا يزيد ولا ينقص، واحذروا الملاهي الشائنة لكم، واللعب المضل لأذهانكم، ولا تواصلوا الضحك. واعلموا أنكم إذا اتصفتم بهذه الحكمة، وتمسكتم بها كنتم كالنور المشرق على الخلائق، فاجعلوا شكركم لله".

 

أيها المربي: قال الحكماء: "ينبغي أن يؤخذ الطفل بالأدب من صغره؛ فإن الصغير أسلس قيادةً، وأسرع مواتاة، ولن تغلب عليه عادة تمنعه من اتباع ما يراد منه، ولا له عزيمة تصرفه عما يؤمر به، فهو إذا اعتاد الشيء ونشأ عليه خيراً كان أو شراً لم يكن ينتقل عنه؛ فإن عُوِّد من صباه المذاهب الجميلة، والأفعال المحمودة، بقي عليها وزاد في فهمها، وإن أهمل حتى يعتاد خصالاً سيئة، ثم أُخذ بالأدب بعد فترة عسر انتقاله مع الذي يؤدبه، ولم يفارق ما جرى عليه؛ فإن أكثر الناس إنما يؤتون في سوء مذاهبهم من عادات الصِبا".

 

أيها المعلم: "إني لأرجو أن تكون طموحاتك عالية، وأن يكون تفاؤلك كثير وكبير، وإن أقوى طموح يطمح به المعلم هو إخراج جيل يكون سادة بين الناس، وقادة يقتدى بهم في الحلم والعلم والخلق، ويكون مدرسة لأجيال قادمة، وليس ذلك على الله بعزيز، فما عليك إلا أن تجتهد في ذلك، وتخلص النية لله، وإن هداية شابٍ واحد على يديك خير لك من حمر النعم، ولربما أن يهتدي فيهتدي على يديه في المستقبل آلاف من الرجال؛ فتنال القسط الأكبر من هدايتهم وأنت على فراشك، "من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً" [صحيح مسلم].

 

أيها المربي: إذا علمت بهذه المكافأة العظيمة، وهذا الشرف النبيل والحظ الوافر, فما المطلوب منك يا ترى؟ ما المطلوب منك تجاه الأغصان الغضة التي رميت عليك لتعديلها وتقويمها؟ هل يتم ذلك بالظهور أمامهم بالمظهر المنافي للدين والقيم؟ هل يتم ذلك ببخس المعلومات المفيدة، وعدم إظهارها، وطرحها للاستفادة منها؟ هل يتم ذلك بتفويت ربع الوقت في السؤال عن الممثل والممثلة، والمغني والمغنية، واللاعب والأندية؟!.

 

أيها المعلم: لا يمكن أبداً أن يقتنع الولد منك بأن إسبال الثياب؛ مُحرَّم وأنت تسحب ثوبك ولو أتيت بجميع الأدلة، ولا يمكن أن يقتنع منك أيضاً بأن إعفاء اللحية واجب؛ وأنت تحلقها، ولا يمكن أن يقتنع التلميذ بضرر الدخان وهو يرى أثره عليك.

 

ولذلك يقول الجاحظ لمؤدب ولده: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعلمهم سير الحكماء، وأخلاق الأدباء، وتَهددَهم بي، وأدبهم دوني، وكُن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكلن على عُذر مني؛ فإني قد اتكلت على كفاية منك". فعلى هذه الأسس، وهاتيك المبادئ درج السلف الصالح في انتقاء المربين لأولادهم، وتهيئة الأجواء الصالحة لهم.

 

أيها المربي: بعد ظهورك بالمظهر الطيب حبذا لو كانت أسئلتك لهم عن صلاة الفجر وأهميتها، وعن أبطال الصحابة وعن فتوحاتهم، سلهم عن القائد فلان بدلاً عن اللاعب، سلهم عن المعركة التي فتح الله بها البلاد بدلاً عن التمثيلية التي أهلكت العباد، سلهم عن حفظ القرآن الذي يرفع الله به أقواماً ويضع به آخرين, بدلاً عن الأغنية التي تنزل القدر إلى أسفل سافلين، سلهم عن أشعار الجهاد بدلاً عن أشعار الحب وقصائد الغرام، فبهذا وبما قبله تستطيع صياغة الأبناء إلى أبطال تعتز بهم إذا سمعت بهم ورأيتهم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت: 33].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، ورب السموات والأرضين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله: عباد الله.

 

أيها المربون: يجب على كل واحد منكم أن يعلم علم اليقين أن صلاح أول هذه الأمة بالقرآن تلاوةً وعملاً وتطبيقاً، وعزتها بالإسلام فكرة وسلوكاً وتحقيقاً، فآخر هذه الأمة لا تصل إلى مراتب الصلاح، ولا تتحقق بظاهرة العزة، إلا إذا ارتبط أبناؤها بالقرآن حفظاً وعملاً وسلوكاً وأحكاماً.

 

فبالقرآن تتقوم ألسنتهم، وتسموا أرواحهم، وتخشع قلوبهم، وتدمع عيونهم، ويترسخ الإيمان والإسلام في نفوسهم، ثم بالتالي لا يعرفون سوى القرآن والإسلام دستوراً ومنهاجاً وتشريعاً، ولذلك روى الطبراني عن علي -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته، وتلاوة القرآن؛ فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" [قال المناوي: ضعيف].

 

فشجعوهم على حفظ كتاب الله حتى ولو لم يكن ذلك مناط بكم، ولتضع -أيها المعلم- مكاناً خاصاً لحامل القرآن، فزنه بميزان خاص، وعامله معاملة خاصة، فليس على وجه البسيطة خير من كلام المولى -جل جلاله-.

 

ثم اغرس في قلوب الأبناء محبة الصالحين وكره الفاسقين؛ فإن مخالطة الفساق تعتبر من أهم عوامل الانحراف للولد، لاسيما إذا كان الولد بليد الذكاء، متميع الخلق، فإنه سرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار ومرافقة الفجار، وسرعان ما يكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق، بل إنه قد يسير معهم في طريق الشقاوة بخطىً سريعة حتى يصبح الإجرام طبعاً من طباعهم، والانحراف عادة متأصلة من عاداتهم، فيصعب بعد ذلك رده إلى الجادة المستقيمة، وإنقاذه من وهدة الضلال وهوة الشقاء.

 

ولخطورة الخلطة الفاسدة والرفيق السيئ حذرنا الله منه في كتابه فقال: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا) [الفرقان: 27-29]. فعليك بالحرص التام، والتوجيه الدائم في خطورة مُجالسة الأشرار.

 

عباد الله: صلوا وسلموا على خير عباد الله، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم جنبهم قرناء السوء يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

 

اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم رُدَّ ضالنا إليك رداً جميلاً، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180-182].

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

المرفقات

انتبه أيها المربي.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات