عناصر الخطبة
1/انحراف الفكر وخطره 2/أهمية الأمن والحفاظ عليه 3/ حادثة الطرفية الإجرامية 4/أهمية الالتفاف حول العلماء والأخذ منهم 5/فتوى هيئة كبار العلماء لمثل هذه الأحداثاقتباس
مَا حَدَثَ لرِجَالِ أمْنِنَا في الطُّرْفِيَةِ غَدْرٌ وخِيَانَةٌ؛ فَكَيفَ إذا كانَتِ الخيانَةُ والغَدْرُ بِاسْمِ الدِّينِ وَالجِهَادِ فِي سَبيلِهِ؟ إنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ! فَدينُ اللهِ تَعالى جَاءَ رَحْمَةً وَعَدْلاً بالخلقِ! وَجَاءَتْ شَريعَتُنا...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله كَاشِفِ البَلْوَى عَن المُؤمِنينَ، وَقَاصِمِ ظُهورِ الظَّالِمِينَ المُعْتَدِينَ، نَشهَد ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ لَهُ، المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ، ونشهَدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه، بَعَثَهُ اللهُ بَشِيرَاً وَنَذِيراً، وَرَحْمَةً وَسِرَاجَاً مُنِيراً، مَن أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ فَلنْ تَجِدَ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيَّاً وَلاَ نَصِيراً.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تعالى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَنَهيَهُ وَلا تَعصُوهُ: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)[البقرة:235].
أيُّها المؤمنونَ: أسْأَلُوا اللهَ العَافِيةَ مِن عَمَلٍ غَيرِ صَالِحٍ، أو فِكْرٍ غَير ِسَوِيٍّ. فَقَدْ قَالَ رَسُولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "وَمَا سُئلَ اللهُ شيئاً يُعْطَى أَحَبَّ إليهِ مِنْ أَنْ يُسألَ العافية"؛ فَالَّلهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالعَقْلِ، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
عِبادَ اللهِ: إنِّنا مُطالَبُونَ بالتَّمسُّكِ بِشَرِيعَتِنَا الغَرَّاءِ وَحِمَايَةِ جَنَابِهَا مِن أَيدِي العَابِثِينَ، وَالغُلاةِ والخَوَارِجِ المُعْتَدِينَ، أُولئِكَ الذينَ يَتَلاعَبُونَ بِالدِّينِ كَيفَمَا شَاءُوا، ومَن عَدِم العِلمَ تَخَبَّطَ فِي الظُّلَمِ!
عبادَ اللهِ: انحرَافُ الفِكْر ِوعَدَمُ العلمِ سَبِيلُ الشَّيطان في التَطَرُّفِ والفسادِ، والضلال ِوالهلاكِ؛ إذْ كيفَ يَجْرؤُ مُسْلِمٌ، عَلى خِيانَةِ العَهْدِ وَالمِيثَاقِ؟! كيف يَجْرُؤُ على إزهَاق ِنَفْسِهِ وَغَيرِهِ؟! أين هؤلاءِ الأغرارِ من نصوص ِالكتاب والسنة؟! ألم يقرؤوا قولَ الله تَعَالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)[النساء:107]، وَقَولِ رَسُولِنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فِي أَكْبرِ تَجَمُّعٍ لَهُ: "أَلا إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَليكُم دِمَاءَكُم وَأَمْوالـَكُم. وَيلَكُمْ انْظُرُوا لا تَرجِعُوا بَعْدِي كُفَّارَا يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعْضٍ"؟!.
رَحِمَ اللهُ أَرْوَاحَ إخْوَانِنَا الذينَ قُتِلوا في حادثِ الطُّرْفِيَةَ هَذا الأسْبُوعَ، بِأَيدٍ خَائِنَةٍ خَائِبَةٍ، وَنَسأَلُ اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَ رِجَالَ أمْنِنَا وَمَنْ مَعَهُمْ شُهداءَ عندهُ يومَ القيامةِ؛ فهم مُسلِمونَ مُتَعَبِّدونَ للهِ تعالى، قَائِمُونَ بِوَاجِبِهمْ، فِي حِفْظِ الأمْنِ وَاسْتِتْبَابِهِ!
عبادَ الله: الدِّفاعُ عن شَرِيعَتِنَا الغرَّاءِ، وتَعْرِيَةُ طُرُقِ الْمُفسدِينَ والعَابِثينَ، فَرْضٌ على المسلمينَ، ويتأكَّدُ ذَلِكَ عَلى العُلمَاءِ والإعلامِ، والدَّعاةِ والُخَطَبَاءِ؛ فالأمنُ كَنْزٌ ثَمينٌ، فِي ظِلِّه تُحْفَظُ النُّفُوسُ وتُصَانُ الأعْرَاضُ والأمْوَالُ وتَأْمَنُ السُّبُلُ وتُقَامُ الحُدُودُ، في ظِلِّ الأمْنِ تَقُومُ الدَّعْوَةُ إلى الله وتُعمَرُ المسَاجِدُ، ويَسُودُ الشَّرْعُ ويَفْشُو المَعْروفُ ويَقِلُّ المُنْكَرُ ويحْصُلُ الاستِقْرارُ. ولا يَسْتَقيمُ أمرُ الدِّينِ إلاَّ مَعَ وُجُودِ الأمنِ، والأمْنُ يَحْتَاجُ إلى جُهْدٍ ومُصَابَرَةٍ؛ فلا يَقُومُ إلاَّ بِرِجَالٍ مُخلِصينَ، يَحرُسُونَ البِلادَ، ويحمُونَ الثُّغورَ، فَكانَ حَقُّهُمُ الإجلالُ والاحترامُ، والأمنُ والأمانُ والدُّعاءُ، وألاَّ نرضى لأيِّ أحَدٍ أنْ يَمَسَّهم بسوءٍ.
أيُّها المؤمنونَ: مَا حَدَثَ لرِجَالِ أمْنِنَا في الطُّرْفِيَةِ غَدْرٌ وخِيَانَةٌ؛ فَكَيفَ إذا كانَتِ الخيانَةُ والغَدْرُ بِاسْمِ الدِّينِ وَالجِهَادِ فِي سَبيلِهِ؟ إنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ؛ فَدينُ اللهِ تَعالى جَاءَ رَحْمَةً وَعَدْلاً بالخلقِ! وَجَاءَتْ شَريعَتُنا لِتَحفَظ الأَنْفُسَ الْمَعصُومَةَ مِن تَلَفِها أو التَّعدِّيَ عَليها بغَيرِ حقٍّ؛ فَيَا وَيْلَ مَنْ يَعْتَدُونَ وَيَبْغُونَ وَيَقْتُلُونَ، قالَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء:93].
يَا مُسْلِمُونَ: مَا خَرَجَ أحَدٌ عَن جَادَّةِ الحَقِّ وَالوَسَطِ وَالصَّوابِ، إلاَّ سلَكَ أَحَدَ طَرِيقَينِ: إمَّا الْجَفَاءَ والإعرَاضَ، وإمَّا الغُلوَّ والإفرَاطَ، وهذه إحدى مَصَائِدِ الشَّيطَانِ ومَكَائِدِهِ؛ فيا مؤمنونَ: (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)[المائدة:77].
وإنَّ المَدخَلَ الخطِيرَ الذي قادَهم إلى استِبَاحَةِ الدِّماءِ والاستخفَافِ بها، هو التَّكْفِيرُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُنا وقُدوتُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ".
وَقَدْ حَذَرَ الصَّحابيُّ الجليلُ وهبُ بنُ مُنبِّهٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ فِرْقِ الخَوارِجِ فَقَالَ: "وَاللهِ مَا كَانَتِ الخَوَارِجُ جَمَاعَةً قَطُّ إلَّا فرَّقها الله على شَرِّ حالاتِها، وما أَظْهَرَ أَحَدٌ مِنْهُم قولَهُ إلَّا ضَرَبَ اللهُ عُنُقَهُ. ولو مَكَّن اللهُ لَهُمُ مِن رَأْيِهِمُ لَفَسدَتِ الأَرْضُ، وقُطِّعَتِ السُّبُلُ وَلَعَادَ أَمْرُ الإسلامِ جَاهِليَّةً؛ فَاحْذَرُوا -أيُّها الأَحْدَاثُ الأَغمَارُ- لا يُدخِلُونَكم في رَأيهم المُخالِفُ فإنَّهم عُرَّةُ هذهِ الأُمَّةِ (أي: شَرُّهُم)" ا.هـ.
فيا شبابَ الإسلامِ: كَيفَ يجرؤُ مُسلِمٌ على قَتلِ مُسلِمٍ ورسولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَزَوالُ الدُّنْيَا أهونُ عِندَ الله مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ". وَصَدَقَ رَسُولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- حينَ قَالَ: "لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".
يا شبابَ الإسلامِ: الزموا غرزَ عُلمَائِكم واصْدُرُوا عَنهم فَهُم مِن أُولِي الأَمْرِ الذينَ أُمِرْنَا بِطاعَتِهم واتِّباعِهم، ولا تَغُرَّنَّكُم الشِّعاراتُ البَرَّاقَةُ، ولا الخُطَبُ الرَّنَّانَةُ، ولا المَوَاقِعُ المَشْبُهَةُ، ولا النَّوائِحُ المُسْتَأجَرَةُ؛ فواللهِ إنَّا لكم مُحبُّونَ وعليكم خائِفونَ فاتَّبعوا سبيلَ المؤمنينَ: (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الأنعام:153].
فَاللهم إنا نعوذ بك من مُضلاتِ الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمننا وبلادنا بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، وشتت شمله، واجعله عبرة للمعتبرين يا رب العالمينَ.
وَأستَغفِرُ اللهَ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسلِمِينَ مِن كُلِّ فاستَغْفِرُوهُ؛ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمد لله، لا مانعَ لِما أعطاهُ، ولا رادَّ لِما قَضَاهُ، نَشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا مَعبودَ بِحقٍّ سِواهُ، ونَشهدُ أنَّ محمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ومُصطَفَاهُ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه وَمَنْ والاهُ.
أمَّا بعدُ: فأوصِيكُمْ ونَفْسي بِتَقْوى، (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[المائدة:100].
عِبَادَ الله: لَقَدْ عَلِمَ العُلَمَاءُ أَنَّ اللهَ تعَالَى قَدْ أَخَذَ عليهمُ العَهْدَ وَالمِيثَاقَ أنْ يُبَيِّنُوا لِلنَّاسِ الحَقَّ وَلاَ يَكْتُمُونَهُ؛ فَمِمَّا قَالَهُ أَعْضَاءُ هَيئَةُ كِبَارِ عُلماءِ المَمْلَكةِ -وَفَقَّهُمُ اللهُ-: "أنَّنا نَحمَدُ اللهَ على ما مَنَّ به علينا من اجتماع كَلِمَتِنَا وَتَوَحُّدِ صَفِّنَا على كتابِ اللهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ في ظلِّ قيادةٍ حكيمةٍ لها بيعَتُها الشَّرعيَّةُ، أدام الله توفيقَها وتسديدَها، وحفظَ اللهُ لنا النِّعمةَ وأتَمَّها، وإنَّ المحافظةَ على الجماعةِ من أعظمِ أصولِ الإسلام، ومِمَّا عَظُمت وصيةُ الله تعالى به؛ إذْ يَقُولُ: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]. وَهِيَ وَصِيَّةُ نَبيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ لَنَا: "يدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ". وإنَّ هيئةَ كِبَارِ العُلماءِ تَدعوا الجَمِيعَ إلى بَذْلِ كُلِّ الأَسْبَابِ التي تزيدُ من الُّلحمَةِ، وتُوثِّقُ الأُلفَةِ، وتؤكِّد على وجوب التَّنَاصُحِ والتَّفَاهُمِ والتَّعاونِ على البِرِّ والتَّقوى؛ إذ الأمَّةُ في بلادِنا جماعةٌ واحدةٌ تَلتَزِمُ الجماعةَ وتناصحُ بِصِدقٍ، مَعَ الاعْتِرافِ بِعَدَمِ الكَمَالِ، وَالإصلاحُ يَكُونُ بِالأُسْلُوبِ الشَّرعي الذي يَجْلِبُ المَصْلَحَةَ، وَيَدْرَأُ المَفسَدةَ. والأسلوبُ الشَّرعيُّ الذي لا يكونُ معه مَفْسَدَةٌ، هو المُنَاصَحَةُ" ا.هـ.
أيُّها المُسْلِمُون: مَا حَصَلَ قَبلَ أيَّامٍ لِرِجَالِ أمْنِنَا في الطُّرْفِيَّةِ، لهو غدرٌ وخيانةٌ! كيفَ وَقَدْ قالَ اللهُ تَعَالى: (وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)[يوسف:52]. ولو عَلِمَ هؤلاءِ الأغرارُ قُبْحَ صَنِيعِهِمْ، وَخُطُورَةَ وَعُقُوبَةَ غَدْرِهِمْ، لَمَا أَقْدَمُوا على هذهِ الأَعْمَالِ الدَّنيئَةِ؛ فَكيفَ يَفعَلونَ مَعَ قولِ اللهِ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)[النساء:107].
قالَ الشَّيخُ السَّعدِيُّ رَحمَهُ اللهُ: فَكلُّ خَائِنٍ لا بُدَّ أنْ تَعودَ خِيانَتُهُ وَمَكْرَهُ عَلَى نَفْسِهِ، ولا بُدَّ أنْ يَتَبَيَّنَ أَمرُهُ. في صحيحِ مُسلمٍ أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ".
عبادَ اللهِ: إنَّ جريمَتَهُمْ محاوَلَةٌ فَاشِلَةٌ لِزعزَعَةِ أَمْنِ بِلادِنا وَلَكِنْ خَابُوا وَخَسِروا، وَصَدَقَ اللهُ: (فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج:46]. إنَّ عَمَلَهُمُ الإجرامِيُّ هذا يَخدِمُ أعداءَ الإسلامِ، في تَشويِهِ صُورةِ الإسلامِ وأهلِهِ في أنظَارِ الْمُسلِمينَ وغيرِهِم.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم ارزقنا إيماناً صادقا، وعلما نافعا، وعملا صالحا متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من مُضلاتِ الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم من أرادنا وديننا وأمننا وبلادنا بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وشتت شمله واجعله عبرة للمعتبرين يارب العالمين.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى وأعنهم على البر والتقوى وارزقهم بطانة ًصالحة ًناصحة يا رب العالمين.
اللهم أدم على بِلادِنا أَمنَها واستقرَارَها، وزِدْها هُدىً وعَدلاً وتَوفيقاً.
اللهمَّ إنا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظَهَر منها وَمَا بَطَنَ ياربَّ العالمين.
اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر يا ربَّ العالمين.
اللهم تقبل شهداءنا في الصالِحين اكفنا شرَّ الأشرارِ ورُدَّ كيدهم في نحورهم، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عبادَ الله: اذكروا الله العظيمَ يذكُركم، واشكروه على عمومِ نعمه يَزِدْكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم