الوفاء بالعهود

خالد بن سعد الخشلان

2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/ فضائل الوفاء بالعهود والمواثيق 2/ أهمية احترام العهود والمواثيق والوفاء بها 3/ مفاسد الإخلال بالعهود ونقضها 4/ صور من نقض العهود والمواثيق والإخلال بالاتفاقيات 5/ إجرام الحوثيين في اليمن..

اقتباس

من أجمل الصفات والخلال وأحسن الأعمال والأفعال التي جاءت بها الشريعة ورغَّبت فيها وحذَّرت من مخالفاتها: الأمر بالوفاء بالعهود والمواثيق، والتحذير من نقضها ونكثها وعدم الوفاء بها. إن الوفاء بالعهود والمواثيق قيمة خُلقية عظيمة، أمر الله بها وأثنى على أهلها ورتَّب عليها أجورًا عظيمة. لا تستقيم الحياة بين البشر ولا تصفو أمورهم إلا بمراعاتها وتطبيقها، ويوم تخلو تعاملات البشر من الوفاء بالعهود والمواثيق، ويعم بينهم نقد العهود والمواثيق وعدم المحافظة عليها تسوء الحياة ويعم الظلم وتصادر الحقوق وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض ويعتدى على الأموال.

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد فاتقوا الله عباد الله، فما طابت الحياة إلا بتقوى الله وما عمرت الدنيا حقيقة إلا بطاعة الله وما استعد للقاء الله -عز وجل- والفوز بجنته والنجاة من ناره وعذابه بمثل تقواه سبحانه وتعالى، ألا فاحرصوا  (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) [النساء: 131].

 

ألا فاحرصوا رحمكم الله على ملازمة التقوى في جميع أحوالكم وتصرفاتكم، تلمَّسُوا مراضي الله، واحذروا الوقوع في جميع مساخطه، اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وناره وقاية تقيكم منها ولا شيء يقيكم من النار بعد فضل الله مثل التقوى والعمل الصالح.

رزقنا الله جميعا تقواه في السر والعلن وجنبنا جميع ما يسخطه إنه سميع مجيب.

 

أيها الإخوة في الله: شريعتنا الإسلامية شريعة العدل والخير والهدى ما من خير وفضيلة من القول والعمل إلا أمرت به وحثت عليه ورغَّبت فيه، وما من شر ورذيلة في القول والفعل إلا نهت عنه وحذَّرت منه وتوعدت عليه.

 

ألا وإن من أجمل الصفات والخلال وأحسن الأعمال والأفعال التي جاءت بها الشريعة ورغَّبت فيها وحذَّرت من مخالفاتها: الأمر بالوفاء بالعهود والمواثيق، والتحذير من نقضها ونكثها وعدم الوفاء بها.

 

إن الوفاء بالعهود والمواثيق قيمة خُلقية عظيمة، أمر الله بها وأثنى على أهلها ورتَّب عليها أجورًا عظيمة.

 

لا تستقيم الحياة بين البشر ولا تصفو أمورهم إلا بمراعاتها وتطبيقها، ويوم تخلو تعاملات البشر من الوفاء بالعهود والمواثيق، ويعم بينهم نقد العهود والمواثيق وعدم المحافظة عليها تسوء الحياة ويعم الظلم وتصادر الحقوق وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض ويعتدى على الأموال.

 

وليس من المبالغة في شيء القول بأن نقض العهود والمواثيق أساس الشرور كلها ومبعث الفساد والظلم جميعه، وإنما احترام العهود والمواثيق والوفاء بها مصدر كل خير وطمأنينة وأساس كل عدل واستقرار بين الناس جميعًا في خاصة أمرهم وعامهم.

 

وأنت ترى بأم عينيك صورًا من الظلم وخيمة في دنيا البشر وفسادًا عريضًا وسفكًا للدماء وانتهاكًا للأعراض ودمارًا وخرابًا وقتلاً وتشريدًا نشأ جميعه من عدم الوفاء بالعهود والمواثيق والسعي إلى نقضها والإخلال بها.

 

وفي القرآن العظيم  من نصوص الحث على الوفاء بالعهود والمواثيق أعظم الدلائل وأصدق البراهين على أهمية هذا الخُلق الإسلامي النبيل، يقول الله -عز وجل- في شأن العهود مع غير المسلمين: (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:4]، ثم قال بعد ذلك (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:7].

 

وفي ختم تلك الآيتين بخاتمة واحدة وهي قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) دليل واضح على أن الوفاء بالعهود والمواثيق والاستقامة عليها من صميم التقوى التي يحبها الله -عز وجل- ويحب أهلها ويثيبهم ويأجرهم عليها.

 

وفي هذا دليل آخر على أن الوفاء بالعهود والمواثيق عبادة وقربة يتقرب بها المسلم  إلى ربه.

 

إن الوفاء بالعهود ليس مجرد عمل إداري بين المسلم وغيره فيما تعهد عليه، بل هو في ديننا قربة وعبادة يرجو المسلم ثوابها وبرها وأجرها، وإن الإخلال بالعهود ونقضها معصية يحذرها المسلم ويخاف إثمها وعاقبتها في الدنيا والآخرة.

فهل بعد هذا إعلاء بشأن الوفاء بالعهود والمواثيق أكثر من هذا؟

 

وفي آية أخرى يبين الله -عز وجل- أن العهد من جملة ما يسأل عنه العبد يوم القيامة أحفظه أم ضيَّعه أوفى به أم نكثه ونقضه (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 34].

 

وفي التنصيص على السؤال عن العهد مع أن العبد سيسأل عن أعماله كلها دليلٌ على أهمية الوفاء بالعهود وخطورة نقضها ونكثها.

 

ومما يدل على مكانة الوفاء بالعهود والمواثيق في شريعتنا أن الله -عز وجل- أمر بالوفاء بالعهود مقرونًا مع أمهات العبادات وركائز الدين وجعل الوفاء بالعهود من علامات البر وأمارات التقوى، يقول الله -عز وجل- (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

 

أيّ تشريف للوفاء بالعهود وأي مكانة يحتلها في شريعتنا، وقد قرنه الله -عز وجل- مع أصول الإيمان وأركان الشرع الحنيف.

 

وفي آية أخرى يبين الله -عز وجل- أن الوفاء بالعهود والمواثيق سيم أهل العقول الراجحة والقلوب السليمة (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) [الرعد: 19- 20].

 

وفي أوائل سورة المؤمنون ذكر الله من جملة صفات عباده المؤمنين الموعودين بالفلاح في الدنيا والآخرة الوفاء بالعهد فقال -عز وجل-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) [المؤمنون:1]، إلى قوله تعالى مبينا صفاتهم (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المؤمنون:8].

 

وقد تكرر هذا الوصف لعباد الله المؤمنين في أكثر من موضع للدلالة على أهميته، وأنه من أخص صفات المؤمنين ولعظم هذه الصفة وأهميتها كان الوفاء بالعهد والمواثيق من أعظم شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم- وصفاته مع القريب والبعيد مع الصديق والعدو.

 

في حديث هرقل مع أبي سفيان لما سأل هرقل أبا سفيان عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ماذا يأمركم به، وأبو سفيان إذ ذاك مشرك قبل أن يسلم، فأجابه أبو سفيان بقوله: "يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة".

 

ثم قال هرقل بعد أن سمع ما قاله أبو سفيان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال هرقل: "وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون"، ثم قال: "وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد والأمانة، وهذه صفة نبي، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لا لم أكن أعلم أنه منكم، وإن يكن ما قلت حقًّا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين".

 

بل كان -صلى الله عليه وسلم- في غاية التعظيم للعهود والمواثيق حتى مع الأعداء، وفي قصة الحديبية قال -صلى الله عليه وسلم- "والذي نفسي بيده لا يسألونني –أي مشركي قريش- لا يسألونني خطة –أي عهد وميثاق- يعظِّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها".

 

واستمر -صلى الله عليه وسلم- بعد إبرام عهد صلح الحديبية على الوفاء ببنود العهد لم يخرم منه -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، ولم ينقض منه فقرة واحدة من فقراته وبنوده على الرغم مما كان عليه ظاهر الأمر من تلك المعاهدة من ظلم وحَيْف على المسلمين.

 

لكنه -صلى الله عليه وسلم- استمر على الوفاء بها حتى نقضَها الكفار أنفسهم، بل بلغ من تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- للعهود والمواثيق أن الأعداء إذا نقضوا العهود التي بينهم وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أو خشي منهم -صلى الله عليه وسلم- نقض ما بينهم وبينه من عهود لا يأخذهم -صلى الله عليه وسلم- على غِرَّة، بل ينبذ إليهم عهدهم ويعلمهم بذلك كما قال الله -عز وجل-: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) [الأنفال:58].

 

هذه أيها الإخوة في الله نُبذ يسيرة عن منزلة الوفاء بالعهود والمواثيق في شريعتنا المباركة ومن خلال التطبيق العملي لها في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يجعل المسلمين يشرفون بشريعتهم ويعتزون بدينهم الذي جاء بهذا الخُلق الإسلامي النبيل قبل المواثيق والعهود البشرية التي جاء بها البشر في هذا الزمن، والتي تفرض على الضعفاء والمساكين ولا يراعيها الأقوياء المستبدون، بل يصوغون بنودها لخدمتهم وتكريس ظلمهم وطغيانهم وبغيانهم وعدوانهم.

 

فلربنا الحمد كله أن هدانا للإسلام ومنَّ علينا باتباع هذه الشريعة المباركة، ونسأله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين في كل مكان.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:91].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أما بعد: عباد الله اتقوا الله -عز وجل- حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واحذروا المعاصي كلها صغيرها وكبيرها فإن أقدامكم ضعيفة على النار لا تقوى.

 

أيها الإخوة المسلمون: في واقعنا المعاصر صور من نقض العهود والمواثيق والإخلال بالاتفاقيات صور عديدة وخيمة، يأتي في مقدمتها ما يقوم به اليهود الأنجاس المحتلون لبلاد المسلمين من عدم احترامهم للاتفاقيات والمواثيق وسعيهم دائما لنقضها، وهذا أمر غير مستغرب مع اليهود الذين من طبعهم الخيانة والكذب والغدر والظلم، فكم من اتفاقيات عقدوها مع إخواننا الفلسطينيين في غزة وغيرها وسارعوا إلى عدم الوفاء بها، بل وإلى نقضها وخيانتها وما ذاك إلا لأنهم قوم بهت وأهل غدر وخيانة، ولا ريب في ذلك ولا غرابة في ذلك؛ فهم أحفاد اليهود أحفاد يهود بني النضير وبنو قينقاع الذين عاملوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالغدر والخيانة في مواقع عديدة وتأمروا على قتله وإيذائه -صلى الله عليه وسلم-.

 

والصورة الثانية من صور عدم الوفاء بالعهود والمواثيق بل ونقض الاتفاقيات والعهود ما عليه الحوثيون المعتدون ومن معهم من الانقلابيين في بلاد اليمن من تتابع خياناتهم ونقض المواثيق والإخلال بالعهود والاتفاقيات العديدة التي أبرموها ويبرمونها مع الحكومة الشرعية في اليمن ومن يساندها من قوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.

 

فكم من اتفاقيات أُبرمت وعهود أُسست بادرت الحكومة الشرعية وقوى التحالف إلى الالتزام بها والوفاء ببنودها رغبةً في حقن الدماء ورجوع الأمور إلى نصابها الشرعي، ولكن سرعان ما يقوم الحوثيون الظالمون وحلفاؤهم الانقلابيون المجرمون بنقض الاتفاقيات والخيانة بالعهود والمواثيق حتى صار الغدر صفة ملازمة لهم والخيانة طبعهم.

 

ومع ذلك ستستمر قوى الشرعية اليمنية وحلفاؤها بقيادة المملكة العربية السعودية ساعية لكل اتفاق يحقق العدل والأمن والسلم، ويكفل عودة الحق إلى نصابه، والقضاء على كل بذور الفتنة والشقاق والنزاع والإرهاب والظلم في بلاد اليمن غير متخلية في الوقت ذاته عن خيار الحسم العسكري الذي يردع المعتدين، ويأخذ على أيدي البغاة المجرمين، وينصر الحق والعدل وينشر السلام والاستقرار.

 

وكلنا أمل ورجاء في المولى العزيز القادر أن يعجِّل بنصر الحق وأهله ودحر الباطل وجنده (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا) [الإسراء:51].

 

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صل وسلم وبارك...

 

 

المرفقات

بالعهود

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات