عناصر الخطبة
1/ منزلة الصلاة على النبي 2/ فضلها وثمراتها 3/ خسارة تاركهااقتباس
وهذه نعمةٌ عظيمةٌ، وفضيلةٌ جسيمةٌ، سجد لها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- للهِ -تعالى- شُكراً، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَبَشَّرَنِي، وَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا".
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الواحدِ القَهارِ، العزيزِ الغفارِ، مُصرِّفِ الأقدارِ، مكوِّرِ النَّهارِ على الليلِ ومكورِ الليلِ على النَّهارِ، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) [القصص:88]، وكلُّ حيٍّ إلى موتٍ، (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27].
أحمدُه -تعالى- على ما أولى من النِّعمِ، وأستغفرُه من الذُّنوبِ واللَّممِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد:3].
وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أفضل أنبيائه، وخاتم رسلِه، شرحَ اللهُ صدرَه، ورفعَ ذكرَه، ووضعَ وزرَه، أرسلَه اللهُ شاهدًا ومبشّرًا ونذيرا، وداعياً إلى اللهِ بإذنِه وسراجًا منيراً، جعلَ اللهُ حبَّه دينًا، وجعلَ معارضتَه كُفرًا مبينًا، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْر الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلالَة.
هل رأيتُم شيئاً فعلَه الربُّ ذو الجَلالِ والإكرامِ، ففعلَه ملائكتُه الكِرامُ، ثُمَّ أَمرَنا بالاقتداءِ به؟ فمن ذا الذي يتأخرُ؟ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، قَالَ أَبُو الْعَالِيَة -رحمه الله-: صَلاةُ اللَّهِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلائِكَةِ، وَصَلاةُ الْمَلائِكَةِ الدُّعَاءُ. فكيفَ هي صلاتُنا على من يُثني عليه اللهُ -تعالى- في الملأِ الأعلى عندَ ملائكةٍ كرامٍ بَرَرةٍ في الغدوِ والآصالِ، ويدعو له الملائكةُ العبادُ المُكرَمونَ في السَّماءِ والأرضِ وفي السَّحابِ والجبالِ؟.
دَخَلَ كَعْبُ الأحْبَارِ عَلَى عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ كَعْبٌ: "مَا مِنْ فَجْرٍ يَطْلُعُ إِلا وَيَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، حَتَّى يَحُفُّوا بِالْقَبْرِ، يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، حَتَّى إِذَا أَمْسَوْا عَرَجَوُا، وَهَبَطَ سَبْعُونَ أَلْفًا حَتَّى يَحُفُّوا بِالْقَبْرِ، يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ فَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، سَبْعُونَ أَلْفًا بِاللَّيْلِ وَسَبْعُونَ أَلْفًا بِالنَّهَارِ، حَتَّى إِذَا انْشَقَّتِ الأَرْضُ خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ يَزُفُّونَهُ".
فكيفَ لا نُكثرُ من الصَّلاةِ على حبيبِ المؤمنينَ، وسيِّدِ المُرسلينَ، وإمامِ المُتَّقينَ، وخاتمِ النبيِّينَ، وقائدِ الغُرِّ المحجَّلينَ؟.
أليسَ هو خليل الرَّحمنِ الرَّحيمِ العزيزِ الغفورِ؟ أليسَ هو الذي رُفِعَ ذِكرُه مع الأذانِ في العَشيِّ والبُكورِ؟ أليسَ هو الذي أخرجَنا من الظُّلماتِ إلى النُّورِ؟ أليسَ هو الكريم الشُّجاع الحليم الوقور؟ أليسَ هو صاحب الشَّفاعةِ والمقامِ المحمودِ؟ أليسَ هو صاحب الوسيلةِ والحوضِ المورودِ؟ قد حباهُ اللهُ -تعالى- بالخيرِ العميمِ، وزكَّاهُ بقولِه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].
ألم تَرَ أن اللهَ خلَّدَ ذِكرَه *** إذا قالَ في الخمسِ المؤذنُ أشهدُ
وشقَّ له من اسمِه ليُجِلَّهُ *** فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
أيُّها الحبيبُ: هل عندكَ همومٌ وكروبٌ وأحزانٌ؟ هل لديكَ أمنياتٌ وطلباتٌ وأشجانٌ؟ وهل تريدُ مغفرةَ الذُّنوبِ والخطايا والسيئاتِ؟ وتحبُ أن تضعَ عن ظهرِكَ الأوزارَ والمُوبقاتِ؟ اسمعْ بقلبِك لهذا الحديثِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: "مَا شِئْتَ"، قُلْتُ: الرُبُعَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: "إِذن؛ تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ". فلا إلهَ إلا اللهُ! من أرادَ أن يكفيَه اللهُ -تعالى- أمرَ دنياهُ وآخرتِه، فليُكثرْ الصَّلاةَ على من أشرقتْ الأرضُ ببعثتِه.
صلى عليه اللهُ في ملكوتِه *** ما قامَ عبدٌ في الصَّلاةِ وكبَّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوتِه *** ما عاقبَ الليلُ النَّهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوتِه *** ما دارتِ الأفلاكُ أو نجمٌ سَرى
من يريدُ أن يُصلي اللهُ -عزَّ وجلَّ- عليه في السَّماواتِ، ويُثني عليه في الملأِ الأعلى بكلماتٍ مُباركاتٍ؟ ومن يُريدُ رفيعَ الدرجاتِ، ويبحثُ عن وفيرِ الحسناتِ، ويتمنى الخَلاصَ من السيئاتِ؟ من يرد ذلك فعليهِ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عل خيرِ البريَّاتِ، قالَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ".
وهذه نعمةٌ عظيمةٌ، وفضيلةٌ جسيمةٌ، سجد لها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- للهِ -تعالى- شُكراً، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَبَشَّرَنِي، وَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا".
صلاتُكَ ربي والسَّلامُ على النَّبيِّ *** صلاةً لها ريحٌ من المسكِ أطيبُ
فيا من حُرمتَ في دنياكَ من رؤيةِ الحبيبِ -صلى الله عليه وسلم-، ولم تقرَّ عينُك بالنّظرِ إليه، ولم تهنأ بالقرِب منه، هل تعلم أنَّكَ تستطيعُ أن تكونَ معروفاً لديه، مذكوراً عندَه، وذلكَ لأنَّ اسمَكَ يُعرضُ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كلما صليتَ عليه، فعَنْ أَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَإِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِي مَلَكاً عِنْدَ قَبْرِي، فَإِذَا صَلِّى عَلَىَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي، قَالَ لِي ذَلِكَ الْمَلَك: يَا مُحَمَّد، إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعةَ".
أيها العبدُ المؤمنُ: هل تبحثْ عن شفاعةِ الخليلِ عندَ خليلِه، في اليومِ الذي يقولُ فيه النّاسُ: نفسي نفسي! وهو -بأبي وأمي عليه صلاةٌ وسلامٌ أتَّمانِ أكملانِ- يقولُ: "أمتي أمتي"! عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ". فالصَّلاةُ والسَّلامُ عليه، وسؤالُكَ لهُ... والوسيلةُ، هي الطريقةُ التي تنالُ بها شفاعتَه، وتَرِدُ حوضَه، وتنعمُ بالقربِ منه، والانضمامِ تحتَ لوائه، فيا لها من كرامةٍ ويا لهُ من ثَوابٍ تُعوِّضُ أيامِ التَّعبِ الصِّعابِ!.
أتعلمونَ من أقربُ النَّاسِ منه يومَ القيامةِ؟ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً"، وأَوْلَى النَّاسِ بِي، أَيْ: أَقْرَبُهُمْ مِنِّي. فيا من يريدُ المكانَ القريبَ، عليكَ بكثرةِ الصَّلاةِ والسَّلامِ على الحبيبِ.
وأحسنَ منك لم ترَّ قطُّ عيني *** وأجمل منكَ لم تلدِ النِّساءُ
خُلقت مُبرَّأً من كلِّ عيبٍ *** كأنَّكَ قد خلقتَ كما تَشاءُ
واحرص أن تُصلي عليه في كلِّ مجلسٍ تجلسُه، حتى لا يكونَ ذلكَ المجلسُ حسرةً عليك يوم القيامةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ"، وَمَعْنَى: تِرَةً، أيْ: حَسْرَةً وَنَدَامَةً.
وأكثروا عليه الصَّلاةَ في يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ كما أمرَكم -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَي"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ؟ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ".
فصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّ الرحمةِ صلاةً وسلامًا مُمتدَّيْن دائمَيْن إلى يومِ الدِّينِ.
أقولُ ما تسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه؛ إنه كانَ للأوَّابينَ غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي خلقَ السماواتِ والأرضَ وجعلَ الظلماتِ والنورَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تنجي قائلَها يومَ البعثِ والنشورِ.
وأشهدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه، المَذكور في القرآنِ والتوراةِ والإنجيلِ والزبورِ، صلى الله عليه وسلم وعلى آلِه وصحبِه صلاةً تضاعفُ لصاحبِها الأجورَ.
أما بعد: هل تُريدُ أن يُجابَ دعاؤكَ؟ عن فَضَالَة بْن عُبَيْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "سَمِعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاتِهِ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "عَجِلَ هَذَا"، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ". فإذا افتتحتَ غاليَ الدعواتِ، بجميلِ الثَّناءِ والصَّلواتِ، فُتحتْ لك أبوابُ السَّمواتِ، واستُجيبَتْ لكَ الحاجاتُ.
هل تعلمونَ من البخيلُ؟ يقولُ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "البَخِيْلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَـمْ يُصَلِّ عَلَيَّ". وكيفَ لا يكونُ بخيلاً من يحرمْ نفسَه من صَلاةِ المَلِكِ الجَبَار، وشَفَاعَةِ النَّبِيِّ المُختَارِ، والاقتِدَاءِ بالمَلائِكَةِ الأبرَارِ، ومُخَالفَةِ المُنَافِقِينَ والكُفَارِ، ومَحْوِ الخَطَايَا والأوْزَارِ، وقَضَاءِ الحَوَائِجِ والأوْطَارِ، والنَّجَاةِ من عَذابِ دَارِ البَوَارِ، ودُخُولِ دَارِ الرَّاحَةِ والقَرَارِ؟.
ولذلك؛ سيندمُ أشدَّ النَّدمِ حتى يلتصقَ أنفُه بالتُّرابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ".
صَلّى الإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ *** وَالطّيّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَد
فصلُّوا وسلِّموا على نبيِّ الرحمةِ والثوابِ، وبشيرِ النَّعيمِ ونذيرِ العقابِ، الشافعِ المُشفَّعِ يومَ الحسابِ.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهمَّ عن خلفائه الأربعةِ، أصحابِ السنةِ المُتَّبَعةِ: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائرِ الصحابةِ أجمعينَ، وعنَّا معهم بمَنِّك وكرمِك وجُودِك وإحسانِك يا أكرمَ الأكرمينَ.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واجعل هذا البلدَ آمنًا مطمئنّاً، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلادِ المسلمينَ.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرِنا لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، ووفِّق نائبَيْه لما تحبُّ وترضى، ووفِّق جميعَ ولاةِ أمورِ المسلمينَ لتحكيمِ شرعِك، واتباعِ سنةِ نبيّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم ادفع عنا الغلا والوباءَ، والربا والزنا، والزلازلَ والمِحَنَ، وسوءَ الفتن ما ظهر منها وما بَطَنَ، عن بلدِنا هذا خاصةً، وعن سائرِ بلادِ المسلمينَ يا ربَّ العالمينَ.
اللهم ارحم موتانا، وعافِ مُبتلانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وانصرنا على من عادانا، برحمتِك يا أرحم الراحمينَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم