عناصر الخطبة
1/ ساعة الموت من الساعات الحاسمة في حياة كل إنسان 2/ كفى بالموت واعظا 3/ الموت نهاية كل مخلوق 4/ أحوال الخلق عند الموت 5/ كيف يستعد العبد للموت؟ 6/ وفاة ملك ومبايعة آخر 7/ نعمة الأمن في الأوطان.اقتباس
الموت نهاية كل مخلوق، لا يفرّق بين صغير وكبير، ولا بين رئيس ومرؤوس، الموت نهاية الملوك والمملوكين، نهاية الأغنياء والفقراء، الموت نهاية الأصحاء والمرضى، الموت نهاية المؤمنين والكافرين. الموت نهاية الشباب والشيوخ، نهاية العابدين واللاهين.. متى ما هجم على العبد فلا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن ترده.. إنه الموت -يا عباد الله- الساعة الحاسمة والوعد الحق الذي ينتقل فيه الإنسان من دار الدنيا بمتعها وزينتها وأبهتها وسلطانها، وجمالها ولذائذها وزخرفها وبهرجها، ينتقل من ذلك كله إلى حياة جديدة إلى دار تسمى دار البرزخ، فراشها التراب، ووسادتها التراب، وغطاؤها التراب...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فيا عباد الله! خير ما يتزود به المؤمن في سفره لله والدار الآخرة تقوى الله -عز وجل- وطاعته وعبادته، فنعم الزاد زاد التقوى لمن تزود بها (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)[البقرة: 197]، ونعم اللباس لباس التقوى لمن لبسه (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)[الأعراف: 26].
ألا فاتقوا الله عباد الله اتقوه رحمكم الله تقوى عبد يعلم أنه ملاقٍ ربه غدًا، تقوى عبد يوقن بأنه موقوف بين يدي خالقه -عز وجل- وسائله عن الصغير والكبير والنقير والقطمير (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) [الصافات:24].
"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
أسأل الله -عز وجل- أن يلطف بنا جميعا، أسأل سبحانه أن يلطف بنا جميعا، وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، وأن يوفقنا للعمل بطاعته والأخذ بأسباب مراضيه؛ إن ربي رحيم ودود.
أيها الإخوة المسلمون: من الساعات الحاسمة في حياة كل إنسان، وبها تبدأ أولى مراحل الحياة الآخرة ساعة الموت والاحتضار ساعة قبض الملائكة لروح العبد، ساعة انتهاء الأجل، ساعة انقضاء العمر، ساعة افتتاح المشهد الحقيقي لحياة الإنسان الحقيقية التي يقدم عليها.
إنه الموت وكفى بالموت واعظا..
إنه الموت الحقيقة الكبرى واليقينية العظمى..
إنه الموت نهاية كل من هو على وجه البسيطة (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26- 27]، (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)[آل عمران: 185].
فسبحان ربنا! سبحان من تفرد بالبقاء وحكم على غيره بالفناء!، سبحان من ينفرد بالعز المطلق والكبرياء الدائم والملك الدائم، لا إله إلا هو، عز ملكه، وجل ثنائه، وتقدست أسماؤه وهو على كل شيء قدير.
الموت -يا عباد الله- نهاية كل مخلوق، فهو لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين رئيس ومرؤوس، الموت نهاية الملوك والمملوكين، نهاية الأغنياء والفقراء، الموت نهاية الأصحاء والمرضى، الموت نهاية المؤمنين والكافرين.
إنه الموت نهاية الشباب والشيوخ، نهاية العابدين واللاهين (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [العنكبوت:57].
إنه الموت الوعد الحق الذي لا مرية فيه ولا شك.
إنه الموت الوعد الصدق الذي لا يتخلف ولا يتأخر عن موعده (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)[الأعراف: 34].
إنه الموت متى ما هجم على العبد فلا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن ترده، ولا لأي قوة مهما كبرت أن تصدّه؛ حيث لا ينفع الخدم ولا الحشم والأبناء ولا الأحفاد، ولا السلاح والعتاد ولا المال والثراء ولا الجاه والسلطان ولا الموكب والرياسة.
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حُطَّ ذا عن نعشه ذاك يركب
إنه الموت -يا عباد الله- الساعة الحاسمة والوعد الحق الذي ينتقل فيه الإنسان من دار الدنيا بمتعها وزينتها وأبهتها وسلطانها، وجمالها ولذائذها وزخرفها وبهرجها، ينتقل من ذلك كله إلى حياة جديدة إلى دار تسمى دار البرزخ، فراشها التراب، ووسادتها التراب، وغطاؤها التراب، وبيتها بيت الوحشة، بيت الظلمة، بيت الوحدة، والجليس فيها العمل إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
إنه الموت الساعة الحاسمة الذي به تنقطع الآمال العريضة وتتبدد الأحلام الواسعة وتتلاشى الأمنيات العديدة.
إنه الموت وكفى بالموت واعظا..
إنه الموت الذي به ينقطع التكليف، وينتهي زمن العمل، وتبدأ مرحلة الحساب الدقيق، وتستفتح به مشاهد النعيم والأنس أو مشاهد العذاب والبؤس.
في الحديث: "كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن هداني، فتكون عليه حسرة"، قال: "وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار، فيقول: لولا أن الله هداني فيكون له شكرًا".
إنه الموت الساعة التي تبشر الملائكة فيها المؤمنين الصادقين تبشّرهم بالسرور تبشرهم بالبهجة، تبشرهم بالرضا والقبول من الرب الرحيم الكريم الودود (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) [فصلت: 30- 32].
وأما الكفار والمجرمون فالموت بالنسبة لهم ساعة الغم ساعة الهم ساعة الحزن (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99- 100].
هناك حيث لا تنفع الحسرات، هناك حيث لا تنفع العبرات، فيا حسرات ما إلى رد مثلها سبيل ولو ردت لهان التحسر.
فبالله عليكم أيها الإخوة المسلمون: ما قيمة الدنيا مهما عظُمت لصاحبها؟! ما قيمة الدنيا مهما توسعت لساكنها؟! ما قيمة الدنيا مهما بُسط للعبد فيها من الرزق والعيش إذا كانت نهايتها الموت؟! اجتماعها إلى فُرْقة، وأُنسها إلى همّ وغمّ وحزن، ونعيمها إلى فقر وفاقة.
والله أيها الإخوة المسلمون: لا يزين الدنيا وهي متاع الغرور إلا أنها مزرعة للأعمال الصالحات والتزود بالقربات النافعات، في الحديث: "الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذِكر الله -عز وجل- وما والاه، وعالمًا ومتعلمًا".
انظر إلى الأطلال كيف تغيرت *** من بعد ساكنها وكيف تنكرت
سحب البلى أذياله برسومها *** فتهدمت أخبارهم وتكسرت
ومضى جميع الخلق منها مسرعا *** فتغيبت أحجارها وتسترت
أكل التراب لحومهم وعظامهم *** فتقطعت أوصالهم وتنثرت
لما نظرت تفكرا لقبورهم *** سحت جفوني ماءها فتحدرت
لو كنت أعقل ما أفقت من البكا *** حسبي هناك ومقلتي ما أبصرت
نصبت لنا الدنيا زخارف حسنها *** مكرا بنا وخديعة ما فترت
فهي التي لم تحل قط لذائق *** إلا تغير طعمها فتمررت
خداعة بجمالها إن أقبلت *** مجاعة بزوالها إن أدبرت
وهابة سلابة لهباتها *** خرابة لجديد ما هي عمرت
ماذا من الأمم السوالف أهلكت *** لو أنها نطقت بذاك لخبرت
طلابها في سكرة من حبها *** غدرت بهم وبذاتهم قد غررت
إلا القليل فأين هم بل أين هم *** الفائزون إذا الجحيم تسعرت
يا رب فيك وإن عصيتك مطمعي*** فاستر عليَّ إذا الأمور تعذرت
جعلني الله وإياكم منهم بمنه وكرمه.
هذه أيها الإخوة المسلمون هي الدنيا هذه هي الدنيا وهذه حقيقتها، هذه هي الدنيا وهذه هي نهايتها.
أيها الإخوة المسلمون! أيها الإخوة المؤمنون: الموفق من عباد الله من استعد لساعة النقلة من هذه الدار، الفائز حقًّا -يا عباد الله- من استعد لتلك الساعة العصيبة والحالة الرهيبة.
الرابح حقا من تهيأ واستعد لساعة قبض الروح وانقطاع النفس، ومفارقة الأهل ووداع الدنيا، العاقل حقًّا والحازم صدقًا من استعد ليوم النقلة الحقيقي ليوم السفر الحقيقي ومغادرة هذه الدار إلى دار البرزخ.
فبالله عليكم -أيها الإخوة المسلمون- بما يكون الاستعداد لتلك الساعة الرهيبة والحالة العظيمة، الاستعداد لساعة الاحتضار، الاستعداد لمقابلة ملائكة الرب -عز وجل- لقبض الروح، لا يكون بالمال والإكثار من متع الدنيا ولذائذها وشهواتها، الاستعداد لا يكون بالغفلة والإعراض عن الله والتمرد على شرعه وطاعته.
الاستعداد -أيها الموفقون- لا يكون الاستعداد لساعة الموت والاحتضار إلا بأخذ الزاد من الأعمال الصالحة والقُرَب النافعة؛ بالإكثار من عبادة الله وطاعته، بالإكثار من ذكره وشكره وحمده والثناء عليه، الاستعداد يكون بتجديد التوبة والإكثار من الاستغفار والمواظبة عليه.
الاستعداد يكون بعمارة القلب بحب الله، وتعظيمه وإجلاله، وخشيته وخوفه ورجائه، ومراقبته في السر والعلن والغضب والرضا والحب والبغض، الاستعداد يكون بإخلاص العمل لله رب العالمين، فلا يكون العمل إلا لله، ولا يبحث إلا عن مراضي الله، فإن الأعمال إنما تُقبل عند الله ويعظم أجرها وثوابها بإخلاصها لله رب العالمين والمتابعة فيها لسيد الأنبياء والمرسلين.
أيها الأخ المسلم: هذه رحلتك يا عبد الله، هذه نهاية محطاتها في الدنيا مهما طال العمر وامتد الأجل، فيا سعادة من طابت رحلته، يا سعادة من طابت رحلته بطاعة الله، واستثمر أيام رحلته فيما يرضي الله، يا هناءة من أتاه الموت وهو محبّ لربه معظّم لشرعه مستقيم على أمره، ملازم للتوبة مكثر من الاستغفار، وقبل ذلك وبعده ومعه محسن للظن برب العالمين معظم الرجاء في الرب الكريم.
أسأل الله -عز وجل- بمنه وكرمه أن يحسن ختامنا، ويصلح حالنا ويحسن منقلبنا ومآلنا، ويغفر عن تقصيرنا وتفريطنا ويتجاوز عن إهمالنا وغفلتنا، إن ربي واسع المغفرة وهو الكريم الرحيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9].
بارك الله لي ولكن في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ولاذ بحبله ورجاه، ومذل من خالف أمره وعصاه وأعرض عن شرعه وهداه، وأصلّي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: فُجع المسلمون صبيحة هذا اليوم بموت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا -جل جلاله-: إنا لله وإنا إليه راجعون، فرحم الله خادم الحرمين الشريفين، وغفر له، وتجاوز عنه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ونحمد الله -سبحانه وتعالى- على ما قضى وقدر، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه.
كما نحمد الله -سبحانه وتعالى- على ما يسر وسهل من تمام الأمر وانتقال أمر الحكم والملك إلى ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز بكل يسر وسهولة، ولا شك أن هذا من أعظم النعم بأن يتم أمر المسلمين في هذه البلاد واجتماع كلمتهم ووحدة صفهم على إمامهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
فنسأل الله -عز وجل- أن يوفق إمامنا لما يحب ويرضى ويأخذ بناصيته إلى البر والتقوى ويرزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على ما تقلده من أمر قيادة هذه البلاد التي يهفو إليها المسلمون من المشارق والمغارب.
كما نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان نعمة اجتماع الكلمة ووحدة الصف وإنه واجب على أهل هذه البلاد والمقيمين فيها أن يقدروا هذه النعمة العظيمة قدرها، وأن يسعوا جاهدين بالمحافظة عليها بلزوم طاعة الله، والاستقامة على شرعه، والحذر من أسباب زوال النعم وحلول النقم والتي يأتي في مقدمتها الإعراض عن شرع الله وتحكيم سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم إن عبدك خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبدالعزيز قد قدم عليك فأحسن وفادته، وأكرم ضيافته، واعف عنا وعنه، واغفر لنا وله، وارحمنا وإياه إنك أنت أرحم الرحمين.
اللهم وفق ولي أمرنا سلمان بن عبدالعزيز لكل عمل صالح رشيد.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صلّ وسلم وبارك....
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم