عناصر الخطبة
1/ تفرُّد الرسول عليه السلام بتوازن الشخصية والتكامل والتنوع 2/ الحكمة من ذلك التنوع 3/ بعض جوانب شخصيته عليه السلام 4/ اهتمام البعض بجانب من الدين لا يعني خطأ من يهتم بجانب آخر 5/ ضرورة معرفة الأولويات الشرعيةاقتباس
فإن العقل الإنساني يحار وهو يدرس جوانب شخصية أعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، والأمور التي تحيّر الدارس لشخصيته كثيرة، لكن من أبرز الأمور المحيرة لنا ولغيرنا من غير المسلمين هو: ذلك الشمول والتنوع والتوازن في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث إن جوانب شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام متعددة تعددًا يجعله منفردًا .. وقد يسأل سائل: ما الحكمة من هذا التنوع؟! ..
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد: فإن العقل الإنساني يحار وهو يدرس جوانب شخصية أعظم الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، والأمور التي تحيّر الدارس لشخصيته كثيرة، لكن من أبرز الأمور المحيرة لنا ولغيرنا من غير المسلمين هو: ذلك الشمول والتنوع والتوازن في شخصية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث إن جوانب شخصية الرسول -عليه الصلاة والسلام- متعددة تعددًا يجعله منفردًا، ليس عن البشر فحسب بل حتى عن الرسل، فشخصية الرسول تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وما كل رسول كان له مثل هذا، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- كان أبًا، وما كل رسول كان أبًا، وكان زوجًا، وما كل رسول تزوج، وكان رئيس دولة ومؤسسها، وما كل رسول أقام دولة، وكان القائد الأعلى لجيش الإسلام والمحارب الفذ، وما كل رسول حارب، وبعث للإنسانية عامة فشرع لها بأمر الله ما يلزمها في كل جوانب حياتها العقدية والعبادية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية، ولم يبعث رسول قط إلى الإنسانية عامة غيره، وكان المستشار والقاضي والمربي والمعلم والمهذب والعابد والزاهد والصابر والرحيم... إلى آخر صفاته -عليه الصلاة والسلام- التي استوعبت كل جوانب الحياة.
وقد يسأل سائل: ما الحكمة من هذا التنوع؟! فنقول: إنما كان ذلك لأن الله -جلّت حكمته- جعل الإسلام المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- نظامًا شاملاً لجوانب حياة البشر كلها، وجعل حياة رسوله نموذجًا لدينه كله في كل جوانبه، وشيء آخر هو أن البشر فيهم الأب والابن والزوج، وفيهم السياسي والاقتصادي ورجل الشورى، وفيهم المحارب والمسالم، وفيهم المبتلى والمعافى، وفيهم الراعي والرعية، وفيهم العامل والتاجر، فالحياة البشرية متعددة الجوانب، وكل إنسان يعيش حياة تختلف في بعض جوانبها أو تتفق مع الآخرين، وقد فرض الله على البشر -على اختلاف مستوياتهم- أن يكون الرسول قدوتهم في كل شيء، فما لم تكن شخصية الرسول متعددة الجوانب والمواقف هذا التعدد، لا يكون قدوة لكل البشر في كل شيء.
وطبعًا نحن لا نستطيع هنا أن نحيط بجوانب شخصية الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لكننا نشير إلى بعضها، فنقول:
أولاً: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان الأخلاقي الأول؛ قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، حيث إن أبرز سمة في شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- المتعددة الجوانب أخلاقياته التي لا مثيل لها، والتي جمعت أخلاقيات العالم كله، مع انعدام التصرفات غير الأخلاقية.
إن أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي ميزة شخصيته الكبرى، حتى إنه ليحدد مهمة رسالته بقوله: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، وأخلاقه كما وصفته سيدتنا عائشة -رضي الله عنها- هي القرآن؛ إذ قالت: "كان خلقه القرآن".
فقد كان القمة في الصبر والرحمة والحلم والكرم والتواضع، فهذه من أمهات الأخلاق التي تحمد إذا كانت في محلها، حيث نرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع كل شيء في محله، فإذا كان العفو غير محمود فلا عفو، وإذا كانت الرحمة غير محمودة فلا رحمة، وهكذا، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الميزان الذي توزن بتصرفاته أخلاق البشر، ويتحدد بهذه التصرفات حدود كل خلق، فلا يطغى خلق على خلق.
فمن صبره -صلى الله عليه وسلم- صبره على الاضطهاد والتعذيب، والإيذاء والتجويع والسخرية.
ومن رحمته قوله في الطائف وهو يُؤذى ويُضرب ويُضطهد: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
ومن حلمه كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما ضرب رسول الله بيده خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتي إليه حتى تنتهك حرمات الله، فيكون هو ينتقم لله".
ومن كرمه أنه "ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قط فقال: لا".
ومن تواضعه أنه كان يجلس على الأرض ويمازح الصغار وهو من هو.
إن العالم لم يعرف ارتفاعًا في الأخلاق في كلياتها وجزئياتها وأبعادها وشمولها كله كما عرفه في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما شهد بذلك القرآن العظيم، وأن منتهى آمال أهل الأخلاق أن يقلدوه في خلق واحد من أخلاقه، وهم لا يرتقون بهذا الخلق إلا إلى بعض ما عنده -صلى الله عليه وسلم-.
ثانيًا: رجل الأسرة الأول؛ فقد كان يعدل بين نسائه في السكن والنفقة والكسوة والمبيت والزيارات والوقت، وكان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وأنه كان ينزل على مشورة بعض نسائه، وأنه كان يسمح لهن بمناقشته، وكان يداري قلوبهن حتى تصفو، وكن يأخذن حريتهن في الكلام فيسمع ويرد ويؤدب، ويحفظ لخديجة -رضي الله عنها- ذكراها بشكل منقطع النظير، فهو آية الوفاء في دنيا المروءة، وكان من وفائه لها أن يبر كل امرأة كانت لها صلة بخديجة، وأنه كان يذكرها بكل خير، حتى إن عائشة -رضي الله عنها- لم تغِر من امرأة كما غارت من خديجة وهي متوفاة.
ثالثًا: المعلم والمربي الأول؛ فقد حدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهمته بقوله: "إنما بعثت معلمًا"، والقرآن الكريم ذكر هذه المهمة الأساسية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصراحة فقال: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، فقد أحصت هذه الآية من مهمات الرسول التعليم والتربية، تعليم الكتاب والحكمة وتربية الأنفس عليهما، وكان الجانب الأعظم من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستغرقًا بهذا الجانب، إذ إنه هو الجانب الذي ينبع عنه كل خير، ولا يستقيم أي جانب من جوانب الحياة سياسيًّا أو اجتماعيًّا أو اقتصاديًّا أو عسكريًّا أو أخلاقيًّا إلا به، ولا يؤتى الإنسان ولا تؤتى أمة ولا تؤتى الإنسانية إلا من التفريط في العلم الصحيح والانحراف عنه، إما إلى الجهل أو إلى ما يضر علمه ولا ينفع.
إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدأ تشكيل أمة جديدة لها كل مقوماتها الفكرية والسلوكية والأخلاقية والتشريعية والدستورية، خذ مثلاً شخصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كيف كان في الجاهلية، ولولا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعاش عمر ومات عمر وما أحس به أحد، ولكنه ما إن يشرب كأس الإسلام من يد رسول الله حتى يصبح عمر المشروع العبقري الفذ، ورجل الدولة العظيم الكبير، ورمز العدل الذي لا يكون إلا معه مع الحزم والرحمة، وسعة الأفق وصدق الإدراك وحسن الفراسة، ما كان ليكون شيئًا لولا أنه تربى في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ منه العلم والحكمة والتربية.
وخذ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- راعي الإبل المهان في قريش، الذي ما كان ليعرف إلا سيده ومن يستخدمه، هذا الرجل النحيل القصير الحَمِش الساقين، ماذا يصبح بعد أن ربته يد النبوة؟! يصبح الرجل الذي يعتبر مؤسس أكبر مدرسة في الفقه الإسلامي والتي ينتسب إليها أبو حنيفة النعمان، يصبح الرجل الذي يقول فيه عمر لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
إن العالم ما شهد ولن يشهد مربيًا كمحمد -صلى الله عليه وسلم-، فعل ما فعل بإمكانياته المحدودة ماديًا، وبشعب أمِّي عمليًّا، ونقل أمة بهذه الفترة المحدودة في الناحية النفسية والأخلاقية والفكرية والحضارية والعسكرية والسياسية.
وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحده هو الذي وضع النفس البشرية على الطريق الصحيح، أما غيره فلئن أصلح جانبًا فعلى حساب جوانب أخرى.
رابعًا: رجل الدولة الأول سياسيًّا، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- قائدًا سياسيًّا فذًّا، فقد استوعب دعوته ووثق في نصرها، وقد كان يعرف ما يريد ويوضح لأصحابه كيف ستفتح بلاد فارس والروم، وقد كان بارعًا في الإقناع، فقد دخلت أقوام في دعوته نتيجة براعته في الدعوة والإقناع، وقد استوعب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيمًا وتيسيرًا، وكان أتباعه يثقون الثقة المطلقة به، وكان يعرف إمكانياتهم ويوجههم بحسبها، وكان يحل المشكلات الطارئة، وكان يفاوض ويقاتل ويسالم وهو بعيد النظر والمعرفة بالواقع، وقادر على الاستفادة من النصر، وعلى إقامة دولة استطاعت أن تبقى قرونًا طويلة.
إن الدين جاء ليحكم الحياة، وتأثير الحكام على واقع الناس كثيرٌ، ولا أحد يجادل فيه، فأنا وأنتَ نؤثر على فرد أو فردين أو ثلاثة، لكن الله يَزَع بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن، والوسائل التي تمتلكها السلطات في هذا العصر وسائل جبارة وكبيرة وتساهم مساهمة كبيرة في صياغة حياة الناس وعقولهم وتفكيرهم، وفي هذا يردّ على من يدعي أن المسلم عليه أن يعيش في المسجد فحسب لا يخرج إلى الحياة فيقودها ويحكمها بشرع الله كما يدعي من يدعي.
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء بإصلاح الدين، وإصلاح الدنيا، والجمع بين مصلحة الروح والجسد، وحث على القيام بالأمرين، وأن كل واحد منهما ممهد للآخر، ومعين عليه.
فكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: "اللهم أصلح لي ديني الذي فيه عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي...". هذه الشمولية كانت من أبرز خصائص دعوته -عليه الصلاة والسلام-.
خامسًا: الرجل العسكري الأول؛ إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في القيادة العسكرية كهو في كل شيء ، يمثل دائمًا القمة التي لا يرقى إليها الآخرون، فقد كان يخطط ويحارب ويستعمل الخدعة ويبعث السرايا والمستطلعين ويستخدم كل الفنون الحربية، وقد عقد عباس محمود العقاد مقارنة بين محمد -صلى الله عليه وسلم- والقائد العسكري الفرنسي النابغة في فن الحرب نابليون بونابرت، فأرانا في هذه المقارنة أنه ما من قضية مهمة في أمر الحرب فطن لها نابليون وطبقها إلا وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سباقًا لها، هذا مع أن نابليون كان متفرغًا مختصًا بفن الحرب، ثم إنه صادف في حياته العسكرية من الفشل ما لم يَحدث قط لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عسكريًا، ولا لمن ربّاهم ودخلوا المعارك الكبرى بعده، هذا مع ملاحظة الإمكانيات المحدودة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والإمكانيات الكثيرة الموجودة بيد غيره من أمثال نابليون.
إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدأ حياة دولته العسكرية بجيش مقداره ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، محاطًا بقبائل الجزيرة العربية كلها، مشركيها ويهودها ونصاراها وكلها معادية له، وفي الجزيرة العربية وعلى أطرافها سلطان لفارس والروم، وقد استهدفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحربه، وبهذه القوة الصغيرة وبدعوته الكبيرة شقّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طريقه دعوةً وسياسةً وحربًا، فأخضع الجزيرة العربية كلها، ولم يتوقف إلا وقد هيّأ المسلمين لحرب الفرس والروم بآن واحد، فأتم خلفاؤه ما بدأه عسكريًا، فسقطت الدولة الفارسية وتقلصت الدولة الرومانية عن آسيا وإفريقيا تقريبًا، كل ذلك في أقل من عشر سنوات، وما حدث بعده من فتوحات لا يمكن أن ينسب إلا إليه، فإنه من آثار تربيته -صلى الله عليه وسلم- وتأسيسه وتخطيطه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين القائل: "من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين ويلهمه رشده".
بودنا اليوم أن نتفقه في مسألتين:
الأولى: أن من المسلمين من يهتم بالجانب السياسي والآخر بالاجتماعي من معاونة الفقراء والمساكين، والآخر بالعبادي والعقائدي والمحافظة على السنن، وكل ذلك خير، والإسلام يشمل ذلك كله، لكن الذي يشتغل بجانبٍ ينبغي أن لا يلوم أو يعاتب مَن يَرونه مشتغلاً بجانبٍ آخر، بل ينبغي أن يكون هناك نوع من التكامل في العمل والدعوة إلى الله تعالى.
إن هذا الدين شامل، يريد من المسلم أن يقوم بهذه الأشياء كلها، وكل إنسان ناجح في تخصصه ومجاله الذي يثمر فيه، وما يتناسب مع طبيعته ومواهبه وإمكانياته وظروفه، وفي كلٍ خير إن شاء الله.
الثانية: على المسلم معرفة الأولويات الشرعية فيركز على القضايا الكبرى والمصيرية للأمة، وأن لا ينشغل بجزئيات وفرعيات لا يجب الاشتغال بها عن غيرها، فهذا من الخطأ في فهم الدين وتطبيقه على أرض الواقع.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم