عناصر الخطبة
1/ ازدياد الفتن بمرور الأيام 2/ الفضائيات والإنترنت تتزعمان فتن اليوم 3/ مخاطر الفضائيات الهدامة 4/ سيطرة اليهود على وسائل الإعلام 5/ استهداف الشباب 6/ الإنترنت وخطره 7/ رقابة الآباء على أبنائهم 8/ أسباب سقوط الأبناء في هذا الوحلاقتباس
فتنةُ وسائلِ الإعلام بجميع ضروبها تتطور بشكل مذهل، ويترأسها الآن القنواتُ الفضائية والإنترنت، فقلَّ أن تجد من الناس من يستعملها في الخير المحض، ومن... فاليهود هم أشد الناس حربًا على الإسلام، فهل علمت أن هوليود أنتجت مائةً وخمسين فيلما للسخرية من الإسلام؛ لأن ملاكها من اليهود، هذا بعضٌ من عدائهم العقدي، وفي الجانب الآخر عداؤهم الخلقي، فلا تندهش عندما تعلم أن أغلب المواقع الإباحية على الإنترنت يملكها يهود، وأما...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد:
فيا معاشر المسلمين: لا يتقدم الزمن شيئًا من الأيام إلا وتتفتح على الأمة أبواب الفتن أكثر من ذي قبل، وتحدق الشرور والأخطار بالأمة الإسلامية، فتعصف بهم الفتن، وتتلبسهم، وحال الناس فيها كحال كلِّ من هجمت عليه فتنة، قد انقسموا إلى أحزاب وتضاربت أقوالهم، وتباينت اتجاهاتهم، وطعن كلُ ذي رأي في رأي صاحبه، وأصبحوا على شفا هلكة، وهذا أمر طبعي معروف في كل مجتمع تنصبّ عليه الفتن، وهو من الخطر العظيم الذي يخشى منه على الأمة، ولكن يزداد الخطر ويتفاقم إذا غفل الناس عن هذه الفتنة، وساروا فيها على ما تمليه عليهم، دون تروٍّ أو اتعاظ، ولنضرب لبعض الفتن التي تنفتح على الأمة شيئًا فشيئًا مثالاً، ليظهر المقصودُ وتتبين الحقائق، فمن شر الفتن التي تنصب على الأمة وهي طريق لكل بلاء، بل ووسيلة لكل فتنة، فهي أم الفتن، وضرامها، ووقودها، ولو تعقّل الناس فيها لقلبوا الفتنة إلى نعمة، والمحنة إلى منحة.
أيها المؤمنون: تلك الفتنةُ التي عنيت، هي فتنةُ وسائلِ الإعلام بجميع ضروبها، فهي تتطور بشكل مذهل، ويترأسها الآن القنواتُ الفضائية والإنترنت، فقلَّ أن تجد من الناس من يستعملها في الخير المحض، ومن قصد الخير أصابه من شررها الذي لا يكاد ينجو منه أحد، وإن المخيف في الأمر هروعُ شباب الأمة خلف زيفها والغرقُ في مستنقعاتها، بلا تأنٍّ، بل وبلا رقيب، ومن خالط الشبابَ سواء في وسط المجتمع أو في قاعات الدراسة يبكي دمًا لحال الشباب الذين هم عماد الأمة والذين هم أملها.
عباد الله: من هذا المنطلق سنركز الحديث في هذه الخطبة على أمرين: أحدهما: خطر القنوات الفضائية، والآخر: خطر الإنترنت -مستنقع نفايات الرذيلة-، ونختم بغفلة ولي الأمر الذي أصبح لفرط جهله بهذه الأمور، يساعد أبناءَه على الشر والفساد وهو لا يشعر، بل ربما تغافله أبناؤه على ما يريدون، وكل ذلك في ظل الثقة الزائفة التي يجني الولي منها الندامة في الغالب.
معاشر المؤمنين: القنوات الفضائية تجمع السم الزعاف الذي ليس له مصل يعالج به من أصابه سمها، إلا توفيقُ الله وعنايتُه، فهي تبث فساد المجتمعات، ورذائل أخلاقهم، إلى كل بيت يحوي تلك القنوات، فيا ليت شعري بيت كهذا كيف يتربى فيه أهله، بل كيف يكون للأبوين دور في الإصلاح؟! كيف لا يتساءل المرء عن ذلك؟! ونحن نرى الترويج الكبير للانحلال اللا أخلاقي، بل والتشجيع عليه من قبل جميع الدول، وكأن الجميع يريد إفسادَ الناسِ وسلخَهم من دينهم، نعم سلخَهم من دينهم!! فالشهوات هي التي تسلخ المرء من دينه فيبيع دينه من أجلها، فما أحلم الله على خلقه أن يتركهم يعصونه على أرضه التي جعلها لهم قرارًا.
عباد الله: قد يكون المروِّج لتلك المهازل الداعي له هو جمع المال، ولكن العجب ممن يبيع دينه ويشتري بماله الذنوب والآثام، مشجعًا لفجرة أو مومسات أو بغايا.
إن القنوات الفضائية يعرض فيها ما ينفر منه كل من له عقل ورجولة، فضلاً عن أهل الغيرة والدين، فلقد أنكر بعض الكفرة من النصارى وغيرهم بعض تلك الانسلاخات من القيم والمبادئ، فكيف لا ينكرها المسلمون!!
ولنعلم أن الشباب في سن المراهقة لا يجرهم ولا يستهويهم شيء مثل الشهوات، ومن هذا المنطلق يسعى أعداء الإسلام لِبَثِّ ما يفسد عقولَ أبناء المسلمين، فهل علمت أن نسبة الشباب الذين هم دون سن العشرين، يزيدون على خمسين بالمائة من أعداد سكان الجزيرة العربية، وهذا ما حدا بأعداء الملة خصوصًا اليهود أن يسعوا جاهدين إلى السيطرة على الإعلام في العالم، فهل تعلم أن اليهود فقط يملكون أكثر من ستمائة وسبعين صحيفةً موزعة في أنحاء العالم، فهم يعلمون أن من ملك الإعلام فإنه يملك العالم ويتصرف في الحكومات، ومن دلائل ذلك فضيحة كلينتون التي كان كل أطرافِها من اليهود، وانظر كيف عالج الإعلام الأمريكي هذه القضية، فمن خبثهم أنهم غيروا أسماء المشاهير منهم فاستبدلوها بأسماء نصرانية ليروجوا على الناس، حتى راج ذلك على كثير من المسلمين الذين يتابعون أفلام الغرب إن مر بخيالهم كراهية اليهود، فبيوت المسلمين يحل بها كل ليلة ضيوفٌ من الفنانين هم في الحقيقة من متعصبة اليهود الذين يكيلون العداء للإسلام وأهله، وتطهيرًا لبيت الله، ولأسماعكم أعرض عن ذكر أسمائهم.
فاليهود هم أشد الناس حربًا على الإسلام، فهل علمت أن هوليود أنتجت مائةً وخمسين فيلما للسخرية من الإسلام؛ لأن ملاكها من اليهود، هذا بعضٌ من عدائهم العقدي، وفي الجانب الآخر عداؤهم الخلقي، فلا تندهش عندما تعلم أن أغلب المواقع الإباحية على الإنترنت يملكها يهود، وأما في مجال السينما فحدث ولا حرج عن آلاف من أفلام الجنس الصريح التي أنتجها اليهود.
وهذا غير مستغرب من أعداء الملة، فلقد فضحهم الله بقوله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وأخبر أنهم لا يقبلون كل التنازلات إلا أن تدخل في دينهم، فقال: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
فهل يليق بمسلم أن يلهث خلف سراب الشهوات، عبر تلك الفضائيات.
اللهم احفظ علينا ديننا، وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين...
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله وراقبوه، وتفكروا في حالكم وأوضاعكم هل هي على رسم النبوة والهدى أم لا؟! فإن كانت الثانية ألا فليراجع كل منا نفسه، وليراجع طريق الخير والسداد، فما أسعدها من طرق.
معاشر المسلمين: إن الخطر الثاني الذي يحدق بالأمة هو ذلك الشبح الجاثم بثقله على صدور المجتمع، والشباب يسيرون خلفه وهم لا يشعرون، إنه الإنترنت، الذي قل أن يخلو منه بيت، ومن لم يستطعه في المنزل فقد هيئت له المقاهي التي وسمها أصحابها بسمات الفجور، إلا من رحم ربي وهم قلة.
عباد الله: إننا في هذه الخطبة لا نتكلم عن الجوانب الإيجابية، فأغلب خلق الله يوجد فيه جوانب خير وأخرى سلبية، حتى إبليس فلربما دلك على الخير ليبعدك عما هو أفضل منه، ولكننا نتحدث عما يفت في عضد الأمة والأمة عنه غافلة.
عباد الله: إن بعض الآباء يفرح أن ابنه يجيد استعمال الكمبيوتر، وهو شيء مفرح في الحقيقة، ولكن هل سأل الأب نفسه، كيف يستخدم ابني هذا الجهاز؟! إن هذا الجهاز يحتاج إلى رقابة، وإلا فاعلم أن ابنك يغوص في نفايات هذا الجهاز، وينهل من مستنقعات الرذيلة عبر الإنترنت وأنت لا تشعر، فالإنترنت لا يقل خطورة عن القنوات الفضائية، بل هو شقيقه ورضيعه في الرذيلة وهدم القيم.
أيها الناس: إن أبناءنا وللأسف يوجهون من الخارج، عبر هذه المخاطر، فلهذا لا غرابة أن ترى الشاب وقد اختلف مظهره، وتغير شكلُ مشيته، وظهر على قصات شعره أمارات التقليد المقيت لأعداء الله، حتى إنك لتستحي من النظر إلى بعض الشباب، ولربما تبكي إذا نظرت إلى صنف منهم، ألا تعلمون أيها المسلمون أن أبناءنا -إلا من رحم الله- يتداولون فيما بينهم الصور الخليعة، والدسكات التي تحمل ذلك، ألا تعلم أنهم يتبادلون فيما بينهم المواقع العفنة التي خلت من كل خلق فاضل، ألا تعلم أنهم يتداولون ذلك حتى في الجولات، والأدهى والأمر منه وجود الصور الفاحشة في بعض تلك الجوالات، ولنسأل عن ذلك المربين في المدارس لنقف على هذا الجانب الأليم.
عباد الله: هنالك أمور دعت إلى هذا السقوط في الهاوية، نمر سريعًا على بعضها:
الأول: ضعف الوازع الديني لدى الأبناء وبعض الآباء.
الثاني: عدم تقدير حجم الضرر الناتج من ذلك، أو الجهل به.
الثالث: ضعف الرقيب، فالأب ضعيف الشخصية لا يستطيع منع أبنائه عن هذه الترهات، وسبب ضعفه، هو سوء التربية، أو الخطأ فيها، فبعض الآباء يربي ابنه وكأنه يعيش قبل خمسين سنة، ولا يراعي تغير الزمن، والحوادث، والبعض الآخر يمنح ابن الثقة العمياء، والبعض منهم يقول: لا أستطيع أن أمنعه من كل رغباته، ويجب أن أكون معه متفاهمًا، فلا أجبره على شيء لا يرغب فيه، ولا أنهاه عن شيء يرغب فيه حتى يكون هو نفسه يأتمر أو ينتهي، وأقول: إن هذا جيد ولكن وسط ضوابط وشروط، أهمها: عدم تعميم القاعدة على كل مسألة، بعض المسائل لا تقبل هذا البته، بل يجب الحزم والمنع، أرأيت لو أن ابنك أراد تعاطي السم أكنت تاركه إن لم يقتنع بأضراره، فهذه الوسائل أشد فتكًا به لو تعلمون.
الرابع: إهمال الابن في سن الصغر، ثم إذا راهق الابن جاء الأب ليربي، وعندئذٍ يخسر الأب كثيرًا.
الخامس: غفلة كثير من المربين من معلمين ومرشدين ومديرين عن توعية أبناء المسلمين في ذلك، فدور المدرسة يجب أن يفعَّل في ذلك، فالمدرسة في هذه الأيام يجب أن تركز على التربية أكثر من تركيزها على التعليم.
السادس: الجهل المفرط بالواقع الذي نعيشه، والتحديات القائمة على الشعوب المسلمة.
معاشر المسلمين: إن الأمر يزداد خطورة عندما نعلم أن هذه الأخطار تقع أيضًا على البنات كذلك، فيا سبحان الله كيف يسمح لبنت كلها براءة أن تغوص في أوحال الفضائيات والإنترنت، فما أعظمها من غفلة!!
اللهم منَّ علينا بالعفة والسلامة من الآثام...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم