الشهادتان

خالد بن سعد الخشلان

2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/ أهمية الشهادتين وفضلهما 2/ معنى شهادة أن لا إله إلا الله 3/ مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله 4/ متى ينتفع العبد بشهادة أن لا إله إلا الله؟ 5/ معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم 6/ مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم 7/ حقيقة الإيمان بحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 8/ الرد على من رد حديث التداوي ببول الإبل 9/ مناقضة الرافضة للشهادتين

اقتباس

وإذا كانت الشهادة لله بالوحدانية تقتضي من قائلها إفراد الله بالعبادة، إفراد الله بالتقرب في جميع جوانب الحياة والتدين؛ كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162-163]. كما تقتضي هذه الشهادة حتى يكون صاحبها داخلا في دين الله -عز وجل- تقتضي هذه الشهادة من قائلها نفي العبادة واستحقاق التقرب لغير الله -عز وجل-، فلا أحد في هذا الكون كله...

 

 

 

 

الحمد لله الذي بعث محمد بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

 

أما بعد:

 

عباد الله: إن خير ما يرحم به العبد عن هذه الدار تقوى يحملها في قلبه لربه -عز وجل-، تقوى تثمر استزادة من الأعمال الصالحة، والقربات النافعة، وحذرا وبعداً عن الأعمال المحرمة، والأفعال والأقوال المنكرة.

 

إن من عمر حياته بتقوى الله عاش سعيدا، ومات حميداً، ألا فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوه في أفعالكم وأقوالكم، اتقوه في أعمالكم وتصرفاتكم، اتقوه سبحانه في جميع ما تأتون وتزرون لعلكم تفلحون، جعلني الله وإياكم وأهلينا وذريتنا من عباد الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ إن ربي رحيم ودود.

 

عباد الله: إن أعظم أركان الإسلام التي تعد بوابة الدخول في الإسلام: الشهادة لله -عز وجل- بالوحدانية، والشهادة لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة والرسالة، فإن هذه الشهادة هي الدعامة الأولى، والركن العظيم الذي يكون عليه الإسلام العظيم.

 

يقول نبي الرحمة نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا".

 

وإذا كانت الشهادة لله بالوحدانية تقتضي من قائلها إفراد الله بالعبادة، إفراد الله بالتقرب في جميع جوانب الحياة والتدين؛ كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162-163].

 

كما تقتضي هذه الشهادة حتى يكون صاحبها داخلا في دين الله -عز وجل- تقتضي هذه الشهادة من قائلها نفي العبادة واستحقاق التقرب لغير الله -عز وجل-، فلا أحد في هذا الكون كله يستحق أن يصرف له شيئا من أنواع العبادة، مهما عظمت أو صغرت، دقت أو جلت، ظهرت أم خفيت، لا يستحق أحدٌ في هذا الكون أن يُصرف له شيء من العبادة إلا الله الواحد القهار.

 

لا يستحق أحد مهما كان ملكا مقربا، أو نبيا مرسلا، أو وليا صالحا، فضلا عن شجر أو حجر أو قبر أو مزار؛ لا يستحق أحد من ذلك أن يُصرف له شيء من العبادة، دقت العبادة أم جلت، صغرت أو كبرت، لا يستحق أحد أن يصرف له شيء من العبادة إلا الواحد القهار: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)[الحج: 62].

 

جميع ما يدعى من دون الله هو الباطل.

 

وإذا كان هذا معنى شهادة أن "لا إله إلا الله" على وجه الإجمال، فإن مما ينبغي أن يعلم أن هذه الشهادة العظيمة لا تنفع قائلها إلا إذا علم مقتضاها، وعمل بلازمها وموجبها؛ فأفرد العبادة لله، وكفر بجميع ما يعبد من دون الله -عز وجل-: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 256].

 

إن هذه الشهادة العظيمة شهادة التوحيد لا تنفع قائلها مهما كرر النطق بها مئات المرات، أو آلاف المرات، ما دام غير عامل بمقتضاها، ما دام يصرف العبادة لغير الله –عز وجل-، فيدعو غير الله، ويتوكل على غير الله، ويذبح لغير الله، وينذر لغير الله؛ كما هو حال الكثير ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم، ويرددون هذه الشهادة، لكنهم في كل يومٍ صباحا ومساءً يفعلون ما يناقض هذه الشهادة العظيمة؛ من صرفهم لكثير من أنواع العبادة لغير الله –عز وجل-.

 

إذا كان هذا -أيها الإخوة المسلمون- معنى شهادة أن "لا إله إلا الله" فإن الشهادة الأخرى، وهي شهادة أن محمدا رسول الله تقتضي هي الأخرى من قائلها أمورا عظيمة؛ إنها تقتضي أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو رسول العالمين ختم الله به النبوات والرسالات: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب: 40].

 

نسخ الله بشريعة محمد جميع الشرائع والديانات، فلا يقبل الله من العباد دينا سوى الدين الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.. ).

 

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85].

 

فرض على كل أحد الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - والإيمان برسالته، يقول صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أحد من هذه الأمة لا يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كانَ مِنْ أَصْحَابِ النار" هذه حقيقة ينبغي أن يعتقدها المسلم.

 

إن المسلم يعتقد اعتقادا جازما أن جميع من على وجه الأرض من ديانات سماوية أو غير سماوية، كل ذلك بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- ديانات باطلة، لا يجوز التعبد لله –عز وجل- بشيء منها، وإن كان أصلها منزلا من عند الله -عز وجل- كالديانة اليهودية والنصرانية.

 

فالحق والهدى والنور في دين الإسلام، وجميع الطرق التي توصل إلى جنة الله ورحمته، بل وإلى السعادة في الدنيا والآخرة كلها طرق مسدودة، كلها طرق مغلقة، لا توصل إلى شيء إلا طريق واحد، وسبيل واحد؛ إنه طريق الإسلام، إنه طريق الإيمان الذي من سلكه وسار عليه؛ تحققت له السعادة في الدنيا والآخرة، وأدرك الفوز العظيم والفلاح الكبير؛ يقول الله -عز وجل-: (.. فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)[طه: 123-124].

 

إن الشهادة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة تقتضي: أن يعتقد المسلم بطلان ما عليه أهل الكفر يهودا كانوا أم نصارى أم وثنيين، بطلان ما هم عليه من عبادة، وبطلان ما هم عليه من دين، وأن هذا الدين الذي يتدينون به لا يمكن أن يوصلهم إلى رضوان الله وجنته، فهم في ميزان الكتاب والسنة كفار، في ميزان هذا الدين الذي شرفنا الله -عز وجل- به كفار إن ماتوا على كفرهم، فهم من حطب جهنم خالدون مخلدون في النار.

 

إن الشهادة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة تقتضي بكل مسلم يدين بهذه الشهادة: أن يعتقد اعتقادا جازما مقرونا بالعمل أن الله ­عز وجل- لا يقبل من العباد قربة ولا طاعة ولا عبادة، لا يقبل صلاة ولا صوما ولا حجاً ولا زكاة ولا ذكراً، لا يقبل أي لون من ألوان العبادة، لا يقبل الله -عز وجل- من أحد التعبد بها، والتقرب إليه سبحانه بها إلا إذا كانت هذه العبادة والقربة، إلا إذا كانت هذه الطاعة، إلا إذا كان هذا التدين شرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، شرعه رسول الله بقوله أو فعله أو تقريره.

 

فكل عبادة صلاة أو قراءة أو ذكر أو صوم أو حج أو عمرة، كل عبادة يتعبد بها المتعبدون، وكل قربة يتقرب بها المتقربون لم يشرعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصلها، أو وصفها، أو عددها، لم يشرعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي عبادة مردودة على أصحابها، عبادة مرفوضة من أهلها، والمتعبدون بها مؤزرون غير مأجورين؛ لأنهم عبدوا الله على غير ما شرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول بعبارة موجزة ظاهرة بينة قاعدة عظيمة: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".

 

وفي لفظ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

 

ولهذا فإنه حري بكل مسلم أن يحرص على أن تكون عباداته وقرباته وطاعاته كلها موافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا فإن من أعظم نعم الله -عز وجل- على العبد أن يوفق في تقربه وتدينه للزوم السنة.

 

إن لزوم السنة وإن قلَّ خير، بل لا يقارن بالعمل إذا كان على بدعة وإن كثر، فإن البدعة تبطل العمل وتفسده، وتمحق بركته، وترد ذلك العمل على صاحبه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".

 

ألست -أيها المسلم- تريد بتعبدك وتقربك أن تنال ولاية الله ومحبة الله ومحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أن الذي يوصلك إلى ذلك إنما هو لزوم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما التعبد بالبدع والمحدثات فإنها لا توصلك إلى شيء من ذلك، بل تبعدك عنه.

 

ولما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأقوام من الصحابة -رضوان الله عليهم- أرادوا أن يخترعوا لهم طريقا في التعبد يخالف طريق محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهم: "أما أنا فأقوم ولا أرقد". وقال الثاني: "وأما أنا فأصوم ولا أفطر". وقال الثالث: "وأما أنا فلا أتزوج النساء".

 

كل ذلك خلاف سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتعبد بطريق يخالف طريق محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكان قصدهم حسنا، كان قصدهم بذلك أن يجتهدوا في العبادة، وأن ينقطعوا إلى الله بالعبادة، كان قصدهم حسنا ولكن هذا القصد الحسن لا ينفع صاحبه ما دام عمله مخالفا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

ولهذا لما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بمقالتهم خطب على المنبر، وأنكر عليهم عملهم، فقال: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له؛ فأصوم وأفطر، وأقوم وارقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".

 

فعليك -يا عبد الله- إن أردت النجاة والسعادة التمسك بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

ومن مقتضيات الشهادة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بالنبوة والرسالة: أن يتخذ كل مسلم ومسلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدوته وأسوته في حياته كلها: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب: 21].

 

كيف لا يكون - صلى الله عليه وسلم - القدوة والأسوة لكل مسلم ومسلمة؟ كيف لا يكون المثل الأعلى لكل مسلم ومسلمة وهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد أدم عليه الصلاة والسلام؟

 

أدبه ربه فأحسن تأديبه، فقال الله -عز وجل-: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4].

 

بعثه ربه -عز وجل- ليكمل محاسن الأخلاق؛ كالعدل والهدى، والنور والخير والأمن، والرفعة والسيادة، والعز والتمكين، والثناء والضياء، والحسن كله لا يكون إلا في الاقتداء والتأسي بهذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

 

ألسنا نسمع في الخطبة في كل جمعة: "وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ".

 

فرحم الله امرئ ترسم خطى نبيه، وامتثل سلوك حبيبه، والتزم هديه في أموره كلها، في علاقاته مع من حوله، في شئونه الخاصة والعامة؛ لينال بذلك مرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، فإن المرء مع من أحب.

 

عباد الله: إلا وإن من أعظم مقتضيات الشهادة للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة: طاعته صلى الله عليه وسلم في جميع ما أمر به في أمور العبادة والمعاملة، طاعته مبعثها تمام التسليم وتمام الانقياد بهذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا سبحانه وتعالى في كتابه بطاعته، فقال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ) [النساء: 59].

 

وجعل الله -عز وجل- الهداية ثمرة من ثمار طاعته صلى الله عليه وسلم: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) [النــور: 54].

 

بل الفوز الحقيقي والفلاح العظيم مضمون لكل من أطاع الله وأطاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[النور: 52].

 

إن المسلم الحق لا يجد في قلبه أدنى حرج، ولا يشعر في جوارحه بأي تردد بأي أمر من أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، سواء كان هذا الأمر الذي جاء به رسول الله وأمر به مما تهواه النفوس أو لا: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[الأحزاب: 36].

 

(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)[النساء: 65].

 

بل إن حقيقة الإيمان لا تكون إلا إذا قدمنا مراد الله ومراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومحبوب الله ومحبوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدمنا ذلك كله على مرضات نفوسنا ومحبوبات قلوبنا، يقول صلى الله عليه وسلم مبينا هذه الحقيقة وعلاقته بحقيقة الإيمان: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تباعا لما جئت به".

 

إن كل من قدم مراضي نفسه على مراضي الله، ومراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومحبوب الله ومحبوب رسوله؛ فقد عرض نفسه للخطر العظيم؛ يقول الله -عز وجل-: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[التوبة: 24].

 

إن علينا جميعا أن نراجع أنفسنا ونجتهد في تلمس مراضي الله ومراضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحاب الله ومحاب رسوله فنقدمهما على ما تشتهيه نفوسنا وتحبها قلوبنا، إن أردنا الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

 

إنه حري بكل مسلم قبل أن يقدم على أي عمل من الأعمال، قبل أن يتلفظ بأي لفظة؛ أن يسأل نفسه أولا وقبل كل شيء: هل هذا العمل مما يحبه الله ورسوله أم أنه مما يبغضه الله ورسوله ويكرهه الله ويكرهه رسوله -صلى الله عليه وسلم -؟

 

هل إذا عملت هذا العمل أو أقدمت على هذا الفعل أكون بالفعل قدمت مرادي أم مراد الله ومراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ هل أكون بهذا العمل قدمت محبوب نفسي أم محبوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!.

 

هذا هو المحك، هذا هو الاختبار الحقيقي ليعرف كل منا حقيقة نفسه، مع أوامر الله وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

ولا يزال المسلم يسعى في مدارك الكمال ويجاهد نفسه؛ حتى تنقاد له في جميع أمور حياته، فتكون مراضاته كلها، ومحبوباته كلها؛ هي محبوبات الله، ومراضاة الله ومراضاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا يمكن أن يقدم مراد نفسه، ولا محبوب نفسه على مراد الله ومحبوب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت: 69].

 

أسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من أتباع هذا النبي حقا وصدقا، أسأل الله أن يحيينا على سنته، ويمتنا عليها.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[التوبة: 128].

 

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوا الله في جميع أعمالكم وأفعالكم، تلمسوا -أيها الأخوة المسلمون- مراضي الله ومحاب الله -عز وجل- فافعلوها وابتعدوا عن كل ما يغضب الله ويسخطه، فإن سعادتكم وفلاحكم في الدنيا والآخرة منوط بمدى تقواكم لربكم –عز وجل-، وتعبدكم له - سبحانه وتعالى -.

 

أسأل الله -عز وجل- أن يأخذ بنواصينا جميعا للبر والتقوى، وأن ييسرنا لليسرى، وأن يجنبنا العسرى، وأن يجعلنا من عباده الصادقين وأوليائه المفلحين إن ربي غفور رحيم.

 

أيها الأخوة المسلمون: إن من مقتضيات الشهادة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة تصديقه - صلى الله عليه وسلم - في جميع ما أخبر به من أمور الدنيا والآخرة، تصديقه تصديقا لا ينتابه شك ولا تردد في أن جميع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أمور الدنيا والآخرة حق وصدق، لماذا؟

 

لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الصادق المصدوق؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أوتي القرآن ومثله معه، فكما أن القرآن وحي الله -عز وجل- فسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي وحي آخر: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب: 34].

 

فآيات الله كتابه الكريم وقرآنه العظيم، والحكمة هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

إن المسلم على يقين تام بأن جميع ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق وصدق متى ما صح الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا مجال لرده، ولا مجال للطعن فيه، ولا مجال للتشكيك فيه.

 

إن مما يحزن المسلم ويؤلمه أن يعمد أقوام ممن ينتسبون إلى الإسلام في هذا الزمن، وفي بلاد التوحيد والسنة؛ فيشككون في أحاديث صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثبتت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بدعوى ماذا؟

 

بدعوى أن عقولهم العفنة لا تصدقها، وأن نفوسهم المريضة لا تقبلها!.

 

ومتى كان عقل الإنسان أو نفسه معيارا ومقياسا لقبول السنة أو ردها أو رفضها؟!

 

إن المعيار لدى المسلم في قبول السنة هو صحة الحديث وثبوته، فمتى صح الحديث وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا مجال للمسلم حيث إذاً، لا مجال للشك، لا مجال للطعن، لا مجال للتكذيب، بل اعتقاد جازم بأن جميع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - حق وصدق.

 

إن ما تناقلته وسائل الإعلام قبل أيام أو أسابيع من تعمد بعض الكتبة الجهلة إلى التشكيك في حديث ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أمره - صلى الله عليه وسلم - بعض الصحابة ممن ابتلوا ببعض الأمراض بأن يتداوى بألبان الإبل وأبوالها، ودعوى ذلك الكاتب أن هذا الحديث لا يقبله العقل ولا يقبله المنطق، ومن ثم فهو يكذبه ويرده.

 

إن ذلك -والعياذ بالله- ضلال عظيم ومنافاة لشهادة أن محمدا رسول الله التي تقتضي الاعتقاد الجازم بأن جميع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم حق وصدق.

 

نحن لا نتكلم عما توصل إليه الطب الحديث في تأييد ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأننا نحن المسلمين لا ننتظر شهادة على صدق ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يقول الطب الحديث أن هذا الأمر حقا أو صدقا، أو حقيقة علمية، لا ننتظر شهادة في ذلك؛ لأن عندنا أن جميع ما أخبر به رسولنا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - حق وصدق، فإنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

 

وإن مما يؤسف له أن تمكن صحفا في بلاد التوحيد والسنة في نشر هذا الهراء في بلاد المسلمين على صفحات الجرائد، وأن لا يلقى هذا الداعية الأفاك على بهتانه وخطئه على مقام النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم -.

 

إن حقا على من أيده الله بالسلطان وبسط الله له يده بالولاية أن يحاسب هؤلاء المتجرئين الأفاكين المتطاولين على مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته، وإلا فإن الأمر إذا ترك فسيتطور إلى ما هو أبعد من ذلك من التشكيك في ثوابت الدين، وعقيدة المسلمين، بل وفي الطعن بالله رب العالمين؛ لأن الزندقة والإلحاد لا تنتهي إلى حد، والضلال والبهتان لا ينتهي إلى حد؛ فنسأل الله -عز وجل- أن يوفق من بيده الولاية والسلطة إلى الأخذ على أيدي هؤلاء المتطاولين المتشككين في دين الأمة وسنة نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -.

 

إن من مقتضيات الشهادة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة: تحكيم شريعته، والتحاكم إليها في الصغير والكبير والدقيق والجليل امتثالا لأمر الله -عز وجل-، يقول الله -تعالى- في آية عظيمة محكمة مبينة في دلالتها: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)[النساء: 65].

 

ويقول الله -عز وجل-: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ..)[المائدة: 49].

 

يخاطب الله -عز وجل- نبيه بذلك: (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ).

 

إنه ليس من الإتباع الحقيقي للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن تنحى شريعته عن الحكم، ويستعاض عنها بقوانين البشر وأنظمتهم المستمدة من الشرق والغرب، والله -عز وجل- يقول: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة: 50].

 

إن من مقتضيات هذا الأمر رفض كل وثيقة، وكل معاهدة يصدرها تجمع بشري يكون في هذه الوثيقة أو هذه المعاهدة شيء معارض لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما هو الحال في الاتفاقية المشهورة المسماة بالسيداو في قضايا المرأة، والسعي في مساواتها بالرجل مثلا بمثل، في جميع الأمور والأحوال.

 

إن من مقتضيات الشهادة للنبي - صلى الله عليه وسلم – والرسالة: رفض ورد هذه الوثائق، وعدم الاعتراف بها؛ لأنها تخالف شريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

 

ومن مقتضيات الشهادة أن محمد رسول الله: محبته صلى الله عليه وسلم، وتقديم محبته على النفس وعلى الأهل والمال والولد، يقول صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وولده والناس أجمعين".

 

هذه هي المحبة الحقيقية التي تستلزم طاعة المحبوب، وتقديم مراده، والدفاع عن شريعته، والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم.

 

أيها الأخوة المسلمون: هذا بإيجاز هو معنى الشهادتين العظيمتين: "شهادة أن لا إله إلا الله" أن لا يعبد إلا الله -عز وجل- وأن لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله –عز وجل-، وشهادة أن محمدا رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

هذه هي الشهادة بهذا المعنى التي تنفع قائلها وصاحبها، ومن ثم ندرك عظم الضلال، بل الضلال الكبير الذي عليه فئام ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم، وهم في الحقيقة مناقضون في أعمالهم، وتصرفاتهم، وتدينهم، وتقربهم؛ لهاتين الشهادتين العظيمتين.

 

ومن الطوائف المناقضة في تدينها ودينها وعبادتها لهاتين الشهادتين العظيمتين: طائفة الرافضة المخذولة، وإن انتسبت إلى الإسلام، وادعت محبة آل البيت -رضوان الله عليهم أجمعين- إلا أن تدينهم وتقربهم مناقض لشهادة أن "لا إله إلا الله" وأن محمدا رسول الله، فهم يبنون تقربهم وتدينهم على الإشراك بالله -عز وجل- ودعوتهم بغير الله يدعون عليا والحسن والحسين، ويدعون فاطمة وغيرهم من الأئمة في دينهم، يدعونهم من دون الله -عز وجل- يسألونهم قضاء الحاجات، وكشف الكربات، يسألونهم تفريج الهموم والغموم، يلوذون بهم ويستعيذون بهم، فهل هذا إلا مناقضة صريحة لشهادة أن "لا إله إلا الله" التي تدل في معناها على أنه لا معبود بحق إلا الله، فإذا دعي علي، أو دعيت فاطمة، أو دعي الحسن والحسين، فماذا بقي لله -عز وجل- من أنواع الطاعة والعبادة؟.

 

ولهذا كان أحد مخبوليهم يقول عياذا بالله: "إن لأئمتنا - أي الاثنى عشر- مكانة لم يبلغها ملك مقرب، ولا نبي مرسل" عياذا بالله –عز وجل-، فهل بعد هذا كفر؟ – عياذا بالله عز وجل-.

 

أما مناقضاتهم بشهادة أن محمد رسول الله فحدث ولا حرج، فجميع تدينهم وعباداتهم إنما تقوم على البدع والمحدثات في كتاب الله -عز وجل-، ليس لدين الرافضة مستند من سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا من أحاديث آل البيت، فأحاديث آل البيت ترفض ما عليه الرافضة، وتنقد ما عليه الرافضة، وإن ادعوا محبتهم، فآل البيت منهم براء.

 

ولو لم يحصل من ضلال الشيعة الرافضة إلا إشراكهم بالله -عز وجل-، ومناقضاتهم لشهادة أن "لا إله إلا الله" لكفى بذلك وحده دليلا على بعدهم عن دين الإسلام، وعن عقيدة الإسلام.

 

ولهذا لما كانوا بهذه الحال من الإشراك بالله –عز وجل- والابتداع في دين الله كانت عداوتهم لأهل السنة والجماعة عداوة متمكنة في قلوبهم، مستأصلة في قلوبهم، عداوة عظيمة؛ مصداقا لما أخبر الله –عز وجل- في كتابه: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ)[المائدة: 82].

 

وما يفعله الرافضة اليوم بإخواننا أهل السنة في سوريا من تقتيل وتشريد واغتصاب وتمثيل، وغير ذلك من صور الإجرام والإبادة؛ لدليلٌ واضح على هذه العداوة المستكنة في قلوبهم، فنسأل الله –عز وجل- أن يقينا شرورهم.

 

نسأل الله –عز وجل- أن يكفي المسلمين شرهم، نسأل الله –عز وجل- أن يكفي المسلمين شرهم، وأن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم؛ إنه على كل شيء قدير.

 

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا".

 

اللهم صل وسلم وبارك..

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات