النهي عن النميمة والبغضاء

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/وجوب مجانبة الأسباب المؤدية إلى البغضاء 2/وجوب التثبت من خبر الفاسق وعدم الثقة بالوشاة 3/وجوب الاحتراس من مجالسة من عرف بالنميمة 4/العواقب الوخيمة للنميمة 5/وجوب الإعراض عما ينقله الوشاة

اقتباس

اعلموا: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة: مجانبة كل سبب يؤدي إلى البغضاء والمشاحنة بين الناس، والسعي فيما يفرق جمعهم، ويشتت شملهم. ثم إنه يجب على الناس كافة: أن يتثبتوا عند خبر الفاسق. ويجب على كل مسلم عاقل: أن لا يثق بسعاية الواشي بحيلة من الحيل، ولهذا...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله عالم الغيب والشهادة لا يخفى عليه شيء وهو السمع البصير، أحمده على نعمه، وأسأله المزيد من فضله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله ، سيد المرسلين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة: مجانبة كل سبب يؤدي إلى البغضاء والمشاحنة بين الناس، والسعي فيما يفرق جمعهم، ويشتت شملهم.

 

ثم إنه يجب على الناس كافة: أن يتثبتوا عند خبر الفاسق.

 

ويجب على كل مسلم عاقل: أن لا يثق بسعاية الواشي بحيلة من الحيل، ولهذا جاء عن حذيفة -رضي الله عنه-: أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يدخل الجنة تمام".

 

فالنميمة جريمة عظيمة، وعاقبتها وخيمة.

 

ثم إنه لا بد لكل مسلم أن يحترس من مجالسه ممن عرف بالنميمة، ونسب إلى مقارفتها، وأن يحذر من معاشرته، وأن لا يثق بمودته، وعليه أن يزهد في مواصلته، لأن النمام قد يفسد في ساعة واحدة ما لا يفسده الساحر في شهر، تصديق ذلك ما جاء عن حماد بن سلمة: أن باع رجل من رجل غلاما له، وشرط عليه أنه ليس به عيب سوى عيب واحد، وهو النميمة، فاشتراه على ذلك، فجاء الغلام إلى سيدته، فقال: إن زوجك ليس يحبك، وهو يتسرى عليك، ويتزوج، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، فقال لها: خذي موسى فاحلقي به شعرات من باطن لحيته وبخريه بها.

 

وجاء لسيده فقال له: زوجتك تبغي -يعني نزني وتصادق- وهي قاتلتك، أفتريد أن يبين لك ذلك؟ قال: نعم، قال: فتناءم لها! قال: فتناوم لها فجاءت بموسي كي تحلق الشعرات اللاتي أشار بها الغلام، فقام الزوج فقلتها، فأخذوه أولياء الزوجة فقتلوه!.

 

فهذا وأمثاله -أيها المسلمون-: من ثمرة النميمة -والعياذ بالله-: لأنها تهتك الأستار، وتفثي الأسرار، وتورث الضغائن، وترفع الحوادث بين الناس، وتجدد العداوة، وتهيج الحقد.

 

فمن وشي إليه عن أخ له، فالواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت، وقبول العذر إذا اعتذر.

 

والواجب عليكم -أيها المسلمون-: لزوم الإغضاء عما ينقل الوشاة، والتثبت عند خبر النمام، وصرف جميعها إلى الإحسان، وترك الخروج إلى ما لا يليق بأهل العقل والدين؛ لأن من وشى بشيء إلى الإنسان بعينه، قد يكون قصده إلى المخبر أكثر من قصده إلى المخبر به لمشافهته إياه بالشيء الذي يشق عليه سماعه.

 

والله أسأل أن يهدينا جميعا إلى الصراط المستقيم، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من الشيطان الرجيم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)[الهمزة:1- 3] إلى آخر السورة.

 

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

المرفقات

عن النميمة والبغضاء

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات