السنة النبوية

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

2022-10-07 - 1444/03/11
عناصر الخطبة
1/ عِظَم منزلة السنة النبوية 2/ السنة النبوية حجةٌ في الدين ودليلٌ من أدلة الأحكام الشرعية 3/ وجوب تعظيم السنة النبوية ومعرفة منزلتها ومكانتها 4/ أهمية طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولزوم ما جاء به 5/ وجوب الحذر من البدع بجميع أصنافها والأهواء كلها

اقتباس

السنة النبوية قرينةٌ للكتاب في القرآن.. وقد أجمع علماء الإسلام المتقدمون منهم والمتأخرون على أنَّ السنة النبوية حجةٌ في الدين ودليلٌ من أدلة الأحكام الشرعية تثبُت بها الأحكام العملية والعلمية، وهي تفسِّر القرآن، وتقيِّد مطلقه، وتفصِّل مجمله، وتخصِّص عمومه،.. والسنة النبوية واجبٌ على كل مسلمٍ تعظيمها ومعرفة منزلتها ومكانتها، وأن يعرف أنها وحيٌ من الله كما أن القرآن الكريم وحي من الله،.. وطاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- باتِّباع هديه ولزوم سنته والتمسك بأحاديثه ولزوم غرزه -عليه الصلاة والسلام- من طاعة الله -جل في علاه-...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلغ الناس شرعه، ما ترك خيرًا إلا دل الأمة عليه، ولا شرًا إلا حذَّرها منه؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه. وتقوى الله جل وعلا: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.

 

أيها المؤمنون عباد الله: إنَّ السنة النبوية قرينةٌ للكتاب في القرآن كما أنَّ الزكاة المفروضة قرينةٌ للصلاة فيه؛ قال الله -تبارك وتعالى- في مقام الامتنان على عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)[النساء:113]، وقال -جلَّ في علاه- في مقام الامتنان على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)[الأحزاب:34].

 

 وقال -جلَّ في علاه- في مقام الامتنان على عباده المؤمنين: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ)[البقرة:231]، وقال -جل وعلا-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[آل عمران:164]، وفي المسند عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مقام ذكر هذه النعمة العظيمة: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ".

 

عباد الله: لقد أجمع علماء الإسلام المتقدمون منهم والمتأخرون على أنَّ السنة النبوية حجةٌ في الدين ودليلٌ من أدلة الأحكام الشرعية تثبُت بها الأحكام العملية والعلمية، وهي تفسِّر القرآن، وتقيِّد مطلقه، وتفصِّل مجمله، وتخصِّص عمومه، كما قال الله -تبارك وتعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)[النحل:44].

 

عباد الله: والسنة النبوية واجبٌ على كل مسلمٍ تعظيمها ومعرفة منزلتها ومكانتها، وأن يعرف أنها وحيٌ من الله كما أن القرآن الكريم وحي من الله، فإن الرسول -عليه الصلاة والسلام- مهمته بلاغ كلام من أرسله كما قال الله تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ)[النور:54] وقال -جل وعلا-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم:3-4].

 

أيها المؤمنون عباد الله: إنَّ طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- باتِّباع هديه ولزوم سنته والتمسك بأحاديثه ولزوم غرزه -عليه الصلاة والسلام- من طاعة الله -جل في علاه- قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)[النساء:80]، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ".

 

ولقد تكاثرت الأدلة في كتاب الله -جل وعلا- مبينةً وجوب طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولزوم ما جاء به -عليه الصلاة والسلام- وأن ذلك من طاعة الله -جل في علاه-؛ يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[النساء:59]؛ والرد إلى الله: الرد إلى كتابه، والرد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الرد إلى سنته -عليه الصلاة والسلام-.

 

ويقول الله -جل وعلا-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر:7]، ويقول الله -تبارك وتعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63]، ويقول -جل وعلا-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65]، والآيات في هذا المعنى يا معاشر المؤمنين كثيرة.

 

عباد الله: لنعظّم سُنة نبينا -عليه الصلاة والسلام-، ولنعظم أحاديثه -صلى الله عليه وسلم-، وعند سماعنا لأحاديثه لا يكون سماعنا لها كسماع أحاديث آحاد الناس، فإنها أحاديثٌ معظمة لها شأنها؛ فإنها وحي من الله وتنزيلٌ منه -جل في علاه-.

 

عباد الله: ولقد حذَّر النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- من أقوامٍ ألهتهم الدنيا وغرهم الشِّبع فصاروا لا يرفعون بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسا، ولا يقيمون لها وزنا، ولا يلقون لها بالاً؛ ففي المسند عن أبي رافع -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا نَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ".

 

عباد الله: هؤلاء أناسٌ ألْهتهم الرفاهية والشبع، ولهذا جاء في بعض الأحاديث قال: "رَجُلٌ شَبْعَانُ"؛ ألهتهم الرفاهية والشبع وألهاهم نعيم الدنيا عن نعيم السنَّة المأثورة والأحاديث المروية عن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- فأصبحوا يردُّونها بأهوائهم الردية وشبُهاتهم الفاسدة وعقولهم الكاسدة؛ يروى لهم حديثُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيردونه ولا يقبلونه!! لا لشيء إلا لأنه لا يوافق أمزجتهم وأهواءهم، ولا يتفق مع عقولهم أو تجاربهم وتخرصاتهم؛ وهذه -عباد الله- مصيبةٌ عظمى وهلاكٌ كبير، وقد تقدم معنا قول الله -تبارك وتعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63] والفتنة: زيغ القلب وهلاكه عياذًا بالله.

 

أيها المؤمنون عباد الله: لنعظِّم نبينا -صلى الله عليه وسلم-، ولنعظم سنته -عليه الصلاة والسلام-، ولنتلقى كل ما جاء عنه بالتسليم والقبول؛ فإنه -عليه الصلاة والسلام- مبلِّغ عن الله وطاعته من طاعة الله -جل في علاه-.       

 

اللهم يا ربنا وفقنا أجمعين لتعظيم السنة واتباع هدي إمام الأمة وخير عبادك محمد -عليه الصلاة والسلام-، اللهم واهدنا إليك صراطًا مستقيمًا، وأعِذنا من البدع والأهواء إنك سميع الدعاء وأهل الرجاء وأنت حسبنا ونعم الوكيل.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 أما بعد عباد الله: اتقوا الله تعالى.

 

عباد الله: لقد كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يقول في خطابته العامة وتوجيهاته العظيمة وفي نصحه لعباد الله، يقول كلما خطب الناس: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".

 

 وفي حديث العرباض وهو في السنن ومسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".

 

فعلينا عباد الله بلزوم سنته الغراء، واتباع هديه المبين، ولزوم صراطه المستقيم، ولنحذر من البدع بأصنافها والأهواء بألوانها، ولنستعن بالله ولنتوكل عليه في طاعته -جل في علاه- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولنستعذ به من الأهواء والبدع؛ فإن من الدعوات المأثورة: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلَاقِ وَالأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ ».

 

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً? [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكرٍ الصديق، وعمرَ الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

 

 اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال.

 

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقَّه وجلَّه، أوله وآخره، علانيته وسره، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك أنت الغفور الرحيم.

 

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا نسألك بـأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا واسع المن والفضل والعطاء اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.

 

 اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثا، هنيئًا مريئا، سحًّا طبقا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).

 

 

 

 

المرفقات

النبوية

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات