الصحيح من الفضائل في شهر رمضان

خالد بن عبدالله الشايع

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: التربية الصوم
عناصر الخطبة
1/ فضائل غير صحيح لشهر رمضان 2/ بعض ما صح من فضائل شهر رمضان 3/ صيام رمضان مقدّم على صيام النفل.

اقتباس

لا يخفى على مسلم فضل رمضان، وما أودع الله فيه من الخيرات والبركات، ولا يمكن للمسلم أن يسابق لنيل تلك الفضائل وهو لا يعرفها، فمعرفة الشيء سبب لإدراكه، ومما يكدّر صفو تلك الفضائل تناقل بعض الناس فضائل للشهر ليست بصحيحة، ولعلنا في هذه الخطبة -بإذن الله- نمرّ سريعًا على ما صحَّ من الفضائل لتكون عونًا لنا على إدراكها، فمن ذلك. ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله: "إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أُغلِق فلم يدخل منه أحد"...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

أما بعد فيا أيها الناس: لا يخفى على مسلم فضل رمضان، وما أودع الله فيه من الخيرات والبركات، ولا يمكن للمسلم أن يسابق لنيل تلك الفضائل وهو لا يعرفها، فمعرفة الشيء سبب لإدراكه، ومما يكدّر صفو تلك الفضائل تناقل بعض الناس فضائل للشهر ليست بصحيحة، ولعلنا في هذه الخطبة -بإذن الله- نمرّ سريعًا على ما صحَّ من الفضائل لتكون عونًا لنا على إدراكها، فمن ذلك.

 

ما جاء في الصحيحين: البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله: "إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أُغلِق فلم يدخل منه أحد".

 

ففي هذا الحديث بيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن الله اختص الصائمين ببابٍ في الجنة اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، ولا شك أن صيام رمضان مقدّم على صيام النفل، فيكون صوم رمضان أول سبب لدخول الجنة من باب الريان، جعلنا الله وإياكم منهم.

 

ومن الفضائل:

ما أخرجه مسلم (233) من حديث أبي هريرة أن رسول الله كان يقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

 

الله أكبر! مكفّرات متواليات على فترات متباعدات، فمن أخطأته واحدة أدرك الأخرى -بإذن الله- يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا، ولا يخطئ الجميع إلا محروم، أعاذنا الله وإياكم من حالهم.

 

ومن الفضائل:

ما جاء في الصحيحين: البخاري (1904)، ومسلم (1151) كلاهما من حديث أبي هريرة  يقول: قال رسول الله: "قال الله: كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

 

فهو وقاية وستر للصائم من المعاصي كالرفث، وشأن الصيام عظيم، حتى إن الشيء المكروه عند الناس –وهو خلوف الصائم- يكون محبوباً عند الله.

 

والصوم لا يعدله شيء، كما جاء عند أحمد وغيره من حديث: رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة -في قصةٍ- قال: يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة. فقال: "عليك بالصوم فإنه لا مِثْل له". وفي رواية: "لا مثيل له"، وفي رواية: "لا عِدْل له".

 

فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً؛ إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف.

 

والصوم يقي المسلم من الشهوة، فقد أخرج الشيخان: البخاري (1905) ومسلم (1400) كلاهما من حديث: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود  عن النبي قال: "من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء".

 

فيا من تشكو من فرط الشهوة ولا تستطيع الزواج عليك بالصوم، فهو يقطع الشهوة حتى ييسر الله لك النكاح الحلال.

 

والصوم من أسباب دخول الجنة، فقد أخرج مسلم (1028) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟" قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟" قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟"، قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟" قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله: "ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة".

 

اللهم اجعلنا ممن يدرك تلك الفضائل وتقبل منه، أقول قولي ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد فيا أيها الناس: فلا يزال الحديث موصولاً عن ما صح من الفضائل في الصيام، فمن تلك الفضائل: ما جاء عند البزار من حديث: عيسى بن طلحة، قال سمعت عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: "من الصديقين والشهداء".

 

وما جاء عند أحمد وغيره من حديث: عرفجة، قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدِّث بحديثٍ، وكان رجل من أصحاب النبي كأنه أولى بالحديث مني فحدَّث الرجل عن النبي  قال: "في رمضان تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب النار، ويصفِّد فيه كل شيطان مريد، وينادي منادٍ كل ليلة: يا طالب الخير هلمّ، ويا طالب الشر أمسك".

 

وما جاء عند الحاكم وصححه من حديث سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده كعب بن عجرة قال: قال رسول الله : "احضروا المنبر"  فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال: "آمين". فلما ارتقى الدرجة الثانية، قال: "آمين"، فلما ارتقى الدرجة الثالثة، قال: "آمين"، فلما نزل، قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه. قال: "إن جبريل -عليه الصلاة والسلام- عرض لي، فقال: بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له. قلت: آمين. فلما رقيت الثانية، قال: بُعداً لمن ذكرتَ عنده فلم يصلّ عليك. قلت: آمين. فلما رقيت الثالثة، قال: بُعداً لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يُدخلاه الجنة. قلت: آمين".

 

وما أخرجه الترمذي من حديث حبيب بن زيد الأنصاري، قال: سمعت مولاةً لنا يقال لها: ليلى، تحدث عن أم عمارة بنت كعب أن رسول الله دخل عليها فدعت له بطعام فقال: "تعالي فكلي". فقالت: إني صائمة. فقال: "إن الصائم إذا أُكل عنده صلَّت عليه الملائكة".

 

عباد الله: هذا هو وقت الفضائل، ووقت المسابقة وقت يقال فيه: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".

 

اللهم وفقنا لاغتنام الأوقات ....

 

 

 

المرفقات

من الفضائل في شهر رمضان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات