عناصر الخطبة
1/التأمل والتفكر في تغير الزمان 2/مفاسد البرد ومخاطره 3/فوائد البرد 4/واجبنا نحو الفقراء والمعوزين 5/ إغاثة الشعب السورياقتباس
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: تذكروا في هذا البرد أحوال الفقراء والمعدمين من إخوانكم؛ فإنهم لا يجدون كساء يحمي أجسادهم، ولا فراشا يقيهم صقيع الأرض، ولا طعاما يُقوِّي عودهم على البرد، ولا يملكون وسائل للتدفئة، ومنهم مَنْ في بيوتهم مداخلُ ومخارج للهواء البارد من قلة ذات اليد، ومنهم من يسكنون صفيحا يجمدهم وأسرهم وأولادهم، وتذكروا أن...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن في خلق الأرضِ ومن عليها لَعِبَراً، وفي خلق السماء وما فيها لمدّكراً، وإن من وراء تصريف الأحوال لخبراً، ولقد دعانا ربّنا لذلك، فقال: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [ق: 6 -8].
إن تقلّب الزمان وتصرفَ الأحوال من حر إلى قَر، ومن صيف إلى شتاء، إنما هو بحكمة الله -تعالى- وتصريفه؛ فهو سبحانه أعلم بما يُصلِح عباده: (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].
الشمس والقمر مسخران للأرض ومن عليها، وشدة البرد وشدة الحر نَفَسَان من جهنم؛ لتذكير العباد في الدنيا بنار الآخرة؛ ليتقوا ما يوردهم إياها، ويأخذوا بأسباب النجاة منها؛ روى أبو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشْتَكَتْ النَّارُ إلى رَبِّهَا، فقالت: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ من الْحَرِّ وَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِيرِ" [متفق عليه].
البرد مهلك، كما أن الحر مؤذٍ، لكن الحَرَّ لا يهلك في الغالب؛ ولذا فالناس يخافون البرد ويتقونه أكثر من الحر، وقد دلَّ القرآن على هذا المعنى؛ ففي سورة النحل ذكر الله -تعالى- في أولها أصول النعم، ومنها بهيمة الأنعام، وقال سبحانه فيها: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)[النحل: 5].
وفي آخر السورة ذكر مكملات هذه النعم من المتاع والأثاث، ومنها قوله سبحانه: (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) [النحل: 81].
وسرابيل البأس هي لباس الحرب، فلم يذكر لباس البرد من المكملات؛ لأنه عز وجل ذكره من الأصول والأساسات في أول السورة.
ومن كمال نعيم أهل الجنة أنهم لا يجدون فيها حرَّا ولا بردًا، قال قتادة -رحمه الله تعالى-: "عَلِم الله -تعالى- أنّ شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعا: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا) [الإنسان: 13] والزمهرير هو البرد القاطع".
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "هو لونٌ من العذاب".
وعن الأصمعي -رحمه الله تعالى- قال: "كانت العرب تسمي الشتاء الفاضح -وكأنه والله أعلم يفضح الفقير، فلا صبرَ له عليه، بخلاف الحر فيصبر عليه- فقيل لامرأة منهم: أيما أشد عليكم القيظ أم القُرُّ؟ فقالت: يا سبحان الله، من جعل البؤس كالأذى؟ فجعلت الشتاء بؤسا والقيظ أذى".
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: تذكروا في هذا البرد أحوال الفقراء والمعدمين من إخوانكم؛ فإنهم لا يجدون كساء يحمي أجسادهم، ولا فراشا يقيهم صقيع الأرض، ولا طعاما يُقوِّي عودهم على البرد، ولا يملكون وسائل للتدفئة، ومنهم مَنْ في بيوتهم مداخلُ ومخارج للهواء البارد من قلة ذات اليد، ومنهم من يسكنون صفيحا يجمدهم وأسرهم وأولادهم، وتذكروا أن الراحمين يرحمهم الرحمن.
ما أجمل أن تذهب لوحدك أو مع أولادك أو أصحابك، وتشتري لوازم للتدفئة من ملابس شتوية أو بطانيات أو مدافئ، ثم تتلمس حاجات المحتاجين، من جيرانك أو ممن يسكن الأحياء الفقيرة، أو من العمالة الوافدة الذين لا يجد بعضهم بطانية يستدفئ بها، افعل ذلك، وأعطهم بنفسك، سلمهم صدقتك بيدك، واحتسب أجرها عند ربك، وستجد أثرها في قلبك.
كم هو جميل إذا خرجت في ساعات الصباح الأولى إلى عملك أو مدرستك، أن تصطحب معك إبريق شاي أو حليب ساخن، وتبحث عن العمال في الشوارع، عند بناء أو محطة وقود أو غيرها، وتتصدق عليهم بكأس يدخل عليهم الدفئ، في هذه الأجواء الباردة.
اذهب إلى خزانة ملابسك، وابحث عن ملابس الشتاء التي لم تعد أنت أو أهلك بحاجة إليها، وهي بحالة جيدة، وأخرجها من بطون الخزائن إلى ظهور المحتاجين.
ابحث بنفسك عن المحتاجين، واسألهم عن فواتير الكهرباء، وحاول أن تتكفل بسداد كامل قيمة هذه الفواتير أو جزء منها، فالحاجة إلى التدفئة بالأجهزة الكهربائية في شدة الشتاء لا تقل عن الحاجة للمكيفات في فصل الصيف.
للفقراء علينا حقٌ دائم، ويتأكد هذا الحق في الأزمات والملمّات، وفي النكبات والصعوبات، ومن ذلك أن نرحمهم ونعطف عليهم مع برد الشتاء، يقول أحدهم:
أتـدري كيـف قابلنـي الشتاء *** وكيف تكون فيه القرفصاء
وكيـف البـرد يفعل بالثنايـا *** إذا اصطكت وجاوبها الفضـاء
وكيف نبيت فيـه على فـراش *** يجور عليه في الليل الغطــاء
فـإن حل الشـتاء فأدفئونـي *** فـإن الشـيخ يهدمه الشـتـاء
أتدري كيف جارك يا ابن أمي *** يهــدده مـن الفقـر العنـاء
وكيـف يـداه ترتجفان بؤساً *** وتصدمـه المذلـة والشـقـاء
يصب الزمهريـر عليـه ثلجاً *** فتجمد فـي الشـرايين الدمـاء
خراف الأرض يكسوهن عِهنٌ *** وتـرفل تحتـه نَعَـمٌ وشـاء
وللنمل المساكن حيـن يأتـي *** عليـه البرد أو جـُنّ المسـاء
وهـذا الآدمـي بغـيـر دار *** فهل يرضيك يزعجه الشتاء
يجوب الأرض من حي لحي *** ولا أرض تـقيـه ولا سمـاء
معاذ الله أن ترضـى بهـذا *** وطفـل الجيـل يصرعه الشتاء
أتلقاني وبي عـوز وضـيق *** ولا تحـنو؟ فمنـا هذا الجفـاء
أخي بالله لا تجـرح شعوري *** ألا يكفيـك مـا جـرح الشـتاء
بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، قد قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، أحمده -تعالى- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله رحمةً للعالمين، بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالةَ أحسنَ البلاغ، وأدى الأمانة أتم الأداء، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر عباد الله الصالحين.
أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -تعالى- وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ.
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: العَوَاصِفُ الثَّلْجِيَّةُ الَّتِي تَضْرِبُ بَعْضَ بِلاَدِ المُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ حَتَّى كَسَاهَا الجَلِيدُ، وَاشْتَدَّ فِيهَا الصَّقِيعُ هِيَ ابْتِلاَءٌ مِنَ اللهِ -تعالى- لِفُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ؛ إِذْ يُعَالِجُونَ الجُوعَ وَالبَرْدَ مَعَ قِلَّةِ ذَاتِ اليَدِ، وَهِيَ ابْتِلاَءٌ لِأَغْنِيَاءِ المُسْلِمِينَ أَيَسُدُّونَ حَاجَةَ إِخْوَانِهِمُ الفُقَرَاءِ، فَيُطْعِمُونَهُمْ مِنْ جُوعٍ، وَيُدَفِّئُونَهُمْ مِنْ بَرْدٍ، وَيُكِنُّونَهُمْ مِنْ عَرَاءٍ؟! كَانَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ -رحمه الله تعالى- إِذَا أَمْسَى تَصَدَّقَ بِمَا فِي بَيْتِهِ مِنَ الفَضْلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ مَاتَ جُوْعًا فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ، وَمَنْ مَاتَ عُرْياً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ.
وَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى بِشْرِ بنِ الحَارِثِ فِي الشِّتَاءِ فَوَجَدَهُ جَالِسًا يَرْعُدُ وَثَوْبُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى الْمِشْجَبِ "مثل الشماعة"، فَقَالَ لَهُ: فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ يُنْزَعُ الثَّوْبُ؟ فَقَالَ: يَا أَخِي، الْفُقَرَاءُ كَثِيرٌ، وَلَيْسَ لِي طَاقَةُ مُوَاسَاتِهِمْ بِالثِّيَابِ، فَأُوَاسِيهِمْ بِتَحَمُّلِ الْبَرْدِ كَمَا يَتَحَمَّلُونَ، وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ صَوَابِ فِعْلِهِ مِنْ خَطَئِهِ، فَإِنَّ إِحْسَاسَهُ بِمُعَانَاةِ إِخْوَانِهِ دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةِ إِيمَانِهِ.
وَفِي لَيْلَةٍ شَاتِيَةٍ تَصَدَّقَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ المَالِكِيُّ بِقِيمَةِ غَلَّةِ بُسْتَانِهِ كُلِّهَا -وَكَانَتْ مِئَةَ دِينَارٍ ذَهَبِيٍّ- وَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ غَمًّا لِفُقَرَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
إن العَاصِفَةُ الثَّلْجِيَّةُ الَّتِي نَرَى شَيْئًا مِنْ أَثَرِهَا، وَنُحِسُّ بَعْضَ صَقِيعِهَا قَدْ خَيَّمَتْ فِي بِلاَدِ الشَّامِ، وَضَاعَفَتْ مُعَانَاةَ إِخْوَانِنَا اللاَّجِئِينَ فِي تُرْكِيَا وَلُبْنَانَ وَالأُرْدَنَ؛ إِذْ فَرَشَ الجَلِيدُ أَرْضَهُمْ، وَغَطَّتِ الثُّلُوجُ خِيَامَهُمْ، وَالبَرْدُ يَفْتَرِسُ أَجْسَادَهُمْ وَأَجْسَادَ أَطْفَالِهِمْ، وَلاَ طَعَامَ يَكْفِي لِيَمْنَحَ الدِّفْءَ وَالقُوَّةَ، وَلاَ كِسَاءَ أَوْ غِطَاءَ يُخَفِّفُ البَرْدَ، إِلاَّ شَيْئًا قَلِيلاً يُبْقِي عَلَى الحَيَاةِ، وَيَجْعَلُهَا عَذَابًا عَلَيْهِمْ، وَكَمْ يَمُوتُ مِنْ أَطْفَالِهِمْ مِنْ شِدَّةِ البَرْدِ!.
وَأَكْثَرُ أَمْرَاضِ الأَطْفَالِ فِي المَلاَجِئِ هِيَ أَمْرَاضُ البَرْدِ وَالجُوعِ، وَأَمَّا فِي دَاخِلِ سُورْيَا فَخَوْفٌ وَجُوعٌ وَبَرْدٌ.
وَقدْ تَنَاقَلَ النَّاسُ قَبْلَ يَوْمَينِ صُورَةَ رَضِيعٍ فِي الرَسْتَنِ قَدْ تَجَمَّدَ مِنَ البَرْدِ، وَيَدَاهُ مَمْدُودَتَانِ مُتَصَلِّبَتَانِ لا تَنْثَنِيَانِ، فَوَيلٌ لِلظَالِمِينَ مِنْ يَومِ الحِسَابِ.
فَأَغِيثُوهُمْ بِالطَّعَامِ وَالكِسَاءِ، وَالدَّوَاءِ وَالإِيوَاءِ؛ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ حَالَ أَطْفَالِهِمْ يُنْقَلُ إِلَيْكُمْ، قَدْ نَحَلَتْ أَجْسَادُهُمْ، وَشَحَبَتْ أَلْوَانُهُمْ، وَزَاغَتْ أَبْصَارُهُمْ، وَارْتَسَمَ البُؤْسُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَعِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قِصَّةٌ وَحِكَايَةٌ، تُقَطِّعُ القُلُوبَ الحَيَّةَ، وَتَسْتَدِرُّ العُيُونَ الرَّحِيمَةَ، وَتَبْعَثُ عَلَى البَذْلِ وَالعَطَاءِ، ارْحَمُوهُمْ كَمَا تَرْحَمُونَ أَطْفَالَكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ أَوْلاَدُ إِخْوَانِكُمْ، وَأَجْزَاءٌ مِنْ جَسَدِ أُمَّتِكُمْ المُثْخَنَةَ بِالجِرَاحِ: "وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
ويقول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْض يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".
وجاء في الحديث أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ".
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: اعلموا أن الله -تعالى- قد أمرنا بالصلاة على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعل للصلاة عليه في هذا اليوم والإكثار منها مزية على غيره من الأيام.
فللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، وهيء لهم البطانة الصالحة الناصحة، واصرف عنهم بطانة السوء والفساد والإفساد يا رب العالمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم