الموقف الشرعي من خروج المهدي

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-16 - 1444/03/20
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

أصبحت قضية المهدي قضيةً للاسترزاق عند البعض، ومادةً لقيام بعض خصوم الإسلام لتجنيد المغفلين للحرب على الإسلام، وقضيةً لهروب اليائسين من الواقع المؤلم والتَّنصل عن القيام بالتكاليف الشرعية، والتعلق بخروج المهدي.

الشيخ عارف بن أحمد الصبري

 

تنويهٌ لا بدَّ منه:

إن بيان الموقف الشرعي من خروج المهدي فريضةٌ شرعية وضرورة حتمية؛ بسبب كثرة الأدعياء للمهدية في هذه الفترة والتغرير بالعوام وتشويه الإسلام وصرف الناس عما يجب عليهم إلى ما يحرم عليهم.

 

وقد اقتصرتُ على بيان ما تدعو إليه الحاجة مقتصراً على ما دلَّ عليه الدليل الشرعي بفهم العلماء الثقات العدول من السلف والخلف.

 

مستعيناً بالله أن يهديني بفضله ورحمته إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

 

راجياً من ربي أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن يكتب له القبول والنفع للإسلام والمسلمين.

 

راجياً من الجميع التعاون في نشر هذا المقال وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا جميعاً، والدال على الخير كفاعله.

 

مسألة:

خروج المهدي ثابتٌ بالدليل الشرعي من السنة الصحيحة، ويكفي للإيمان بذلك ثبوتُ حديثٍ واحدٍ فكيف وقد ثبتَ خروجُه بعدة أحاديث صحيحة؟ فلا يُلتفت إلى قول من شكك في خروجه؛ لأن الحديث الصحيح حجةٌ مطلقاً في العقائد والأحكام، وقد شاع أمرُ المهدي عند علماء السنة حتى عُدَّ ذلك من معتقداتهم.

 

مسألة:

المهديُ رجلٌ من أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذرية فاطمة.  يخرج في آخر الزمان بعد موت خليفة واقتتال الناس وحصول فتنةٍ وفسادٍ كبير. يتولى أمر المسلمين ويبايعه المسلمون بالخلافة. ويحكم بالعدل ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً.

 

مسألة:

الدين اكتمل قبل موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيبقى محفوظاً إلى يوم القيامة. وخروج المهدي لا يترتب عليه إكمال الدين، وإنما يكون خليفةً عادلاً يحكم بالشرع.

 

مسألة:

المهدي إنسان غير معصوم، يولد من غير علامةٍ تدل على أنه المهدي، ويعيش ولا يَعرِفُ أنه المهدي، ولا يسعى إلى الخلافة ولا يطلبها لنفسه.

 

مسألة:

المهدي لا يُعرَفُ إلا عند خروجه، والعلامة الدالة عليه أن يصلحه الله لهذا الأمر في ليلةٍ فيهيئ الله له القلوب ويجتمع عليه الناس لمبايعته بمكة بين الركن والمقام وهو لذلك كارهٌ.

 

مسألة:

خروج المهدي لا يكون إلا في آخر الزمان، وفي عهده يخرج المسيح الدجال وهو أعظم فتنة من عهد آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، وكذلك ينزل في عهده عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي يقتل المسيح الدجال.

 

مسألة:

مدةُ بقاء المهدي في الخلافة فترةٌ قصيرةٌ وهي خمس سنوات أو سبع أو تسع.

 

مسألة: نحن نؤمن بأن خروج المهدي حقٌ وأن زمن خروجه غيبٌ، وأن الله قال: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).

ونؤمن أنه سيخرج في الوقت الذي قَدَّره الله، قال تعالى: (لكل أجلٍ كتاب).

 

مسألة:

خروج المهدي مسألةٌ علميةٌ خبريةٌ ثبتت بخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والواجب في هذا النوع من الأخبار التصديق بوقوعها. وليس للمسلم الخيار فيما صحَّ الخبر بأنه سيقع أن يقبله أو يرده.

 

مسألة:

المهديُ قَدَرُ الله، والقَدرُ غيبُ، والغيبُ نؤمنُ به ولا نعمل له، وإنما نعمل بالشرع؛ فليس مطلوباً منا أن نفعل شيئاً لأجل خروج المهدي.

 

مسألة:

خروج المهدي لا يُعلم إلا من جهة الشرع، أما اعتماد المنامات والمرائي في إثبات كون فلان هو المهدي أو تحديد زمن خروجه فهو مخالفٌ للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع؛ لأن الله قد أكمل الدين وأتم النعمة قبل موته -صلى الله عليه وسلم-.

 

مسألة:

خروج المهدي إذا قَدَّر الله خروجه لن يكون لغزاً ولا سِرَّاً لا يعلمه إلا الخواص، بل سيكون عند وقوعه بإذن الله في غاية الوضوح والظهور بحيث يتمكن من معرفته العالم والجاهل بلا فرق لأنه آية على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فعند خروجه يلزم من كان في زمنه بيعته ونصرته.

 

مسألة:

المهدي عند أهل الإسلام ليس مهدياً منتظراً فنحن لا ننتظر أحداً، والناس مع المهدي على حالين:

قبل ظهور المهدي يجب على المسلمين الإيمان بخروجه، وبعد خروجه وجب على المكلفين مبايعته ومناصرته لأنه خليفةٌ عادلٌ يحكم بالشرع ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

 

مسألة:

للذين يتعجلون خروج المهدي عليهم أن يدركوا أن خروج المهدي يعني خروج المسيح الدجال فهل يعني ذلك أنهم يَتَعَجَّلون خروج المسيح الدجال الذي يعتبر أعظم فتنة منذ خلق الله آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة؟! وما يدريهم إذا خرج هل يكونون من أنصاره أم من أنصار الدجال؟!

ونسأل الله السلامة والعافية.

 

مسألة:

المهدي سيكون خليفةً بمشيئة الله -تعالى- ولن تستطيع قوةٌ على وجه الأرض منع ذلك ولا تقديم زمن خروجه ولا تأخيره، فلا حاجة لتكوين أنصارٍ للمهدي.

 

مسألة:

لن يكون أمرُ المهدي أعظم من أمر الساعة أي: القيامة ولن تكون علامات المهدي أظهر من علامات الساعة ومع ذلك فقد أخفاها الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى جبريل وحتى على إسرافيل المكلف بالنفخ في الصور لقيام الساعة، فإنه ببعثة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد التقم البوق وأحنى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر بالنفخ.

 

مسألة:

أصبحت قضية المهدي قضيةً للاسترزاق عند البعض، ومادةً لقيام بعض خصوم الإسلام لتجنيد المغفلين للحرب على الإسلام، وقضيةً لهروب اليائسين من الواقع المؤلم والتَّنصل عن القيام بالتكاليف الشرعية، والتعلق بخروج المهدي.

 

مسألة:

ثبت أن كل من زعم أنه المهدي عبر التاريخ أنه كاذبٌ؛ لأن المهدي لا يعرف أنه المهدي، وكذلك نجزم بكذبِ كل هؤلاء الأدعياء للمهدية في عصرنا.

 والواجب على حكام وولاة أمر المسلمين الحجر على هؤلاء الأدعياء وزجرهم بما ينزجروا به صيانةً لدين المسلمين ودنياهم.

 

مسألة:

المسلم مطالب بالعمل للإسلام على علمٍ وبصيرةٍ بقدر الوسع والطاقة، وأن الواجب على المسلم القيام بواجبات عصره وزمانه، لا واجبات آخر الزمان.

 

مسألة:

المهدي عند أهل الإسلام يختلف تماماً عن المهدي في عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية والذي يسمونه زوراً: (المهدي المنتظر)؛ فهو مجرد خرافة وثنية مصادمة للإسلام وأكذوبة لا وجود له في الواقع.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات