الصبر

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-09-16 - 1444/02/20 2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/حقيقة الصبر وأهميته 2/فضائل الصبر وثمراته من الكتاب والسنة 3/أقسام الصبر وأحوال الناس معه.

اقتباس

وَحِينَ يَفْرَحُ أُنَاسٌ بِمَا نَالُوهُ مِنْ مَتَاعٍ دُنْيَوِيٍّ زَائِلٍ، أَوْ تَحَقَّقَ لَهُمْ مَا تَمَنَّوْهُ، يَأْتِي فَلَاحُ الصَّابِرِينَ بِأَنَّ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ سَيَكُونُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ؛ لِئَلَّا يَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ...

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْأَخْلَاقَ الطَّيِّبَةَ كَثِيرَةٌ وَلَكِنَّهَا تَتَفَاوَتُ فِي أَهَمِّيَّتِهَا وَفَضْلِهَا وَمَكَانَتِهَا، وَمِنْ أَجَلِّ الْأَخْلَاقِ وَأَعْلَاهَا شَأْنًا خُلُقُ الصَّبْرِ؛ فَهُوَ الْحَبْلُ الْقَوِيُّ الَّذِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ ظَفِرَ وَمَنْ أَفْلَتَ يَدَهُ عَنْهُ خَسِرَ.

 

إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الْأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ *** لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُودَةَ الْأَثَرِ

وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرٍ تَطَلَّبَهُ *** فَاسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلَّا فَازَ بِالظَّفَرِ

 

فَلَوْلَا الصَّبْرُ لَغَرِقَ الْمَهْمُومُ فِي بُحُورِ هُمُومِهِ، وَلَغَشَتِ الْمَحْزُونَ سَحَائِبُ غُمُومِهِ؛ فَمَا أَعْطَى اللهُ -تَعَالَى- الْمُؤْمِنَ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"، قَالَ الشَّيْخُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَإِنَّمَا كَانَ الصَّبْرُ أَعْظَمَ الْعَطَايَا؛ لِأَنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْعَبْدِ وَكَمَالَاتِهِ، كُلُّ حَالَةٍ مِنْ أَحْوَالِهِ تَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَحْتَاجُ إِلَى الصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ حَتَّى يَقُومَ بِهَا وَيُؤَدِّيَهَا، وَإِلَى صَبْرٍ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ حَتَّى يَتْرُكَهَا للهِ، وَإِلَى صَبْرٍ عَلَى أَقْدَارِ اللهِ الْمُؤْلِمَةِ فَلَا يَتَسَخَّطُهَا، بَلْ إِلَى صَبْرٍ عَلَى نِعَمِ اللهِ وَمَحْبُوبَاتِ النَّفْسِ، فَلَا يَدَعُ النَّفْسَ تَمْرَحُ وَتَفْرَحُ الْفَرَحَ الْمَذْمُومَ، بَلْ يَشْتَغِلُ بِشُكْرِ اللهِ، فَهُوَ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ يَحْتَاجُ إِلَى الصَّبْرِ وَبِالصَّبْرِ يُنَالُ الْفَلَاحُ".

 

وَالصَّبْرُ هُوَ: حَبْسُ النَّفْسِ عَلَى الطَّاعَةِ، وَكَفُّهَا عَنِ الْمَعْصَيِةَ وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ، وَالدَّوَامُ عَلَى ذَلِكَ؛ فَالْمُسْلِمُ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَنِ التَّسَخُّطِ بِالْمَقْدُورِ، وَيَحْبِسُ لِسَانَهُ عَنِ التَّشَكِّي، وَيَحْبِسُ جَوَارِحَهُ عَنِ الْوُقُوعِ فِي الْمَعَاصِي؛ كَلَطْمِ الْخُدُودِ، وَشَقِّ الْجُيوبِ، وَنَتْفِ الشَّعَرِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

 

عِبَادَ اللهِ: وَلِأَهَمِّيَّةِ الصَّبْرِ وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ؛ فَقَدْ ذَكَرَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فِي تِسْعِينَ مَوْضِعًا؛ فَأَمَرَ بِهِ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)[آل عمران:200]، وَقَالَ -تَعَالَى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)[البقرة:45].

 

وَجَعَلَ الْإِمَامَةَ فِي الدِّينِ مَوْرُوثَةً عَنِ الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ فِي قَوْلِهِ؛ (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)[السجدة:24].

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ: وَإِنَّ أَعْظَمَ الْخَيْرِ فِي الصَّبْرِ: أَنَّ أَجْرَهُ لَا يُقَدَّرُ وَلَا يُحَدُّ؛ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزمر:10].

 

وَحِينَ يَفْرَحُ أُنَاسٌ بِمَا نَالُوهُ مِنْ مَتَاعٍ دُنْيَوِيٍّ زَائِلٍ، أَوْ تَحَقَّقَ لَهُمْ مَا تَمَنَّوْهُ، يَأْتِي فَلَاحُ الصَّابِرِينَ بِأَنَّ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ سَيَكُونُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ؛ لِئَلَّا يَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ عَنْهُمْ: (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[الرعد:23-24].

 

وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْن أَبِى رَبَاحٍ قَالَ:" قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ". فَقالتْ: أصْبِرُ، فقالتْ: إنِّي أَتَكَشَّفُ، فادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فدَعَا لَها".

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَكَمَا امْتَدَحَ اللهُ الصَّبْرَ فِي كِتَابِهِ؛ فَقَدْ زَخَرَتْ سُنَّةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسِيرَتُهُ قَوْلًا وَعَمَلًا؛ كَفَاكَ أَنْ تَسْمَعَ طَرَفًا مِنْهَا لِتَشْتَاقَ نَفْسُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْعِلْيَةِ الْأَخْيَارِ، الْحَائِزِينَ عَلَى الصَّبْرِ وَالْمَدْحِ وَالنَّوَالِ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصَّبْرُ ضِيَاءٌ"، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ"، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، وَقَالَ -أَيْضًا-: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ"، وَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةَ".

 

أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ وَاصْبِرُوا؛ فَـ(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:90].

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مَأْمُورٌ بِطَاعَةِ اللهِ، وَالْبُعْدِ عَنْ مَعَاصِيهِ، وَهُوَ مُعَرَّضٌ فِي حَيَاتِهِ لِأَقْدَارِ اللهِ؛ وَلِذَا فَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ الصَّبْرَ أَقْسَامٌ ثَلَاثَةٌ:

الْأَوَّلُ: الصَّبْرُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَهُوَ أَعْظَمُهَا؛ لِأَنَّ الْعِبَادَاتِ شَاقَّةٌ عَلَى النُّفُوسِ، وَتَحْتَاجُ إِلَى مُصَابَرَةٍ وَمُجَاهَدَةٍ؛ فَالصَّلَاةُ وَسَائِرُ الْعِبَادَاتِ كُلِّهَا تَحْتَاجُ إِلَى الصَّبْرِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[طه:132].

 

وَالثَّانِي: الصَّبْرُ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَعَنِ الْوُقُوعِ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ -تَعَالَى-، وَذَلِكَ بِكَفِّ النَّفْسِ عَنْ أَنْ تَفْعَلَ مُحَرَّمًا أَوْ تُقَصِّرَ فِي وَاجِبٍ.

 

وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّالِثُ: فَهُوَ الصَّبْرُ عَلَى أَقْدَارِ اللهِ الْمُؤْلِمَةِ، وَعَلَى مَصَائِبِ الْحَيَاةِ الْمُتَنَوِّعَةِ؛ فَمَنْ مِنَ الْبَشَرِ سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ؟! مَنْ مِنَّا مَنْ لَمْ يُصَبْ بِمَرَضٍ، أَوْ لَمْ يَفْقِدْ مَالًا، أَوْ قَرِيبًا، أَوْ عَزِيزًا؟! قَالَ اللهُ -سُبْحَانَهُ-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)[البقرة:155].

 

وَالْعِبَادُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ قِسْمَانِ: قِسْمٌ جَازِعٌ سَاخِطٌ مُهْلِكٌ نَفْسَهُ بِالْأَسَى وَالْحَسْرَةِ؛ فَهُوَ قَدْ جَمَعَ عَلَى نَفْسِهِ مُصِيبَتَيْنِ: فَوَاتَ الْمَحْبُوبِ، وَفَوَاتَ الْأَجْرِ الْعَظِيمِ الَّذِي رَتَّبَهُ اللهُ لِلصَّابِرِينَ، وَقِسْمٌ رَاضٍ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُوَفَّقُونَ لِلْحَقِّ وَالرَّحْمَةِ! وَلِهَذَا عَجِبَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حَالِ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ".

 

اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ *** وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ

وَإِذَا أَتَتْكَ مُصِيبَةٌ تَشْجَى بِهَا *** فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

 

المرفقات

الصبر.pdf

الصبر.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات