اللهم لا تخيب رجائنا فيك

حسان أحمد العماري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ موقف المسلم من فتن الحياة وكثرة مشاكلها وصراعاتها 2/ أعظم ما يستعين به المسلم على أمور الدنيا والآخرة 3/ من مقاصد وحِكَم وجود الفتن والمشاكل والابتلاءات 4/ ينبغي للمسلم أن يلجأ إلى الله في كل أموره 5/ ثمرات التعلق بالله تعالى وحده 6/ من أعظم مظاهر التعلق بالله القيام بالفرائض الشرعية.

اقتباس

إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم .. حروب وصراعات وخلافات، وإزهاق للأرواح، وسفك للدماء وفُرقة وخصومات، وتنكُّر للدين وقِيَمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي، والتبعية للأعداء، واستنزاف الأموال والثروات، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل، ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي، والذي كان سببه بُعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا .. ولا بد للخروج من ذلك ودفع الأخطار عنا والثبات على الحق في ظل هذا الجو العاصف أن نلجأ إلى الله، ونتضرع بين يده ونرجوه، ونتوسل إليه أن يصلح أحوالنا، ويحفظ علينا ديننا، ويعصم دماءنا وأموالنا، وأن يؤمن خوفنا، ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الليل والنهار...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه يليق بجلاله وعظمته، اللهم لك الحمد أنت أحق من ذكر وأحق من عبِد، لك الحمد أنت أجود من سئِل وأوسع من أعطى وأرأف من ملك، أنت المليك لا شريك لك، وأنت الفرد الذي لا ندّ لك، كلّ شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصَى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، القلوب لك مفضية، والسرّ عندك علانية، والحلال ما أحللت، والحرام ما حرّمت، والدين ما شرعت، والأمر أمرك، والخلق خلقك، ونحن عبيدك بنو إمائك.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أحسن الناس خَلْقاً وخُلقاً .. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.

 

 أما بعد: عباد الله: مع فتن الحياة وكثرة مشاكلها وصراعاتها وابتلاءاتها يحتاج المسلم إلى قوة يلجأ إليها يستمد منها الخلاص والنجاة، وإن أعظم قوة يلجأ إليها المسلم هي قوة الله، وإن أعظم طريق يسلكه المسلم هو الطريق الذي يوصله إلى الله، وإن أعظم باب يطرقه المسلم فيسأل حاجته هو باب الله، وإن أعظم ركن يستعين به المسلم على أمور الدنيا والآخرة هو التوكل على الله، وإن أعظم الأمنيات التي يسعى المسلم لتحقيقها في حياته لا تتحقق إلا بتوفيق الله ورضاه ..

 

فهو -سبحانه وتعالى- القادر على كل شيء والذي بيده كل شيء والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فكم نحن بحاجة إلى اللجوء إلى الله في كل ما يعرض علينا اليوم من فتن ومشاكل ومصائب، وحروب وصراعات، وظلم وعدوان أو فقر وحرمان أو مرض في الأبدان أو غير ذلك مما لا يملك كشفه وإزالته إلا الله وحده قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) [الأنعام:14] ..

 

فالله -سبحانه وتعالى- هو الركن الشديد ذو القوة المتين .. عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون" (صحيح مسلم: 4/2148).

 

وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].. لذلك ينبغي أن لا تُعلق الآمال إلا به ولا يطلب إلا منه ولا يخضع العبد إلا له ولا يمتلئ قلبه إلا بحبه ولا يطلب رضاه إلا ..

 

بهذه العقيدة يعيش الفرد المسلم والمجتمع المسلم حياة سعيدة طيبة بعيدة عن القلق والاضطرابات النفسية وكثرة الهموم مهما كانت الظروف وضاقت الأحوال فلا يعلق المسلم آماله إلا بالله في أي شيء من أمور الدنيا أو الآخرة ...

 

ورد في السِّيَر أنه لما عاد -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، وقد رُجم بالحجارة من قبل السفهاء والمجانين وسُدت في وجهه طرق البلاغ لدين الله لم يزد على أن قال كلمات يطلب فيها رضا ربه قائلاً: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل عليَّ غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".

 

فماذا كانت النتيجة؟ لقد أعزه الله ونصره، وأيده بجنوده، ونشر دينه في الآفاق وجعل ذكره على كل لسان إلى يوم القيامة.

 

أيها المؤمنون/ عباد الله: لقد لجأ كثير من الناس عند الشدائد والمحن والفتن إلى قوتهم وجاههم وأموالهم، وأحزابهم وجماعاتهم وقبائلهم، واعتمدوا عليها، وغرتهم أنفسهم وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن طريق الله، ولم يلجئوا إليه بالتوبة والدعاء والاستغفار والتضرع، فما نفعهم ذلك في شيء، ولم يجدوا لذة الراحة ولا برد اليقين، ولا سلموا من فتن الحياة ومشاكلها؛ ذلك أن من مقاصد الفتن والمشاكل والابتلاءات تربية النفوس وخضوعها للحق والشرع وتضرعها بين يدي الله قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام: 42-44]..

 

وهكذا ينبغي للمسلم أن يلجأ إلى الله في كل أموره .. فإذا علقت الآمال بالرزق، فاتجه إلى من بيده وحده خزائن السموات والأرض القائل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3] ..

 

وإذا علقت الآمال بالصحة والعافية فتوجه بها إلى الله الذي قال عنه خليله إبراهيم قال تعالى (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء /78-82]..

 

وإذا علقت الآمال بالطمأنينة والسعادة والأمن، فاتجه بها إلى الله القائل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُ حْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 1697]..

 

وإذا علقت الآمال بمنعة وقوة تتحصن بها ضدّ ظالم أو عدو جائر، فاتجه بها إلى الله الذي خاطب موسى وأخاه هارون قائلاً: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) [طه: 20]...

 

فإذا تحقق التوجه بالقصد والأمل إلى الله، فالتعامل بعد ذلك مع الأسباب.. أسباب الرزق والعافية والقوة والأمن والطمأنينة والعلم والمعرفة، يعتبر تنفيذاً لأمر الله وجزء لا يتجزأ من توحيد الله -سبحانه وتعالى-.

 

لقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: يا رسول الله علمني وأوجز، قال: "إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه، واجمع اليأس عما في أيدي الناس" (قال الألباني في صحيح ابن ماجه: حسن: 3363) ..

 

قال السعدي -رحمه الله- في بهجة قلوب الأبرار (ص 169): "هذه الوصية توطين للنفس على التعلق بالله وحده في أمور معاشه ومعاده، فلا يسأل إلا الله، ولا يطمع إلا في فضله .. "، ويقول عليه الصلاة والسلام: "من أصابته فاقةٌ فأنزلها بالناس لم تُسد فاقته؛ ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى؛ إما بموتٍ عاجلٍ، أو غنىً عاجلٍ"(وقال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح: 1/310).

 

عباد الله: إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم .. حروب وصراعات وخلافات، وإزهاق للأرواح، وسفك للدماء وفُرقة وخصومات، وتنكُّر للدين وقِيَمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي، والتبعية للأعداء، واستنزاف الأموال والثروات، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل، ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي، والذي كان سببه بُعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا .. مع هذا كله ينبغي أن نبحث عن الحلول لمشاكلنا بالعودة إلى الشرع الحنيف والحق الواضح، والأخوة الإيمانية، والعمل الصالح، والبعد عن العصبيات الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان.

 

 ولا بد للخروج من ذلك ودفع الأخطار عنا والثبات على الحق في ظل هذا الجو العاصف أن نلجأ إلى الله ونتضرع بين يده ونرجوه، ونتوسل إليه أن يصلح أحوالنا، ويحفظ علينا ديننا، ويعصم دماءنا وأموالنا، وأن يؤمن خوفنا، ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الليل والنهار .. قال تعالى (قُلْ مَن يُنَجّيكُمْ مّن ظُلُمَاتِ الْبَرّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ)[الأنعام: 63، 64]..

 

ركب يونس -عليه السلام- البحر، فساهم مع ركاب السفينة التي أشرقت على الغرق؛ أيهم يُلقى منها لتخفيف حمولتها، فكان من المدحضين، فأُلقي في لجج البحار، وانقطع عنه النهار، والتقمه الحوت، فصار في ظلمات بعضها فوق بعض، فأين التجأ؟! وبمن اعتصم؟! لقد نادى في الظلمات: (أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، فسمع الله نداءه وأجاب دعاءَه، فنجَّاه من الغم، وكذلك ينجِّي المؤمنين ..

 

وانظروا لمن لجأ إلى غير الله!! هل وجد النجاة وهل وصل إلى مبتغاه؟! .. هذا ابن نوحٍ -عليه السلام- قال تعالى عنه: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)[هود: 42، 43] ..

 

إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل *** فلن يخيب لنا في ربنا أملُ

الله في كل خطب حسبنا وكفى *** إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ

من ذا نلوذ به في كشف كربتنا *** ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ

فافزع إلى الله واقرع باب رحمته *** فهو الرجاء لمن أعيت به السبلُ

 

 اللهم اهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

 

 

الخطبة الثانية:

 

عباد الله: إن من أعظم الثمرات التي ينالها العبد عندما يعلق آماله بالله ويتوكل عليه ويثق به: الحياة الطيبة بعيداً عن القلق والاضطرابات النفسية، والنجاة من الفتن، والثبات على الحق، والثواب على الصبر في مرضات الله، والفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر؛ إلى جانب حب الله له فيحبه أهل أرضه وسمواته، ويوضع له القبول، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء"(رواه مسلم 2/387) ..

 

وإن من أعظم مظاهر التعلق بالله: القيام بالفرائض الشرعية، وذكر الله كثيرًا، وقراءة القرآن، واللجوء إلى الله، وكثرة الدعاء والاستغاثة به والثقة به والصبر على الابتلاءات، والتوكل عليه، وحسن الظن به، واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزام سنته والدعوة إلى دينه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واليقين بموعود الله ووعده ووعيده ..

 

وحتى لا ننسى اللجوء على الله والتضرع بين يديه في سائر حياتنا، فقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ندعو كل ليلة عند النوم بدعاء عظيم كما روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازبٍ -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتيت مضجَعَك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجعْ على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مُت مُت على الفطرة، واجعلْهن آخرَ ما تقول"..

 

فثقوا بالله، وأحسنوا الظن به، وتوكلوا عليه، ولن يخيب رجاءكم، ولن يرد دعاءكم، وسيحفظكم من كل فتنة ..

 

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

اللهم إنا نسألك الأمن في البلاد، والإيمان في القلوب يا رب العباد..

 

اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.. آمنا في أوطاننا، وأصلح ذات بيننا وادفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار ..

 

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

 

 

 

المرفقات

لا تخيب رجائنا فيك

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات