اليهود (1)

ناصر بن محمد الأحمد

2012-07-23 - 1433/09/04
عناصر الخطبة
1/ أشد أعداء الأمة الإسلامية 2/ أصابع المكر اليهودية 3/ عقدة اليهود 4/ قبائح اليهود قديمًا وحديثًا 5/ وصف مختصر لتاريخ اليهود 6/ بعض مكائد اليهود ضد الإسلام.

اقتباس

إن الأمة الإسلامية، منذ أن بزغ فجرها ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعداؤها يحاولون النَّيْل منها بكل ما أوتوا من قوة أو وسيلة، وأعداء هذه الأمة كثير والحاقدون لا يُعدون ولا يُحصون، لكن من أخبث أعداء هذه الأمة وأشدها بها مكرًا وأكثرهم حقدًا هم اليهود، عليهم لعنة الله فما من فتنة كبرى، أو مصيبة عظمى حلت بهذه الأمة إلا ومن وراء الحجب أصابع مكر...

 

 

 

 

الحمد لله.. 

أما بعد: فإن الأمة الإسلامية، منذ أن بزغ فجرها ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعداؤها يحاولون النَّيْل منها بكل ما أوتوا من قوة أو وسيلة، وأعداء هذه الأمة كثير والحاقدون لا يُعدون ولا يُحصون، لكن من أخبث أعداء هذه الأمة وأشدها بها مكرًا وأكثرهم حقدًا هم اليهود، عليهم لعنة الله فما من فتنة كبرى، أو مصيبة عظمى حلت بهذه الأمة إلا ومن وراء الحجب أصابع مكر يهودية.

ولهذا نحن المسلمين ندعوا الله عز وجل في صلاتنا وفى كل ركعة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم والمغضوب عليهم هم اليهود.

أيها المسلمون: إن الذى جعل اليهود يحقدون على الأديان كلها هو أنهم يعيشون مشكلة نفسية، قائمة لديهم وهي اعتبار أنفسهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن سائر أمم الأرض بالنسبة إليهم بمنزلة البهائم التي ينبغي أن تكون مسخرة لهم لذلك، فلا حرج عند اليهود أن يسلبوا جميع أمم الأرض أموالهم بأية وسيلة غير مشروعة، كذلك لا حرج عند اليهود أن يفتكوا بالشعوب ويفسدوا أخلاقهم وأوضاعهم الاجتماعية، فدماء الأمم مهدرة في نظرهم، وهم يحقدون على سائر الأمم والشعوب..

إن اليهود يرون أنفسهم ذرية النبيين الذين تتصل أصولهم بإبراهيم عليه السلام، ويعتبرون هذه النسبة وحدها كافية في تفضيلهم على الناس مهما تنكروا بعقائدهم وأعمالهم لأنبيائهم ورسلهم، ويزهون بأن الله اصطفى موسى عليه السلام من بني إسرائيل فأنزل عليه التوارةـ، وحمله أول رسالة كبيرة ذات شأن في تاريخ الرسالات السماوية ويعتبرون هذا كافيًا لأن يخلد لبني إسرائيل مجدًا دينيًا تدعمه الصلة النسبية.

ولا تزال يا عباد الله أحلام استعادة الملك العظيم الذى حباه الله لدواد وسليمان عليهما السلام تسيطر على أوهامهم، وتتحكم بكل ما يدبرون ويخططون من مكر وكيد، وبكل ما يدسون من دسائس تعمل على تقويض دعائم شرائع ربانية ودول كبرى وحضارات نافعة.

لقد آتى الله اليهود الملك العظيم من قبل فلم يحافظوا عليه ولم يرعوا حقه ولكنهم أسرعوا فنقضوا الأسس التي كانت هى عماد ملكهم، فعصوا الله ونشروا في الارض الفساد، وظلموا وعتوا عتوًا كبيرًا، وأخذوا يعتدون على أنبيائهم ورسلهم والمخلصين من دعاتهم حتى سجل التاريخ عليهم قتل النبيين بغير حق، وسجل عليهم أيضًا النقائص الخُلقية في معاملة سائر الأمم.

ومن ذلك ما أثبته القرآن الكريم عليهم من هضمهم لحقوق غيرهم وأكلهم أموال الناس بالباطل محتجين بأن شريعتهم تبيح لهم ذلك في معاملة غيرهم قال الله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 75].

أيها المسلمون نمر سريعًا معكم على تاريخ اليهود لتتعرفوا على أن الانحراف والميل هو طبعهم وطابعهم منذ تاريخهم الأول، يبدأ قصة الحسد عند اليهود من حسدهم لأخيهم من أبيهم يوسف عليه السلام، ومحاولتهم قتله ثم الاكتفاء بإلقائه في الجب ليلتقطه بعض أصحاب القوافل السيارة حتى يخلو لهم وجه أبيهم إنها قصة تدل على مبلغ أنانيتهم وانحرافهم الخلقي وأخلاقهم التي دلت عليها قصة يوسف ظلت ملازمة لهم عبر تاريخ اليهود الطويل.

وصل يوسف عليه السلام إلى الحكم والسلطان في مصر عقب المحنة الطويلة التي مر بها وعفا عن إخوته الذين أساءوا إليه واستقدمهم من الشام إلى مصر وانفتحت لهم في مصر أبواب عمل ومجد وثراء واسع، ثم أخذت ذرياتهم تميل إلى جمع الأموال وعبادة الذهب ومعاملة الناس بالأنانية المفرطة، الأمر الذى أدى إلى نقمة المصريين عليهم نقمة ساموهم بها سوء العذاب.

وفي عهد موسى عليه السلام وبقيادته خرجوا من مصر وأنجاهم الله من فرعون وجنوده بمعجزة فلق البحر وأغرق الله عدوهم وأكرمهم بحمل الرسالة الربانية، وما أن جاوز موسى بهم متجهمًا في صحراء سيناء إلى الأرض المقدسة وهي فلسطين حتى شاروا عليه وعلى أخيه هارون يشكون الجوع والعطش، ففجر الله لهم في سيناء اثنتي عشرة عينًا على عدد أسباطهم، ورزقهم المن والسلوى طعامًا طيبًا يرزقونه في كل يوم.

ذهب موسى عليه السلام لمناجاة ربه عند جبل الطور هو والسبعون المختارون من قومه، وخلف على سائر القوم أخاه هارون فاستضعفوا سلطان هارون وعبدوا عجل الذهب الذى صنعه لهم السامري، وعاد موسى إليهم بعد أربعين ليلة ليراهم قد ارتدوا إلى الوثنية فأخذه الغضب وألقى الألواح التي جاء بها من المناجاة ثم أمرهم الله بأن يتوبوا إلى بارئهم بأن يقتل بعضهم بعضًا فبدأوا بتنفيذ الأمر، ثم عفا الله عنهم فرفع عنهم ما كان قد أمرهم به.

ثم تعنتوا على موسى فقالوا: يا موسى (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) [البقرة: 55] فأماتهم ثم بعثهم الله من بعد موتهم وأحياهم فخافوا ورجعوا إلى الطاعة، وأمر الله موسى بأن يأخذ عليهم الميثاق بأن يعملوا بما أتاهم الله وما أنزل عليهم من كتاب فلم يقبلوا، فرفع الله فوقهم الطور تهديدًا لهم فاستسلموا خوفًا وأعطوا مواثيقهم.

وجعل الله لهم يوم السبت يوم عبادة حرم عليهم فيه صيد السمك، ثم امتحن سبحانه طاعتهم فجعل الحيتان تأتي أماكن صيدهم يوم سبتهم ويوم لا يسبتون لا تأتيهم فخالفوا أمر الله وجعلوا يعتدون في السبت، فعاقبهم الله بالمسخ (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) [البقرة: 95] وسار بهم موسى شطر الأرض المقدسة ليدخلوها مجاهدين في سبيل الله واختار منهم اثني عشر نقيبًا بعدد أسباطهم أمرهم أن يتقدموه لاستطلاع أحوال البلاد وسكانها فنفذوا الأمر.

وعادوا وقالوا: إن الأرض المقدسة تدر لبنًا عسلا، إلا أن سكانها من الجبارين ثم أخذ كل نقيب يخذل جماعته عن دخولها إلا رجلين (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 23] لكن بنى إسرائيل رفضوا الجهاد في سبيل الله وقالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) [المائدة: 22] فوعظهم النقيبان بأن يجاهدوا في سبيل الله ويدخلوا الأرض المقدسة.فأصروا على الرفض وقالوا لموسى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة: 24]، فعاقبهم الله على ذلك، فجعل الأرض المقدسة محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض.

وبعد وفاة هارون وموسى عليهما السلام، ومرور أربعين سنة في التيه، دخلوا الأرض المقدسة، بقيادة يوشع بن نون، ولما فتح الله عليهم ونصرهم على عدوهم، أمرهم على لسان نبيهم بأن يدخلوا باب المدينة سجدا، شكرا لله على ما أنعم عليهم، وبأن يقولوا حطة: أى اللهم احطط عنا خطايانا واغفر لنا ذنوبنا، فعصوا أمر الله، وبدلوا قولا غير الذى قيل لهم، ظلما واستكبارا.

وحكم بني إسرائيل بعد دخولهم الأرض المقدسة قضاة منهم، لهم مثل سلطان الملوك واستمر هذا الحكم حقبة من الزمن، لا تزيد في رأى بعض المحققين على مائة سنة، سمى العهد فيها عهد القضاة وخلال عهد القضاة، كثرت الردة في بني إسرائيل عن عبادة الله وحدة إلى عبادة الأوثان، وكثرت فيهم المعاصي، وانتشرت بينهم الرذائل والمنكرات وفشا فيهم الزنى، فإذا ظهر فيهم مصلحون قتلوهم وتخلصوا منهم.

فأنزل الله عليهم بسبب ذنوبهم الكثيرة، طائفة من النكبات، وسلط عليهم في هذه الفترة من غزاهم واستعبدهم وأذلهم. فسألوا بينهم في ذلك الوقت أن يجعل لهم ملكا حتى يقاتلوا في سبيل الله، ويستعيدوا مجدهم وسلطانهم، فقال لهم نبيهم (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) [البقرة: 246].

فأخبرهم نبيهم أن الله (قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا) [المائدة: 247] فاعترضوا على ذلك وقالوا: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ) وكان الداقع لهم لتوجيه هذا الاعتراض الكبر الطبقى فيهم المستند إلى عنصرى النسب والمال. فقال لهم نبيهم: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 247]، وصار طالوت ملكا عليهم، ودعاهم إلى الجهاد في سبيل الله، فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين. ونصر الله القلة الذين قاتلوا مع طالوت على عددهم وآتاهم بعد ذلك الملك العظيم على يد داود وسليمان عليهما السلام.

عظم بعد ذلك ملك بنى إسرائيل في عهد أسرة داود عليه السلام، إلا أنهم لم يستقيموا إلا قليلا حتى فسقوا وأفسدوا أيما إفساد في الأرض وحرفوا في دين الله، وبدلوا في شريعته وتوالت عليهم أنبياؤهم فكانوا يخالفونهم ويقتلون منهم بغير حق.وصارت قياداتهم الدينية من أحبار وغيرهم أسراء أهوائهم وشهواتهم ومنافعهم المادية، وكلما ظهر فيهم مصلحون دبروا لهم المكايد ليتخلصوا منهم وكان الله ينـزل بهم العقوبات فلا يرتدعون هذا ملخص تاريخ اليهود قال سبحانه عنهم: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) [الإسراء: 4- 8].

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله:

أما بعد: مررنا بكم سريعًا في الخطبة الأولى على تاريخ اليهود، وكيف أن الانحراف والمخالفة هو سمة وطبيعة فيهم.

نمر بكم أيها الإخوة، على بعض مكائد اليهود ضد الإسلام، ونبدأ بمكائدهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى نصل معكم إلى جرائم اليهود وأفعالهم في عصرنا الحاضر وهذا كما لا يخفاكم لا تكفيه خطبة واحدة، وسيكون بإذن الله للحديث بقية حول هذا الموضوع.

أولا: لابد أن نعلم بأن اليهود يعلمون جيدا أن الإسلام هو الدين الحق الناسخ لما قبله من الأديان، وأنه يجب عليهم اتباعه. وقد فضحمهم كتاب الله عز وجل في ذلك.يقول الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة: 289] وقال سبحانه: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 146].

أما بالنسبة لمكائدهم في زمن ر ضد هذا الدين: فإن بعضهم كان يتظاهر بالدخول في الإسلام نفاقًا، ويدخل بين صفوف المسلمين سبيلا للدس والمكر حتى سنحت له الفرصة. وقد تظاهر بالدخول في الإسلام من أحبار اليهود من بنى قينقاع أمثال: سعد بن حنيف ونعمان بن أوفى، وعثمان بن أوفى، ورفاعة بن زيد وغيرهم.

وبالمناسبة، فلا يستبعد أن يدخل، في الإسلام تظاهرا في هذه الأيام، من يريد النيل منه. فعلى المسلمين أن ينتبهوا لهذه الثغرة. خصوصا وأننا في كل يوم نسمع بأعداد من النصارى وغيرهم قد أعلن إسلامه.

مكيدة أخرى من مكائد اليهود زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم : هو الدخول في الإسلام ثم الارتداد عنه، وقد كشف الله عز وجل لنبيه هذه المكيدة بقوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 71- 74].

وقد عرفت ألاعيب السياسة الحديثة هذه الخطة الشيطانية اليهودية، ذلك أن بعض الخصوم السياسيين قد يرسلون من جماعاتهم والمقنعين المستورين فئات تنتسب إلى جماعات خصومهم، وتتظاهر بالاندفاع في تأييدهم بأعمال حزبية خادعة ثم في يوم الضرورة للعمل الحازم المتماسك يحدث هؤلاء المندسون تصدعًا في الصف الداخلي، وذلك بأن يفتعلوا خلافًا على بعض الأمور، وقد لا يستطيعون أن يحدثوا إلا خلافًا تافهًا ولكنهم يهولونه ويجسمونه ويثيرون حوله معركة داخلية مبددة للقوى، صارفة للأنظار والنفوس عن واجب العمل في ذلك اليوم، وذلك ريثما يتم ظفر خصومهم وهم في شغل عما يجب عليهم من عمل بالخلاف الداخلي الذي اصطنعه المندسون. وهكذا لا يكاد الباحثون يجدون مكرا في الأرض إلا وقد سبق اليهود إلى اكتشافه ووضعه ضمن قائمة حفظ مكرهم.

أيضا يا عبا الله: من وسائل اليهود في حرب الإسلام هو الطعن في هذا الدين، استهزاء وسخرية، بشتى الأنواع والطرق، ولهم وسائل متنوعة لتشويه صورة الإسلام قديما وحديثا يقول الله عنهم، لقد سمع الله قول الذين قالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [آل عمران: 181]، وقال سبحانه: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186]، وقال عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا * مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 44- 46] .

وفي وقتنا الحاضر لهم أساليب حديثة متطورة في تشويه صورة الإسلام فكم من الأفلام السينمائية وغيرها يصنعونها في بلاد الكفر، نسمع عنها لتشويه صورة الدين عند أبنائها وغير أبنائها. وكم من الصحف والمجلات تخرج من عندهم، فيها المقالات والكتابات ضد الإسلام. وغيرها من وسائل اليهود الخبيثة للنيل من هذا الدين.

نسأل الله عز وجل أن يكفينا شرهم، اللهم من أراد الإسلام المسلمين بسوء، اللهم أجمعهم عددا، وأهلكهم بددا، ولا تغادر يا ربي منهم أحدا..

 

 

 

 

المرفقات

- 1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات