المتميزون

الشيخ عبدالعزيز بن محمد النغيمشي

2022-05-13 - 1443/10/12 2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/الطموح طبيعة بشرية 2/النفوس العظيمة تحرص على التميز بالأعمال النبيلة 3/سمات التميز الإيجابي ومجالاته 4/التميز لا يعني طلب الشهرة والفخر 5/تعليم القرآن أسمى صور التميز

اقتباس

أَشْرَفُ النُّفُوسِ نَفْسٌ تَتُوْقُ إلى التَمَيُّزِ والتَفَوِّقِ والصَدَارَةِ، تَتُوْقُ إلى التَمَيُّزِ في كُلِّ عَمَلٍ نَبِيْلٍ، وفي كُلِّ مَسْلَكٍ جَلِيْلٍ، تَتَمَيَّزُ في كُلِّ عِلْمٍ تَتَعَلَّمَه، وفي كُلِ عَمَلِ تَعْمَلَه، وفي كُلِّ تجارةٍ تُضارِبُ بها، وفي كُلِّ وظيفةٍ ومهنةٍ وصناعةٍ تَتَخَصَّصُ بها تَتَمَيَّزُ. المُتَمَيّزُون أَقوامٌ نُجَباءُ يَنْتَقُونَ...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].

 

أيها المسلمون: تَطْمَحُ النَّفْوسُ إِلى مطامِعَ تَرْتَجِيْهِا، وتَتُوْقُ إلى مطالِبَ تشتهيها، والنَّفْسُ طَمَّاحةٌ إلى ما تَشْتَهِيْ، تواقَةٌ إلى ما تهوى، ومَنْ يهوى الكرامةَ يَرْتَقِيها، ومَنْ يَهْوى الهَوَانَ هَوى إليهِ.

 

وعلى قَدرِ عُلُوِّ النَّفْسِ يَعْلُوْ مُبْتَغاها، ونَفسُ الكريمِ لا تَرْضى بِدُوْنٍ، وعَزْمُ الحُّرِّ يَقطَعُ كُلَّ وَعْرِ.

 

وعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ *** وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

 

وأَشْرَفُ النُّفُوسِ نَفْسٌ تَتُوْقُ إلى التَمَيُّزِ والتَفَوِّقِ والصَدَارَةِ، تَتُوْقُ إلى التَمَيُّزِ في كُلِّ عَمَلٍ نَبِيْلٍ، وفي كُلِّ مَسْلَكٍ جَلِيْلٍ، تَتَمَيَّزُ في كُلِّ عِلْمٍ تَتَعَلَّمَه، وفي كُلِ عَمَلِ تَعْمَلَه، وفي كُلِّ تجارةٍ تُضارِبُ بها، وفي كُلِّ وظيفةٍ ومهنةٍ وصناعةٍ تَتَخَصَّصُ بها تَتَمَيَّزُ.

 

وللتّمَيُّزِ سَبقٌ، ولَيْسَ مَنْ يُتقِنٌ أَمراً كَمن كانَ في الأَمرِ أَخرَقُ. تَتَمَيَّزُ بإتْقانِها، بإخلاصِها، بصدْقِها، بِنُصْحها، بِكَرِيْمِ شمائِلها، بِجِدِّها واجتِهادِها، ببذلِها وِعطائها، إِنَّ التَّمَيُّزَ مَسْلَكُ الشُّرفاءِ.

 

وفي سَبِيلِ التَّمَيُّزِ كَم تَعَثَّرَتْ أقدامٌ وتاهَتْ خُطىً؟ وكَمْ تَشَابَهَت على المرءِ الدّروب؟ كَمْ طالِبٍ للتَّمَيُّزِ أخطأ الطَرِيقْ فما وَصَلَ؟ وكَمْ مُبْتَغٍ للتَّمَيُّزِ تجاوزَ حداً فانحرف؟ تَعدى أو ظَلَم، أَو أساءَ أو بَغى، يَتَسَلَّقُ إلى التَّمَيُّزِ على أَكتافِ الآخرين، يُحِبُّ أَن يُحمدَ بما لم يَفْعَل، يَنْشُدُ التَّمَيُّزَ لِنَفْسِهِ بُمحاولةِ إسقاطِهِ لِمَن يَنشُدونَ التميزَ ويسعونَ له، بهمزِ الأقرانِ أو لَمْزِهِم، أو التحريشِ عليهم أَو خَدِيْعَتِهِم، أو التَحايُلَ عليهم أو حَسَدِهِم، قضى اللهُ أَن لا تَكونَ رِفْعةٌ لِحَسُود. مُتَخَبِّطٌ سَيَنْتَكِسُ في نهايةِ أَمرِهِ مخذولاً، وسَيَنْقَلِبُ على عَقِبَيْهِ مَقْهوراً، ولو طَلَبَ التَّمَيُّزَ مِنْ بابِه لَوَلَج، ولَو سعى إِلَيْهِ نَقيَّ القَلْبِ آخِذاً بأسبابِه لأدْرَك.

 

المُتَمَيّزُون أَقوامٌ نُجَباءُ يَنْتَقُونَ لأَنْفُسِهِم أطايَبَ الكلامِ، وأحاسِنَ الأخلاقِ، وأكرمَ المقاصِد؛ لَهمْ أَنفسٌ زكيةٌ، يُحِبُّون الخيرَ للغيرِ كما يُحبُّونهُ لأَنفُسِهِم. لا يَحسِدُونَ مُتَفوقاً، ولا يَفرَحونَ بعثرةِ سائِر، يُدرِكُونَ أَنَّ طَرِيقَ النجاحِ واسِعٌ، وأَن أبوابَ الفَضْلِ بِيَدِ الله، وأنه (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[فاطر: 2].

 

المُتَمَيّزُون لم يُحققوا تَميزاً بعدَ فضلِ اللهِ عليهم إلا بسعيٍ حثيثٍ، وعَمَلٍ دَؤوٍبٍ، ومجاهدةٍ وإصرار. لم يَرْكَنوا إلى لَهْوٍ عَن الغاياتِ يُقْعِدُهُم، ولم يركَبوا طَرِيقاً عن المقاصِدِ يَصْرِفُهُم.  يَسْتَثْمِرونَ كُلَّ وَقْتٍ بما يَلِيقُ بِه يُعطُونَ كُلَّ ذي حَقِّ حَقَّه. صَبَروا فَظَفَروا، بذلوا فَنالُوا، اجتهدوا فأدْرَكوا، وكَمالُ كُلِّ تَمَيُّزٍ بإِخلاصٍ صادِقٍ لله، بِه يَرْتَقِيْ المرءُ في منازِلِ الآخِرَة، وَمَنْ استعانَ بالله أعانَه.

 

وإِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى *** فَأَولُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ

 

وفي شريعةِ رب العالمين أَنْ كمالَ الثوابِ مقروناً بكمالِ التَّمَيُّزْ، وما الحياةُ إلا ابتلاءٌ يَتَمَيَّزُ فِيهِ العامِلُون: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك: 2] فَحُسْنُ العَمَلِ تَمَيُّزٌ يرتقي بِه العبدُ ويَسْعَد.

 

ولا يزالُ العبدُ مُحافِظاً على الفرائضِ، مُجْتَنِباً للنواهي، يَتَقَرَّبُ إلى الله بأنواعٍ النوافِلِ حتى ينالَ تَمَيُّزاً لا نَظِيْرَ لَه، يُدْرِكُ محبةَ اللهِ.

 

وهل فوقَ محبةِ اللهِ للعبدِ تَمَيُّزْ، قال الله في الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّهُ"(رواه البخاري).

 

الحياةُ ميدانٌ سِباقٍ وعند الله أَجْرُ الفائزين يُنادِي المُنادِي: "حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحْ"، فَيَتَمَيَّزُ مَنْ يُلَبِي النداءَ على عَجَلْ، يَقِفُ المُصَلُّون في صَفِّ الصلاةِ سَوياً فَيَتَمَيَّزُ مَنْ يُحْسِنُ صَلاتَهُ، خاشِعاً مُطمئناً يُؤَدِيها على مَهَل، قَدْ أَحسَنَ طُهُورَها، وأَتَمَّ أركانَها، وأقامَ واجِباتِها، وأَتى بِسُنَنَها. 

 

يُدْرِكُ من الفضلِ أَتَمَّهُ ومِن الثوابِ أكمَلَه، وكذا كُلُّ عَمَلٍ يُكْتَبُ للعبدِ من الثوابِ بقدرِ ما أحسَنَ فِيه، واللهُ يُضاعِفُ لِمَن يشاء.

 

تَمَيَّزْ بِخُلُقٍ رَفِيعٍ، وَسُلُوْكٍ قَوِيمٍ، وأَدَبٍ جَمّْ، فالمتميزون في الأخلاقِ أَحبابُ الرَّسولِ، وهُم أقرَبُ الناسِ مِنه مجلساً يومَ القيامة: "إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّيْ مَجْلِسًا يَوْمَ القِيامَةِ، أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا"(رواه الترمذي).

 

تَمَيَّزْ بِرُجولَتِك كُنْ في كُلِ مرحلةٍ أَميَزَ القُرَناءِ فيها؛ إِنْ كُنتَ أَباً فَكُنْ خَيْرَ أَبٍ، وإِنْ كُنتَ ابْناً فَكْنَ خَيْرَ ابْنٍ، وَإِنْ كُنتَ أخاً فَكُنْ خيرَ أَخٍ، وإِن كُنتَ صَدِيْقاً أو جَاراً أو صَاحِباً، فَكُن خَيْرَ صَدِيْقٍ وَجَارٍ وَصَاحِبْ.

 

قُمْ بما يجبُ عليكَ، وأَحْسِن وازدد من الإحسانِ ما استطَعْتْ.

 

كُنْ مُتَمَيِّزاً في كُلِّ شُؤونِكَ بِحَقٍّ، واعلَمْ أَنَّ مواقِفُ الأزماتِ تَكشِفُ معادِنَ المُتَمَيِّزِين.

 

ولَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ *** الجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ

 

وإذا كانَ للتَّمَيُّزِ منازِلُ ودرجات فلا تَقْنَع بَمَنْزِلَةٍ وأَنتَ قادِرٌ على ما فَوْقَها: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)[فاطر: 32].

 

بارك الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، أشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى الناسِ أجمعين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-.

 

أيها المسلمون: إِن التَّمَيُّزَ رِفْعَةٌ ومكانةٌ، ولكل مُتَمَيِّزْ مقامٌ يَحِلُّ بِهْ، وقيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِن.

 

والعقلُ قائدٌ ومُوَجِّهٌ، وحمايةُ العقلِ أَمان، ولَنْ يَتَمَيَّزَ مَن لم يَكُن لَه عقلٌ عَلِيّ.

 

تَمَيَّزْ بَعَقلِكَ أَعْمِلْ فِيهِ طاقَتَهُ *** لا تُتْبِعِ العقلَ ما تَهْوَى فَيَنْقَلِبُ

 

عَقْلٌ تتميزُ بِه، يأخذُ بيدكَ إلى كُلِّ فضيلةٍ، ومَنْ تَمَيَّزَ بالعقلِ تَرَفَّعَ عَن الدَّنايا، وتَنَزَّهَ عَنْ متابَعةِ التافِهين، عَقْلٌ تتميزُ بِه، مصباحٌ تَحِمِلُهُ وَسَطَ الظلام.

 

وكُلُ وظيفةٍ لها مُتَمَيّزونَ، وأَكرمُ الوظائفِ مُرْشِدٌ ومُعَلِّم، وخيرُ المعلمين مَنْ يَتَمَيَّز، يسري نَفْعُهُ إلى أجيالٍ تُرَجَّى وتُنْتَظَر، مُعَلِّمُ مُتَمَيِّزْ مَصْنَعٌ للمُتَمَيِزِيْن.

 

تَمَيَّزْ إِن تَمَيَّزْتَ في أَمرٍ كَرِيمٍ، فَكَمْ مِنْ مَخْذولٍ تَمَيَّزَ فيما يُهْلِكُهُ ويُشْقِيْه، أَو تَمَيَّزَ فيما لا يَنْفَعُهُ ولا يَرْفَعُه، فَكَم مُفْسِدٍ تَمَيَّزَ بَيْنَ الناسِ بِفَسادِه؟!

 

تَمَيَّزْ إِن تَمَيَّزْتَ في أَمرٍ كَرِيمٍ.

 

وما التَّمَيُّزَ أَنْ في النَّاسِ تَشْتَهِرُ *** إَنَّ التَّمَيُزَ أَن يَبْقَى لك الأَثَرَ

 

فَكَمْ مِن مُتَمَيِّزْ ليسَ لَه في الناسِ ذِكرٌ يُشاعُ مَغْمورٌ لا يُعْرَف؟ إنْ طَلَبَ لَمْ يُلَبَّ لَهُ مَطْلَبْ، وإِنْ شَفَعَ لَمْ تُسْمَعْ لَهُ شَفاعَة، لكنَّ لَه مع اللهِ سِرٌّ خَفِيٌّ تَمَيَّزَ بِه، نالَ الكرامةَ في السماءِ مُبَجَّلا: "رُبَّ أَشْعَثَ أغبرَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أَقسم على الله لَأَبَرَّهُ"(رواه مسلم).

 

ما التَّمَيُّزُ أَن تكونَ وسيماً جسيماً، تلْبَسُ من الثيابِ أرَقَّها، ومِنَ الحِذَاءِ أَرْقَاها؛ إِنَّما التَّمَيُّزَ أَنْ تَكُوْنَ مُؤمناً أَميناً، تَكْتَسِيْ بالخُلُقِ، وتتحلى بالفَضِيْلَة.

 

ما التَّمَيُّزُ أَن تسعى لِنَيْلِ شُهرةٍ يَعرِفُكَ فيها الصغيرُ والكبيرُ والقريبُ والبعيد؛ إنما التَّمَيُزُ أَن تسعى لتحقيقِ نَفْعٍ ونشرِ معروف، وبذلِ إحسانٍ وتغييرِ مُنْكَرْ.

 

وإذا تسامَتْ بِك الفضائلُ يوماً فتذكرَ أَنَّ أَسْمى فَضِيْلةٍ تَتَمَيَّزُ فيها: أَن تكونَ مَن أَهلِ القُرآنِ، لك مع القُرآنِ دَرْسٌ وتَدَبُّرٌ وتِلاوةٌ واتِّصالُ، تَعْمَلُ بِهِ، وعند حدودِه وَقَّافُ "أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ".

 

كُلُّ المفاخِرِ قَدْ يَزولُ بَرِيْقُها *** وتغيبْ شَمْسُ الصُبحِ عَن أكوانِ

لكنما فَخْرُ الهِدايَةِ ثابِتٌ *** يمتازُ.. بَلْ يبقى مع الأَزمان

لا فَخْرَ أبْقى في الأنامِ مُخلداً *** كالفَخْرِ بالتقوى مع الإيمانِ

كُل المدائحِ في الشبابِ رخيصةٌ *** حتى يُلَقَّبَ حافظُ القرآن

 

فإِن ضَعُفتَ عنِ التَّمَيُّزِ بحِفظِكَ للقرآنِ، فلا تَعجزَ أَن تتميزَ بحفظِ ما تَقدِرُ مِنه، فإن منازِلُ التَّمَيُّزِ بعدد آياتِه: "يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها".

 

تَمَيَّزْ بالقُرآنِ اعمْرْ به حياتَك، وأخْلِصْ لله فيه، واعمَل بِه تَكُن من أَهلِه.

 

اللهم ارفع لنا عندكَ الدرجات، واعصِمنا من الفِتَنِ والسيئات.

المرفقات

المتميزون.doc

المتميزون.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات