المخدرات

خالد بن سعد الخشلان

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ مقاصد الشريعة 2/ أضرار المخدرات 3/ شناعة ترويج المخدرات عرفا ونظاما 4/ دلالات ضبط الأمن لكميات هائلة من المخدرات 5/ تثمين دور رجال الأمن وشكرهم 6/ دور الأسرة والمجتمع في محاربة المخدرات

اقتباس

هي دمارٌ شاملٌ، واستئصالٌ كُلِّيٌّ لمعاني الخير للنفس الإنسانية، ما ابتُلي بها إنسان إلا ودمَّرَت عليه حياته، وقضت على مستقبله، وأضعفت أو كادت أن تذهب بدينه وإيمانه، وشتَّتت أسرته، وأتلفت ماله وعقله وبدنه، وكانت نهايته بائسة -والعياذ بالله!-، إِلَّا أن تَدارَكَه رحمة أرحم الراحمين ..

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمدُه ونستعينُهُ ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله ربكم في جميع ما تأتون، واعرفوا -رحمكم الله- بهذه الوصية القرآنية بتقوى الله، اعرفوا لها حقها وقدرها وأهميتها في صلاح النفوس وطهارة القلوب، وانشراح الصدور، بل وسعادة الدنيا والآخرة؛ لقد فاز والله كل من لزم التقوى وعمل بموجبها في لزوم الفرائض، والمحافظة على السنن، وفي ترك المحرمات، والبعد عن المكروهات.

وأما أولئك المفرِّطون في هذه الوصية المعرِضون عنها فيا خسارتهم في دنياهم! يوم يحرمون حياة الأنس، وطيبة العيش، ولذة التعبد والتذلل بين مقام الرب العظيم والخالق الكريم سبحانه؛ بل وما أعظم خسارتهم يوم يقدمون على ربهم! قد وقفوا بين يديه و(قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ) [المؤمنون:106-107]، فيأتيهم الجواب القاطع من لدن الملك العظيم سبحانه: (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون:108]. أسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من أهل التقوى، وأن يعيننا على لزومها والعمل بموجبها ومقتضاها في جميع جوانب حياتنا وتصرفاتنا، إن ربي قريب مجيب.

أيها الأخوة المسلمون: لقد جاءت هذه الشريعة الغراء بأحكامها وأوامرها ونواهيها وزواجرها وعقوباتها الدنيوية والأخروية، جاءت بالمحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع كلها على المحافظة عليها، وهي المحافظة على الدين، والمحافظة على النفس، والمحافظة على العقل، والمحافظة على المال، والمحافظة على العرض؛ فشرعت من الأحكام ما يحمي هذه الكليات ويحافظ عليها، ويدرأ كل شر وخطر يهددها، وقد يكون الحكم الشرعي الواحد تتحقق به المحافظة على هذه الكليات الخمس جميعها.

ومما انعقد إجماع أهل العلم عليه تحريم المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها من مطعوم ومشروب ومشموم؛ وذلك لعظيم خطرها، وبالغ أثرها على دين متعاطيها، وماله، ونفسه، وعرضه؛ فهي والله دمار لكل ما يملكه الإنسان من مقومات! إنها دمار للدين والإيمان، إنها قتل للنفس، إنها إفساد للمال وإتلاف له، وتدمير للعقل، إنها تدنيس للعرض والشرف.

وكم رأينا وسمعنا وشاهدنا من قصص ووقائع وأنباء وأخبار لمن يتعاطون المخدرات ضاع فيها الدين والإيمان والخلق، وزهقت فيها الأنفس والأرواح، وأتلفت الأموال، وانتهكت الأعراض؛ بسبب تعاطيها لهذه السموم المخدرات، فهي -والله!- دمار شامل، واستئصال كلي لمعاني الخير للنفس الإنسانية، ما ابتُلي بها إنسان إلا ودمَّرَت عليه حياته، وقضت على مستقبله، وأضعفت أو كادت أن تذهب بدينه وإيمانه، وشتَّتت أسرته، وأتلفت ماله وعقله وبدنه، وكانت نهايته بائسة -والعياذ بالله!- إِلَّا أن تَدارَكَه رحمة أرحم الراحمين.

ولهذا كان ترويج المخدرات وتهريبها نوعاً من الإفساد في الأرض، يستحق عليه مهربها ومروجها أن تنزل به أقصى العقوبات، وأشد الزواجر؛ لأنه بعمله السيئ، وفعله الأثيم هذا إنما يحارب الدين، ويتلف النفوس، ويفسد العقول، ويدنس الأعراض، ويضيع الأموال.

كم أدخل مروج المخدرات ومهربُّها الأحزان، وأدام الهموم والغموم على أبي مكلوم وأم مكلومة وزوجة مفجوعة! كم تسبب مروج المخدرات ومهربها في حوادث عظام من قتل للنفوس، وانتهاك للأعراض! كم أحال مروج المخدرات ومهربها حياة أشخاص كانوا يعيشون السعادة بين أهليهم وأسرهم وزوجاتهم وأولادهم وفي أعمالهم ووظائفهم إلى جحيم وشقاء وعذاب، كل هذا بسبب تروجيه لتلك السموم والمخدرات.

ولهذا كان المروج المهرب من أقبح الأعمال وأشنع الأفعال شرعاً وعقلاً وعرفاً ونظام، فالله حسيب كل مهرب ومروج يتاجر بأديان الناس ونفوسهم وعقولهم وأموالهم، إنه بعمله هذا الذي يمارسه بتهريب المخدرات وترويجها يقترف أبشع صور الظلم والبغي والعدوان، وما من ذنب أحرى بأن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم، وأي بغي أعظم من ترويح هذه السموم القاتلة ونشرها وتسويقها في مجتمعات المسلمين؟! بل وغير المسلمين؟!.

أيها الأخوة المسلمون: لقد أصيب الناس بالفزع مما أعلن عنه قبل أيام من كميات هائلة من المخدرات المختلفة التي تمكنت أجهزة الأمن من ضبطها ومصادرتها في فترة وجيزة من الزمن تضاف إلى مجهودات مشكورة مماثلة سبقتها، إن هذا الخبر ينطوي على دلالات مختلفة، منها أن هذه البلاد المباركة مقصود تدميرها وإفسادها وإلحاق الأذى بها وبأهلها من قوى البغي والشر والعدوان، إنها حرب شعواء تشنها قوي والظلم والعدوان على هذه البلاد وأهلها، وذلك من خلال السعي لإفساد شبابها، والقضاء عليه دينياً وأخلاقياً وجسدياً ومالياً، ويوم تخسر الأمة شبابها تخسر ثروة من أعظم ثرواتها.

كما أنه يكشف عن ضخامة الجهود المبذولة في هذا الشأن، ودقتها، وتنوعها، وتفننها، مما يدل على وقوف جهات ماكرة وراءها، ليس بالضرورة أن يكون قصدهم المال فحسب؛ وإنما مرادهم ما هو أعظم من المال، وهو محاربة هذه البلاد -بلاد التوحيد والسنة- في إنسانها وشبابها ورجالها.

بل ويدل على ما تنطوي عليه نفوس بعض أبناء هذه البلاد وهم قلة بحمد الله لاستعدادهم لبيع دينهم بعرض من الدنيا قليل، بل واستعدادهم للمساهمة في إيصال الضرر إلى بلادهم من خلال إفساد شباب وطنهم وتدميره بهذه السموم.
إنهم والحالة هذه ممن يمدون أيديهم لأعداء الأمة، فلا الدين منعهم ولا المروءة والوفاء لبلدهم حجزهم، إنهم بتهريبهم وترويجهم لهذه السموم مدوا أيديهم لأعداء الأمة وأعداء الوطن وفقدوا بذلك الدين والإيمان والوطنية والوفاء، فالله حسيبهم وحسيب كل من يريد شراً بهذه البلاد وسائر بلاد المسلمين.

أيها الإخوة في الله: لقد كشف هذا الإعلام أهمية الدور الذي يطلع به رجال الأمن عموماً، ورجال الجمارك خصوصاً، في التصدي لهذه الشرور الفتاكة، والسموم القاتلة، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التضحية والفداء بالغالي والنفيس، والوقوف بحزم أمام هذه المخدرات من أن تصل إلى شبابنا فتفتك بهم، وتقضي عليهم.

تصوروا -أيها الإخوة في الله- لو أن هذه الكميات الهائلة من هذه المخدرات تمكن المجرمون من إدخالها، كم هي المأسي والمفاسد والجرائم التي ستنشأ من ترويجها وتسويقها؟! ولكن الله بكرمه حمى المجتمع من هذه الشرور على أيدي أولئك الجنود من رجال الجمارك الذين يرابطون على الثغور؛ حماية لأمن المجتمع وشبابه، إنهم يقومون بواجب من أعظم الواجبات وأبطلها، يصيبهم في سبيل ذلك ما يصيبهم من أذى يصل أحيانا إلى إزهاق نفوسهم على أيدي أولئك المهربين المجرمين.

إنه لَحَقٌّ على المجتمع أن يحتفي بأولئك المرابطين على الثغور، ويسعى لتكريمهم وتقديرهم وتثمين جهودهم الجبارة على مختلف الأصعدة، فشَكَر الله لهم جهودهم، وضاعف مثوبتهم، وأعانهم ووفقهم وسددهم بالقيام بهذه الرسالة العظيمة: حماية الثغور والمرابطة عليها من أن تخترقها الأيدي الآثمة. وحَمَى الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين من مكر أولئك المجرمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة:33].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.

أيها الأخوة المسلمون: اتقوا الله في السراء والضراء، وراقبوه في الشدة والرخاء، كونوا على الحق أعوانا، وفي إصلاح ذات البين إخوانا، وفي إعلاء كلمة الله أركانا؛ حافظوا على إصلاح القلوب، وراقبوا علَّام الغيوب، جعلني اللهُ وإياكم ممن عُمرت قلوبُهم بمحبة مولاهم وتعظيم خالقهم، إن ربي رحيم ودود.

أيها الأخوة المسلمون: لو لم يكن من أبناء المسلمين من يتعاطى مثل هذه السموم لما وجد أولئك المجرمون سوقاً لترويج سموهم وهذه المخدرات التي يسعون لترويجها وتسويقها؛ ولهذا فإن من أعظم الواجبات أن تتكاتف وتتعاظم الجهود جهود الجميع من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة.

إن أول واجب يقع على الأسرة، على كاهل الأب والأم والإخوة في مراقبة الأولاد والإخوان، ومتابعتهم وتربيتهم منذ الصغر على كراهة هذه القاذورات، ومحاربة هذه المنكرات، وبيان شرور هذه السموم، وآثارها المدمرة منذ الصغر، وتحذيرهم، وبيان آثار أولئك الأشرار في ترويج هذه المخدرات وإيقاع الناس في شركها وفي آثارها.

إن ذلك الأب الذي يغيب عن أبنائه طويلاً، ولا يتابعهم في ذهابهم وإيابهم، ولا يدري مع من يمشون ويصاحبون ويجيئون ويغدون، لا يلومَنَّ إلا نفسه يوم يقع أحد أبنائه -لا قدَّر الله- في مصيبة إدمان المخدرات وتعاطيها؛ لأنه سبب رئيس يوم أهمل أولاده وأهمل متابعتهم ومراقبتهم حتى حصل ما حصل.

ولهذا فلْيتق اللهَ الآباءُ في القيام بهذه المهمة العظيمة، وليستحضروا قول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم:6]، ويستحضروا قول النبي -صلى الله علي وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عن راعيته".

ليهتم الآباء بمراقبة أبنائهم ومتابعتهم، وليحرصوا على القيام بهذه الأمانة والمسؤولية، فسيسألهم ربهم ويحاسبهم يوم القدوم عليه على هذه الأمانة أمانة تربية الأولاد والأبناء، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].

ليلهج الإباء وليتضرعوا بالدعاء إلى الله -عز وجل- بأن يحفظ أبناءهم وذريتهم من الوقوع في هذه الشرور والآفات، وليسدوا كل باب يمكن أن يتطرق إليه الفساد إلى أبنائهم وأخلاقهم وسلوكهم وأديانهم وعاداتهم وتقاليدهم.

ثم من الواجب كذلك الواجب على جماعة الحي وجماعة المسجد في أن يراقبوا وان يرصدوا كل مصدر شر يمكن أن يتسلل من خلاله أولئك المجرمون لإفساد شباب الحي، وإفساد شباب المجتمع، فلْيَقْفُوا تلك البؤر، ويَقِفوا لها بالمرصاد، ويبلغوا عنها الجهات التي تقوم بمتابعة هذه الشرور وهذه المفاسد، حتى يتم القضاء عليها ومحاكمتها، وهذا كله من باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى الذي أمر الله -عز وجل- به.

وواجب على مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي القيام بحملة توعوية للتصدي لهذه الشرور والآفات؛ حتى تسهم هذه الحملة في وقاية وحماية أبنائنا وبناتنا من الوقوع في شرك هذه المخدرات.

نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ شبابنا وأولادنا وذريتنا وسائر إخواننا المسلمين وأبناء المسلمين من الوقوع في شرك هذه المخدرات وهذه السموم، إن ربي على كل شيء قدير.

هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبيكم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-...

 

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات