الصوم مدرسة إيمانية

الشيخ د أحمد بن علي الحذيفي

2025-03-07 - 1446/09/07 2025-03-09 - 1446/09/09
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/تهنئة ببلوغ شهر الخيرات والبركات 2/نعمة إدراك رمضان نعمة عظمى تستوجب الشكر 3/رمضان فرصة للتوبة والإنابة 4/رمضان شهر الجود والعطاء 5/شهر رمضان مدرسة تهذب النفوس

اقتباس

الصوم عبادة خفاء، وطاعة سر بين العبد وربه، فهو عبادة تتحقق فيها معاني الإخلاص لله، وصدق العبودية له، ومراقبته في حال شهود الخلق وغيبتهم، فحالُ المُمسِكِ شبعًا مثل حال الممسك تقربًا في الصورة الظاهرة، فلذلك المعنى اللطيف والمقصد الشريف اختص الله بهذه العبادة وأضافها لنفسه...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

 

أما بعدُ: فأوصي نفسي وإيَّاكم بأعظم ما به يوصى، وأجمل ما به العبد يتحلى، وأحسن ما عليه القلب يُطوى؛ إنها التقوى لمن رامَ في الدنيا فخرًا وفي الآخرة ذخرًا؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطَّلَاقِ: 5].

 

معشر المؤمنين والمؤمنات: هنيئًا لكم بلوغ الشهر العظيم، وإدراك زمانه الكريم، هنيئًا لكم التفيؤ بوارف رياضه، وورود مناهله وحياضه، إنه زمان عظيم، أزهر سراج لياليه وأيامه، وتفتق زهر الدهر عن أكمامه، امتن الله به على أمة الإسلام، فجعله غرة الشهور ومتجر أهل الإيمان وربيع الأيام.

 

إن إدراك شهر رمضان نعمة جُلَّى تستوجِب شكرَ مُنعِمِها جلَّ شأنُه، يقول جلَّ وتقدَّس: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185]، فإدراك الشهر نعمة ألمَح إليه -سبحانه- في ختام الآية بقوله: (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185]، إنها نعمة جلى تستوجب شكره -سبحانه-، ظاهرًا وباطنًا؛ لأنَّها شهود لزمان شريف، ووقت فاضل منيف، يرقى العبد فيه إلى معارج من القرب إلى الله، ويطوي فيه من زمان المسير إلى مولاه ما لا يتهيأ له في سواه؛ لِمَا فيه مع قِصَر زمانه من انفتاح أبواب الطاعات، وانفساح أسباب الخيرات، عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ‌وَكَانَ ‌إِسْلامُهُمَا ‌جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا، فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ، فَقَالا لِي: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ. فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ في سَبِيلِ اللهِ، وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ: "أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟" قَالُوا: بَلَى. قال: "وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟" قَالُوا: بَلَى. قال: "وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً في السَّنَةِ؟ "قَالُوا: بَلَى. قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ".

 

معشر المؤمنين والمؤمنات: إن شهر رمضان شهر إقبال النفوس على الله، تَحُطُّ النفوسُ المثقَلةُ فيها رحالَها، وتضع فيه بعد مسيرها أثقالَها وأحمالَها، وترتوي الأرواح الظمأى من مَعِين زلاله، وتنعم بعد كلال المسير وحَرّ الهجير ببرد ظلاله، فإن العبد المؤمن مهما طال عن الله بُعدُه، وقسا قلبه وقحطت عينه فدواعي الخير في حنايا قلبه، ونوازع الصلاح في دواخله لها حنين إلى رياض الذكر، وأنين من وحشة الانقطاع، وإن من أسرار إقبال القلوب على الله والأنس بطاعته والنعيم بقربه ولذة مناجاته، وانطلاق الجوارح في مرضاته في شهر رمضان ما أشرع الله فيه من أبواب الخيرات، وأمد من أسباب الرحمات، وأفاض من سحائب البركات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كانَ ‌أوَّلُ ‌لَيْلةٍ ‌من ‌شَهْرِ ‌رَمَضانَ، ‌صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَردةُ الجِنِّ، وَغُلِّقتْ أبْوَابُ النّارِ، فلم يُفتحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، فلم يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أقبِلْ، ويَا بَاغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ من النَّارِ، وَذلكَ كُلَّ ليْلةٍ"، ولأنَّه شهر القرآن الذي نزلت فيه آياته، وحلت فيه بركاته، فلا غرو وهو كلام رب العالمين أن يفيض من الخير على الأرواح والسرائر ما يتندى أثره على الجوارح والظواهر، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ، حِينَ يلقاه جِبْرِيلُ -عليه السلام-، وَكَانَ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ، فإذ لقيه جبريل -عليه السلام- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‌أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".

 

إنه شهر تكسر فيه قيود النفس وثوراتها، وتلجم فيه شهواتها ونزواتها، حتى تنعتق من عوائقها وعلائقها، فتنطلق في ميادين الطاعات إلى خالقها، فهنيئًا لمن أدرك ساعاته، ووفق لاغتنام لحظاته، وسعى في طاعة مولاه ومرضاته.

 

بارَك اللهُ لي ولكم في شهر رمضان، ونفعنا بالسنة والقرآن، وبلغنا منازل الإحسان، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه كان عفوًا غفورًا.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، الحمد لله الذي حمدُه من عطائه، وشكرُه على آلائه من آلائه، أحمده حمدَ عارفٍ بحقِّ نعمائه، معترِف بالعجز عن إحصاء حمده وثنائه، حمد مفتقر إليه مستغن به في كل آنائه، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الكامل في ألوهيته وربوبيته وصفاته وأسمائه، وأتم صلاته وأزكى سلامي على صفوة خلقه وسيد رسله وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح الْهُدَى ونجوم سمائه، وعلى أتباعهم بإحسان ما جاد غمام بمائه، وقطر بانهمائه.

 

أما بعدُ، مَعاشِرَ المؤمنينَ والمؤمنات: فإن في شهر رمضان من مقاصد التشريع العظمى، ومراميه الكبرى ما يستوقف المؤمن إجلالًا لذلك التشريع الرباني الحكيم، فهو مدرسة تهذب فيها النفوس، وتزكى فيها الأخلاق، وتُلجِم الشهواتِ والغرائزَ، وتلبس النفوس فيه لبوس التجمل والتحمل، وذلك أبعدُ مقصودًا وأعمقُ أثرًا في النفوس والأخلاق على الفرد والجماعة، من مجرد الإمساك عن شهوات مباحات في غير زمان الصيام المشروع، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ ‌لَمْ ‌يَدَعْ ‌قَوْلَ ‌الزُّورِ ‌وَالْعَمَلَ ‌بِهِ، ‌فَلَيْسَ ‌لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ".

 

ألَا وإن من أعظم مقاصد تشريع الصيام ما يتحقق فيه من صدق العبودية والإيمان، ويرقى به العبد إلى منزلة الإحسان، كما قال -صلوات الله وسلامه عليه-: "‌الْإِحْسَانُ: ‌أَنْ ‌تَعْبُدَ ‌اللَّهَ ‌كَأَنَّكَ ‌تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"؛ لأن الصوم عبادة خفاء، وطاعة سر بين العبد وربه، فهو عبادة تتحقق فيها معاني الإخلاص لله، وصدق العبودية له، ومراقبته في حال شهود الخلق وغيبتهم، فحالُ المُمسِكِ شبعًا مثل حال الممسك تقربًا في الصورة الظاهرة، فلذلك المعنى اللطيف والمقصد الشريف اختص الله بهذه العبادة وأضافها لنفسه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كُلُّ ‌عَمِلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌يُضَاعَفُ، ‌الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي"، فالعبد المؤمن يدع طعامه وشرابه وشهوته عبودية لله، ومراقبة لمولاه، فلا يساور شهواته ولو غابت عنه عيون الخلائق عبوديةً لله -عز وجل-.

 

أُمَّةَ الإسلامِ: إن هذا اليوم من الأيام تندب فيه كثرة الصلاة والسلام على سيد الخلق وصفوة الأنام، قال -صلوات الله وسلامه عليه-: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي".

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين، وخاتم النبيين ورحمتك للعالمين، اللهمَّ صل وسلم عليه عدد ما أحصاه كتابك وخطه قلمك ووسعه علمك، اللهمَّ ارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، واشملنا معهم بمنك وعفوك يا أرحم الراحمين.

 

اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ احفظ بلاد الحرمين، المملكة العربيَّة السعوديَّة، من كيد كل كائد ومكر كل ماكر، اللهمَّ إنَّا نسألك أن تحفظ مقدساتها وحرماتها وعقيدتها وأمنها وإيمانها، وأن تحفظ رجالها ونساءها ومن درج عليها بخير يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ احفظ واحم جنودها وحدودها يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ إنَّا نسألك أن تنصَّر إخواننا المسلمين المستضعَفين في كل مكان، اللهمَّ كن لإخواننا المسلمين في فلسطين معينًا ونصيرًا، ووليًّا وظهيرًا، اللهمَّ وأصلح أحوال المسلمين في مكان يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ وفق أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما فيه صلاح العباد والبلاد، ولما فيه النفع والخير والسداد، في الدين والدنيا والعاجل والآجل يا أكرم الأكرمين، يا ربَّ العالمينَ.

 

(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهمَّ إنَّا نسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك مما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.

 

عبادَ اللهِ: استديموا فضلَ ربكم بشكره، واحفظوا نعمته باتباع أمره، والهجوا بدعائه وذكره؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

المرفقات

الصوم مدرسة إيمانية.doc

الصوم مدرسة إيمانية.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات