المجاهرة بالمعصية وسبل النجاة منها

خالد بن سعود الحليبي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ فضيلة ستر العبد معصيته 2/ المجاهرة بالمعصية وصور عليها 3/ خطورة المجاهرة بالمعاصي 4/ من أضرار الذنوب والمعاصي 5/ التوبة: أهميتها والطريق إليها.

اقتباس

ذاك يتحدث أمام الملأ عن سفره الإباحي، وعن بطولاته الشيطانية في مراتع الفسق والسفور، ومراكز تفريخ الإيدز والسيلان، ويحسب أن ذلك من أمارات الفتوة وكمال الرجولة، متجاهلاً أنها من سيماء الذلة والمهانة وضعة النفس وخبث الباطن، وضعف الإيمان وقسوة القلب...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي أكرم المؤمن بضياء الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعز من أطاعه بالتقوى، وأذل من أبى بالعصيان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أيها الإخوة المؤمنون: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222]، هذا هو شأن ربنا الرحمن الرحيم، يحب توبة عبده ويفرح بها، أشد من فرح الإنسان بالحياة بعد تسلط أسباب الموت عليه، وكلنا محتاجون أشد الحاجة وأمسّها إلى ذلك الفضل الإلهي العظيم؛ لأننا بشر خطاؤون، ولكن هناك ظاهرة بارز بها فئام من المسلمين، بسبب الغفلة عن مراقبة العظيم الجليل، المطّلع على السرائر.

 

إن هؤلاء لم يكتفوا بفعل المعاصي والمنكرات في السر، ولكنهم عمدوا إلى المجاهرة بها والافتخار بارتكابها والتحدث بذلك دون ضرورة شرعية، والله -تعالى- يقول: (لاَ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم) [النساء:148]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه" (متفق عليه).

 

فتجد هذا يجاهر بمحادة دين الله -عز وجل- عبر الصحف والمجلات، ويروّج لأفكار الفجور، إنه يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

 

وذاك يتحدث أمام الملأ عن سفره الإباحي، وعن بطولاته الشيطانية في مراتع الفسق والسفور، ومراكز تفريخ الإيدز والسيلان، ويحسب أن ذلك من أمارات الفتوة وكمال الرجولة، متجاهلاً أنها من سيماء الذلة والمهانة وضعة النفس وخبث الباطن، وضعف الإيمان وقسوة القلب.

 

وتلك فتاة تتحدث عن علاقاتها الآثمة عبر الهاتف، دون حياء ولا خوف، وهناك مجموعات من الشباب يثرثرون عن مغازلاتهم ومغامراتهم.

 

وهنا صاحب عمل يعطي زملاءه دروسًا مجانية في ظلم العمال وأكل أموالهم، وهذا عامل يتحدث عن سرقته لصاحب العمل ويعلّم أصدقاءه بعض الحيل في ذلك.

 

وهذه امرأة تخرج أمام الملأ متعطرة متزينة، أو وهي تلبس العباءة القصيرة أو المزركشة أو الشفافة، وهذه أخرى تصحب السائق الأجنبي أمام الملأ وحدها، أو بالبائعين في الأسواق والمحلات التجارية.

 

وهنا مجموعة كبيرة من الأولياء يقصون شعور أولادهم على مثال أهل الكفر، وأقوام يجاهرون بمزاولة أنشطة تجارية محرمة كالربا وبيع المحرمات؛ من دخان ومجلات خليعة وأغنيات وأطباق استقبال القنوات الفضائية الإباحية.

 

وشباب يؤذون المسلمين بأصوات المغنين والمغنيات عبر الراديو في سياراتهم، والغيبة والنميمة في المجالس أوضح من أن يشار إليها؛ لأنها لا تكون عادة إلا أمام الملأ.

 

والسخرية والاستهزاء بأهل الدين والعفاف من الرجال والنساء، ووسمهم بالتخلف والرجعية.

 

أيها المؤمنون: ألم يعلم أمثال هؤلاء أن مجاهرتهم بمعاصيهم هو مضاعفة حقيقية لآثامها؛ لأنها استخفاف بأوامر الله -عز وجل- ونواهيه، بل إنها تؤدي إلى اعتياد القبائح واستمرائها، وكأنها أمور عادية لا شيء فيها، وأنها ربما أدت إلى استحلال المعصية؛ فيكفر بذلك والعياذ بالله.

 

وهي دليل على سوء الخُلق والوقاحة وقلة أدب صاحبها، بل هي دليل على قسوة القلب واستحكام الغفلة في قلب المجاهر، الذي يقوم بعمله ذلك بطريق غير مباشر بدعوة غيره إلى ارتكاب المعاصي، وإشاعة الفساد ونشر للمنكرات.

 

تلك إشارات سريعة يُقاس عليها غيرها، وليس المطلوب هو ترك المجاهرة بالمعاصي فقط، ولكن المطلوب هو ترك المعاصي كلها ولو سرًّا؛ لأنها قبيحة العواقب، سيئة المنتهى.

 

أخي الحبيب: قد يكون للمعصية لذة يشعر بها متعاطيها نظرًا لغلبة الهوى وإيثار العاجلة، ولكنها لذة منقطعة لا تدوم، بل تذهب سريعًا وتخلف وراءها عواقب وخيمة، وعقوبات متعددة، وحسرات وجراحات قد تصيب الإنسان في مقتل.

 

ومن ثمرات الذنوب والمعاصي: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وفساد القلب ومرضه وقسوته وضيقه وهلاكه، وخفاء الحق، وعداوة الخلق وبغضهم، والوحشة بين العبد وربه، ومنع إجابة الدعاء، ومحق البركة من الرزق والعمر، وحرمان العلم، والابتلاء بالمذلة، قال الحسن: "أبى الله إلا أن يذل من عصاه"، وتسليط الأعداء، وضيق الصدر، وفساد الذرية، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال، وضعف البدن، والابتلاء بالأمراض النفسية والعضوية، وصرف القلب عن سماع القرآن واستئناسه بسماع الغناء والألحان، والغفلة عن ذكر الله، وسوء الخاتمة، وإزالة النعم الحاضرة، وفساد العقل، وسقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعمى البصيرة، وذهاب الحياء، وذهاب الغيرة، وجلب المذلة، وإبعاد العبد من الملك الموكل به الناصح له، وتقريبه من الشيطان الغاشّ له.

 

هذه -أخي الكريم- بعض ما تجنيه الذنوب والمعاصي التي ذكرها العلماء، وهذه الثمار إن اجتمعت على إنسان أهلكته ولا بد، فاحرص -أخي- على طاعة ربك واجتناب معصيته، تسعد في الدنيا وتفز بالنعيم المقيم يوم القيامة.

 

أخي الحبيب: إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: "ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب". إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمنّي الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك.

 

فالبدار البدار، والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

 

فسارع -أخي الحبيب- إلى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج إلى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.

 

تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير رينًا وطبعًا فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة، ولا تغتر بستر الله وتوالي نعمه.

 

أخي الحبيب: بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: "ما بالنا نرى أقوامًا يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهارًا، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق". ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله -عز وجل-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45] (رواه أحمد وصححه الألباني).

 

أخي: فِر إلى الله بالتوبة، فر من الهوى، فر من المعاصي، فر من الذنوب، فر من الشهوات، فر من الدنيا كلها وأقبل على الله تائبًا راجعًا منيبًا، اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ -أخي الحبيب- إلى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.

 

عباد الله التائب من الذنب كمن لا ذنب له، توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده أمر السماوات والأرض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

 

أيها الإخوة المؤمنون: عليكم بتقوى الله -تعالى-، وتعالوا لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.

 

أخي الحبيب: إن والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي، ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته، فأين طريق النجاة؟، قد يقول أحدنا: "إني أطلب السعادة لنفسي، ولكني لا أعرف كيف أبدأ؟ فأين الطريق؟".

 

الطريق -أخي الكريم- سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82]، بل إن الله -تعالى- دعا عباده جميعًا إلى التوبة، ووعدهم بمغفرتها وإن كانت مثل زبد البحر، فقال -سبحانه-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].

 

ولكن ماذا نعني بالتوبة؟، التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه الله ظاهرًا وباطنًا، هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه، هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكفّ عن الذنب.

 

ولماذا نتوب؟ قد يسأل أحدنا: لماذا أترك السيجارة وأنا أجد فيها متعتي؟، لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟، ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بُغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر إلى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟، ولماذا...؟ ولماذا...؟...، أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟، فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية؛ فلِمَ أتوب؟.

 

وقبل أن أجيبك على سؤالك -أخي الحبيب- لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين، ولذلك أردت لك التوبة؛ لأن التوبة طاعة لأمر ربك -تعالى-، فهو الذي أمرك بها فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) التحريم:8]، وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

 

ولأنها سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن، ولا يطيب إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.

 

ولأنها سبب لمحبة الله -تعالى- لك، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]، وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!.

 

ولأنها سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال -تعالى-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم:59،60]، وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!.

 

ولأنها سبب لنزول البركات من السماء، وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال -تعالى-: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود:25]، وقال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح:10-12].

 

ولأنها سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها إلى حسنات، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم:8]، وقال -سبحانه-: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) [الفرقان:70].

 

أخي الحبيب: ألا تستحق تلك الفضائل -وغيرها كثير- أن نتوب من أجلها؟، لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتنا؟، لماذا نظلم أنفسنا بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟، جدير بنا أن نبادر إلى ما هذا فضله وتلك ثمرته.

 

قـــدّم لنفسك تــــوبة مرجـوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخــر وغـــنـم للمنيـب المحسـن

 

أسأل الله -تعالى- أن يجعلني وإياك من التائبين حقًا، المنيبين صدقًا، اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.

 

اللهم استر علينا وعلى أعراضنا وعلى ذرارينا وذوينا، وأعراض المسلمين، إنك سميع الدعاء، اللهم وفقنا لصالح الأعمال واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وتقبلها منا يا كريم.

 

اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.

المرفقات

المجاهرة بالمعصية وسبل النجاة منها

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات