الغيرة من مكارم الأخلاق

حسان أحمد العماري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ قصة مؤثرة 2/ الغيرة خلق حميد 3/ أنواع الغيرة 4/ ضعف الغيرة في نفوس المسلمين 5/ أسباب ضعف الغيرة

اقتباس

الغيرة خلق حميد، وخلة جميلة، وصفة جليلة، وهي سمة عباد الله الصالحين وجنده المفلحين، والغيرة سياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة، وفيها صيانة للأعراض، وحفظ للحرمات، وتعظيم لشعائر الله وحفظ حدوده، وهي مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب، ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل، فإذا هم يغارون على أعراض جيرانهم حتى من هوى أنفسهم...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي عزّ جلاله فلا تدركه الأفهام، وسما كماله فلا يحيط به الأوهام، وشهدت أفعاله أنه الحكيم العلام، الموصوف بالعلم والقدرة والكلام، سبحانه هو الله الواحد السلام، المؤمنون حبب إليهم الإيمان وشرح صدورهم للإسلام، ويقبل التوبة ويكشف الحوبة ويغفر الإجرام، تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير شهادة من قال: ربى الله ثم استقام.

 

الله ربـي لا أريـد سـواه *** هل في الوجـود حقيقة إلاه

يا من له وجب الكمال بذاته *** فالكـل غـاية فوزهم لقياهُ

عجز الأنام عن امتداحك إنه *** تتصـاغر الأفكار دون مداهُ

من كان يعرف أنك الحق الذي *** بهر العقول فحسبه وكفاهُ

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسولهـ وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

عباد الله: تقدمت امرأة إلى قاضي الري -مدينة في إيران اليوم-، يوم أن كان الإسلام يحكم والعدل يسود، فادَّعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكر الرجل، فجاءت ببينة تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا، فلما صمَّموا على ذلك قال الزوج: "لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدَّعيه". فأقر بما ادَّعتْ ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها، فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه، وأنه إنما أقر ليصون وجهها عن النظر: هو في حِلٍّ من صداقها عليه في الدنيا والآخرة. اهـ.

 

زاد الحافظ السمعاني في "الأنساب": "فقال القاضي -وقد أعجب بغيرتهما-: يُكْتَبُ هذا في مكارم الأخلاق". اهـ. ذكر ذلك الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في حوادث سنة 286.

 

إن الغيرة خلق حميد، وخلة جميلة، وصفة جليلة، وهي سمة عباد الله الصالحين وجنده المفلحين، والغيرة سياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة، وفيها صيانة للأعراض، وحفظ للحرمات، وتعظيم لشعائر الله وحفظ حدوده، وهي مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب، ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل، فإذا هم يغارون على أعراض جيرانهم حتى من هوى أنفسهم، يقول عنترة مفاخرًا بنفسه:

 

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها

 

وقد نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأمة على عظم ومنزلة هذا الخلق الفاضل حيث قال: "إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه". البخاري 5223.

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا أحد أغير من الله -عز وجل-؛ لذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله -عز وجل-". رواه البخاري ومسلم. وفى رواية: "المؤمن يغار والله أشد غيرة". رواه البخاري ومسلم.

 

وكان -صلى الله عليه وسلم- يغار على محارم الله؛ تقول عائشة -رضي الله عنها-: "وما انتقم رسول الله لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله بها". رواه مسلم.

 

وفي الصحيحين في خطبته -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف أنه قال: "يا أمة محمد: والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمة محمد: لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً". ثم رفع يديه، فقال: "اللهم هل بلغت؟!".

 

وإذا غار المولى -سبحانه وتعالى- على حرماته التي تنتهك وحدوده التي تضيع كان الهلاك والدمار والخراب على من تعدى وتمادى وتجبر وظلم، وصدق الله إذ يقول: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر:72]. سكروا بحب الفاحشة وبارتكاب المعاصي وبالتفريط بالواجبات وبانتهاك الحرمات، فلا يبالون ذَمًّا، ولا يخشون لومًا، ثم إنهم لم يجدوا في المجتمع من يغار على حرمات الله فيأمر بمعروف وينهى عن منكر ويقول كلمة الحق، فكانت النتيجة: (فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر:73-77].

 

أيها المؤمنون عباد الله: الغيرة أنواع كثيرة؛ فمن ذلك غيرة الزوج على زوجته ومحارمه، فيصون عرضهن ويحفظ كرامتهن ولا يعرضهن لمواطن الريبة ولا يرضى بتقصيرهن في هذا الجانب، وعليه بتربيتهن على الطهر والعفاف والحياء، قال سعد بن عبادة -رضي الله عنه-: "لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني". رواه البخاري ومسلم.

 

ولما دخل أصحاب الفتنة على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يريدون قتله نشرت زوجه نائلة شعرها، كأنها تستنصر بمروءة هؤلاء الثائرين، فصرخ فيها عثمان وهو يقول: "خذي خمارك؛ فلعمري لدخولهم عليَّ أهون من حرمة شعرك". 

 

فالرجل يغار على زوجه غيرة يصونها بها ويحفظها من كل ما يخدش شرفها ويمتهن كرامتها، وهذا علي -رضي الله عنه- يوم أن كان خليفة للمسلمين يرسل لإحدى المدن في ولاية من ولايات الدولة الإسلامية يخاطب أهلها يقول: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العُلوج -كفار العجم- في الأسواق، ألا تغارون؟! إنه لا خير فيمن لا يغار".

 

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث". رواه الإمام أحمد 6180، وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح الجامع.

 

ومن ذلك غيرة الزوجة على الزوج، وقد سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة يوماً: "أغرت؟!"، فتعجبت وقالت: "وما لي أن لا يغار مثلي على مثلك!!". رواه مسلم.

 

والغيرة بين الزوج وزوجته إذا زادت عن حدها كانت نقمة على الشخص وعلى من حوله، فكثير مما يسمى جرائم العرض والشرف قد ترتكب بسبب الشائعات، ما يترتب عليه إزهاق الأرواح في بعض الأحيان دون وجه حق ودون تثبت بسبب الغيرة القاتلة، والمسلم لابد أن يحكم الشرع في كل تصرفاته وأن لا يكون مطية للشيطان والهوى، ولن يجني بعد ذلك إلا الندم والخسران، وهناك الغيرة على حدود الله ومحارمه، فلا ينبغي للمسلم أن يرى المنكر يمارس أمامه، فلا تتحرك نفسه لتغيير ولو حتى بأقل درجاته وهو التغيير في القلب والإعذار إلى الله.

 

عن النعمان بن بشير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا". رواه البخاري والترمذي.

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم.

 

وانظروا إلى هذا الهدهد الطائر الضعيف غضب أيما غضب يوم أن رأى قوم سبأ يسجدون للشمس من دون الله، فهل غضب وتركهم وقال: ذنبهم على جنبهم؟! ما لي ولهم؟! لا، بل جاء معلناً غضبه أمام نبي الله سليمان -عليه السلام- وخلّد الله له ذلك في الكتاب ليكون الهدهد ذلك الحيوان الصغير الضعيف عبرة وقدوة لمن ماتت أو ضعفت في قلوبهم الغيرة على محارم الله: (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [النمل:24]، وما أخبره بالقضية وتركه بل تابع القضية حتى كان سبباً في هدايتهم! وهذا البحر الذي يستمتع الناس بمنظره ويرتكبون العظائم على شواطئه فإنه يغار لانتهاك محارم الله، أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؛ فقد أخرج الإمام أحمد عن عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ، فَيَكُفُّهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ". رواه أحمد (286). وفي رواية أخرى: "ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق ابن آدم والملائكة تعاجله وتهلكه، والرب -سبحانه وتعالى- يقول: دعوا عبدي".

 

وانظروا إلى الفيضانات والأعاصير التي تدمر المدن وتقتلع الأشجار وتغرق العمارات وتهلك الحرث والنسل، كل ذلك غيرة على محارم الله، فالله أكبر!! أمِنَ الجمادات من يغار على محارم الله أكثر من العبد المؤمن الموحد!! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر العظيم.

 

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.

 

 

الخطبة الثانية:

 

عباد الله: لا شك أن في مجتمعاتنا اليوم وفي سلوكيات الكثير من أبناء الأمة دلالات واضحة على ضعف الغيرة، فتجد أن الكثير من المنكرات والانحرافات الأخلاقية والتعدي على حدود الله ومحارمه ترتكب وتمارس دون أن يكون هناك ذرة من حياء أو تأنيب ضمير أو وازع من دين، سب ولعن وعقوق وقطيعة رحم وظلم وسفك دماء وهتك أعراض وتبرج وسفور وتساهل بأحكام الشرع وتوجيهاته وضعف في تربية الأهل والأولاد وتعليمهم وتزكية أخلاقهم، بل قد تجد من يجاهر بهذه المعاصي وغيرها فتنتشر الجريمة وتشيع الفاحشة وتسوء الأخلاق، وإذا كانت هذه التصرفات تصدر من أفراد أو فئة من الناس وكان المجتمع وبقية أفراده لا يقومون بالنصح والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتجدهم لا يتأثرون ولا تتمعر وجوههم غضباً لله، ولا يشعرون بخطورة الأمر وبواجبهم في الحفاظ على سلامة المجتمع وأمنه وخلوه من الأمراض التي تهدم بنيانه وتقوض أركانه، فإن الآثار السيئة المترتبة على ذلك ستطال الجميع، وإن غضب الله وعقابه لن يستثني أحدًا، وإنَّ من سُنن الله الماضية أن يُسَلِّط عقوباته على المجتمعات التي تفرِّط في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إِسْرائيلَ عَلى لسان دَاودَ وعيسى بن مَرْيَمَ ذلكَ بِما عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدونَ * كَانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلونَ) [المائدة: 78- 79].

 

إن هزائم الأمم وانتكاسات الشعوب لا ترجع إلى الضعف في قواها المادية ولا إلى النقص في معداتها الحربية، من يظن هذا الظن ففكره قاصر ونظره سقيم، إن الأمم لا تعلو -بإذن الله- إلا بضمانات الأخلاق الصلبة في سير الرجال، بل إن رسالات الله ما جاءت إلا بالأخلاق وإتمام الأخلاق بعد توحيد الله وعبادته: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

 

الأخلاق الفاضلة يضعف أمامها العدو، وينهار أهل الشهوات، وحينما يكون المجتمع صارماً في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيوراً على كرامة أفراده وأمته، مؤثراً رضا الله على نوازع شهواته، حينئذ يستقيم مساره وتصلح أحواله، وقد وصف الله المجتمع المسلم بذلك المجتمع الإيجابي الذي تنبعث منه الحياة، فلا يرضى بالسلوك الفاسد أو الخلق السيئ، فقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [التوبة:71]، وخاطب الله -سبحانه وتعالى- الفرد وحثّه على الخير والعمل به وتربية من يعولهم عليه فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].

 

عباد الله: إن من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف خلق الغيرة في النفوس: ضعف الإيمان والتنافس على الدنيا ونسيان الآخرة  وحب المعاصي، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار الغيرة في القلب، قال ابن القيم: "فصل: ومن عقوباتها -أي المعاصي- أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن، فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد". الجواب الكافي (1/43).

 

ومن ذلك: الانخداع بالحضارة الغربية، والفن الهابط والإعلام الفاضح، فقد أملى الشيطان لكثير من خلق الله أنه لا حضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية على كافة المجالات إلى المجتمعات الإسلامية، فتخلقوا بهذا الخلق وربوا عليه أبناءكم وأهليكم، وقوموا بفريضة النجاة والفلاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسعدوا في حياتكم وأخراكم.

 

اللهم إنا نسألك السلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، ونسألك اللهم أن تحفظ أعراضنا وأموالنا ودماءنا من كل كافرو حاقد ومجرم عابث، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان يا رب العالمين.

 

هذا؛ وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

المرفقات

من مكارم الأخلاق

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات