العدل والهداية

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-07 - 1444/03/11
عناصر الخطبة
1/ العدل قِوام الخَلق 2/ وجوب تحرِّي العدل 3/ العدل طريق للهداية 4/ قصة النجاشي أنموذجا 5/ استبقاء الدولة بالعدل

اقتباس

فمن أسباب إطالة عمر الأمم وإطالتها نشر العدل، هي سنة من سنن الله في الكون، وليس سلوك الحكومات أو الأنظمة هي ميزان العدل الذي يؤدي إلى بقاء الأمم، لا! وإنما هي الثقافة العامة للناس، والسلوك الدارج لدى ثقافات الشعوب أكثره العدل... فقد تسقط الحكومة الظالمة ولا ..

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

جاء فيما مضى أن الخَلق كله قائم على العدل، وأن العدل يتخذ أشكالا عديدة في الحياة بعضها معروف وبعضها يخفى على الكثيرين، فهو ينطبق على أكبر العبادات: التوحيد، فتوحيد الله بالعبادة هو العدل، والشرك به هو الظلم.

والعبادات الأخرى تستلزم كذلك العدل في الأداء بلا تفريط ولا إفراط، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟" قلت: بلى، قال: "فلا تفعل، قم ونم، وصم وأفطر؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإنّ لزورك عليك حقاً، وإنّ لزوجك عليك حقاً".

إذاً؛ للصلاة حق وللصوم حق ولكن ليس على حساب حق الجسد وحق العين وحق الزوجة، فحياة الإسلام حياة العدل وإحقاق الحقوق، بل إن الله تعالى حرَّم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على الناس، كما في الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى قال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما؛ فلا تَظَالموا".

ولذلك يجب تحري العدل في كل الحياة، وتحريه كذلك من قبل كل مسؤول تجاه من هو مسؤول عنه، من الحاكم تجاه رعيته إلى الوزير تجاه مسؤولياته إلى ما دون ذلك من المسؤولين حسب درجاتهم، حتى حارس الباب، يجب على كل هؤلاء تحري العدل.

بعض الناس ينسى نفسه إذا تكلم عن ظلم بعض الحكام: هؤلاء الطغاة، ذاك الطاغية، وهو في نفسه بعيد عن العدل في كثير من جوانب الحياة!.

صحيح أن الإثم بحسب حجم الطغيان؛ ولكن على الإنسان أن يركز على إنقاذ نفسه أولا؛ ولذلك يلزم العدل في أخص التعاملات بين الناس: الأب مع أبنائه وبناته، والأم كذلك معهم، بل يلزم العدل في التعامل حتى مع البهائم، فكيف البشر؟.

صح في البخاري وغيره من حديث ابن عمر قوله: "عُذِّبَت امرأةٌ في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".

بل إن الهرة ذاتها لتأخذ بثأرها من تلك المرأة إحقاقا للعدل، ففي مسند الإمام من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة الكسوف ثم خطب، ثم قال ضمن خطبته: "لقد عُرِضَت عليَّ الجنة حتى لو أشاء لتعاطيت بعض أغصانها، وعُرضت علي النار حتى إني لأطفئها خشية أن تغشاكم، ورأيت فيها امرأة من حمير سوداء طوالة تُعَذَّب بهرة لها تربطها فلم تطعمها ولم تسقها ولا تدعها تأكل من خشاش الأرض، كلما أقبلت -أي المرأة- نهشتها -أي الهرة- وكلما أدبرت نهشتها...".

فالعدل واجب حتى مع البهائم، وإلا فالقصاص! ولقد جاء في صحيح الترغيب من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَحْفَةِ شَاةٍ، وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ، وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "أَفَلا قَبْلَ هَذَا؟"، يعني: أفلا حددت شفرتك قبل هذا؟ "أَوَ تُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَتَيْنِ؟".

معاشر المسلمين: صح في المسند من حديث عبدالله بن عمرو أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن بما أقسطوا في الدنيا"، وفي زيادة عند البخاري: "الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".

إن النفس العادلة أقرب إلى نور الهداية من غيرها؛ لأن العدل الذي تحبه النفس وتمارسه يمكن أن يقودها إلى الإسلام دين العدل، ففي قصة الهجرة الأولى عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خشي على بعض المسلمين من بطش قريش قال لهم: "إن في أرض الحبشة ملك لا يظلم أحد عنده"، إذاً؛ هذه هي ميزته، "لا يُظلَم عنده أحد"، ميزانه العدل، "فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه".

تقول: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جوار، أمِنّا على ديننا وعبَدنا الله لا نؤذَى ولا نسمع شيئا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يُستطرَف من مَتاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأَدَم -الجلود المدبوغة- فجمعوا له الكثير منها ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا وأهدوا له هدية.

ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدما إلى النجاشي هداياه، ثم اسألاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم.

قالت: فخرجنا حتى قدمنا على النجاشي ونحن عنده بخير دار، وعند خير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردوهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم.

فقالوا لهما: نعم، ورتبوا أمورهم، ثم إنهما قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك -النجاشي كان نصرانيا- وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا، واعلم بما عابوا وعاتبوهم فيه.

فقالت بطارقته حول النجاشي: صدقوا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليردوهم إلى بلادهم وقومهم.

قالت: فغضب النجاشي -تأملوا في مراعاته للعدل- قال: لاها الله، "هذه الكلمة تطلق للقسم" إذن لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فان كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني.

قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاهم فلما جاءهم رسوله -رسول النجاشي- اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض -أي أن الصحابة تشاورا فيما بينهم- ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول: والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم- كائنا في ذلك ما هو كائن، فنقول الحق مهما حصل، فلما جاءوا وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين واحد من هذه الأمم؟.

قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال له: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان.

وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم؛ ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصيام.

قالت: فعدد عليه أمور الإسلام، قال: فصدقناه وآمنا به وتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك، اخترناك على مَن سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.

قالت: فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه علي، قالت: فقرأ عليه صدراً من (كهيعص)، قالت: فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [مريم:2]، ثم قال لهم النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكادون!.

قالت فلما خرجنا من عنده قال عمرو بن العاص -وكان وقتها مشركا-: والله لآتينه غدا بشيء عنهم أستأصل به خضراءهم، قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة، وكان اتقى الرجلين فينا: لا نفعل؛ فان لهم أرحاما وان كانوا قد خالفونا. قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد.

قالت: ثم غدا عليه من الغد فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما، فأرسِل إليهم فسلهم عما يقولون فيه.

قالت فأرسل إليهم ليسألهم عنه. قالت: ولم ينزل بنا مثلها قط، فاجتمع القوم، ثم قال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله وما جاءنا به نبينا، كائنا في ذلك ما هو كائن.

فلما دخلوا عليه قال لهم: ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟ قالت: فقال جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم-: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.

قالت: فضرب النجاشي بيده الأرض، فاخذ منها عودا ثم قال: والله! ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود.

قالت: فتناحرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال اذهبوا فانتم شيوم بأرضي، أي: الآمنون. قال: مَن سبكم غرم، فما أحب أن لي جبلاً من ذهب واني آذيت رجلاً منكم، ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها -الجلود المدبوغة رجعها عليهم كلها- فو الله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه.

قالت: فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار.

هكذا يبارك العدل في الحياة لصاحبه فيقوده إلى الهداية، بل لما مات النجاشي نعاه النبي -صلى الله وسلم عليه- وأمر أصحابه أن يصلوا عليه، فعن جابر قال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين مات النجاشي: "مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ" أخرجه البخاري.

أسأل الله أن يحسن ختاماتنا بهداه، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

أما بعد: إن العدل قوام الحياة، وبدون العدل تتوحش الحياة، وتصبح كئيبة ومخيفة وغير قابلة للعيش؛ لأن غياب العدل يؤدي بالناس إلى الشعور بالخوف، والشعور بعدم الاستقرار، لأن حقوقهم ضائعة. ولا يستمر مجتمع على هذا الوضع طويلا؛ فالإنسان من فطرته دفع الخوف والبحث عن الأمن والاستقرار؛ ولذلك قال ابن تيمية: "إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة".

ويقال: "الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام"

فالعدل خيره لا يعرف دينا ولا جنسا ولا عرقا؛ بل هو خير لكل الناس، أنى كانت أديانهم، قال المستورد القراشي عن عمرو بن العاص: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " تقوم الساعة والروم أكثر الناس"، فقال له عمرو: أبصِر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لَخصالا أربعا: إنهم لَأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك".

إذاً؛ فمن أسباب إطالة عمر الأمم وإطالتها نشر العدل، هي سنة من سنن الله في الكون، وليس سلوك الحكومات أو الأنظمة هي ميزان العدل الذي يؤدي إلى بقاء الأمم، لا! وإنما هي الثقافة العامة للناس، والسلوك الدارج لدى ثقافات الشعوب أكثره العدل...

فقد تسقط الحكومة الظالمة ولا يسقط الشعب لأنه عادل، ولا يقبل الظلم لكن إذا انتقل الظلم وانتشر على مستوى الشعوب فيما بينهم فهو الهلاك؛ ولذلك أشار عمرو بن العاص إلى أن سبب بقاء الروم بتلك الكثرة أنهم -أي شعوبهم- تمنعهم من ظلم الملوك.

وللحديث تتمة إن شاء الله...

 

 

 

 

 

 

المرفقات

والهداية

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات