العبودية لغير الله

ناصر بن محمد الأحمد

2015-09-08 - 1436/11/24
عناصر الخطبة
1/ وجوب إخلاص العبودية لله تعالى 2/ ذل العبودية لغير الله 3/ صور من العبودية لغير الله 4/ العشق من أخطر الأمراض على العبد 5/ مضار التعلق بالدنيا 6/ أخطر صور الانحراف الفكري 7/ كيف ندفع العبودية لغير الله؟

اقتباس

العبودية لغير الله -تعالى- تكبّل بقيودها الإنسان لتجعله عبداً ذليلاً، فتحرمه الانطلاق الحر على وجه هذه البسيطة ليتفاعل مع مكنوناتها وينتج ما يخدم أمته ودينه. وذل الاستعباد لم يعرف طعمه إلا من ذاق مرارته، ولم يشعر بشناعته إلا من رآه بأم عينيه، فهو داء يشل حركة المرء الروحية، ويقعد العامل عن العمل إن استمر في ذلك فلن يُزال الاستعباد حتى يتخلص منه المرء...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله..

 

أما بعد: أيها المسلمون: عندما يكون هناك من يقيد حركة المرء بقيود الاستعباد، وعندما يُضيّقُ الحصار على الحرية يصبح للحياة آنذاك وجه آخر يعجز عن وصفه من أدرك وقائعُها وعاش لحظاتُها. إنها العبودية لغير الله -تعالى- التي تكبّل بقيودها الإنسان لتجعله عبداً ذليلاً، فتحرمه الانطلاق الحر على وجه هذه البسيطه ليتفاعل مع مكنوناتها وينتج ما يخدم أمته ودينه.

 

وذل الاستعباد لم يعرف طعمه إلا من ذاق مرارته، ولم يشعر بشناعته إلا من رآه بأم عينيه، فهو داء يشل حركة المرء الروحية، ويقعد العامل عن العمل إن استمر في ذلك فلن يُزال الاستعباد حتى يتخلص منه المرء.

 

وعندما أتى ذاك القبطي إلى عمر الفاروق يشتكي الظلم، أدرك عمر -رضي الله عنه- أن الاستعباد لن يصلح الدولة الإسلامية ولن يرفع شأنها وأمجادها، بل إن في حصول ذلك مضرة عظيمة على جميع أفراد الدولة الإسلامية ومصالحهم، فما كان منه إلا أن قام باستئصال ذلك فعلياً ليرسّخ مبدأ أن ليس لأحد حق الاستعباد وإن مَلَكَ ما مَلَك، وأطلق كلمته العظيمة مخاطباً عمرو بن العاص: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟".

علمتَ أن وراء الضعف مقدرةٌ  *** وأن للحق لا للقوة الغلبا 

 

قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون) [الذاريات: 56]، والعبودية من أعظم ما يُصرَف لله، إذ إنها لا تكون إلا لله وحده، فإنه سبحانه لم يخلق البشر والخلق أجمعين إلا لعبادته والإذعان بالعبودية له؛ لأن في ذلك سعادتُهم في الدنيا قبل الآخرة، فيتوجه المرء بحسه وإحساسه نحو خالقه ورازقه، فيدعوه ويتوسل إليه ويلجأ ويلتجئ إليه، لأنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، لأن العبد يحتاج إلى معبوده في كل حين.

 

والعبودية هي روح العبد الحقيقية، فلا تُصرف إلا لله، لأن في صرفها لغير الله حصول مضرة وفساد، ومن عبد غيره وأحبه وإن حصل له نوع من اللذة والمودة والفرح والسرور بوجوده، ففساده به ومضرته وعطبه أعظم من فساد أكل الطعام المسموم اللذيذ الشهي، الذي هو عذب في مبدئه عذاب في نهايته، ولن نبلغ الكمال المنشود حتى تَكمُل العبودية لدينا، وأكمل الخلق أكملهم عبودية لله.

 

أيها المسلمون: والعبودية لغير الله لها صوراً عديدة من أهمها:

أولاً: العشق والتعلق:

وهذا من أخطر الأمراض على العبد ومن أشدها عبودية، فهو عدو الصحة، وشلل الدعوة، وتوقف الحزم، وتبلد العقل، وطريق الشيطان، فالعاشق لا تجد لذكر الله محلاً بقلبه؛ إذ إنه أصبح متعلقاً بغيره، ولا تجد لبصيرة قلبه مسلكاً، لأن الهوى قد غلّفها بظلامه، فهو يعيش وإن رأيته حراً أسير شهوته وقيد عشقه، فتراه عبداً ذليلاً لمعشوقه، لا يكاد يقاوم لهفة نفسه عند ذكره، فهو مستعبدٌ داخلياً مُذللٌ خارجياً.

 

 والعشق يحصل به من الأمور ما لا يحصل في غيره، ولذا قال ابن تيمية رحمه الله: "عشاق الصور من أعظم الناس عذاباً، وأقلهم ثواباً، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقاً بها مستعبَداً لها اجتمعت له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد". انتهى ..

العشق مشغلة عن كل صالحةٍ  *** وسكرة العشق تنفي لذة الوسنِ

 

ثانياً: من صور العبودية لغير الله: حب الدنيا والاغترار بها:

لم يدخل حب الدنيا في قلب امرئ إلا سلبه لبه، وأفقده بذله للآخرة، فهي دار غرور وبلاء وفتنة وشقاء، فيبدأ المرء بالتنازلات السريعة عن مبادئه وعن تقاليده حتى يبلغ ذلك دينه والعياذ بالله، وأعظم الخلق غروراً من اغتر بالدنيا وعاجِلَها فآثرها على الآخرة ورضي بها من الآخرة، وكما قيل في بعض المأثورات: "الدنيا مال من لا مال له، ودار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له"، ولا يمكن لعاقل لبيب أن ينخدع بدار زوال عما قليل فانية، فعقله الحكيم يبصِّره بعواقب الأمور، وضميره المتيقظ يوقظه من غفلة هذه الدنيا. ويبين لنا الرب جل وعلا مَثَل الحياة الدنيا فيقول عز وجل: (إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) [يونس: 24].

 

يقول الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "وهذا المثل من أحسن الأمثلة، وهو مطابق لحالة الدنيا، فإن لذَّاتُها وشهواتُها وجاهُها ونحو ذلك يزهو لصاحبه إن زها وقتاً قصيراً، فإذا استكمل وتم اضمحل، وزال عن صاحبه، فأصبح صفر اليدين منها، ممتلئ القلب من همها وحزنها وحسرتها". انتهى ..

 

ورحم الله الإمام الشافعي حين قال:

ومن يذق الدنيا فإني طعمتها  *** وسيق إليَّ عذبها وعذابها

فما هي إلا جيفة مستحيلة  *** عليها كلاب همهنّ اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها  *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها

 

ثالثاً: من صور العبودية لغير الله: حب المال والجاه:

حب المال وحب الجاه من الأمور التي تستعبد قلب المرء، فهي كالغشاوة التي تحجب الرؤية المبصرة، فتراه لاهثاً خلفها، مجتهداً في الحصول عليها. إن اللاهث خلف المال والجاه يَعمَى بصره، فيقطع الأرحام من أجل المال والجاه، ويهتك الأرحام من أجل المال والجاه، ويتعامل بالمعاملات الربوية من أجل المال والجاه.

 

روى الترمذي عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه". فذمَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الحرص على المال والشرف، وأخبر أن ذلك يفسد الدين مثل أو فوق إفساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم، وهذا دليل على أن هذا الحرص إنما ذُم، لأنه يفسد الدين الذي هو الإيمان والعمل والصالح، فكان ترك هذا الحرص لصالح العمل، وهذان هما المذكوران في قوله -تعالى-: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) [الحاقة: 28- 29] ، وما من شك في أن حب المال عندما يطغى على قلب المرء يصبح أسيره، فلا يرى معروفاً ولا منكراً، فتصبح كل الأمور لديه واحدة، والأهم في نظره هو جمع المال فقط وتحصيله من أي مصدر سواء كان حلالاً أم حراماً.

 

رابعاً: من صور العبودية لغير الله: الانحراف الفكري:

الفكر هو لب العقل وأساسه، وتقويمه واعتماده، فإن سلم صحت تلك الأفكار التي يحملها فتنتج بإذن ربها ثمارها اليانعة، وإن خبثت واستقت أفكاراً خبيثة وهدامة لم يُجنَ منها إلا العلقم، ولم يُبلَ العقل بمثل بلوى الانحراف، فهو مسلك خطير من سلكه هلك ومن اتقاه نجا واستدرك.

 

فالانحراف الفكري كالرمال المتحركة التي سرعان ما تُلقي بصاحبها داخل جوفها، هل تراه يعيشُ بعدها؟ وصاحب الفكر المنحرف يتلقى أفكاره من مصادر خبيثة لتصادف هوى، فيصبح بأذيالها متمسكاً وبشأنها متعبداً، فهي نواة تبقى في ذهنه، وسرعان ما تنمو وتكبر مع مرور الزمن وتلقِّيه المستمر، وما ذلك إلا من الخلل الذي أحدثه في البداية وهو تلقي الأفكار من غير مصادرها الأساسية الأصلية ثم ينعكس ذلك تماماً على عقيدته وواقعه.

 

ولم يكن هناك شيء أخطر على الأمة من الانحراف الفكري، فبه تحدث المنازعات والخلافات العقدية والفكرية والشقاقات السياسية والاقتصادية ويصرفها عن النظر لواقعها وحالها.

 

خامساً: من صور العبودية لغير الله: التبعية:

لم يَحدث استعباد العقول وانحرافُها إلا عن طريق التبعية الخاطئة، ولذا عندما عطلوا عقولهم نفى سبحانه الاهتداء والتعقل عن هؤلاء الذين يتبعون الآخرين وإن كان أمرهم خاطئاً، فقال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُون) [البقرة: 170]، فالأمر يزداد خطورة عند عدم إدراك من نتبع وأي طريق نسلُك، وما كان انحراف الأكثرية في السنين الماضية إلا عندما سلكوا مسلك التبعية الخاطئة، وانتهجوا نهجه.

 

ولنعلم أن التبعية التي لا أصل لها من الكتاب والسنة لا تولِّد لا حضارة ولا فكراً، وإن حدث ذلك فهو ناقص وسرعان ما يزول، إذ إن من شأن الأمور الوضعية أنها تزول وإن استمرت برهة من الزمان، وذلك لأنها لا توافق البشر كلُهم وإن رغبها بعضهم، ولا يظن آخرون أنه عند استمرار حضارة ما أو فكر ما قد خالطه تبعية غربية أنه باق ما بقي الدهر، أو أن زواله مستحيل، كلا! بل على العكس تماماً، إن زواله قريب وانهياره سريع.

أنَا مُسْلمٌ وأقولُها مِلءَ الوَرَى  *** وعقيدَتِي نورُ الحيَاةِ وَسُؤْدُدِي 

 

بارك الله..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله..

 

أما بعد: أيها المسلمون: كيف ندفع العبودية لغير الله؟

ندفعها بأمور كثيرة من أهمها:

أولاً: خشية الله عز وجل والخوفُ منه:

والخشية لله -تعالى- تزيد العبد اطمئنان القلب وتعلقاً بالله فلا يعبد سواه، ولا يخشى أحداً إلا إياه، فيتوجه إليه بالكلية، فلا تغره دنيا، ولا يُهيبه مَلِكٌ أو سلطان، فقد مُلئ قلبه خشية وخوفاً من الله -تعالى-. وقد قرن -سبحانه وتعالى- خشيته بالفوز في الدنيا والآخرة فقال -تعالى-: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ) [النور: 52].

 

 والخشية من المنجيات التي تنجي العبد من كل شيء، من الدنيا وغرورها، من الحياة وفتنها. قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثٌ منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى. وثلاثٌ مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه". (رواه الطبراني في الأوسط). وبالخشية يستعين العبد على دينه، فيحفظه من الضلال، ويحفظه من الزيغ والانحراف.

 

ثانياً: ندفع العبودية لغير الله: باتباع المنهج السليم:

الذي هو الطريق القويم الذي يضمن لذوي العقول السير الصحيح والتبصر الحكيم، وأي أمة فقدت المنهج الصحيح السليم حارت في دروب التيه العقدي والإعصار الفكري (أَفَمَن يَمْشِي مُكِباًّ عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِياًّ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم) [الملك: 22].

 

ولكي نضمن منهجاً سليماً خالياً من الشوائب لا بد من أمرين:

الأول: أخذ المنهج من مصدره الأساسي الذي هو المصدر الرباني المتمثل في الكتاب والسنة.

 

الثاني: التلقي السليم الذي لا تتنازعه أهواء ولا تعصبات ولا منازعات، ولا يشوبها انحرافات فكرية، ولا يخالطها معتقدات فاسدة باطلة. ولك أن تتصور حال المرء بلا منهج صحيح: كيف يكون حاله؟ إما إلى جهالة عمياء أو إلى ضلالة خرقاء. قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِين) [الحج: 11].

 

ثالثاً: ندفع العبودية لغير الله: بتحرير الفكر:

ولكي يتحرر الفكر من قيود الاستعباد لا بد له من الاطلاع الواسع والقراءة المكثفة النافعة، فبها يرقى فكره ويعلو، فلا ينجرف فكرياً ولا ينقاد تبعياً، ويصبح ملمّاً بأمور الحياة مدركاً لفقه الواقع.

 

إن القراءة للعقل بمثابة الغذاء للجسد، ولذا كان خطاب الله عز وجل لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بداية: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم) [العلق: 3]، ولا يمكن لأحد أن يكون ذا فكر جيد وخيال واسع دون القراءة.

 

رابعاً: وندفع العبودية لغير الله: بالبعد عن الإعلام الهابط والهدّام:

الإعلام من أقوى الوسائل تأثيراً على البشر وعلى المجتمع، إذ إنه سلاح ذو حدين، ولا يُمنع أحد من عدم مشاهدته، لأنه في متناول الجميع، سواء كان مرئياً أم مقروءاً أم مسموعاً، ولذا كان من مراتب الجهاد جهاد الكلمة أو جهاد القلم، ولكن ما إن يتحول هذا الإعلام إلى وسيلة لإذلال العباد واستعبادُهم حتى يصبح ذا خطورة عالية، فيهوِّل لهم الأمور حتى تصبح كالموبقات لديهم: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِه) [النساء: 83].

 

 فتجدهم لا يجرؤون على الكلام فيه أو الخوض في تفاصيله، فأصبح الجميع مستعبَداً لما يقوله الإعلام فيلعب بعقولهم كيف شاء، فتارة يُلهب عواطفهم ضد أمر ما، وتارة يحذرهم من أمر فيه خير، وقلما تجده يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، ولو أنهم رجعوا إلى عقولهم وبصيرتهم لوجدوا أن الحق خلاف ذلك، ولو أنهم تجنبوا ذلك الإعلام السيئ أو أخذوا الإعلام من مصدره الصحيح لما حدثت التغيرات الداخلية لديهم، ولما تقاعسوا وتراجعوا، ولأبصروا الحقيقة الحقة، (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا) [النساء: 83].

 

خامساً: ندفع العبودية لغير الله: بالدعاء:

الدعاء خير سلاح يتسلح به المؤمن، وبه يُدفع البلاء والاستعباد، فهو عُدته وعتاده، ولا يرد القضاء إلا الدعاء. ومن أعظم ما يجلبه الدعاء إلى الداعي أنه سبب في تحقيق التوحيد الذي به نجاة العبد وفلاحه، لأن الداعي الذي صرف دعاءه وسؤاله لله دون غيره وأخلص له فيه، فقد حقق جانباً من جوانب التوحيد وهو أن الدعاء عبادة لله وحده لا تصرف إلا له.

والدعاء يحتاج من المرء إلى عزيمة وعزم. ولا عجز للمرء مثل عجزه عن الدعاء.

 

اللهم..

 

 

المرفقات

لغير الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات