عناصر الخطبة
1/ارتباط صلاح الجسد بصلاح المعتقد 2/ بين المؤمنين بالماديات والمتشبعين بالخرافات 3/ إثبات تسلط الشياطين على بني آدم 4/ تأثيرا الشيطان الحسية والمعنوية 5/ اختلاف النفوس في تأثرها بتسلط الشيطان 6/ القرآن علاج لأهل الإيمان 7/ مشروعية طلب العلاج وأسبابه 8/ تعلق ضعاف النفوس بالدجالين والمشعوذين 9/ صفات الدجالين والمشعوذين 10/ الثناء على ولاة الأمر في ردعهم للدجالين 11/ التعلق يكون بالقلب والفعل وبهما معا .اهداف الخطبة
إثبات تأثير الشيطان على الإنسان حساً ومعنىً / التحذير من السحرة والمشعوذين وبيان صفاتهم وخطرهم / تبيين مشروعية طلب الشفاء خاصة بالقرآن .عنوان فرعي أول
هل للشيطان تأثير حسي ؟عنوان فرعي ثاني
تداووا ولا تداووا بالحرامعنوان فرعي ثالث
عالم الدجل والشعوذةاقتباس
علاج أدوائكم في قرآنكم وفي سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وطلب العلاج مشروع، والأخذ بالأسباب المباحة مطلوب، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ((لكل داء دواءً، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله)) .
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله ربكم، فهو سبحانه أحق أن يطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر.
أيها المسلمون: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمه، ولا إله غيره. من اعتصم به هُدي إلى صراط مستقيم، ومن استعان به واستعاذ أوى إلى ركنٍ شديدٍ. نزَّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. أعظم ما تتعلق به القلوب رجاؤه. وأعذب ما تلهج به الألسن ذكره ودعاؤه. سبحانه وتقدس وتبارك لا شفاء إلا شفاؤه.
خلق الأجساد وعللها، والأرواح وأسقامها، والقلوب وأدواءها، والصدور ووسواسها.
أيها الإخوة: صلاح الجسد مرتبطٌ بصحة المعتقد، بل متى يصلح الجسد إذا لم يصلح المعتقد؟؟.
حين يضعف وازع الإيمان، ويختل ميزان الاعتقاد تختلطُ الحقائق بالخرافة، وتنتشر الخزعبلات والأوهام، ويفشو الدجل والشعوذة. ويضيع الحق بين فريقين؛ ضلاَّلٌ ماديون ينكرون الغيب وعالمه ويكفرون بما جاءت به رسل الله من الحقِّ، وكلُّ ما عدا المادة فهو عندهم أساطير وأوهامٌ من معتقدات المجتمعات البدائية، أساطير تخطَّاها الإنسان المتحضر. الإيمان بالغيب عندهم ردة حضاريةٌ إلى عصور الظلام.
يقابلهم فريق آخر عششت الخرافات في رؤوسهم وامتلأت بالخزعبلات صدورهم، تعلقت قلوبهم بالسحر والكهانة، ارتبطت مصائرهم بالتنجيم والعرافة، ضربٌ بالكف والرمل، ونظرٌ في الوَدَع والخرز، واستشفاء بالأنواء.
وكلا الفريقين قد سلك مسلك الجاهلية. أما الأولون فجاهليتهم الإعراض عن العلم المتنزل على رسل الله، ورفض ما جاء به المرسلون. فلاسفة وملاحدة وزنادقة: (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَـاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ) [غافر:83].
وأما الآخرون فاعتمدوا على التقاليد الفاسدة وبنوا حياتهم على الظنون والتخرصات وتعلقوا بأهل الكهانة والسحر والتنجيم فهم في لون آخر من الجاهلية الجهلاء؛ (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ) [النور:40].
أيها المسلمون: إن الإنسان جسدٌ وروحٌ، فكما يتأثر بالمادة وأسبابها من طعامٍ وشراب، وحَرٍ وقَرٍ، وغذاءٍ ودواءٍ، فإنه يتأثر بالمؤثرات الروحية بإذن الله.
فالشيطان وجنوده جعل الله لهم تسلطاً على بني آدم؛ (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى الاْمْوالِ وَالأولَـادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَـانُ إِلاَّ غُرُورًا) [الإسراء:64]. (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـاكِرِينَ) [الأعراف:17].
وأخبر نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: ((أنه ما من أحدٍ من بني آدم إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله، قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلمَ فلا يأمرني إلا بخير))، أخرجه مسلم. وفي خبر عند مسلم أيضاً: ((إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)).
بل إن هذا التأثير – أيها الإخوة – منه ما هو وسوسةٌ وإيحاءٌ، ومنه ما هو محسوسٌ وملموسٌ.
وتظهر الوسوسات والإيحاءات في صورٍ وأحوالٍ من الدوافع والانفعالات ففي هاجس الفقر وحب المال ومسالك الفحشاء: (الشَّيْطَـانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء) [البقرة:268]. وفي حب الأولاد والعواطف: (وَشَارِكْهُمْ فِى الاْمْوالِ وَالأولَـادِ) [الإسراء:64]. ((والنظرة سهم من سهام إبليس)). وفي انفعالات الغضب يتغلغل الشيطان ليخرج المرء عن طوره المعتدل فيسبُّ ويشتم ويقطع الرحم ويُطلِّق. وفي الحديث: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) 4 متفق عليه.
حتى انفعالات الغيرة النسائية أيتها الأخوات المسلمات للشيطان فيها نصيب. فحينما افتقدت عائشة رضي الله عنها حبيبها محمداً صلى الله عليه وسلم ذات ليلة أدركتها الغيرة. فقال لها عليه الصلاة والسلام: ((أو قد جاءك شيطانك؟ فقالت: أو معي شيطان؟ قال: نعم. قالت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم)) رواه مسلم.
بل إن الشيطان قد يبث المخاوف في النفس، ويهز القلوب بالقلق والحَزَن: (إِنَّمَا ذالِكُمُ الشَّيْطَـانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ) [آل عمران:175]. (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَـانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ)[ المجادلة:10].
ويترقى ذلك إلى بثِّ النزعات العدوانية: (وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَـانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ) الإسراء:53. وفي الخبر الصحيح: ((إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)).
أما التأثير المحسوس الملموس فقد أخبر عليه الصلاة والسلام: ((أن كل بني آدم يطعن في جنبه بإصبعه حين يولد – أي بإصبع الشيطان)). رواه البخاري، وقال أيضاً: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي)) رواه مسلم.
وهذه الآثار – أيها الأحبة – معنويها وحسيها لها علاجها ووقايتها إذا رزق العبد إرادة قوية مؤمنة متعلقة بربها واثقة به: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَـانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل:99-100].
جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي به مس من الشيطان فنفث عليه الصلاة السلام في فيه ثلاثاً وقال: ((بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله)).
واشتكى ابن أبي العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يأتيه يصرفه عن صلاته، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ذاك شيطان ثم ضرب على صدر ابن أبي العاص وقال: اخرج عدو الله - ثلاثاً - )) رواه ابن ماجه بسند صحيح.
وإذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل. وإذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر فإن الشيطان يبيت على خيشومه.
إذا كان الأمر كذلك – أيها المسلمون – فلتعلموا أن الناس تختلف في ضعف نفوسها، وقوة إرادتها، وصدق يقينها وتعلقها بربها، وقوة تأثير الوساوس عليها.
فأهل الإيمان والتقوى: (إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ الشَّيْطَـانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [الأعراف:201]. تذكروا ورجعوا إلى ربهم، موقنين أنه النافع الضار الحكيم المدبر: (فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) يهديهم ربهم بإيمانهم، فيعتدل حـالهم ويستقيم مزاجهم، اتقوا ربهم فجعل لهم نوراً يمشون به: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَـالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً) [الطلاق:2-3]. إنهم مؤمنون غير متذبذبين، متزنون غير مترددين، إيمانٌ راسخٌ، ومعتقدٌ ثابتٌ لا تقعدهم الضغوط، ولا تستفزهم الأوهام، شيطانهم في وسواسه خناس. نفوس طيبة بذكر الله مطمئنة، ترضى بربها، وتؤمن بما جاء من عنده، متطهرة من الغل صادقة في التعامل.
وثمَّت نفوس ذات تردد وتعجل، وقلة صبر وقلق، متسرعة في مواقفها، متقلبة في انفعالاتها، تتعرض للمزعجات النفسية، والمقلقات الداخلية، يتلبسها الخوف والاضطراب، والعدوان والغضب، ضعيفة الإبصار، مهتزة الجنان: (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى الْغَىِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ) [الأعراف:202]. سرعان ما ينساقون وراء الأوهام، بل ينجرون إلى ألوان من الانحرافات والمعاصي، فيكثر وسواسهم، ويعظم بغير الله تعلقهم، ويشتد بالخزعبلات اهتمامهم فيما يسمعون، وفيما يرون، وفيما يُعطون.
أيها الأحبة: إن عقيدة المسلم في كتاب الله واضحة وفي سنة رسول الله بينة. القرآن لهذه الأدواء هو الشفاء ولكنه لأهل الإيمان خاصة: (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82]. (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ هُدًى وَشِفَاء) [فصلت:44].
علاج أدوائكم في قرآنكم وفي سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وطلب العلاج مشروع، والأخذ بالأسباب المباحة مطلوب، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ((لكل داء دواءً، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله)) وقال أيضاً: ((ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً))، هذا هو لفظ البخاري، وزاد أحمد: ((عَلِمه من علمه وجهله من جهله)). وهذا الدواء لا يكون ولن يكون فيما حرَّم الله ورسوله، فتداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام.
((وليس منا من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكَهَّن أو تُكُهِّن له، أو سَحَر أو سُحِر له))، ((ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).
وحصول البرء والشفاء بيد الله وإذنه، فلا يأس من رَوح الله، ولا استبعاد لفرج الله، ((وعجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ولا يكون ذلك إلا لمؤمن)).
هذه هي العقيدة وهذا هو المنهج، ولكن أين العقيدة من أناس خفافيش القلوب ضعاف النفوس تعلَّقوا بالدجالين، ولحقوا بركاب المشعوذين؟ ضلُّوا في متاهات الكذب والكهانة، فساد معتقدٍ، وضياع مالٍ، ودوام مرضٍ.
إنكم تعلمون والمرضى يعلمون أنهم قلَّ ما يجدون عند هؤلاء الدجاجلة شفاء، ولكنهم قد يجدون عندهم راحةً نفسية لفترة قصيرة، ثم لا يلبثون أن ينتكسوا إلى حالٍ أشد، فلا شُفي لهم مريض، ولا ارتفعت عنهم حيرة. أضاع نفسه وخسر ماله، وهل سلم له دينه؟
غرقوا في دجل ومشعوذات وعُقَدٍ وهمهمات وعزائم وطلاسم وتلطخٍ بالنجاسات، في المقابر والخربات وبيوت الخلاء، يعقدون الخيوط، وينفثون العُقَد، ويوقدون المباخر، ونعوذ بالله من شر النفاثات في العقد. كثير منهم معالجون ذوو قلة في الديانة، وخبثٍ في النفس، وشرٍ في العمل، وفتنة للذين في قلوبهم مرض.
ناهيك بما يظهر من مخالفات في الدين بينة، في تكاسل عن الصلاة، وخلل في السلوك، وجرأة على الحرمات، وأكل لأموال الناس بالباطل، وخلوات بالنساء محرمة، بل قد يباشر ما لا يحل له من نظر ومـس.
إن ضرر هؤلاء يتعاظم، وخطبهم يشتد، فحقٌ على أهل العلم والإيمان أن يشتد نكيرهم، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فعلى ولاة أمور المسلمين أن يُخلِّصوا هؤلاء الضعاف العامةً من أشباه الرجال والنساء والصبيان، يخلصوهم من براثن الأفاكين الأكالين لأموال الناس بالباطل، عبدة الدرهم والدينار، الذين ينازعون الله رب العالمين ما اختصَّ به من الربوبية وعلم الغيب، ويُضبط ذلك وينظم بضوابط الشرع وما ينفع الناس.
ولقد حمد كل صاحب سنةٍ ودين ما قام به ولاة أمور هذه البلاد وفقهم الله من متابعة لهؤلاء المشعوذين والدجالين، وإنزال العقاب الرادع بهم بما تقضي به الشريعة المطهرة، سدد الله الخطى، وبارك في الجهود وزادهم إحساناً وتوفيقاً وحفظ الله على أمة الإسلام دينها وحسن معتقدها وأصلح بالها إنه سميع مجيب.
الخطبة الثانية:
الحمد لله كفى وشفى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر والوفا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على هديهم واقتفى.
أما بعد فيا أيها الناس: من تعلق شيئاً وُكل إليه، فمن تعلق بربه ومولاه رب كل شيء ومليكه كفاه ووقاه وحفظه وتولاه، فهو نعم المولى ونعم النصير، ومن تعلق بالكهنة والسحرة والشياطين والمشعوذين وغيرهم من أفاكي المخلوقين وكله الله إلى من تعلق به.
والتعلق يكون بالقلب وبالفعل ويكون بهما جميعاً، فالمتعلقون بربهم المُنْزِلون حوائجَهم به، المفوضون أمورهم إليه، يكفيهم ويحميهم يقرِّب لهم البعيد، وييسر لهم العسير، ومن تعلق بغير ربه، وسكن إلى رأيه وعقله واعتمد على دوائه وتمائمه وكله الله إلى ما تعلق به وخذله.
يقول عطاء الخراساني: لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت، فقلت: حدثني حديثاً أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز، قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيه داود، يا داود: أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم بي عبد من عبادي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن إلا جعلت له من بينهن مخرجاً، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء من يده، وأَسَخْتُ الأرض من تحت قدمه ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك.
ألا فاتقوا الله ربكم. وأحسنوا به الظن والمعتقد وأحسنوا العمل، فربكم سبحانه رب الأرباب ومسبب الأسباب، وتداووا ولا تداووا بحرام.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم