اليهود ومشروع السلام

ناصر بن محمد الأحمد

2013-02-23 - 1434/04/13
عناصر الخطبة
1/ محاربة اليهود للأمة المسلمة في كل زمان ومكان ومجال 2/ أسباب عداء اليهود للمسلمين 3/ بداية الصراع مع اليهود ونهايته 4/ سمات اليهود وخصالهم 5/ طريق الاعتدال في تقدير حجم خطورة اليهود 6/ بعض دروس الانتفاضة المباركة في فلسطين 7/ فشل مبادرات الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني

اقتباس

ملف الصراع مع اليهود سيبقى مفتوحًا، والحرب سجال بيننا وبينهم، وستخفق كل الجهود المبذولة لإقفال هذا الملف قبل أوانه. أو مسالمة اليهود ومهادنتهم، وخير للذين يتهالكون على هذا الحل، ويغالبون قدر الله ومشيئته، ويضيعون الكثير من أعمار الأمة وطاقاتها وأموالها وبنيها، خير لهؤلاء أن...

 

 

 

 

الحمد لله..

أما بعد: إني لأعجب ممن يريد أن يمد يده لليهود، بل قد مدها، قطعها الله، ويحاول أن يقيم جسور محبة ومودة، مع أحفاد القردة والخنازير، الذي يبدو أن الذين ذهبوا لم يقرءوا كتاب الله عز وجل، قبل سفرهم الميمون، وإلا لما كان هذا موقفهم، ممن فضحهم الله سبحانه وتعالى في كتابه، وعرّى أخلاقهم.

أيها المسلمون: إن حرب المسلمين مع اليهود حربًا ضارية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى محبة ومودة.

ولقد حارب اليهود المسلمين حربًا عنيفة منذ الأيام الأولى للإسلام واستمرت هذه الحرب عنيفة، والعداوة شديدة طيلة التاريخ الإسلامي، وبلغت أعنف مظاهرها وأشد درجاتها، في العصر الحديث، ولعل من آخر صور الحرب أحداث الساعة.

لقد حارب اليهود المسلمين على مختلف الجبهات، ووجهوا سهامهم لمختلف المظاهر والمجالات، حاربوا المسلمين على الجبهات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والعسكرية والأخلاقية والاجتماعية، حاربوا المسلمين في نظام الحكم وهو أول ما وجهوا سهامهم إليه، كما حاربوهم في تصورهم للعقيدة وحاربوهم في فهم قرآنهم بما دسوه من إسرائيليات وأساطير، وحاربوهم في أحاديث نبيهم بما وضعوا فيه من منكرات وموضوعات، وحاربوهم في الفقه والتشريع والأحكام والمال والاقتصاد والاجتماع والعلم والمعرفة، ثم بعد هذا كله، تتصورون أن يتحول هذا التاريخ الطويل من العداوة، إلى سلام ووئام في لحظة، هذا لا يُعقل، ولا يمكن أن يعقل، ولن يتحقق بإذن الله عز وجل.

وهنا سؤال قد يسأله بعضكم، ما هو سبب هذه العداوة الحاقدة، لماذا كل هذا الكيد اليهودي اللئيم؟ جواب هذا السؤال في كتاب الله، أجاب عنه رب العالمين. لكن كما قلت في البداية، الذين ذهبوا لم يقرءوا القرآن قبل ذهابهم. جوابه كما أخبرنا ربنا - إنه الحسد - قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109]، وقال سبحانه: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء: 54] وقال عز من قائل: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) [المائدة: 59].

لقد حدد القرآن الصلة بيننا وبين اليهود، وأخبرنا أنها صلة تقوم على عدائهم لنا، بل على شدة عداوتهم لنا، وعلى إعلانهم الحرب علينا، ولا بد أن نتعامل معهم على هذا الأساس. هل تتصورون أن اليهود يرضون عنا، هل من الممكن أن ننال رضاهم، هذا لا يمكن أبدًا أيها الإخوة، لا تنخدعوا بما يبث هذه الأيام لا تخدعكم ما يرفع من شعارات. فكلها كذب في كذب الله عز وجل يقول لنا في كتابه، وهو أصدق القائلين: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة: 120].

هل تريدون أن ندع كلام ربنا لما تقرعه أسماعنا هذه الأيام في الإذاعات وعلى صفحات الجرائد والمجلات.

اليهود لا يمكن أن يرضوا عنا ويحصل بيننا وبينهم سلام، إلا إذا تخيلنا عن ديننا وإسلامنا والتاريخ الإسلامي الحافل بالصراع مع اليهود، على مختلف الجبهات أكبر شاهد على مصداق هذه الحقيقة.

إنهما أمران متقابلان لا يجتمعان، ومتوازيان لا يلتقيان، ونقيضان لا يتفقان، رضى الله ورضى اليهود. فالله لا يرضى إلا عن مؤمن صالح طيب مخلص، واليهود لا يرضون إلا عن ضال فاسق مجرم خائن لدينه ووطنه عدو لله ولرسوله ولأمته.

عباد الله: هل تعلمون متى بدأ صراع هذه الأمة مع اليهود، وهل تعلمون متى يُغلق ملف هذا الصراع؟ لقد فُتح ملف الصراع مع اليهود في اللحظة التي وُلد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنذ أن وُلد عليه السلام، وعلم اليهود بذلك بدءوا عداءهم له ولدينه ولأتباعه.

روى ابن سعد في طبقاته عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وعن أبيها، بسند حسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري- أنها قالت: كان يهودي قد سكن مكة، فلما كانت الليلة التي وُلد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلم. قال: انظروا فإنه وُلد في هذه الليلة نبي هذه الأمة، أحمد الآخر. بين كتفيه علامة، فانصرفوا فسألوا فقيل لهم: وُلد لعبد الله بن عبد المطلب، غلام فسماه محمدًا، فالتقوا بعد من يومهم، فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: علمنا أنه وُلد فينا مولود، قال أبعد خبري أم قبله؟ قالوا: بل قبله قال فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره، فغُشي على اليهودي ثم أفاق، فقالوا: ويلك ما لك؟ قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل، وخرج الكتاب من بين أيديهم، وهذا مكتوب، يقتلهم ويبز أحبارهم، فازت العرب بالنبوة.

وروي عن بعض الأنصار، أن يهود بني قريظة كانوا يدرسون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجره إلينا، فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسدوا وبغوا وقالوا ليس هو.

وصدق الله القائل: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة: 90].

هذا شأن بداية فتح ملف الصراع، أما متى يقفل، فإن صراعنا مع اليهود سوف يقفل ملفه بإذن الله تعالى قبل قيام الساعة.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».

وروى البخاري ومسلم والترمذي، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتقاتلن اليهود، فلتقتلنهم، حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله».

وروى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتقاتلكم اليهود فتُسلَّطون عليهم، حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله».

أيها المسلمون: ملف الصراع مع اليهود سيبقى مفتوحًا، والحرب سجال بيننا وبينهم، وستخفق كل الجهود المبذولة لإقفال هذا الملف قبل أوانه. أو مسالمة اليهود ومهادنتهم، وخير للذين يتهالكون على هذا الحل، ويغالبون قدر الله ومشيئته، ويضيعون الكثير من أعمار الأمة وطاقاتها وأموالها وبنيها، خير لهؤلاء أن يكونوا ستارًا لقدَر الله، وأن يزيدوا الصراع مع اليهود حدة وعنفًا، وأن يجنّدوا كل الطاقات والقدرات والإمكانيات في سبيل الله، وأن يسعوا ليكون على أيديهم الخير والفتح والتمكين، وليهتموا بما سيكتبه التاريخ عنهم.
يا جامعي حطب التاريخ من قلم *** لا تحرقون سوى الأيدي بلا حذر
هلا وعيتم دروس الأمس دامية *** هلا استجبتم لضم القوس للوتر
فالقلب أن يعزف الإيمان نبضته *** كان الجناحان ملئ السمع والبصر

أيها المسلمون: لا بد أن نعلم بل نعتقد، بأنه مهما بذلت من جهود، لإيقاف صراع هذه الأمة مع اليهود، فلن يكون، لا بد أن يكون هذا جزءًا من عقيدتنا، فإنهم عاجزون عن ذلك عجزًا تامًا، نعم، قد ينجحون في تأجيل الصراع إلى حين، وقد ينجحون في عقد اتفاقيات ومعاهدات إلى حين، لكنهم عاجزون عن أن يلغوا الصراع نهائيًا، وعاجزون عن جعل السلام حقيقة دائمة مستمرة. لماذا؟ لأنه يصادم إرادة الله عز وجل، ويحاولون تعطيل أمره سبحانه وتعالى، وإيقاف قدره جل شأنه، وهذا لن يكون أبدًا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

لقد شاء الله عز وجل، ومشيئته نافذة، أن يبقى الصراع بين المسلمين واليهود مستمرًّا حتى قرب قيام الساعة، ويريد البشر، ويريد هؤلاء المساكين المهازيل، الضعاف إنهاءه في هذا الزمان، ولا يكون إلا ما شاء الله.

أيها المسلمون: لابد أن نعلم أيضًا، وهذه حقيقة أخرى، بل مسلمة من المسّلمات عندنا نحن المسلمين، هو أن اليهود جبناء، لا يجرءون على القتال، ولا يصمدون في الحرب، وهذا بنص كتاب الله عز وجل، وتاريخهم شاهد على ذلك. فلما طالبهم موسى عليه السلام بدخول الأرض المقدسة، جبنوا وأجابوه قائلين: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) [المائدة: 22] ولما ألح عليهم بعض المؤمنين الشجعان، ورسموا لهم طريقة الدخول، توقعوا وقالوا: (إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة: 24].

هم جبناء، ولذلك لما خرج ملكهم طالوت لمواجهة عدوهم جالوت، جبنوا عن المعركة، (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) [البقرة: 249].

وهم جبناء في حروبهم مع المسلمين، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2] وقال الله عنهم: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُون) [الحشر: 13- 14].

ومن شدة جبنهم أنهم عندما يواجهون الرجال المسلمين في آخر الزمان كما قرأت عليكم في الأحاديث الصحيحة السابقة، أنهم يحتمون، ويختبئون خلف الشجر والحجر؛ وهذا من جبنهم وخوفهم.

وإذا كان اليهود قد استأسدوا في هذا الزمان وتنمروا، وظهروا بمظاهر البطولة والجرأة، فلأنهم لم يواجهوا الرجال المسلمين. وإنما واجهوا أناسًا مشتتين جبناء مثلهم، ويوم يجاهد المسلمون الصادقون اليهود، ويوم تُرفع راية لا إله إلا الله بصدق وإخلاص وهو آت قريب بإذن الله عز وجل، فسيعود اليهود إلى قزامتهم وضآلتهم، وتزول عنهم هالات البطولة والشجاعة، ويظهرون على جبنهم وخوفهم وهلعهم.

فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يعجل بفرج هذه الأمة، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.وأن يأخذ اليهود أخذ عزيز مقتدر.
ونسأله أن يعيد فلسطين إلى حوزة الإسلام والمسلمين لا إلى حوزة من يريدون أن يجعلوها دولة علمانية وينادون بذلك بأفواههم الملوثة.إنه على كل شيء قدير.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله..

أما بعد: تحدث القرآن الكريم كثيرًا عن اليهود، وعرض الكثير عن قضيتهم وأحداثها؛ وذلك لأن المشكلة اليهودية مشكلة معقدة مزمنة على طول التاريخ الإنساني.

ولقد برزت أيها الإخوة أعقد مراحلها في هذا العصر، وذلك بعدما أقام اليهود كيانهم في فلسطين؛ حيث أتعبوا العرب والمسلمين، وأشغلوا العالم أجمع، الذي أقبلت دوله وشعوبه تبحث في المشكلة اليهودية، ولكن ستزول هذه الغشاوة بإذن الله.

أيها المسلمون: لا بد أن لا يعطى اليهود أكبر من حجمهم. البعض منا ربما يتصور بأن اليهود هم زعماء العالم السياسيون ومفكروه ومبدعوه، وأن الشخصيات المهمة من غير اليهود ما هي إلا أحجار على رقعة الشطرنج، فهذا التصور ليس بصحيح.

صحيح أن اليهود فيهم دهاء، وفيهم خبث ومكر. لكن لا يصح أن نتصور أن كل حركة في العالم اليهود ورائها، وفي المقابل لا بد أيضًا أن لا نستهين به أو نتجاهل وجوده، لا بد أن نسلك طريق الاعتدال في تقدير حجم خطورة اليهود، فلا يبالغ في تهويل قوته بما يوهن قوانا ويفت عزيمتنا ويسوغ لنا الهزيمة، وفي المقابل كما قلت لا نستهين به. وقديما قال الشاعر:
لا تحقرن صغيرًا في مخاصمة *** إن البعوضة تدمي مقلة الأسد

ولعل ما يستفاد من الانتفاضة المباركة في فلسطين، تعديل نظرة الكثيرين عن إسرائيل التي لا تُقهر، فلقد قهرها أطفال ليس في أيديهم سوى الحجارة، وعما قريب لن يقف دور الحجر عند هذا الحد، بل سيتعدى إلى أن يقول للمسلم "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله".

وحين توجد الفئة المؤمنة الصابرة، يتحطم الكيد كله، يهوديًا كان أم غير يهودي أمام صخرة التقوى (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].
أتطفئ نور الله نفخة كافر *** تعالى الذي بالكبرياء تفردا
إذا جلجلت الله أكبر في الوغى *** تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده*** وضاعت مساعيه وأتعابه سدى
 

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها.. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه.. ... واجعل كيده في نحره،.. وتدبيره تدميرًا عليه.
 

 

 

 

المرفقات

ومشروع السلام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات