المواضع النبوية المباركة بين الماضي والحاضر

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: السيرة النبوية

اقتباس

لاشك أن الحديث عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام -رضوان الله عليهم-، وما صحب حياتهم وسيرتهم من عنت ومشقة وأهوال وصعاب من أجل هذا الدين ونشره بين الناس، لهو من أحب العلوم الشرعية، وأعظم الأخبار التاريخية، إذ أنها تقدم للمسلمين سجل أحوال خير خلق الله -عز وجل- من المهد إلى اللحد، وتكشف لنا حجم التضحيات والجهد الذي بذله الحبيب -صلى الله عليه وسلم- من أجل تبليغ رسالة ربه، ولعل أكثر الناس استفادة من هذا العلم الشريف هم الدعاة المخلصون والعلماء العاملون الذين تبوأوا في الأمة موضع

 

 

 

لاشك أن الحديث عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام -رضوان الله عليهم-، وما صحب حياتهم وسيرتهم من عنت ومشقة وأهوال وصعاب من أجل هذا الدين ونشره بين الناس، لهو من أحب العلوم الشرعية، وأعظم الأخبار التاريخية،  إذ أنها تقدم للمسلمين سجل أحوال خير خلق الله -عز وجل- من المهد إلى اللحد، وتكشف لنا حجم التضحيات والجهد الذي بذله الحبيب -صلى الله عليه وسلم- من أجل تبليغ رسالة ربه، ولعل أكثر الناس استفادة من هذا العلم الشريف هم الدعاة المخلصون والعلماء العاملون الذين تبوأوا في الأمة موضع نبيها، وساروا على دربه.  

 

ولعل من الأمور التي يهفو إليها الكثيرون ويرغبون في التعرف عليها عن قرب؛ موضع السيرة النبوية المباركة، ومواطئ الدعوة الإسلامية في مهدها الأول، خاصة في الفترة المكية الزاخرة بالأحداث الجسام، والتضحيات العظام، وكيف أصبحت هذه المواضع النبوية بعد قرون من الزمان، وهل ما زالت على حالتها الأولى، وتُشعر المتعرف عليها بذكرى إيمانية وخيالات روحية تجعله يعيش مراتع الدعوة في مهدها، وأجواء ومواضع نزول القرآن غضاً طرياً  ندياً على قلب الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-،  ومواضع الصحب الكرام عند تلقيهم له ؟!.

 

ومع تقدم الزمان وبعد الإنسان يزداد شغف الكثير من المسلمين في الرغبة في معرفة مواضع السيرة النبوية المباركة وآثارها وأماكنها القديمة، وكيف آلت بعد كل هذه السنين الطويلة، ولكن يبقى معرفة الحكم الشرعي لمثل هذا النوع من الزيارات التي قد يظنها البعض من القربات والطاعات.

 

أولاً: الحكم الشرعي لزيارة أماكن السيرة

 فقد ذهب جمهور العلماء من سلف الأمة والقرون الفاضلة ومن سار على دربهم وطريقتهم إلى أن زيارة هذه الأماكن بقصد التعبد والتقرب إلى الله تعالى بدعة لا تجوز،  فلم يُنقل عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه فعل ذلك،  وصحابته -رضي الله عنهم- من بعده لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بدين الله وأطوعهم إلى الله -عز وجل-،  وفي الحديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ " متفق عليه.

 

أمَّا إن لم يكن على سبيل التعبد كأن يكون للاستعانة بزيارتها في فهم حوادث السيرة كالغزوات وغيرها كما يفعله بعض المربين والمعلمين والدعاة فلا بأس بذلك،  حيث إن الأصل في الأفعال على غير وجه التعبد الجواز وعلى وجه التعبد المنع،  لكن يشترط لجواز زيارتها شروط،  منها:

1-ألا يسافر لها خصيصاً أو على وجه شد الرحال، ولكن أن تكون ضمن برنامج حج أو عمرة، لعموم النهي في الحديث "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد".

 

2-ألا يلتزم بالزيارة في أوقات معينة وبصورة وهيئة معينة حتى لا تشبه العبادة..

 

3- ألا يتعمد أداء عبادة عندها كصلاة أو ذكر أو دعاء أو يقصد التبرك بها..

 

4-أن يتمكن من إنكار المنكر من بدع أو شركيات- إن وُجِدت- بيده أو بلسانه بالضوابط الشرعية المعتبرة،  فإن لم يستطع فبقلبه وعليه مغادرة المكان فذلك أضعف الإيمان.

 

ثانياً: أماكن السيرة قديماً وحديثاً

 موضع المولد المبارك:

ولد صلى الله عليه وسلم في شعب بني هاشم في قلب مكة يوم الاثنين اتفاقا ً الموافق 9 ربيع أول على الراجح من عام الفيل ويقابل ذلك في الاشهر الميلادية 20 ابريل سنة 571 م, وقد أصبح موضع المولد الأن مكتبة عامة في مكة المكرمة تقع في شارع القشاشية بسوق الليل أمام ممر نفق الطريق الدائري الاول أسفل جبل أبي قبيس.

 

موضع الرضاع:

أول من أرضع النبي -صلى الله عليه وسلم- أمه آمنة بنت وهب, ثم ثويبة مولاة عمه أبي لهب, ثم انتقل لديار بني سعد بن بكر في البادية حيث أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب, وهذه البادية قيل أنها تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الطائف, وقيل أنها تقع على بعد 130 كيلو متر شمال مكة وتسمى الآن ( رهاط ) وهي مجموعة من القرى إحداها بادية بني سعد.

 

بيت خديجة:

 دار السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين -رضي الله عنها- تقع بزقاق الحجر بمكة المكرمة،  ويقال له: زقاق العطارين،  على ما ذكره الأزرقي، وهذه الدار لم تعد معروفة اليوم فقد اختفت في باطن الأرض وانهالت عليها الأنقاض،  وصادف في أثناء بعض الحفريات التي أجريت حول الحرم المكي في إطار التوسعة التي تمت أن كشفت أجزاء منها،  هذه الدار  تحتوي على أربع غرف: ثلاث داخلية منها: واحدة لبناته،  والثانية لزوجه،  والثالثة لعبادة ربه،  والرابعة بمعزل عنها له ولعموم الناس، وقام الشيخ عباس القطان المتوفى عام 1370هـ ببناء مدرسة لتحفيظ القرآن فوق منزل الرسول -صلى الله عليه وسلم-  حتى لا يُهدم،  وبعد سنين باع الورثة الدار لشخص،  ثم باعها للدولة من أجل التوسعة الجديدة. 

 

دار الأرقم بن أبي الأرقم:

وهي الدار التي اتخذها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليجتمع فيها مع أصحابه أثناء الدعوة السرية ليعلمهم أمر دينهم ويزكيهم ويتلو عليهم القرآن, وقد دخلها بعد أول صدام بين المؤمنين والمشركين في شعاب مكة, وتقع هذه الدار في زقاق على يسار الصاعد إلى الصفا, وهي الآن  جزء من المسعى بعد التوسعة.

 

موضع الجهر بالدعوة:

بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية نزل الأمر الإلهي بالجهر بالدعوة والصدع بالحق ، فصعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الصفا وجهر بالدعوة, وسمى بذلك الإسم لأن حجارته كانت ملساء وعريضة, والصفا مكان عال في أصل جبل أبي قبيس على بعد 130 مترا ً من الكعبة من الناحية الجنوبية الشرقية, وارتفاعه 15 مترا ً تقريبا ً وذلك وقت الجهر بالدعوة. أما الآن فطوله 6 أمتار وعرضه ثلاثة أمتار وارتفاعه نحو مترين.

 

موضع الحصار:

في المحرم من العام السابع للنبوة قرر المشركين المجتمعون في خيف بني كنانة من وادي المحصب، مقاطعة بني المطلب وبني هاشم كلهم مسلمهم ومشركهم مقاطعة عامة شاملة حتى يسلموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للقتل, فحوصر بنو هاشم وبنو عبد المطلب في شعب أبي طالب ويقع في الشمال الشرقي من البيت الحرام, وفي ظهره يقع جبل أبي قبيس.

 

موضع بيعة العقبة الأولى:

وقعت في العام الثاني عشر من النبوة وعرفت ببيعة النساء, وفيها بايع 12 رجلا ً من أهل المدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام، وذلك عند العقبة وهي منتهى حد ( منى)، ومحسر هو الحد الآخر، وتقع العقبة على بعد 4 أميال من مكة .وفي نفس المكان من العام التالي أي 13 من النبوة كانت بيعة العقبة الثانية, وتحديدا ً عند الجمرة الاولى من منى.

 

غار ثور:

هو الغار الذي آوى إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر أثناء رحلة الهجرة، ويقع الغار على قمة جبل بأسفل مكة، يبعد عنها نحو خمسة أميال، وهو جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى و ذو أحجار كثيرة وكبيرة، وهذا الجبل اسمه (أطحل)، والتسمية بغر ثور نسبة إلى رجل نزل به فترة من الزمان اسمه ( ثور بن عبد مناف).

 

غار حراء:

هو المكان الذي اختاره النبي -صلى الله عليه وسلم- ليتعبد فيه قبل البعثة, وهو فجوة ضيقة في قمة جبل حراء الذي تعرفه العامة باسم جبل النور, ويقع الجبل على بعد 5 كيلومترات من شمال مكة وعلى يسار المتجه إلى عرفات، وارتفاع الجبل قرابة المائتي متر، والغار مساحته لطيفة فطوله أربعة أذرع وعرضه ذراعين إلا ربع، ومساحة الذراع سبعين سنتمر تقريبا،  وارتفاعه بقامة الرجل، وفي هذا الغار نزل الوحي لأول مرة.

 

طريق الهجرة:

لم يتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هجرته من مكة إلى المدينة الطريق المعروف للقوافل، كي لا يدركه المشركون، فاتجه أولا ً جنوبي مكة حيث لجأ إلى غار ثور برفقة أبي بكر ومكثا فيه ثلاثة أيام، ثم انطلقا ومعهما الدليل عبدالله بن أريقط وعامر بن فهرة مولى أبي بكر، فاتجهوا أول الأمر نحو شمال غربي البحر الاحمر،  ثم غيروا السير شرقا ً بعد أن قطعوا طريق الجادة الذي تسلكه القوافل التجارية جنوبي عسفان، ثم واصلوا السير حتى وصلوا إلى منطقة الجحفة، بعدها ساروا على مهل مارين بإقليمي الفرع والعرج، ولما بلغوا عرق الظبية دخلوا منطقة الكدية ودخلوا قباء في 12 ربيع الاول من العام الأول للهجرة الموافق 24 سبتمبر سنة 622 م.

 

موضع جلوس جده وجلوسه في الكعبة:

كان عبد المطلب من سادات قريش وله مفرش في الحجر (حجر إسماعيل) لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس معه عليه أحد، وكان سادة قريش يجلسون حول المفرش، إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان الوحيد الذي يسمح له بالجلوس على هذا المفرش في الحجر، وبعد وفاة عبدالمطلب أصبح هذا الموضع المكان المفضل لجلوس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

موضع عبادته بالكعبة:

لم يكن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- موضعا ً محددا ً في عبادته بالكعبة, بل كان يصلي ويطوف بها في أي ساعة من ليل أو نهار, وأكثر ما كان يصلي في حجر إسماعيل وبين الركن والمقام, وفي المكان الاخير أقدم المشركون على وضع سلا جزور (ما يكون حول المولد في بطن الناقة وسائر الحيوانات  في الآدمية: المشيمة)  على كتفه وهو يصلي في الحادثة المذكورة في كتاب الصحاح والسنن.

 

حجر إسماعيل:

هو البناء المقوس من شمالي الكعبة على صورة نصف دائرة و ويرتفع عن الأرض متر ونصف, والمسافة التي بين طرفي الدائرة 8 أمتار, وسعة فتحة الحجر الشرقية التي ناحية العراق 2.5 متر تقريبا ً, وسعة فتحة الحجر الغربية التي ناحية الشام 2.23 متر تقريبا ً, والحجر جزء من الكعبة, ولا يصح ما ورد في وجود قبر إسماعيل وأمه هاجر -عليهما السلام- فيه.

 

منزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع:

عن اسامة بن زيد قال: قلت يا رسول الله: أين منزلك غدا ً ؟ قال: وذلك في حجته, قال: وهل ترك لنا عقيل منزلا ً ؟ قال: ونحن نازلون غدا ً إن شاء الله بخيف بني كنانة يعني المعصب حيث تقاسمت قريش على الكفر، والمحصب يمتد من الحجون مصعدا ً وأنت ذاهب إلى منى إلى حائط خرمان، وحديثا ً الحجون هي برحة الرشيدي وحائط خرمان أمانة العاصمة المقدسة.

 

الموضع الذي دعا فيه الجن للإسلام:

وذلك في أعلى مكة عند موضع مسجد الحرس الآن والذي يقال له أيضا ً مسجد الجن  عند الخط الذي خطه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -لابن مسعود ليلة استماع الجن.

 

اسطوانات المسجد النبوي:

اسطوانة عائشة -رضي الله عنها- وتسمى اسطوانة المهاجرين، وهي الثالثة من المنبر ومن القبر الشريف، وعن يمين أسطوانة التوبة، وسميت باسم عائشة -رضي الله عنها- لأنها هي التي أخبرت بها وبينت فضلها، وكان يجتمع عندها المهاجرون.

 

اسطوانة التوبة وهي الاسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه لما أحدثه في شأن بني قريظة، وهي الثانية من جهة الحجرة الشريفة، وغربي اسطوانة السرير، شرقي اسطوانة عائشة، وهي الرابعة من المنبر.

 

اسطوانة التهجد وهي مربعة  شمال الحجرة الشريفة، ومكانها الآن محراب قد وضع أمامه دولاب للمصاحف متقدم على غيره من الدواليب و وهو على يسار الداخل إلى المسجد من باب جبريل عليه السلام، وسميت بذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام للتهجد يطرح له حصير عندها.

 

اسطوانة السرير وهي الاسطوانة اللاصقة بالشباك داخل المقصورة, وهي تقابل اسطوانة التوبة، وسميت بذلك لأن سريرا ً من جريد كان يضطجع عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوضع عندها.

 

اسطوانة المحرس وتقع شمال اسطوانة التوبة، وتسمى أيضا ً اسطوانة على -رضي الله عنه-، وسميت بذلك لأن علي وغيره من الصحابة كانوا يجلسون عندها لحراسة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل نزول قوله تعالى  (والله يعصمك من الناس).

 

 حجرات أمهات المؤمنين:

فقد روى الإمام البخاري في الأدب المفرد عن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل مغشّى من خارج بمسوح الشعر،  وأظن عرض البيت من باب الحجرة نحوا من ستة أو سبعة اذرع،  وأحرز البيت من الداخلي عشرة أذرع. ويصفها لنا الحسن البصري وهو الذي رُبِّى في حجر أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: كنت أدخل بيوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي،  وكان لكل بيت حجرة وكانت حجرة من أكسية من خشب عرعر،  ويتميز فرشها بالبساطة حيث يفرش بعضها بالحصر وهو بساط من سعف النخل.

 

وعندما أدخلت الحجرات في المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك،  بكى الناس لذلك،  وقال سعيد بن المسيب إذ ذاك والله لوددت أنهم تركوها على حالها ليراها النشء من أهل المدينة،  ويقدم القادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته فيكون ذلك داعياً إلى ترك التفاخر والتكاثر.

 

حجرة عائشة: إن حجرة عائشة -رضي الله عنها- هي أول ما بنى النبي صلى الله عليه وسلم من بيوته الشريفة بعد بناء مسجده ثم بنى  بعدها حجرة سودة -رضي الله عنها- وتقع هذه الحجرة شرقي المسجد النبوي ويفتح بابها على الروضة الشريفة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي رأسه لعائشة رضي الله عنها تسرحه وترجله وهو معتكف في المسجد،  ولما رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى كان في حجرة عائشة لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن يُمرّضَ في حجرة عائشة رضي الله عنها،  وتقول عائشة إنه -صلى الله عليه وسلم-  قبض ورأسه في حجرها.

 

حجرات باقي أمهات المؤمنين:   

حجرة حفصة: حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- بها القبر الشريف وقبر صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وبمحاذاة غرفة عائشة -رضي الله عنها- جنوباً حجرة أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما- حيث يقف من يسلم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الآن.

 

حجرة سودة: وحجرة أم المؤمنين سودة رضي الله عنها شرق حجرة عائشة يفصل بينهما جدار حجرة أم سلمة: ويلي  حجرة عائشة -رضي الله عنها- من جهة الشمال الشرقي حجرة أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-.

 

حجرة زينب بنت جحش: ويتصل بحجرة أم سلمة من الشرق حجرة أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها-،  يفصل بينهما جدار.

 

حجرة زينب بنت خزيمة: وتتصل بها جنوباً حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة -رضي الله عنهما- (أم المساكين) ويفصل بينهما جدار أيضاً،  وشبك الحديد المشاهد حالياً يحوي طبعاً حجرة أم المؤمنين عائشة،  وحجرات كل من أمهات المؤمنين: أم سلمة،  زينب بنت جحش،  وزينب بنت خزيمة،  وسودة -رضي الله عنهن- جميعاً،  إضافة إلى حجرة فاطمة -رضي الله عنها-.

 

حجرة جويرية بنت الحارث: أما حجرات بقية أمهات المؤمنين فتقع شمال مسجده -صلى الله عليه وسلم- متصلة به في عهده -صلى الله عليه وسلم- في جنوب المظلات الأمامية حالياً أي جنوب فيما كان يسمى بالحصوة الأمامية،  حيث حجرة أم المؤمنين جويرية -رضي الله عنها- وتلي موقع (أهل الصفة) غرباً.

 

حجرة أم حبيبة: وعلى نفس امتدادها على الغرب حجرة أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما- (أم حبيبة).

 

حجرة صفية بنت حيي: وغربها حجرة أم المؤمنين صفية بنت حيي -رضي الله عنها- بالقرب من باب الرحمة حالياً،  والحجرات الثلاث (حجرة كل من صفية،  رملة،  وجويرية -رضي الله عنهن-) دخلت في مساحة المسجد النبوي قديماً.

 

وأخيراً، فإننا يجب أن نؤكد أن الهدف الرئيسي من سرد مواضع السيرة المباركة تاريخياً هو تقريب السيرة النبوية إلى الأذهان، واستحضار مشاهدها من سجلات التاريخ البعيدة لتكون ماثلة أمام العيون فينتفع بها المعلمون والمربون والدعاة في تعليم الناس وتربية النشء الصغير الذي يتأثر بالصورة أكثر من غيرها، مع التأكيد على عدم مشروعية زيارة هذه الأماكن على وجه القربى والعبادة، لأن الأصل في العبادة التوقيف حتى يرد النص الصحيح الصريح في كون هذا الفعل من العبادات والقربات، لذلك فمثل هذه الزيارات من البدع المستحدثات في دين الله -عز وجل-، والله -عز وجل- أعلى وأعلم.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات