اليوم أخلاقنا إلى أين؟!

حسان أحمد العماري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الأخلاق عبادة في دين الإسلام 2/ فضل الأخلاق وثمرتها 3/ فساد الأخلاق قلب للموازين والمبادئ 4/ لماذا ساءت أخلاقنا؟! 5/ كيف كانت أخلاقنا؟!

اقتباس

وبالأخلاق والتزامها سلوكاً في واقع الحياة يدرك المؤمن درجات عالية في مراتب العبادة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". ويوم القيامة تظهر أهمية الأخلاق، فتكون أثقل ما في ميزان المؤمن من أجر وثواب في ذلك اليوم الذي يحتاج فيه الإنسان إلى حسنة واحدة تكون سبباً لنجاته؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق".

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الكريم المجيب لكل سائل، التائب على من تاب فليس بينه وبين العباد حائل، جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم فيها لا محالة زائل، من أسلم وجهه لله فذلك الكيس العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال والغافل، نحمده -تبارك وتعالى- كما أثنى على نفسه، فالحمد من عباده المتقين واصل، ونعوذ بنور وجهه الكريم من الفتن في عاجل أمرنا والآجل، وأشهد أن لا إله إلا الله المنزه عن الشريك والشبيه، القائم على كل حاضر وآجل، من يجيب المضطر إذا دعاه ومن استعصت على قدرته المسائل، من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل، من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل!! هو الله الإله الحق، وكل ما خلا الله باطل.

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله لولاه لانعدم الهدى وما كان في الناس عالم أو فاضل، سل رمال مكة عن عفافه، وسل منها العوالي والأسافل، سل الأعداء عن خلقه، وسل عن حلمه الأراذل، سل الحكماء إذا تكلم هو فهل هناك مقالة لقائل، سل الأصحاب عن دفاعه عن الحق وكيف كان يناضل، سل راية التوحيد من رفعها فهدمت للشرك المعاقل، سل العدل كيف تحقق فسارت بأمانه الظعائن والقوافل، سل الدنيا هل زانها قبله أو بعده مماثل. اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وقنا بحبه شر النوازل، وارزقنا شفاعته عند الخطوب وفى كل المنازل.

 

أما بعد:

 

عباد الله: الأخلاق ليست سلوكيات مجرده فرضتها الأعراف والتقاليد أو فرضها الواقع لحاجته إليها، بل هي عبادة لله في دين الإسلام يترتب عليها الأجر والمثوبة والجزاء والحساب والجنة والنار، بل تعتبر علامة على كمال الإيمان عند الفرد المسلم، عن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقًا". السلسلة الصحيحة للألباني 284.

 

بل جعل الإسلام تربية الناس وتزكيتهم على الأخلاق الحسنة والقيم العظيمة من مهام الأنبياء والرسل، وهدفًا رئيسًا من أهداف الرسالات السماوية؛ قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة:2]، وصحّ عنه -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". البخاري.

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا". السلسلة الصحيحة للألباني 791.

 

وبالأخلاق والتزامها سلوكاً في واقع الحياة يدرك المؤمن درجات عالية في مراتب العبادة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". صحّحه الألباني -رحمه الله-. انظر مشكاة المصابيح 5028.

 

ويوم القيامة تظهر أهمية الأخلاق، فتكون أثقل ما في  ميزان المؤمن من أجر وثواب في ذلك اليوم الذي يحتاج فيه الإنسان إلى حسنة واحدة تكون سبباً لنجاته؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق". الترمذي؛ قال: حديث حسن صحيح. وذكره الألباني في الصحيحة 876.

 

بل ضمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكانة عالية في الجنة لأصحاب الأخلاق العظيمة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقًّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وفي أعلى الجنة لمن حسن خلقه". أبو داود. وقال الألباني: "حديث حسن". انظر: السلسلة الصحيحة 273.

 

ووصف القرآن المجتمع الإسلامي بالآداب الفاضلة فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 11 - 12].

 

أيها المؤمنون عبـاد الله: قرَّر الإسلام أن بناءَ الأمم وبقاءَها وازدهارَ حضارتها ودوامَ منعتها إنما يُكفَل لها ما بقيت الأخلاقُ فيها، فإذا سقطت الأخلاق سقطت الأمة، وما أحكمَ قول شوقي:

 

وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

ماذا نتوقع لأمة سادت فيها قيمُ العدل والمساواة والحرية، وتعامل أبناؤها فيما بينهم بقِيَم التآخي والتراحم والتعاون؟! إنها -بلا شكٍّ- أمةٌ قويةٌ ناهضةٌ مستقرةٌ آمنةٌ، والعكس صحيح، وقد أكد شيخ الإسلام ابن تيمية هذا المعنى بقوله -رحمه الله-: "إن الله يُقيم الدولةَ العادلةَ وإن كانت كافرةً، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمةً".

 

وبيّن -صلى الله عليه وسلم- هذه السنة الربانية في هلاك الأمم والأفراد والمجتمعات والشعوب، فقد أهم قريشًا شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!! فكلّمه أسامة فقال رسول الله: "أتشفع في حد من حدود الله!" ثم قام فخطب ثم قال: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". البخاري (3/1282).

 

عندما تفسد الأخلاق تنقلب الموازين وتهتز المبادئ وتضطرب القيم، وتخيلوا مجتمعًا وصل إلى هذه الدرجة من سوء الأخلاق كيف سيغدو أبناؤه؟! فلا ترى فيهم إلا ظلماً وغشاً وخداعاً وكذباً ونفاقاً، وقد بيّن -صلى الله عليه وسلم-: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟! قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". صحيح ابن ماجه للألباني 3277.

 

إن أبرز ما يراه الناس ويتأثرون به وتتغير قناعاتهم وسلوكياتهم بسببه هي الأخلاق التي تحملها وتمارسها في هذه الحياة، فالناس لا يرون معتقدات الإنسان، ولكنهم يرون أخلاقه، لذلك يحكمون عليه على أساس ما يرون، وبالتالي فالأخلاق هي الأبرز ظهوراً، والأكثر تأثيراً.

 

الجمال جمالان: جمال حسي، هو جمال الشكل والهندام، وجمال معنوي، هو جمال النفس والسلوك، وهو الأولى بالاهتمام كما قال القائل:

 

يـا خـادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلـب الربح مما فيـه خسران

أقبل على النفس فاستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

 

عباد الله: لقد صور القرآن الكريم حال المجتمع المسلم وعلاقة أفراده مع بعضهم البعض وروعة أخلاقهم ونقاء قلوبهم فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 9، 10].

 

هذا هو المجتمع المسلم، وهذه هي أخلاقه، فماذا حدث؟! ولماذا ساءت كثير من الأخلاق؟! ولماذا أصبح المسلم يحمل على أخيه في صدره ما لا تطيقه الجبال؟! ولماذا كل هذا الخلاف والاختلاف بين المسلمين والذي تعدى إلى  أبعد من ذلك إلى سفك الدماء وهتك الأعراض؟! بل لماذا وجد في هذه الأمة من يلعن آخرها أولها ويتطاول جاهلها على عالمها؟! بل لم يعد يستطيع أحدنا أن يتحمل إخوانه، فعلى أبسط المواقف تظهر الضغائن والأحقاد والغيبة والنميمة والهمز واللمز والتطاول على الأعراض، وتحين الفرض لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين، فأين مراقبة الله؟! وأين نحن من تطبيق تعاليم الدين في واقع الحياة؟! والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات: 12]، قال سفيان بن دينار: قلت لأبي بشر: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا، قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً، قال: قلت: ولم ذاك؟! قال: لسلامة صدورهم.

 

ويضرب لنا الصحابي أبو ضمضم -رضي الله عنه- أروع الأمثلة، فكان يقول إذا أصبح: "اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل". فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم!!".

 

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه". تهذيب مدارج السالكين 407.

 

ولمّا دخل أحد الصحابة على أبي دجانة وهو مريض كان وجه يتهلل، فقيل له: ما لي أرى وجهك يتهلل؟! فقال: "ما من عمل أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليماً".

 

هذه كانت أخلاقنا يوم أن كانت قلوبنا عامرة بالإيمان والتقوى ومراقبة الله، حتى في الحرب والجهاد كانت أخلاقنا سلوكاً راقياً أثرت في أمم الأرض بعدلها ورحمتها، ففي السنة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصي أصحابه إذا توجهوا للقتال بقوله: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا...".

 

وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوادهم: "ألا يقتلوا شيخًا، ولا صبيًّا، ولا امرأة، وألا يقطعوا شجرًا، ولا يهدموا بناءً"، بل نهوهم أن يتعرضوا للرهبان في صوامعهم، وأن يدعوهم وما فرغوا أنفسهم له من العبادة.

 

يذكر المؤرخون المسلمون أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق -في المعارك الكبرى التي دارت بين المسلمين والإمبراطوريتين العتيدتين فارس والروم- أرسل إليه رأس أحد قادة الأعداء من قلب المعركة إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان القائد يظن أن الخليفة يُسَرُّ بذلك، ولكن الخليفة غضب لهذه الفعلة لما فيها من المُثلة، والمساس بكرامة الإنسان، فقالوا له: إنهم يفعلون ذلك برجالنا. فقال الخليفة في استنكار: "أستنانا بفارس والروم؟! لا يُحمل إليَّ رأس بعد اليوم".

 

وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يجب ألا ينسى الجانب الإنساني والأخلاقي في معاملة الأسرى وضحايا الحرب، لا أن تقطع الروؤس وتمثل الجثث وتداس بالمجنزرات؛ يقول الله تعالى في وصف الأبرار من عباده: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإنسان: 8، 9].

 

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

 

قلتُ ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

 

 

الخطبة الثانية:

 

عباد الله: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان حي لا يموت، فافعل يا ابن آدم كما تشاء، فكما تدين تدان، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا -السيلان والإيدز وأنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها-، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم". رواه ابن ماجه وهو صحيح، السلسلة الصحيحة 106. 

 

عودوا -عباد الله- إلى أخلاق الإسلام وأخلاق نبيكم، فهي دين وعبادة، وبها النجاة يوم القيامة، ولا تنفع كثرة العبادات والطاعات من دون أخلاق حسنة وسلوكيات طيبة وحب وتراحم يملأ القلوب.

 

فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

 

هذا؛ وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسؤولية، كما أمركم بذلك ربكم رب البرية، فقال تعالى قولاً كريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

 

المرفقات

أخلاقنا إلى أين؟!

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات