السكينة وحاجة العباد إليها

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

2024-05-17 - 1445/11/09 2024-05-23 - 1445/11/15
عناصر الخطبة
1/انتشار القلق والخوف والتوتر في عصرنا 2/عظم حاجة الناس إلى خالقهم 3/السكينة من جند الله يثبت بها عباده 4/المواطن التي تتأكد فيها السكينة 5/من مصادر السكينة وأسبابها

اقتباس

واعْلَمُوا أَنَّ السكينةَ تَشْتَدُّ حَاجَة الْعِبَاد إِلَيْهَا حَالَ الْفِتَنِ والْبَلاءِ، وَمَتَى تَحَلَّى بِهَا المَرْءُ في هذهِ المَوَاطِنِ؛ اسْتَقَامَ طَبْعُهُ، وَهَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَزَانَ عَقْلُهُ وَصَحَّ رَأْيُهُ، وَمِنْ ذَلِكَ مُصِيبَةُ المَوْتِ، وَلَنَا في نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- الْقُدْوَة الْحَسَنَة...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الْحَمْدُ للهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، ذِي الْجُودِ وَالإِنْعَامِ، وَالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ وَزَيَّنَهُ بِالْعَقْلِ وَشَرَّفَهُ بِالإِيمَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ أجمعينَ.

 

أمّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[الأحزاب: 70].

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ الحزنَ والقلقَ، والخَوْفَ والْعَنَتَ، والتَّوَتُّرَ والأَرَقَ أَعْرَاضٌ وَأَسْقَامٌ أَصَابَتْ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ، وَهِيَ نَاقُوسُ خَطَرٍ، وَنَذِيرُ شُؤْمٍ وَضَرَرٍ؛ لأَنَّهَا تَفُتُّ الْقَلْبَ، وَتُورِثُ الْوَهَنَ وتُقْعُدُ عَن الْعَمَلِ، وَتَدُلُّ عَلَى خَرْقٍ جَسِيمٍ وَفُرْجَةٍ شَاسِعَةٍ في عَلاقَةِ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ -سُبْحَانَهُ-.

 

عِبَادَ اللهِ: وَمَعَ هَذِهِ الأَسْقَام المُضْنِيَةِ والْعَوَارِضِ المُؤْذِيَةِ، تَظْهَرُ حَاجَةَ الْعبْدِ لِرَبِّهِ؛ لِيَفِيضَ عَلَيْهِ بِطُمَأْنِينَةٍ وَسَكِينَةٍ تُعِيدُ لِلْقَلْبِ الْهُدُوءَ بَعْدَ اضْطِرَابٍ، وَتُعِيدُ لِلنَّفْسِ السُّكُون بَعْدَ هَلَعٍ وارْتِيَابٍ؛ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)[الفتح: 4].

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: والسَّكِينَةُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، يُثَبِّتُ بِهَا أَنْبِيَائَهُ، وَيَنْصُرُ بِهَا أَوْلِيَائَهُ فَهَذَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- تَرَاهُ فِي أَشَدِّ المَوَاقِفِ، وَأَحْلَكِ الأَزَمَاتِ، مُطْمَئِنًا ثَابِتًا، عَلَيْهِ مِنَ اللهِ سَكِينَةٌ وَوَقَارٌ، يُصَوِّرُ الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا)[التوبة: 40].

 

عِبَادَ اللهِ: وَقَد امْتَنَّ اللهُ -عزَّ وجلَّ- عَلَى المؤْمِنِينَ يَوْمَ حُنَيْن بَعْدَ أَنْ زَلَّتْ الأَقْدَامُ، واخْتَلَّتْ الصُّفُوفُ، وضَاقَتْ بِالرُّوحِ النُّفُوسُ، جَاءَ الثَّبَاتُ وَالطُّمَأْنِينَة، وَالْهُدُوءُ والسَّكِينَةُ مِنَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بِقَوْلِهِ: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)[التوبة: 26]، فَهَدَأَتْ الْقُلُوبُ، وَرَسَخَتْ الأَقْدَامُ، وانْتَظَمَتْ الصُّفُوفُ، وَتَحَوَّلَ الفَرُّ إلى كَرٍّ، والْهَزِيمَةُ إِلَى نَصْرٍ.

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: والسَّكِينَةُ طُّمَأنِينةٌ وسُكُونٌ يَقْذِفُهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في قَلْبِ الْعَبْدِ عِنْدَ اضْطِرَابِهِ وَخَوْفِهِ؛ فَلا يَنْزَعِجُ بَعْدَ ذَلِكَ لمَا يَرِدُ عَلَيْهِ، وَيُوجِبُ لَهُ زِيَادَة الإِيمَانِ وَقُوَّة الْيَقِين وَالثَّبَات، قَالَ الشيخُ عَبدُ الرَّحمنِ السَّعديّ- رَحِمَهُ اللهُ-: "السَّكينةُ مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللهِ على الْعَبْدِ فِي أَوْقَاتِ الشَّدَائِدِ والمَخَاوِفِ الَّتِي تَطِيشُ بِهَا الأَفْئِدَة، وأنَّهَا تَكُونُ عَلَى حَسَبِ مَعْرِفَةِ العَبدِ برَبِّهِ، وثِقَتِه بوَعْدِه الصَّادقِ، وبحَسَبِ إيمانِه وشجاعتِه"(تفسير السعدي).

 

عِبَادَ اللهِ: والسَّكِينَةُ مِنْهَا مَا هُوَ هِبَةٌ رَبَّانِيَّةٌ، وَمِنْحَةٌ إِلَهِيَّةٌ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُكْتَسَبٌ، يَظْفَرُ بِها المَرْءُ بِالتُّؤَدَةِ وَالتَّأَنِّي، وَالصَّبْرِ وَالتَّرَوِّي، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْم"(الزهد لوكيع بن الجراح).

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَهُنَاكَ مَوَاطِنُ وَصُوَرُ يَتَأَكَّدُ فِيهَا التَّحَلِّي بِالسَّكِينَةِ في حَيَاةِ المسلمِ وَمِنْهَا:

أولًا: السَّكِينَةُ في المَشْيِ إلَى الصَّلاةِ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أُقيمَت الصَّلاةُ فلا تَأْتُوهَا تَسْعَونَ، وأْتُوهَا تمشُونَ وَعَلَيْكُم السَّكينةُ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

ثانيًا: السَّكِينَةُ عِنْدَ الْقِيَامِ إلى الصَّلاةِ، قالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "لا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي وَعَلَيْكُم السَّكينةُ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

ثَالثًا: السَّكِينَةُ في الْحَجِّ، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- في يَوْمِ عَرَفَةَ سَمِعَ وَرَاءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا وَضَرْبًا وَصَوْتًا للإبلِ؛ فأشارَ بسَوطِه إليهِمْ وقالَ: "أيُّها النَّاسُ، عليكم بالسَّكينةِ"(أخرجه البخاري).

 

رَابعًا: السَّكينةُ في المشيِ بَينَ النَّاسِ، (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)[الفرقان: 63].

 

عِبَادَ اللهِ: والنَّاسُ في حُصُولِ السَّكِينَةِ وَالتَّحَلِّي بِهَا عَلَى قِسْمَيْنِ:

قَوْمٌ مُطْمَئِنُّونَ بِمَا مَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِنْ مَالٍ وَمَتَاعٍ وَسُلْطَانٍ، فَسَكَنُوا إِلَيْهَا، وَرَضُوا بِهَا، قَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[يونس: 7 - 8]، فَهَؤُلاءِ وُكِلُوا إِلَى مَا رَكَنُوا إِلَيْهِ.

 

وَالْقِسْم الثَّانِي: قَوْمٌ امْتَلأَتْ قُلُوبَهُمْ حُبًّا للهِ -عزَّ وجلَّ-؛ فَغَمَرَهُم اللهُ بِالسَّكِينَةِ، فَهَؤُلاءِ تَجِدهُم مُطْمَئِنِّينَ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ، صَابِرِينَ في الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ، لا يُزْعِجُهُم تَقَلُّبُ الأَحْوَال، ولا يَضُرُّهُم غَلاءُ الأَسْعَارِ، ولا يُخِيفُهُم قُرْبُ الآَجَالِ؛ ليقينهم بوعْدِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- وَمَعِيَّتِهِ لأَوْلِيَائِهِ، فَهُم بِاللهِ مُطْمَئِنُّونَ، وَعَلَيْهِ مُتَوَكِّلُونَ، وَبِوَعْدِهِ مُؤْمِنُونَ، فَهَؤُلاءِ يَكُونُ جَزَاؤُهُم سَكِينَةً وَبَرْدًا يَقْذِفُهُ اللهُ في قُلُوبِهِم عِنْدَ الشَّدَائِدِ والابْتِلاءَاتِ.

 

أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح: 18].

 

 بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:

 

الْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالمِينَ، هَدَانَا بِفَضْلِهِ إلى دِينِهِ الْقَوِيمِ، فَبَيَّنَ لنَا السُّبُلَ، وشَرَّفَنَا بِخَيْرِ الرُّسُلِ، ورَفَعَنَا بِالقُرْآنِ إلى أَعْلَى المُثُل، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إلى يومِ الدِّينِ.

 

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واعْلَمُوا أَنَّ السكينةَ تَشْتَدُّ حَاجَة الْعِبَاد إِلَيْهَا حَالَ الْفِتَنِ والْبَلاءِ، وَمَتَى تَحَلَّى بِهَا المَرْءُ في هذهِ المَوَاطِنِ؛ اسْتَقَامَ طَبْعُهُ، وَهَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَزَانَ عَقْلُهُ وَصَحَّ رَأْيُهُ، وَمِنْ ذَلِكَ مُصِيبَةُ المَوْتِ، وَلَنَا في نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- الْقُدْوَة الْحَسَنَة، لمَّا تُوُفِّي وَلَدُهُ إِبْرَاهِيم ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ: "تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَلَوْلا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ، وَمَوْعُودٌ جَامِعٌ؛ وَأَنَّ الآَخِرَ مِنَّا يَتْبَعُ الأَوَّلَ، لَوَجِدْنَا عَلَيْكَ يَا إبراهيمُ وَجْدًا أشدَّ ما وجَدْنا، وإنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ"(أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني).

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَمِنْ أهمِّ مَصَادِرِ السَّكِينَةِ وأَسْبَابهَا:

الإقبالُ على كتابِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-؛ فهوَ مَوْرِدٌ للسكينةِ لا يَنْضَبُ، ومَصْدَرٌ للطُّمَأْنِينَةِ لا ينقضي، ففي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حديثِ الْبَرَاءِ بن عازبٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّهُ قالَ: "كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمّا أصْبَحَ أتى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: "تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

ومِنْ أَسْبَابِ السَّكِينَةِ: صِدْقُ اللُّجُوءِ إلى اللهِ -عز َّوجلَّ-، وخَاصَّةً في الشَّدَائِدِ والمِحَنِ، فقَد كانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ بِقَوْلِهِ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحَليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَواتِ والأرضِ، ورَبُّ العرشِ العظيمِ"(أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم).

 

أَسْأَلُ اللهَ -عزَّ وجلَّ- أَنْ يُجَنِّبَنَا الْفَوَاحِشَ وَالْفِتَن، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى بِلادِ الْحَرَمَيْنِ أَمْنَهَا وَإِيمَانَهَا، وَعِزَّهَا وَرَخَاءَهَا يَا رَبَّ الْعَالمِينَ، اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَيْنِ سلمانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الْعَافِيَةِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ، واجْعَلْهُ مُبَارَكًا أَيْنَمَا حَلَّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ، وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المرفقات

السكينة وحاجة العباد إليها.doc

السكينة وحاجة العباد إليها.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات